دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 42

الموضوع: حكايات زورك نيميسيس ..وقصص عن الجن والعفاريت ...يمنع الدخول للأطفال

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    حكاية بو


    "لازلت أذكر إدجار آلان بو .. ذلك الصبي الذي ماتت أمه ثم مات أبوه ..ثم مات أخوه الأكبر وجُنت أخته الصغيرة "


    ليلة مظلمة هي .. باردة .. لها فحيح كفحيح ألف أفعى غاضبة .. لا يأتيها نور .. إلا على هيئة ظلال أتت لتدهن جدران الغرفة وتزيدها ظلاما .. أحاول أن أكتم سعالي .. لأنني أشعر بطعم الدماء إذا سعلت .. بل هي دماء حقيقية .. دماء صدري .. كنت أسعل دما .. فقراء معدمين كنا .. نبذل جهدا حقيقيا لنعيش بآدمية كبقية بني الإنسان ; ننام على فرش و نشرب في أكواب ... نستر أجسادنا ... ونستر أقدامنا .

    أمام تلك النافذة المغلقة بإحكام كان يقف .. ينظر سارحا من خلالها لسماء لا يدري بم تهمس له بالضبط ... يسمع سعالي فيستدير ... ويتنهد .. ويقترب إليَ ... يضم معطفه الموضوع على جسدي محاولا ألا يجعل للبرد فرجة إلى صدري .. لكن قدماي و ساقاي يرتجفان .. أراه ينظر إلىً بتلك الملامح المميزة التي يمتلكها ... و كفه يمتد إلى جبيني ... أحيانا كثيرة يشعرني حنانه وحده بالدفء .. فأنظر له برضا .. و أبتسم بشحوب .

    أتذكر لما قابلته لأول مرة في حياتي .. كنت طفلة في السابعة .. أتى إلى بيتنا عندما لم يبق له مكان آخر يذهب إليه .. أمي ماريا هي عمته .. وهي تعمل خياطة فقيرة في بالتيمور و بالكاد كانت تجد مصروفات منزلها .. بالرغم من هذا فهو لما دخل إلى بيتنا ، كانت سعادتها به لا توصف ... تلك كانت أول مرة أرى فيها إدجار .. إدجار آلان بو .

    كانت طفلة
    وكنت أنا طفلا
    في هذه المملكة قرب البحر
    تحاببنا بحب كان أكثر من حب
    أنا .. و آنابيل لي


    كان في العشرين من عمره .. لم أكن أعي عنه إلا أنه ابن عمي الذي توفيت أمه و توفي أبوه .. وهو هنا ليعيش معنا في هذا المنزل .. كانت له ملامح من الطراز الذي يجعلك تنظر لها مرارا بلا سبب واضح .. ملامح خلق فيها الحزن قبل أن تخلق ... كنت دائما أحدق في ملامحه لفترات طويلة كطفلة لا تكترث بإخفاء إعجابها.. كان ينظر إلى وقتها ويبتسم .. ربما كنت أنا الشيء الوحيد في هذا العالم الذي استطاع جعل هذه الملامح تبتسم .

    عدت أسعل دما مرة أخرى .. نظر إليٍَِِ بيأس وقلة حيلة .. ثم إنه نظر وراءه على الأرض إلى القط الذي كان يتثاءب في كسل و يموء في جوع.. رأيت إدجار يقوم من مكانه فجأة ويحمل القط .. ثم يقترب مني ... ثم يزيح تلك الملاءة الرقيقة عن صدري بهدوء .. ثم يضع القط على صدري .. كنت مندهشة .. لكن كفه كانت تمسح على شعري بحنان لو خرج من قلبه إلى الدنيا لملأها نورا و ضياء .. ثم نظر إلى القط الرابض على صدري والذي كان يحاول النزول لكن إدجار يمنعه .. و أخذ يمسح على رأس القط حتى نام .. نام على صدري .. ثم ضم إدجار علَيَ ذلك المعطف الذي كنت أرتديه .. ونظر إليَ بابتسامة وقال لي .. " عسى أن ينجح هذا القط التعيس في تدفئة هذا الصدر الجميل "

    هذا الموقف أتذكره كل ساعة .. ولا أنساه أبدا .. كان إدجار يعشقني .. كنت أشعر أنه يود لو يخرج روحه و يهديها إلي َ .. لم يكن يريد أن يفقدني بعد أن فقد كل شيء في حياته .. ولما كان يزورنا زائر في بيتنا للسؤال عني ، كان إدجار يصر أنني لست مريضة و أن كل ما لدي مجرد تمزق بسيط في أحد شراييني سرعان ما سيشفى .


    أصدقاء آخرون قبله طاروا
    وهو غدا سيتركني
    كما مضت جميع آمالي من قبل


    منذ أربعة و ثلاثين عاما كان إدجار يقف نفس الموقف .. لكن الراقدة على السرير تسعل كانت أمه إليزا .. كان وقتها في الثانية من عمره .. لا يفقه شيئا لكنه يشعر بحزن طفل يرى أمه تتألم وتبكي ... كان في تلك الغرفة التي لم تكن تختلف عن هذه الغرفة الفقيرة .. يقف هو و أخوه ويليام ذو الأعوام الأربعة بينما أخته الصغيرة روزالي تزحف على الأرض ... ظلت الأم تسعل وتنظر إلى أطفالها وتبكي.. كانت تحدث ويليام بصعوبة .. ثم رآها إدجار تنام .. ولم يرها إدجار ثانية ... لم يكن يدرك أن أمه قد ماتت .

    كان أبوه قد مات أيضا قبل أمه بشهور ... هو حتى لا يعرف أبوه .. ولا يعرف شخصا يتذكر أبوه .. كأنه لم يكن ... تفرق الأبناء بعد موت أمهم .. ويليام ذهب إلى أقاربهم في بالتيمور.. وروزالي الصغيرة أخذتها عائلة أخرى في بالتيمور و تبنتها .. أما إدجار فقد تبنته امرأة عقيمة لا تلد تدعى فرانسيس .. فرحت به فرحا كبيرا و تولت تربيته كما لو كان ابنها .

    ربت مسز فرانسيس إدجار الصغير حتى العشرين من عمره .. كانت تعطف عليه جدا و تحبه من قلبها .. لكن زوجها آلان كان يكرهه .. ويرفض محاولاتها المستميتة لتبنيه.. وفي ليلة من تلك الليالي التي لا تنسى فارقت السيدة فرانسيس الحياة .. في تلك الليلة شعر إدجار بشعور مألوف ... شعور تشعر به عندما تتركك أمك وحيدا في الدنيا .. شعر به مرة وهو ابن سنتين .. و هاهو يشعر به الآن مرة أخرى .

    تحفر كل جذوة ظلا على الأرض لها وهي تموت
    وكم تمنيت أن يأتي الصباح
    عبثا


    بعد سنتين تقريبا من مجيء إدجار إلى بيتنا سمعنا عن مرض أخوه ويليام بالسل .. كان هذا الخبر يبدو مثل القشة التي قسمت ظهر إدجار .. كنت أرى تلك الملامح الحزينة تبكي .. وفي ذات يوم ذهبنا معه لزيارة ويليام .. كان نائما على ذات السرير الذي كان يتشاركه مع إدجار في طفولتهما ... وكان ويليام يسعل ويسعل بقوة .. و إدجار يخفي عينيه ... حتى انتهى سعال ويليام .. لم يجرؤ إدجار على فتح عينيه .. في تلك اللحظة كان أخوه ويليام أيضا قد فارق الحياة .

    مرت سنوات على تلك الحادثة .. حتى أتى ذلك اليوم الذي ذهب إدجار فيه لزيارة العائلة التي تبنت أخته الصغيرة روزالي .. لم يكن قد رآها منذ موت ويليام .. استقبلته العائلة المتبنية بابتسامات من النوع الذي لا يريحك عند رؤيته .. كان يريد رؤية روزالي ... وكان يبدو أنهم يخفون عليه أمرا ما .. ارتفع توتر إدجار إلى أقصاه و هم يماطلون في الإجابة عن حال روزالي و أخذ يصرخ فيهم كالمجنون ... لم يكن ليتحمل لو عرف أنها تركته هي الأخرى ... كان سيقلب هذه الدنيا رأسا على عقب .. لكن العائلة هدأت من روعه و قالوا له أن أخته روزالي تتمتع بصحة جيدة .. لكنها حاليا تقيم في مكان أكثر أمنا .. مستشفى الأمراض العقلية .


    انهار إدجار .. وسقط على الأرض يضربها بقبضتيه .. لم يكن لبشري أن يتحمل كل هذا ... ليس هذا فقط .. بل كانت هناك أيضا صدمة عاطفية مرت به منذ فترة ليست بالقليلة و هزت أوصاله ... كان يحب فتاة تدعى ساره رويستر تدرس معه في جامعة فيريجينيا .. لكنه اكتشف فجأة أنها لم تعد تريده بعد اليوم و أنها تزوجت من أول رجل ثري طلبها للزواج ... لذا رأيت بعيني إدجار الذي لم يكن قد أكمل الخامسة و العشرين من عمره ينهار .. وكنا نهون عليه نواسيه خشية أن يقتل نفسه .

    لازلت أسعل الدم .. كان سعالي يبدو كالصراخ المتقطع .. وهناك وقف إدجار آلان بو ينظر إليَ .. لازلت أذكر ذلك اليوم الذي طلب فيه من أمي الزواج مني و أنا لم أبلغ الثاثة عشر .. أمي ماريا وافقت بفرحة غامرة و كأنها كانت تنتظره ... كان فقيرا جدا .. ودائما سيتذكره التاريخ بأنه كان أول شاعر و كاتب يعتمد على كتاباته كمصدر رزق وحيد له لم يجرب غيره... تلك الكتابات التي لم يهتم بها أحد في حينه .. أذكر أن أكبر جائزة فاز بها كانت مائة دولار في أحد المجلات التي يرسل إليها أعماله .

    كان إدجار دائما ما يمسك يديً بتلك اليد الدافئة التي يمتلكها ويهمس لي ألا أتركه وأرحل .. و أن أتمسك بالحياة ... و دفئه هذا وحده هو الذي جعلني أقاوم لفترة طويلة رغم القحط الذي كنت أعيش فيه .. كنت أحبه .. أعشقه .. لكنني في ذات ليلة .. عرفت أن لحظتي قد حانت .

    همست باسمه في خفوت .. التفت إلي من بين همومه وهرع إلي ممسكا بيدي .. قلت له أنني أحببته .. منذ كنت في السابعة من عمري ... اتسعت عيناه الحزينتين في قلق وترقرقت بالدموع ... همست باسمه مرة أخرى ... نظر إلي من بين دموعه ... لم يعرف أبدا ما كنت أريد أن أقوله له .. لأنني لم أعد معه .. كنت قد تركت له الغرفة وحيدا ينادي علي ..وسمعت نحيبه و أنا أحلق بعيدا .



    يا هذا النبي أيها الشرير
    طيرا كنت أو إبليسا أو نبيا
    بحق هذه السماء فوقنا
    بحق رب واحد نعبده أنا و أنت
    قل لروح يسحق الحزن حشاها
    هل أستطيع أن أضم الغادة القديسة التي يسميها الملاك لينور ؟
    أعانق الطاهرة المشعة التي يسميها الملاك لينور ؟
    قال الغراب
    أبدا بعد اليوم

    لم يقدر إدجار حتى أن يوفر نفقات دفني .. لكن الجيران تطوعوا للقيام بهذا الأمر .. وعاش وحيدا من بعدي .. و أصبح يكتب بغزارة .. وكأن الكتابة ستعيد له ما فقده .. كتب عني قصيدتين .. وفي كل واحدة منهما سماني باسم قال أن الملائكة تسميني به .. فكنت "لينور" في قصيدة سماها "الغراب" .. و آنابيل لي في قصيدة بنفس الاسم ... إدجار كان زعيما للقصائد الرومانسية و قصص الرعب والغموض القصيرة .. وحتى القصص البوليسية .. كان بارعا جدا في كتاباته .. الذوق الأمريكي زعم أن كتاباته كانت مليئة بالفوضى و الغموض .. لكن الذوق الفرنسي فهمه و تذوقه و ترجم جميع أعماله .


    في هذه المملكة قرب البحر
    هبت ريح من غمامة في الليل
    قضت على آنابيل لي
    فجاء أقاربها النبلاء
    وحملوها بعيدا عني
    ليدفنوها في قبرها
    في هذه المملكة قرب البحر

    حاولت مرات في صغري و هو في بيتنا أن أقر كتاباته .. رأيت مرة شعرا كتبه عنوانه " الأعراف " .. قرأت بعضه لكني لم أفهم شيئا .. لم أعلم أنني قد وقعت على القصيدة التي كتبها إدجار آلان بو في سن الخامسة عشرة من عمره والتي قلما يفهمها الكبار عند قراءتها .. كانت تتحدث عن شيء غريب ... تتحدث عن أناس واقفين في مكان يدعى الأعراف .. و أنهم تساوت خطاياهم مع حسناتهم .. لا يعلمون إلى أي المصيرين سيكون مآلهم .. إلى النار .. أم إلى الجنة .. كانت كل معلومات القصيدة مستقاة من سورة الأعراف في القرآن الكريم ... وتلك كانت أطول قصيدة كتبها إدجار في حياته.


    لا يسطع ضياء القمر إلا و يجلب لي الأحلام
    عن آنابيل لي الجميلة
    ولا تلتمع النجوم دون أن أرى فيها
    عيني آنابيل لي الجميلة
    وهكذا أقضي الليل مسهدا
    وأرقد بجوار حبيبتي .. حياتي .. عروسي
    في ضريحها بجوار البحر
    في قبرها بجوار البحر


    بعد سنوات مضت بثقل .. في أحد شوارع بالتيمور بعد منتصف الليل .. كان يمشي رجل يدعي جوزيف والكر بهدوء متجها إلى منزله ... لكن مشهدا استوقفه وجعل عينيه تتسعان ... رجل فقير في حالة يرثى لها ملقى على الأرض .. كان يبدو يائسا بائسا وكأنه خرج من بين تراب هذا الشارع المقفر .. كان يحتاج لإسعاف عاجل .. طلب جوزيف الإسعاف وتم نقل الرجل إلى مستشفى كلية واشنطن القريبة .. و مدفوعا بالشهامة وحدها تابع جوزيف الرجل وهو في المستشفى للاطمئنان عليه ... كان الرجل أبعد ما يكون عن التمسك بالحياة ... وحاول المسعفون كل ما أمكنهم .. بلا فائدة .. يقول جوزيف أنه سمع الرجل ينادي بخفوت و يقول " يا إلهي .. ساعد روحي المسكينة يا إلهي " ثم فارق الحياة .

    - هل تعرف اسم هذا الرجل يا مستر جوزيف ؟
    - لا .. لقد وجدته ملقى في الشارع يتلوى
    - دعني أر هنا .. هذه الأوراق التي يحملها .. هذا هو اسمه .. حسنا شكرا لك مستر جوزيف
    - ماذا هو اسمه ؟
    - إنه يدعى بو .. إدجار آلان بو .. هل مرعليك الاسم يا مستر جوزيف ؟
    - لا .. كان فضولا ليس إلا .

    لم يعرف حتى الآن السبب الحقيقي لوفاة إدجار آلان بو .. لكن سجلاته الطبية تشير إلى أنه يحتمل أن يكون من الخمر أو الكوليرا أو الذبحة الصدرية أو حتى السل .. ليس هناك شخص يعرف تحديدا .. أعلنت وفاته بعد يومين في الجريدة المحلية و تم دفنه في الميريلاند في بالتيمور .. استغرقت جنازته بالضبط ثلاثة دقائق في جو بارد و أجواء مقبضة .


    حمدا لله
    قد انتهى الخطر .. وولى المرض الطويل
    وانتهت الحمى التي يسمونها "الحياة"
    أعرف أن قواي قد فارقتني
    وأنني عاجز عن تحريك عضلة واحدة
    لكن هذا لا يهم
    أشعر أنني أفضل حالا بكثير
    لقد سكن كل هذا الأنين والعواء والتنهد و البكاء
    ومعها سكن ذلك الخفق الرهيب في القلب
    لقد انتهت الحمى التي يسمونها "الحياة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي


    حكاية رجل الظلام

    هل تجرؤ يا سيدي على الاتصال ب 777 بعد منتصف الليل ؟ .. إذا كنت تجرؤ فأنت يا سيدي رجل شجاع جدا .. وإني لأحسدك على موهبتك هذه

    جريدة آي جازيت التركية ... 12 مايو ... 1995
    تم في مساء الأمس الثلاثاء اكتشاف جثة الطفل إرهان سلمان في جانب الطريق السريع إسطنبول – إيسينكوي .. كان أهل الطفل قد أعلنوا عن اختفائه منذ خمسة أيام كاملة ... وقد أسفرت تقارير الطب الشرعي عن رأي يقول أن القاتل قد خنق الطفل بوضع رأسه في كيس من البلاستيك السميك ... وقد أكد الطبيب أيضا أن الطفل إرهان قد تم اغتصابه بعنف شديد .. وتشير تقارير وتحريات قسم شرطة أوسكودار أن هذه هي الجثة الثالثة لطفل في نفس العمر .. فقد سبقه الطفل جلال كورت بعدة أسابيع .. وقبله دورسان حبيب ... وكلهم بنفس الأعمار وقتلوا بنفس الطريقة السادية .. مما يشير إلى وجود قاتل طليق في إسطنبول منذ أكثر من شهر ... وأكد رئيس الشرطة السيد عيسى كادري أن القسم يبذل قصارى ..................

    جريدة إستانبولوم .... 20 مايو ... 1995

    تواصلت أعمال سفاح الأطفال الذي اصطلح الأهالي على تسميته ب ( أكشام باي ) – ترجمتها هي رجل الظلام بالعربية - .... وفي هذه المرة فقدت الطفلة إسراء كوتشا منذ يومين .. وتعقد الشرطة حملات مكثفة للبحث عن الطفلة التي بدت والدتها في أسوأ حالاتها أمس ... وأكد جهاز الأمن أن ...........

    إعلان في مدرسة أوزيل إيريشيم الابتدائية ...

    على جميع طلاب المدرسة مراعاة مايلي :

    1 – لن يسمح بانصراف أي طالب إلا مع ولي أمره مهما كانت الظروف وتدعو المدرسة الطلاب للاشتراك في باص المدرسة الذي تم تخفيض تكاليفه كثيرا بأمر من الإدارة ..
    2- يمنع منعا باتا الخروج من المدرسة لأي سبب كان .. وكل من يفعل ذلك خفية تعتبر المدرسة غير مسؤولة عنه أمام ولي أمره ..
    3 – يمنع منعا باتا التأخر عن طابور المدرسة دقيقة واحدة .. وكل من يفعل ذلك سيضرب أمام جميع الطلاب عشر ضربات على يده .... ولا تقبل أي أعذار ..

    كنا نحن كما رأيتنا من قبل في حكاية تحضير الأرواح .. أنا وهشام .. سارة ونورهان .. بتول وشقيقها علي .. و ولد أصلع ذو عيون خضراء يدعى مظفر .... وكلنا في مدرسة أوزيل الابتدائية التي تقع في نهاية شارعنا .. إنها تحتاج لخمس دقائق بالضبط من المشي العادي حتى نصل إليها من بيوتنا المتجاورة .. إسراء كوتشا .. طفلة في التاسعة من عمرها كانت تسكن في الشقة التي تعلونا مباشرة .. ولاريب أنك قد قرأت خبر اختفائها مثلنا في جريدة إستانبولوم .. والدتها في حالة مزرية وهي تشتري كل الجرائد حتى المغمورة منها وتقرؤها كلها حرفا حرفا متوجسة شرا ... الشرطة بدأت تفقد ثقة الناس فيها .. فليس أغلى على الإنسان من ذريته .. وكنا نحن نعيش وسط كل هذا الخضم .

    لم نكن نحب إسراء .. بل إذا شئت الدقة كنا أعداءها الأزليين .. لكننا لم نكن نحب أبدا أن نقرأ خبر العثور على جثتها الذي يبدو أنه سيظهر بين ليلة وضحاها .. إن الرعب اجتاح اسطنبول بشكل لم يسبق له مثيل قبل الزلزال الشهير .. كانت إسراء معنا في نفس المدرسة .. بل إنها معي في نفس الفصل .. و آخر مرة شوهدت فيها هي خارج المدرسة تتسكع مع بعض الشبان الذين تهوى التسكع معهم دائما .. ثم لم يرها أحد بعد ذلك .. التحقيق مع الشبان لم يسفر عن شيء .. فقد قالوا أنها غادرتهم بعد أن زاروا محل أوتومان للآيس كريم .. كانوا معتوهين كلهم .. لذا يسهل تصديقهم .. لم نكن نحب إسراء .. لكننا كنا نفتقدها ... نفتقد ضحكتها السمجة وهي تخبيء كتابي في درجها وأنا أكاد أجن باحثا عنه في كل مكان خوفا من الاستاذ الشرير .. ثم وعندما أصل للنهاية تظهر هي مبتسمة متظاهرة بالبراءة ( هل هذا كتابك ؟ ) ..


    دعني أعرفك بفصلنا السخيف لأدخلك في جو مدرستنا الكئيبة ذات المباني الحمراء .. والتي صارت أكثر كآبة بعد تلك الأحداث .. أنا أجلس عادة في المقدمة في الجهة اليمنى ... في الصف الثاني من الجهة الوسطى تجلس نورهان و بتول متجاورتين .. ذلك الأصلع الذي بجانبي هو مظفر .. وأنا لم أر أصلعا بهذه الوسامة من قبل .. في الصف الأخير من الفصل تجلس – كالعادة في أي مدرسة تحترم نفسها – شلة السوء الأبدية .. أوندير .. وهو فتى يملك جسدا كالصخر ويبدو شريرا .. ولا يخلو من مثله أي فصل في العالم حتى في الصومال حيث تنعدم الأوزان الثقيلة .. بجانبه فتى خبيث يدعى جيهان – وجيهان اسم رجل في تركيا - .. وهناك مقعد خال في الصف الأخير .. خال منذ ثلاثة أيام بالتحديد .. مقعد إسراء .. إسراء الشريرة .


    فجأة وجدوا إسراء ... الحمقاء تاهت في اسطنبول بعد أن ركبت ( أوتوبيس ) يذهب إلى تلة تشاملجا الساحرة وهي تظن ان بإمكانها العودة بنفس الوسيلة .. كنت دائما أفتح نافذتي لأصغي لصرخاتها ووالدتها تضربها ضربا مبرحا لم تكن لتتلقاه من مختطفها لو أنها اختطفت .. لم أعرفك بنفسي بعد .. فأنا أرى وجوها جديدة هاهنا لم تقرأ حلقة الرعب منذ بدايتها ... أنا هنا أدعى أهميت .. وهو النطق التركي لكلمة أحمد .. لكنهم يعجزون عن الحاء ويتجاهلون الدال .. في التاسعة من عمري الآن .. وكما ترى فهذا فصل كل من فيه هو في التاسعة من عمره .. وفي هذا الفصل ظهر رعب من نوع جديد .. ظهر رجل الظلام .... أكشام باي ..


    مر شهر كامل على أحداث الاختطاف ... ولم يسمع عن ضحية أخرى .. مع ان رجل الظلام لايزال حرا طليقا .. وهنا وفي مدرسة كمدرستنا ... مليئة بالمعتوهين والمفكرين والفلاسفة و والمدعين .. مزيج نادر لن تجده إلا لدينا .. في مدرسة كمدرسة أوزيل هذه كانت لابد أن تظهر إشاعة .. بل إشاعات تخص رجل الظلام .. يقول أوندير الضخم أنه صديق شخصي له رغم أنه كان يبكي كالبرغوث خوفا عند اختفاء إسراء ... يقولون أيضا أن رجل الظلام هو نفسه مدرس الرياضيات المرعب الذي يذكرك بفرانكشتاين ...


    لكن هناك إشاعة أخرى أشد وطأة بدأت من مكان ما وانتشرت في اسطنبول كلها .. وأتت إلى مدرستنا مؤخرا ... هذه الإشاعة تقول باختصار أن رجل الظلام لا يعمل على هواه .. إنه يأتي بالطلب .. أي أن الضحية هي التي تطلبه ليأتي ويقتلها ... و أن الرقم الذي طلبه جميع ضحاياه قبل موتهم هو 777 ... وهو لا يعمل إلا بعد منتصف الليل .. إشاعة غريبة ... صدقها جميع أطفال تركيا .. وأصبحوا يهابون هذا الرقم بشدة .. وبعض المعتوهين الكبار - بسبب ضخامة الإشاعة - منعوا أطفالهم من استخدام التليفون نهائيا برفعه عن الخدمة ... إن رجل الظلام أرعب اسطنبول .. علمهم أن يفعلوا أي شيء مهما بدا مبالغا فيه لحماية أطفالهم ... فالحذر أفضل من وقوع المصيبة ... وبعض الحذر لن يضر أحدا ..


    لم أكن أصدق هذه التفاهات أبدا .. رغم أنني في التاسعة من عمري إلا أنني كنت أعرف ان هذا كله سخف .. هل يسهر أكشام باي بجانب هاتفه بعد منتصف الليل كل يوم منتظرا أن يعطف عليه أحد ويتصل به من الأطفال ؟ .. ياله من عمل شاق ذلك الذي يعمله أكشام باي ... ذات يوم فتحنا الدليل وبحثنا فيه عن رقم 777 علنا نجده .. فهو قد يكون رقم المطافيء أو الإسعاف ... أو مؤسسة التعاونيات الإصلاحية أو الإصلاحات التعاونية أو أي اسم من هذه الأسماء التي لا نهاية لها أبدا ...لكنه لم يكن موجودا ... إن مطلق الإشاعة ليس أحمقا ... لابد أنه بحث في الدليل جيدا هو الآخر ... وهنا جاء سؤال بتول الشريرة لنا كالصاعقة .. من منكم يجرؤ على الاتصال بهذا الرقم بعد منتصف الليل ؟ ..


    وهنا أود لفت انتباهكم إلى نقطة هامة .. إن بتول هي أميرة الفصل كله بلا أي منازع .. جذابة لدرجة أن أوندير وجيهان الشريران قد فعلا المستحيل لنيل رضاها دائما ... لكنني كنت أعلم أنها لي أنا .. لي وحدي .. أذكر تلك المرة في عيد ميلادي عندما كنت أنظر من النافذة إلى الثلوج التي غطت كل شيء .. أذكر أنها انسلت بخفة من ورائي و همست في أذني I Love You ثم هربت كالثعبان فلم أرها إلا غدا .. وقد تركت لي هدية متواضعة .. كنت أعرف أنها لي أنا وإن كنا لم نتحدث في الأمر أبدا ... إن حياة الأطفال من التاسعة وحتى الثالثة عشر هي أروع حياة ستكون قد عشتها في عمرك كله .. لكن بتول تجاوزت الحد هذه المرة ... تريدنا أن نتصل ب 777 .. إنها تحكم على من يفعل ذلك بالإعدام .. وبخبر صغير في جريدة آي جازيت ..


    هل أجرؤ على الاتصال رغم علمي التام بأنها إشاعة ؟ ... ماذا إن كانت حقيقة ؟ ... أنا سمعت أن الإشاعات لابد لها من فتيل لتشتعل وتنتشر ... إنها لا تأتي من الفراغ ... ماذا لو كان هناك احتمال نصف بالمئة بصحة الإشاعة .... أين أذهب أنا بعدها ؟ ... كنت أتخيل رجل الظلام هو كالتالي ... رجل بملامح قاسية يرتدي عباءة سوداء طويلة ... وقبعة سوداء تشبه قبعة زورو تخفي نصف وجهه العلوي في الظلال ... إن أوندير جبن عن الاتصال رغم أنه فتوة الفصل كله ... وجيهان لازال يفكر في الأمر و يحسبها من جميع الزوايا .. هل يضحي بحياته من أجل بتول الشريرة ؟ .... أم أنه لازال لديه بعض المشاريع لينجزها ..... آه .. لقد تذكر ... لازال لم يصلح دراجته بعد ... إنه يريد تجربتها على منحدر تشاملجا الكبير .... لاريب أن النزول بها من على المنحدر المسفلت سيكون ممتعا جدا .... ينظر إلى بتول فيجدها جميلة .... تلك اللعينة .... ثم حسم أمره في النهاية ... إنه ليس بهذا الغباء .. لن يتصل ... إن أمامه حياة حافلة يريد أن يعيشها ... وسيجد ألف فتاة مثل بتول في هذا العالم .. إن مارلين مونرو تبدو رائعة ومناسبة جدا ... ماذا ؟ ... ماتت ؟ .... لا بأس ... لابد من واحدة أخرى في مكان ما ..


    أما أنا فقد حسمت أمري .... إن رجل الظلام هذا بشر مثلنا وليس كائنا أسطوريا خلق ليغتال الأطفال أمثالنا ... سأتصل به .. وسأمكث في البيت بعدها وسأغلق كل النوافذ ... وإذا كان رجلا فليصل إلي بالداخل .. لماذا اتخذت هذا القرار ؟ .... لأنه من الممتع أن تفعل شيئا لم يسبقك أحد إلى فعله من قبل .. ثم إن هذا سيضمن لي بتول إلى الأبد .. إنها تجارة رابحة إذن ... لكنني أقسم أنني خائف ... لكن ليس للحد الذي أجبن فيه على الاتصال ... إنني قلق ... ولكنني سأتخذ كل الاحتياطات ... جميع الضحايا السابقين كانوا أغبياء ولم يعلموا أن هذا الرقم يودي إلى هلاكهم ... أما أنا فأعلم ... أنا الوحيد بينهم الذي أعلم ... فأنا الوحيد الذي أستحق النجاة ... هذا إذا كان الأمر صحيحا من أساسه .

    نعم سأفعلها في هذه الليلة .... إن الجميع جالسين معي الآن بالغرفة ... التليفون أمامي ينظر لي بسخرية .. نعم ينظر لي بسخرية ويوشك أن يخرج لي لسانه قائلا بأنني لن أتمكن من رفع سماعته اليوم ... بتول تنظر لي بترقب ... سارة شقيقتي تشعر أنها ستراني آخر مرة ... هشام يبدو متحمسا .. مظفر الأصلع يجلس بجانبي .. وهو الذي سيطلب لي الرقم ليتأكد أنني لن أتلاعب بهم ... نورهان تنظر إلى الساعة لتحدد لنا ساعة الصفر ... إن حياة الطفولة كانت حافلة حقا ... وإن الذي حرم منها لسبب ما بائس حقا .. ولن يعيش مثلها في حياته كلها مهما حاول ..

    . وهنا قالت نورهان أن الوقت قد حان .... إن الساعة تجاوزت الثانية عشرة بعد منتصف الليل بثلاث دقائق .. وهنا رفعت سماعة التليفون متظاهرا باللامبالاة ... وأنا أرتجف من داخلي كضفدع خرج من بياته في ليلة ممطرة ... ترى ماذا سأسمع عندما أتصل بالرقم ... هل سأسمعه يقول ( آلو ) الشهيرة .... أم سيقول مثل الأتراك ( أفندم ) عندما يفتحون التليفون .... أم أنه لن يتكلم ... أم أنني سأجده مشغولا .... إن مظفر يبدو متشفيا ومتحمسا جدا لخراب بيتي ... إن يده تتجه إلى لوحة الأرقام وعيناه الخضراوتين تنظران إلي مباشرة ... تيت ... تيت ... تيت ... 7 ... 7 .... 7 .

    تييييت ...... تيييييت ....... تييييت ......جرس كئيب ....... تيييييييييت ...... تييييييييت ...... تشكلككل ( صوت شيء ما ) ..... وهنا سمعت صوتا غريبا مخيفا ..... صوتا لا أدري ماهو .... صوت كالفحيح ثابت لا ينقطع ..... اتسعت عيناي في رعب .... الكل ينظر إلي وقد انتقل الرعب إليهم ..... يظنون أنني أسمع رجل الظلام يهددني .... بعضهم يفكر في الفرار ......... تشكلللكمك ......... شششششششششششششششششششش ....... ماهذا الصوت ؟...... شششششششش .... هل هي رسالة ما ؟ ..... ربما هي لغة خاصة ...... وهنا سمعت صوتا عاليا جدا ...... (تيييييييييييييييت ) عالية جدا صمت أذني فرميت السماعة صارخا من الألم ...... لن أحكي لك عن حالة الحمقى الذين معي في الغرفة لأنهم كانوا في أشد حالات رعبهم ...... ماهذا الذي سمعته ؟ ..... تبدو رسالة تقول إن خراب بيتي وشيك جدا .... يالتعاستي .... لماذا تحصل لي هذه الأشياء دائما ..

    زاد هشام الأمر سوءا علي .... لن ينام اليوم معي في الغرفة كما يفعل دائما ... سيهرب إلى الصالة خوفا من أكشام باي ... سأنام اليوم وحيدا ... إنني أشم رائحة نهايتي بالفعل ... هكذا تتأتي جميع الظروف لموتي .... في البداية يتخلى عني هشام .... ثم حتما سينقطع النور في هذه الليلة المشؤومة بالذات ... ثم وبالتأكيد سيأتي إلي ويأخذني لعالم آخر ... عالم الآخرة .... نمت اليوم ليلة عصيبة جدا ..... كنت أرتجف مع أقل صوت يحدثه الأثاث حين يصدر تلك الأصوات التي لانفهم لها سببا .... الثلاجة تنطفيء وتنفتح بعد قليل لتبدأ دورتها التبريدية .... وهذا يحدث أصواتا مخيفة مفاجئة ... ماهذه الأصوات في الخارج ؟ .... لا أنفك أنظر إلى النافذة الوحيدة في غرفتي ..... إنه سيأتي منها حتما .... سأرى ظلا ما وراء هذا الستار الأبيض .... ثم سأسمع من يحاول فتح النافذة ... ثم ستمتد يد ما ....... يا إلهي ... إنني أكثر من مشاهدة أفلام الرعب حقا ....

    في الصباح التالي كانت حالتي مزرية ..... شكلي يبدو كالزومبيات تماما ... كان اليوم هو الجمعة ولا توجد مدرسة ... كم أحب هذا اليوم ... انتهينا من صلاة الجمعة ... وعدت مع ذلك الجبان هشام نتمشى إلى المنزل ... كان معنا مظفر يتحدث عن كرة القدم كدأبه دائما .... وكيف أن المدرب غبي حيث سمح للاعب مثل هون بالنزول رغم أنه لا يفقه شيئا في كرة القدم ... وأنه – مظفر – يستطيع اللعب أفضل منه .... دنونا من البيت ... وهنا رأيت شيئا مرعبا .... أو إذا شئنا الدقة رجلا مرعبا .... كانت سيارة القمامة تمر وخلفها يتعلق رجلان .... أحدهما كان مخيفا جدا .... لديه عين بيضاء تماما وعين أخرى سليمة .... ووجهه دميم جدا .... يا إلهي .... إن الرجل ينظر ناحيتي مباشرة .... هل هذه ابتسامة على شفتيه أم أنني أتخيل ؟ .... إنه هو .... أكشام .... أكشام باي .. إنه رآني ... لقد أتى من أجلي .

    في اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة .... كنت قد أصبحت مشهورا بعد أن انتشر خبر اتصالي ب 777 ... كل الشبان الذين يمرون أمامي يخبطونني في كتفي بقبضاتهم بمزاح قائلين شيئا ما عن ذلك الفتى الذي كانوا يظنونه عاديا .... بالفعل أنا لست عاديا .... أنا سأصير الضحية الرابعة لأكشام الرهيب .... لقد رأيته ... تبا لك يا بتول ... لماذا تكون الجميلات شريرات دائما ...... أصبحت بتول تعطيني اهتماما خاصا مما أثار غضب وحفيظة جيهان و أوندير الخبيثين .... ليس من مصلحتي أن يزداد أعدائي بهذا الشكل .... عموما هم لن يجدوا من ينتقموا منه ...
    سيكون رجل الظلام قد سبقهم ...... ومظفر السمج .... لن يجد من يتحمل ثرثرته خيرا مني ....

    عدت إلى البيت شاعرا بتعاسة لم يفهمها من حولي .... أبي عرف بأمر أنني اتصلت بالرقم الأسطوري ... فضحك كثيرا وقال لي أن علي أن أنتظر نهايتي من الآن فصاعدا .... مشكلة الكبار أنهم يظنوننا أطفالا .... نحن لسنا أطفالا .... نحن صغار فقط ... دوى جرس الباب وسمعت صوتا ما يناديني أن أفتح لأنه مشغول .... لا بأس .... فتحت الباب فوجدت رجلا طويلا ... يرتدي ملابس جامعي القمامة .... لديه عين بيضاء تماما وأخرى سليمة .... شكله أشبه بضفدع لم يغتسل منذ تسع شهور .......

    هاهو قد أتى إلي في عقر داري إذن ..... لكن من قال أنني سأعطيه الفرصة ..... صرخت صرخة مدوية ..... ثم أغلقت الباب في وجهه وجريت بأقصى سرعتي إلى الحمام ... أغلقته علي ومكثت بداخله بعض الوقت ... المكان الوحيد الآمن الخالي من النوافذ هنا .... إنه الجرس يرن مرة أخرى.... لم أرى قاتلا بمثل هذا الإصرار من قبل .... قاتل يدق باب ضحيته ليقتلها ..... لن يخدعني بزبه المزيف هذا .... لكن ماذا إذا فتحت له شقيقتي ... أو أمي .... سيجدهم في طريقه للوصول إلي فيقتلهم ليزيحهم نهائيا من الدنيا..... من قال أن هذا سيحصل .... سأخرج و أقتله قبل أن يقتلني ....

    رن الجرس مرة أخرى .... يالإصرارك .... ها أنا قادم إليك يا وجه الضفدع ..... أخذت سكين من المطبخ وسط نظرات أمي الذاهلة إلى الشر الذي بدا في عيني ..... أحمد ... ماذا تفعل يا أحمق ؟. .....ليس هذا وقت إجابة الأسئلة السخيفة .... إن عائلتي في خطر داهم .... فتحت الباب فوجدته أمامي ..... كان يهم بالتحدث لكنني بادرته قائلا .... ابتعد من هنا يا وجه الضفدع .... يا رجل الظلام السخيف ... ابتعد الآن وإلا قتلتك بهذه السكين ... نظر لي بعينه السليمة بدهشة للحظة .... ثم نظر في الأرض بحزن .... ثم استدار وانصرف ....

    لماذا لم يختطفني ؟ ... لماذا لم يفعل شيئا مما يفعله رجال الظلام في جميع أنحاء الأرض ؟. ... مهلا .... ماذا إذا كنت مخطئا ؟. .... لكنني لم أر جامع القمامة هذا من قبل في حينا ..... هل هو وافد جديد ؟ ..... إذا كان هذا حقا فقد آذيت الرجل وطعنته بهذا السكين في مشاعره عندما وصفته بوجه الضفدع ..... يالقسوتي ... بل يالغبائي وتهوري .... إننا كما يقول عنا الكبار .... أطفال صغار ... نستحق أن نضرب وتشد آذاننا ونمنع من المصروف ..... إننا حقا أطفال صغار .

    وهكذا مر شهر كامل على هذه الأحداث .... لم يسمع أحد عن رجل الظلام فيه .... لابد أنه آثر الاختفاء ... أو أنه مل من الأمر برمته ... أو أنه تزوج و اهتدى أمره ... أو أنه مات .... أو أنه لازال يخطط لأمر آخر لا ندري عنه شيئا .... وإلى الآن لم تعلن الصحف التركية عن قبضها على أكشام باي الرهيب أبدا .... انشغلوا بسفاحين آخرين أشد تدميرا ..... ونسوه تماما .... رأيت رجل القمامة بعدها يتحاشى المرور على شقتنا ... فذهبت مع هشام واعتذرت له عن سخافتي .... قلت له انني كنت أمزح معه ..... نظر لي بعينه الواحدة في سرور وقال ... تشكرا ديريم ..... وتعني شكرا لك جدا .....

    ودعوني أسألكم نفس السؤال الذي سألته لنا بتول ذات مرة ...... هل يجرؤ أحدكم الذهاب إلى تليفونه بعد منتصف الليل والناس نيام ..... ويطلب هذا الرقم ..... 777 ... ؟؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    حكاية الزلزال

    " عندما ترى سبعين طابقا ينهارون أمام عينيك.... عندما ترى موجا تحتاج لرفع رأسك حتى ترى نهايته .... عندئذ تعرف أنك الله غاضب ... وأنك إذا مت في كل هذا فأنت في مأزق كبر"

    " سيداتي وسادتي نأسف لقطع برامجنا لإذاعة هذا الخبر العاجل ... ضرب زلزال قوي بلغت درجته 7.4 Mw منطقة وسط تركيا، و أدى إلى وفاة 17.118 شخص على الأقل و إصابة 50.000 آخرين و آلاف المفقودين و 600.000 مشرد، و أضرار شديدة في مقاطعات اسطنبول و كوكايلي و ساكاريا، و نفيد بأنه .........."

    كلنا سمعنا هذا الخبر على شاشاتنا في عام 1999 .. لم نهتم كثيرا كعادتنا .. بل إن من كان منا يتابع برنامجا ما أخذ يلعن في سره تلك الأخبار السوداء التي لاتنتهي والتي تؤدي لانقطاع البرامج دائما ... سمعناه في لحظة ونسيناه في التالية .... لكن تلك الكلمات المقتضبة التي حملها الخبر كانت تعني شيئا آخر في تركيا .... شيئا رهييبا ... عائلات كاملة أبيدت ... نساء ترملن فجأة .... أطفال ماتوا ولا يدرون لذلك سببا ....... وقد كنت – لسوء حظي – أعيش في كل هذا ... أعيش في اسطنبول ....

    في اسطنبول في البداية سمعنا أن هناك زلزالا قد ضرب مدينة إزميت ودمرها شر تدمير ... سمعنا هذا ولم نهتم كثيرا .... فرغم أن إزميت ليست بعيدة جدا .... إلا أن هذه الأشياء تحدث للآخرين فقط .. لا نتخيل أن نصبح نحن ذات يوم خبرا في التلفزيون يعرضنا نولول على حالنا ويرانا كل العالم ... هذا يبدو مستحيلا ... و كما تعلمون لقد كنا مخطئين ... وسذج ... لقد أصبحنا بعدها بيومين أهم خبر تتناقله جميع القنوات والصحف العالمية حقا .. خبر تدمير اسطنبول ..

    المكان : مدرسة أوزيل المتوسطة في اسطنبول
    المشهد : معلمة تكره اليوم الذي أتت فيه لهذا المكان
    السبب : مجموعة من الطلاب والطالبات الأغبياء – نحن –

    كانت المعلمة – التي تدعى صحاري – تشرح درس اللغة الإنجليزية في فتور .... تسأل أسئلة لا تنتظر إجابتها لأنها تجيب عنها بنفسها بعد ثانية واحدة ... الطلاب لا يبدو أنهم يعرفون معنى لغة إنجليزية بعد ... فالأتراك ضعاف في هذه اللغة بطبعهم ... وكل من يزورهم سيعاني الأمرين في توصيل شيء ما لهم ... أنا أؤمن أن اللغة الإنجليزية – وأي لغة أخرى – لا تأتي بالتعلم ... بل تأتي بالاكتساب ... كأن تعيش في أمريكا أو لندن ... أو تتحول لعاشق للأفلام والأغاني الأجنبية فجأة ... أو أي شيء آخر ... كنا ننظر إلى ساعة الفصل متسائلين عن هذا العقرب السخيف الذي لا يتحرك أبدا ... بقى نصف ساعة كاملة .... وأخذنا ندعو على المدرسة بالخراب وعلى وزارة التعليم بأكملها .... ولقد استجاب الله دعواتنا هذه في اللحظة التالية مباشرة ...

    إن الفصل فيه مجموعة من الخزانات المثبتة على الحائط ... وكل خزانة فيها مفتاح يتدلى من قفلها ... كل خزانة تخص أحد الطلاب في هذا الفصل ..... رأيت هذه المفاتيح تتحرك يمينا وشمالا بعصبية غريبة .... هل هذه المفاتيح قد جنت ؟ ..... فجأة سمعنا صرخة من مكان ما وصوت جلبة طلاب .... توقفت المعلمة عن الشرح لتصغي إلى ما هنالك ... لكن القدر لم يمهلها لحظة أخرى ..... اهتزت الأرض من تحتنا فجأة بعنف .... لم نكن نعرف كيف يمكن أن تهتز هذه الأرض الوديعة التي نمشي علها ..... ولم يكن هناك وقت لنتساءل عن كيف اهتزت .... رأينا طاولاتنا تقع علينا في لحظة ... ثم نرتد نحن ونقع عليها في اللحظة التالية .... المعلمة تتعثر على الأرض ولا تستطيع الهرب ..... وهنا حدثت المهزلة ...

    إنه زلزال .... ضربنا زلزال ..... الطلاب أصبحوا يجرون خارج الفصل بلا هدف ... وقد كنت من أول الطلاب الذين جروا .... مدرستنا فيها أكثر من ألفي طالب .... كلهم وجدتهم بالخارج يجرون في كل الاتجاهات .... ذلك المرمى الخاص بكرة القدم وقع وأحدث دويا هائلا ... الفتيات – كعادتهن الأزلية – يصرخن في هيستيريا ..... إن الفتيات يصرخن إذا رأين فأرا مسكينا ... فما بالك بالزلزال ...... لقد صمت آذاننا بصراخهن .... الأولاد فقط يجرون كالبلهاء في رعب .... أرى واحدا يمسك بحقيبته ويجري بها .... ياله من مهذب .... لم يكن هناك مهرب .....
    الزلزال في المدرسة وخارج المدرسة ... إلى أين ستهرب إذن ؟.... لكننا هربنا إلى الشارع الذي كان حاله أسوأ بكثير ... الناس خرجت من سياراتها ومن بيوتها هاربة إلى مكان ما ..... لقد كان يوما رهيبا ..

    أرى الآن ذلك الإعلان الكبير الذي طالما كرهته يسقط من حالق ..... ولحسن الحظ لم يجد من يقع عليه كما نرى في الأفلام دائما ..... ترى أين نهرب ... أنت تجري خطوتين وتقع في الثالثة ... إن الأرض تهتز ياصديقي ... تهتز ... أين شقيقتي ؟ .... إنها معي في نفس المدرسة .... لابد أنها أكثر واحدة صرخت ... فأنا أحفظها وأحفظ صراخها الدائم ..... ولدهشتي وجدتها تأتي إلي ولا تصرخ .... لم تقل شيئا... فقط تبادلنا النظرات... وجدت نورهان ابنة خالتي وراءها تبدو في أسوأ حالاتها .... ثم لمحت بتول – تلك الساحرة – تبكي ... يالمنظرها وهي تبكي ... قررنا الذهاب جريا إلى البيت فهو في نهاية هذا الشارع .... لكنه بدا لنا وكأنه في أقصى الأرض .... عليك أن تدور حول ألف سيارة وتتجاوز عشرة آلاف جسد قد احتشدوا في الشارع ... لا بأس من المحاولة .... وجرينا كلنا باتجاه البيت .... ظنا منا أننا سنجده أكثر أمنا ....

    فجأة هدأت الأرض .... لم تعد تهتز .... توقف المشهد كله كأنك ضغطت على زر Pause في الريموت كنترول ..... لم تعد تسمع صوتا .... فقط أصوات نظرات الدهشة – لو كانت لها أصوات - .... ترى أين نذهب الآن ؟ ... هل هي النهاية ؟ .... أم أن هناك هزة أخرى قريبا ؟ .... هل نصعد لبيوتنا ؟ ماذا إذا صعدنا إلى وأتت تلك الهزة ؟ ... عندها سيكون النزول صعبا ... الحل أن نبقى هنا إذن .... ولكن هل نبقى هنا طوال حياتنا ؟ .... هذا هو الحل الوحيد إذا أردت أن تبقى حيا ...... إن
    الزلزال الذي مر بنا – حسبما درسنا – هو خفيف .... لا يتعدى كونه هزة خجول .... ماذا إذا تبعه ما هو أعظم منه ؟ ..... إن الموت مرعب جدا عندما يأتي على غفلة .... عندما تشعر أنك ستموت قريبا .... ربما لو مرضت مرضا شديدا لكان الأمر أهون ... أما أن تموت هكذا فجأة .... فهو شيء رهيب حقا ..

    الناس كلهم قد احتشدوا في الشارع أمام بيوتهم .... ولحسن الحظ فإن هناك ساحة ترابية واسعة جدا أمام بيتنا .... جلس في هذه الساحة كل من يسكن في مبنانا والمباني المجاورة له .... الكل فقط يجلس ... ولا أحد يجرؤ على دخول بيته .... أتى والدي ووالدتي وخالتي وجميع جيراننا .... إنه مشهد مخيف .... كل هؤلاء قد جمعهم الخوف .... وجلسنا معهم أنا وشلتي التي تعرفونها من قراءتكم للقصص السابقة في حلقة الرعب ... لن تصدقوا إذا قلت لكم أننا جلسنا في هذه الساحة حتى منتصف الليل .... تسع ساعات كاملة لا يأمن أحدنا الذهاب إلى بيته .... يا لضعف وهوان الناس وسخافتهم .... إنهم حقا لا يحتاجون لأكثر من هزة عنيفة مدتها أقل من ربع دقيقية .. بعدها ينتهي كل شيء ... تتحطم مبانيهم وأحلامهم ويموتون بحسرتهم أو تدق عنوقهم ... يالغرورهم .... أسمع منهم من كان حلمه أن يصير أغنى الناس وأكثرهم أناقة .... وهاهو الآن يجلس امامي ينظر بين لحظة وأخرى في أسى إلى بيته الذي لا يجرؤ على دخوله ..... الأطفال يتسلون بالبكاء ..... من لديه وقت ليهتم بهؤلاء الأغبياء .... أحدهم جائع ... وإحداهن لا تحب الجلوس على التراب ..... وأحدهم يريد النوم .... إن الأمهات يتعبن حقا .... وهاهو منتصف الليل قد أتى وأخذ الناس ينظرون بعضهم إلى بعض .... ترى هل يجرؤون ؟

    إن الليل بدأ يزحف ... الجلوس على هذا لتراب متعب نوعا ما ... لقد كنت في ذلك الوقت في السادسة عشر من عمري .... إني أرى الآن أكثر من مائة إنسان احتشدوا في هذه الساحة الترابية التعيسة .... بعض الشباب العابث كان لايزال يجد في نفسه القدرة على الضحك وقول النكات البذيئة ... بعض الأطفال أخذو يجرون وراء بعضهم وهم يظنون أننا في نزهة جماعية لزيارة الساحة التي أمام بيتنا .... النساء كففن – أخيرا – عن الثرثرة وأصبحن ينظرن إلى أطفالهن في صمت ... مجموعة من الرجال وجدوها فرصة مناسبة للحديث عن الحكومة التركية وكيف أنها لا تعطي المواطن حقوقه الكاملة إلى آخر هذا السخف .... أما نحن فكنا نتحدث - ياله من شيء جديد - ... ما كان يعجبنا حقا أننا سنأخذ إجازة من المدرسة لمدة طويلة .... هذا ممتع ... ربما لن نعود لها أبدا .... لأن هذا
    الزلزال سيكون قد قضى علينا ...

    كنا نشتري الأكلات الجاهزة من المطعم القريب المتحمس .... ونشرب عصائر حتى امتلأت بطوننا منها وأوشكت أن تفور منا – العصائر وليست بطوننا طبعا - ... ماهذا الذي أراه ؟ ... إنهم يجتمعون للصلاة ... شر البلية مايضحك .... إن أغلبهم لم يكن يحضر أساسا لصلاة الجمعة .... مهلا .... هذا الرجل السكير الأصلع الذي يسكن في الشقة التي تحتنا .... إنه سيصلي ..... لقد ظننته مسيحيا ..... لم يكن يجيد سوى شرب الخمر ليل نهار ...... إن هزة صغيرة قد فعلت بالناس كل هذا ..... فهل ستكون الأخيرة .......

    أتت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .... إن البعض يسقط نائما ولا يقدر على المواصلة ..... وهنا ارتفع صوت الجدال في شيء ما ..... فريق يرى أن يقضي ليليته هنا .... والفريق الآخر يرى أن يذهب للبيت .... وكنا نحن مع الفريق الثاني ..... كان بعض الناس مذبذبين .... لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .... لكن النوم سلطان كما يقولون .... إذا متنا سنموت ونحن نيام ....ولن نستيقظ لنرى يوما جديدا أبدا .... هذا أفضل من إذا متنا هنا كالفئران ..... ثم إن البرد قد بدأ يزحف إلى عظامنا .... لا شيء أفضل من سرير دافيء بعد قدح من الشاي الساخن الآن ..... وهكذا حسم الكثير أمرهم وتوجهوا لبيوتهم أخيرا .... كانت ليلة رهيبة ....

    إن الهزة التي وقعت كانت قوتها 4 على مقياس ريختر .... للأسف لم نكن نعلم أننا لازلنا في البداية ..... وما أتى بعد ذلك لهو مما يشيب له الولدان حقا ....

    مالذي ستشعر به عندما تضم إليك لحافك في ذات فراشك الدافيء وتحاول أن تنام .... شاعرا أن هذه الليلة قد لاتصحو منها أبدا ؟..... قد تكون الأخيرة .... إن مبدأ – يحدث لللآخرين فقط – قد اختفى تماما ... وأصبحنا نتوقع الأسوأ دائما ..... لكننا كما قلت لم نزل في البداية ..... إن أرض اسطنبول كانت تدخر لنا العديد من المفاجآت ....

    مرت هذه الليلة بهدوء شديد .... لم يحدث فيها شيء .... لم نسمع صوت حيوان أو إنسان حتى .... الحيوانات غادرت منذ مدة طويلة ... فهي تشعر بالزلازل بفطرتها قبل حدوثها .... الناس صامتون في رعب لا يدرون أينامون أم يقاومون ..... هناك مجموعة منهم في الأسفل في تلك الساحة الترابية فضلوا الجانب الآمن .... لكن حالهم كان مزريا .... يكادون يقعون من فرط السهر .... بعضهم ارتمى على التراب وقد غلبه النوم تماما و لم يستطع التحمل ... فليحدث ما يحدث .... لكنه شعر أنه سيموت حقا إن لم ينم الآن ..... حال تعيسة .... إن من استمعوا لأخبار زلزال اسطنبول قالوا .. أن زلزالا شديدا أصاب اسطنبول كاد يفتك بها .... ثم تلته خمس زلازل متتالية مفاجأة ...... قلت لكم أن أياما حافلة كانت تنتظرنا ....

    ما أرعبنا أكثر هو الأخبار ... التي أخذت تتناقل في حرارة أن هناك مصيبة قادمة علينا وأننا يجب أن نحتاط لكل شيء .... كيف نحتاط ؟ .... أخذوا يعرضون برامجا كثيرة عن كيف يكون التصرف إذا واجهك زلزال ...... حاول تقضية أغلب الوقت خارج بيتكم .... تخل عن بخلك - ولو للحظة - ولا تفكر في إنقاذ أي شيء ثمين ... إلى آخر هذه الدروس الي أصابتنا بالغثيان .... أصبح التلفزيون التركي يعرض فقط قرآن ..... ألغيت قناة Cine 5 الإباحية تماما بعد أن كانت في كل تلفزيون تقريبا .... ثم بعد كل هذا .... أتتنا الضربة الأولى فجأة ...

    كان الوقت ليلا .... كنت أشتري بعض الشطائر من ذلك المطعم الذي يشكر
    الزلزال ألف مرة .... ويتمنى حدوثه مرة كل شهر .... فالزبائن أصبحوا بالمئات ..... أنتظر بملل أن يتم إعداد تلك الشطائر اللعينة .... ألقي بنظرة على تلك الساحة الترابية .... الناس أصبحت أكثر تحررا ...... يتحدثون بصخب ... بعضهم يضحك .... بعضهم أتي ( بمرتبة ) ولحاف وتدثر بهما ونام ..... ثم خيل إلي أنني أسمع صوتا ما .... صوت لا تدري كنهه ولكنك تعلم أنه صوت كارثة ..... وفجأة مالت الأرض التي كنت أقف عليها بعنف .... ثم مالت للناحية الأخرى في أقل من ثانية .... ثم أصبحت تهتز ..... لم أعرف ماذا أفعل .... صوت صرخات رهيبة يصم أذني .... هرج ومرج وركض وقفز ....... حاولت الخروج خارج المحل لكن العاملين كانوا قد داسوا علي في طريق خروجهم .... زجاجات (الكاتشاب) و (المايونيز) تتطاير كأنها قذائف .... كانت هذا زلزالا حقيقيا ... كان ما حصل في السابق لعبة بالنسبة لهذا الذي أراه الآن ..... جريت بأقصى سرعتي نحو الساحة ... انضممت لعائلتي .... الكل يحاول التوازن وينظر بحذر إلى المباني متوقعا سقوطها على رأسه ..... لكننا نسينا شيئا مهما جدا .... عمود الإنارة الذي قد وجدها فرصة لإثبات وجوده ...... عمود الإنارة قد سقط .... سقط في منتصف الساحة ... ورغم أنه سقط ببطء نوعا ما وابتعد الكثيرين عن طريقه ... إلا أنه قابل رأسا واحدة أعجبته فهشمها عن آخرها ...

    - أحمد انظر لعبتي ... إنها جديدة وليست كلعبة إرهان المغرور .... ماما أحضرتها لي في العيد ...
    - هذه جميلة .... هل هي من متجر (جوزيل أويونلار) ؟
    - لا ... إنها من كابيتول
    - حسنا أرني إياها يا شايدا ...

    لعبة فيها خمس أزرار .... كل زر يسمعك أغنية جميلة .... مثل أغنية Happy Birthday To You وأغاني أخرى رقيقة ..... تصنعت الاهتمام حتى لا أغضب شايدا .....
    - بكم هي هذه التحفة يا عزيزتي ؟ ...
    - هيء .... لن أقول لك ؟ ....
    وجرت رافعة باللعبة إلى الأعلى وكأنها تحمل كأس العالم وهي تغني أحد الأغاني التي في اللعبة .... نظرت لها .... ياإلهي ... لقد كنا هكذا قبل سبع سنين .... إن الإنسان يتغير حقا ..... لكن القدر لم يمهل شايدا حتى تتغير مثلنا ..... كانت هي الأولى ..... أول ضحية رأيناها لزلزال اسطنبول المرعب ...

    شايدا لم تجد الوقت لتهرب .... لم تكن تملك حذرنا وسرعة استجابتنا ..... لم تكن تملك أي شيء ... ووالديها كانا بعيدين نوع ما عنها ..... من الخطأ أن تترك فتاة تلهو هكذا وأنت تعرف أن زلزالا سيضربك في أي لحظة .... لكن
    الزلزال لم يمنح والديها حتى حق البكاء عليها .... لقد اشتد علينا فجأة وبدأت أشياء أخرى تقع .....

    أرى الآن بعض ( الشماسات ) التي نضعها فوق المدخل لاتقاء الشمس قد تهشمت على الأرض ... علما بأنها مبنية من الطوب ..... أرى كذلك بعض الحمقى الذين كانوا بداخل بيوتهم يخرجون منها وكأن شياطين العالم كلها تطاردهم .... .لسنا وحدنا الذين نصرخ .... هناك صرخات في كل مكان تقريبا ..... وفجأة هدأت الأرض ...

    لازلت أشعر يرجة ما تحت قدمي ... لكنها خفيفة نوعا ما .... وهنا بدأت المناحة ..... ورغما عني بكيت كمن فقد كل شيء .... إن شايدا كانت تلعب أمام عيني منذ دقائق محاولة لفت الأنظار كعادة الأطفال دائما .....كيف ماتت هكذا فجأة ..... إنها لم تمت .... إنها تهشمت .... المسكينة .... لم أجرؤ على النظر إلى ما حل بها ....... وسمعت عبارات كفر كثيرة مثل ( يا رب ألم تجد سوى هذه الطفلة لتقتلها ) ... .. كانت هذه من أمها التي لن أصف لك حالها لأنه لا يخفى عليك .... ( يا رب ماذا فعلنا لك حتى تقتل شايدا ) .... إنها تصرخ وكأنها تؤنب شخصا ما .... هذه المجنونة .... ( يارب مالذي ...... ) وهنا حدثت الهزة الثانية لتريحنا من كل هذا الصراخ ....

    ذات مرة قرأت لنا لنا شايدا سورة الفاتحة – غيبا - بفخر وهي تتمايل يمينا وشمالا في خجل .... إن دموعي عليها لم تجف بعد ... ولم أجد الوقت لأجففها ..... ها أنا أنظر لكارثة أخرى ........ في الأفق تقريبا رأينا ذلك المبنى العالي ..... كنت دائما أنظر إلى ذلك المبنى وأنا صغير وأحاول عد طوابقه ..... كل مرة أصل للخمسين وأتعثر ثم أعيد العد منذ البداية ..... عرفت بعدها أن المبنى كان سبعين طابقا .... أراه الآن يتمايل ..... ثم حولت نظري ناحية صوت آخر قادم من مكان ما .... وعندما نظرت إلى المبنى الطويل ثانية لم أجده ...... نزلت بنظري لأسفل قليلا فوجدته ينهار ...... ياللهول ..... إن المشهد لو رآه أعظم أديب لحار في كيفية وصفه ...... المبنى يقصر شيئا فشيئا ويتكسر ...... ثم تهوي القطعة العلوية كالكارثة وتقرر القطعة السفلية أن هذا يكفي قتبقى في مكانها ...... لم يعره أحد اهتماما كبيرا .... كل أصبح له ما يشغله .... كلفني أبي بحماية شقيقتي التي كنت لأموت دونها ..... لقد كان الله غاضبا ...... نعم شعرت بهذا .... ويالتعاستنا نحن البشر الذين جلبنا كل هذا لأنفسنا .....

    في نفس الأسبوع الذي توفي فيه الشيخ العلامة عثمان بكتاش الفقيه التركي الشهير .... مر رجل تظهر عليه إمارات الوقار والتدين أمام أحد كافيهات اسطنبول ... وجد الشباب يضحكون ... الفتيات يتمايلن في ميوعة و لا تدري هل هذا الجينز هو ملابس أم تراه لون بشرتهن الأصلي .... (الدي جي ) يصرخ بأعلى صوته ولا أيبدو أن هناك من يعرف أن هناك رمزا دينيا من العلماء قد اختفى ورحل اليوم..... نظر الرجل لكل هذا ثم أغمض عينيه في غيظ قائلا .... إن الله لابد سيغضب في هذه الليلة ...... وقد كان كما قال ...

    أعود بكم إلى المشهد الممل الذي عشناه و ظللنا نعيشه فترات طويلة .... مشهد الساحة الترابية التي أصبحنا نحفظ كل شبر فيها ..... لقد هدأ كل شيء بعد
    الزلزال الأخير .... لم يذهب أحد ضحية أي شيء .... لا أحد سوى طفلة صغيرة تدعى شايدا ..... شايدا الجميلة .... إن الليل في اسطنبول الآن وجميع الجيران محتشدين في الساحة .... ينتظرون هزة أخرى قد تحدث في أية لحظة .... الهزة الأخيرة مر عليها أكثر من ثلاث ساعات الآن .... نحن جاوزنا منتصف الليل بكثير .... لكن في هذه المرة لم يجرؤ أحد على النوم فعلا .....

    ثلاث ساعات أخرى مرت كدهور .... إنه الفجر يتنفس ..... الناس تحسبهم سكارى ..... لكن الكل يعلم أن النوم هو المنتصر دائما .... في هذه المرة لم يذهب أحد إلى بيته لينام .... الكل سينام هنا اليوم .... كلنا سننام في الساحة اليوم .... تبرع بعض الشباب الشجعان بإحضار بعض الفرش من المنازل ..... فرشنا على الأرض كلنا .... وجلسنا .... بعضنا نام ...... لو رأيتنا لوقعت على الأرض من الضحك .... تخيل يا عزيزي .... أكثر من سبعين شخصا بين رجل وامرأة وطفل وعجوز ينامون معا على التراب ..... ليس من فقر أو مجاعة ... ليست نزهة جماعية .... إنه الخوف .... الخوف من الموت .... الخوف من الموت مهشما إذا انهار سقفك فوقك فجأة .... ورغم أننا – أنا وشلتي الصغيرة - ... معدومي الإحساس .... إلا أننا صدقا كنا نشعر بالرعب .... مالذي كان سيحدث لو لم تكن هذه الساحة موجودة .... إن الله رحيم بنا ... رحيم بنا في غضبه علينا ..

    رقدت على ظهري .... وجهي إلى السماء التي كانت – وياللعجب – جميلة جدا في تلك اللحظة .... هل سأعد النجوم حتى أنام ..... هل جرب أحدكم أن يعد النجوم حتى ينام ؟ .... إنه عمل مسل جدا .... ليس أمتع من أن تنظر للنجوم في ليلة صافية ... في مكان مظلم كالذي نحن فيه الآن ... مظلم بعد سقوط أعمدة الإنارة كلها .... بعض النجوم يتلألأ .... بعضها يتحرك .... شيء ما يلمع في الأفق ثم يختفي قبل أن تدري كنهه .... كيف تكون السماء سعيدة هكذا والأرض غاضبة .... إن النعاس بدأ يتسرب إلي كالأفعي تلتف حول قدميك .... ثم لا تلبث أن تحيط بجسدك كله ...... من ذكر سيرة الأفاعي الآن ؟ ... تذكرت الآن أنه ربما توجد عقارب في هذه الأرض الي ننام عليها .... لكن لا أظن .... إن العقارب أخافها
    الزلزال منذ مدة ..... شيئا فشيئا أخذت أغفو ثم أصحو لأجد النجوم بنفس ترتيبها .... أسمع بعض الناس يتكلمون في شيء ما بالجوار .... ثم أخيرا استسلمت ونمت ....

    - أحمد هلا ضربت لي هذا العمود هناك ؟
    - لماذا يا شايدا ؟ ... إن العمود واقف في حاله يا حبيبتي ..
    - لا ... لقد قتلني ... سقط على رأسي وقتلني ...
    - وهل تأذيت ؟
    - نعم قليلا .... انظر ...
    نظرت إلى مكان الجرح في رأسها ..... فوجدت مالا يمكن وصفه مراعاة لشعور البعض... رأس مهشم كأن مطرقة أسطورية قد هوت عليه .... بعض أحشاء الدماغ تبرز للخارج ..
    - أحمد اضرب لي العمود ...
    - اضرب لي العمود
    - العمود يا أحمد
    - سقط على رأسي وقتلني ..
    - انظر ..
    وهنا استيقظت في فزع ...... كنت نادرا ما أعرق .... لكني فعلتها الآن ... وفي هذا البرد .... منظر أشد غرابة واجهني .... أكثر من سبعين جسدا نائما على الأرض .... كأنها جثث في مذبحة جماعية ....أين والدة شايدا ؟ ... هاهي هناك ..... إنها لازالت ساهمة تنظر إلى الأرض كأنها ستخترقها ببصرها .... يالهول مارأيت في حلمي ... لكني برغم كل شيء ... كنت سعيدا .... سعيدا لأنني رأيت وكلمت شايدا الجميلة مرة أخرى ...
    الصباح بكل نوره وصخبه قد وصل .... بدأنا نقوم واحدا تلو الآخر كالسكارى .... الكل عيونهم منتفخة من آثار الليلة الرهيبة .... هنا لن تغسل وجهك ولن تمشط شعرك .... هنا أنت على حقيقتك المريعة ... منظر البعض كان مرعبا أكثر من
    الزلزال نفسه .... أصبحت أعرف الآن من أين يقتبسون مسوخ أفلام الرعب ... ثم من هذه هناك ؟ يا إلهي ... إنها مدام هيلال ... إنها تبدو مخلوقا فضائيا بدون مكياجها ..... دائما ما كانت تعذب نفسها وتعذبنا معها بلبس الكعب العالي .....يبدو أن هذا الزلزال مفيد نوعا ما ...

    خمسة أيام كاملة مرت علينا في هذا العذاب المقيم .... الكثير من الجماعات والأحزاب تكونت فيما بيننا .... الكثير من الأصدقاء صاروا أعداء والعديد من الأعداء صاروا أصدقاء فجأة ..... هل هي النهاية ؟ ... أم أن هناك هزة أخرى وأخرى قريبا .... إن التليفزيون لا يقدم شيئا مفيدا عن الأمر .... إن الدراسات تعجز تماما عن التنبؤ بأي شيء .... لكنها لم تكن عاجزة عن معرفة إذا ماكان زلزال ما قد انتهى أم أنه سيكون له توابع ... وهذا كان أملنا .... كل يوم نتابع التلفزيون وجميع الأخبار العاجلة التي يقدمها .... يا إلهي إننا أقل منطقة حدث فيها الخراب ... إن المنطقة الأوروبية من اسطنبول كادت أن تدمر ...... ياللهول ما كل هؤلاء الموتى ... ونحن الذين ظننا أننا نتعذب .... ماذا حصل لقصر توبكابي ... لم يمس .... لا أستغرب هذا وفيه آثار من آثار حبيبنا وسيدنا محمد عليه أفضل صلاة وأتم سلام ....

    كانت ليلة مملة أخرى .... الناس أصبحت الآن مستعدة للنوم بسهولة أكثر عن ذي قبل .... وفي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .... فزع الجميع مرة أخرى .... سمعنا صوت هدير مفاجيء اخترق الصمت مقتربا في قسوة ..... أصغينا السمع .... هذا صوت مألوف ..... إنه ليس زلزال .... هو صوت هليكوبتر .... رأيناها تحلق فوقنا كأنها تستطلع المكان بكشافاتها التي أعمت عيوننا تماما ..... وفجأة دوى صوت آخر .... صوت مايكروفون ....

    "إلى جميع سكان منطقة أوسكودار الأعزاء .... نعلن أن هيئة الأرصاد قد درست الأمر جيدا ونفيدكم بأنه يمكنكم العودة إلى بيوتكم آمنين .... فأقوى مرحلة من
    الزلزال قد مرت عليكم بخير .... وجميع توابع الزلزال – لو حدثت – ستكون أضعف من أن تؤثر فيكم تأثيرا مؤذيا ..... أكرر ..... "

    همهمات عمت في أرجاء الساحة ... من كان نائما جلس ... ومن كان جالسا وقف ... الناس يتحدثون في حماس عن هذا الخبر الجديد ..... مادامت هيئة الأرصاد قد أذاعت هذا فقد درست الأمر جيدا من جميع الزوايا ..... إذن فقد انتهى الكابوس بالنسبة لنا ..... إننا بعيدون عن مركز
    الزلزال إذن لحسن الحظ ..... ورأيت بعيني الناس تلملم فرشها في حماس وتنظفها من الغبار ... رأيتهم يتجهون إلى بيوتهم في سعادة وقلق .... هذان لا يجتمعان إلا في حالتنا هذه .... أنا أساعد عائلتي في جمع فرشنا بدورنا ..... اتجهت إلى المنزل ...... وألقيت نظرة أخيرة على الساحة ..... ساحة الرعب ...

    لحسن حظنا لم يؤذنا زلزال اسطنبول الرهيب ... لكنه ذكرنا أن الأمور لا تبقى على حالها دائما ... وأن ربنا إذا أمهل وأمهل .... فإنه لايهمل أبدا .... عشت أياما رهيبة في تلك الساحة الترابية المخيفة ...... إنني أنظر الآن إليها وأتذكر .... ليست ترابية الآن ... إنها ثلجية ... فالثلوج تتساقط عليها الآن من السماء في مشهد جميل يستحق النظر إليه عبر نافذتك ..... نظرت إلى العمود إياه فوجدته قد أعيد تثبيته ...... شايدا ماتت هنا ذات يوم ..... ورغما عني .... انحدرت دمعة ساخنة أدفأت وجهي المرتعش من البرد ...... نعم ... ماتت شايدا هنا ذات يوم أمام عيني ..... ولم تجد أحدا لينقذها ....


    يقول المغني بحزن ...

    أحدهم قتل شايدا الصغيرة
    الفتاة ذات اللحن العذب
    والتي كانت تغني دائما بالجوار
    لقد كانت هناك تصرخ
    تقرع بصوتها أبواب نهايتها
    لكن أحدا لم ينجدها مبكرا
    ويالمنظر الدماء على شعرها

    الكل أتى ليري
    الفتاة التي قد ماتت الآن
    ويالها من نظرة تلك التي في عينيها
    يالرقتها وهي راقدة هناك
    ويالرشاقتها و أناقتها
    اللهم ارتق بروحها بعنايتك
    و يالمنظر الدماء التي على شعرها

    لقد كان هناك تحاول
    أن تغني ذلك اللحن
    لشخص ما ربما شعر بيأسها
    وقد صرخت بقوة
    وما من أحد هناك

    شايدا الصغيرة حاربت بصعوبة حتى تعيش
    يالرقتها وهي راقدة هناك
    ويالرشاقتها و أناقتها
    اللهم ارتق بروحها بعنايتك
    كم هي صغيرة و كم هي جميلة

    مع الاعتذار لصاحب الأغنية العبقري مايكل جاكسون حيث كان يغني عن ( سوزي الصغيرة ) .. بينما أحب أنا أن أغنيها دائما عن عزيزتي شايدا ... شايدا الصغيرة ..

    النهاية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    حكاية ذات العنق الطويل


    "أن تطيل امرأة من قبائل الزامبيزي عنقها فهو أمر عادي .. أما أن تفعل ذلك فتاة مصرية في العاشرة من عمرها فهو أمر مخيف "


    إن المصايف المصرية لها مزية هامة جدا .. أنك لا يمكن أن تشعر فيها بالسأم أبدا.. الشوارع صاخبة من الفجر إلى الفجر .. باعة الترمس والفيشار في كل مكان يذكرونك دائما أنك حتما جائع .. صوت الأمواج الرتيب يصلح أن يكون خلفية موسيقية لو كان هذا مشهد ما في أحد الأفلام .. طفل يمشي بالآيس كريم على الكورنيش وكأنه لايعبأ لأي شيء في هذا العالم .. وكنت أنا هذا الطفل - في الثانية عشر من عمري - أمشي في شوارع ( رأس البر ).. مدينة ساحلية تستخدم كمصيف في مصر.. كنت سعيدا جدا اليوم .. فبعد قليل سيأخذنا أبي إلى الملاهي .. هذا رائع .. سيكون هناك بيت الرعب و السيارات التي ماصنعت إلا لتتصادم والكثير من الآيس الكريم المنعش .. يالي من شخص محظوظ حقا .

    إن أبي شخصية أكاديمية جدا فيما يتعلق بالملاهي ... ( هيا .. إن لكل واحد منكم أن يركب ثلاثة ألعاب فقط .. هيا انطلقوا الآن ) ... كل الآباء لا يسمحون سوى بثلاثة ألعاب فقط .. هل هو قانون ما ؟ .. لقد كنا ونحن أطفال نلتزم حرفيا به ونشعر أنه ليس من حقنا أبدا لعبة رابعة .. لكن والد مراد يسمح لهم بخمسة ألعاب .. لابد أن مراد شخص سعيد جدا.. يالي من شخص تعيس في هذه الحياة .

    لم تكن الملاهي التي ذهبنا إليها كالملاهي الحديثة التي نراها الآن .. كانت أشبه ببعض الخردوات التي جاؤوا بها من مكان ما وصنعوا بها ألعابا .. هناك ضوء يتسلل من مكان ما في بيت الرعب يسمح لك برؤية كل التماثيل السخيفة قبل أن تصل إليها .. المفترض أن يكون مظلما .. سيارتي المتصادمة هي الوحيدة التي لا تتجه نحو اليسار أبدا .... فأنا مجبر دائما على الانعطاف يمينا في دائرة مملة .. من سمى هذا المكان ملاهي ؟ .. ظللت أمشي في هذا المكان باحثا عن شيء ما لا أعرفه حتى وجدت استوقفني شخص غريب .

    رجل يرتدي ثياب المهرجين ويضع طربوشا على رأسه وهو يشعر أنه ظريف جدا.. طوال حياتي وأنا لا أحب المهرجين .. ولا أجد فيهم ما يستدعي الضحك .. بل إنني أشعر بالرعب في بعض الأحيان إذا تخيلت أن أحدهم ظهر لي في ليلة مظلمة .. كان الرجل يبتسم بلزوجة ناظرا إلي وهو يقول بلهجته المصرية :
    - إيه يا حبيبي .. زعلان ليه ؟ .. خد دي .

    وأعطاني بعض الحلوى .. نظرت إليها فعرفتها فورا – فقد كنا نحفظ جميع أنواع الحلوى ونحن صغار - .. كانت من النوع الذي لا أفضله .. شكرته واستدرت متأهبا للانصراف .. وهنا دوى صوت ما من مايكروفون ما في مكان ما يقول بلهجة تقريرية :
    - السادة الزوار .. إن عرض (حنكوشة ) سيبدأ بعد دقائق قيلة .. نرجو منكم التوجه إلى مسرح الملاهي الآن .. الدخول مجاني .. وستشاهدون فقرة الساحر مختار المثيرة من ضمن البرنامج .. نرجو منكم الإسراع لأن العرض على وشك أن يبدأ .. وشكرا لكم .

    رأيت المهرج يستدير متعجلا إلى مكان ما .. لقد كنت قد أنهيت ألعابي الثلاثة .. لكني أريد بقاء أطول وقت ممكن في هذه الملاهي الخربة لأنني لا أريد الذهاب إلى الشاليه – الفندق – الضيق الآن .. فلأحاول إقناع أبي بحضور هذا العرض .. بحثت عن أبي هنا وهناك .. وأخيرا وجدته يوبخ أخي الصغير على فعل ما من أفعاله الشقية التي يمارسها كهواية .. ذهبت له ... تحدث معي كثيرا على أنه مرهق ويريد النوم .. لكنني كنت مصرا كمستعمرة من الذباب .. لم يجد أمامه مع كل هذا الإلحاح إلا ان يوافق .. يوافق على دخولنا عرض حنكوشة ... ولا أدري كيف يخترعون هذه الأسماء ...

    المهرج يحاول قفز الحبل ويتعثر ويقع مرات عديدة متظاهرا بالبلاهة .. ثم يقرر أن يجد شيئا جديدا يفعله بالحبل فيفرده على الأرض ويمشي عليه فاردا ذراعيه متظاهرا بأنه يحاول التوازن ... إنه يظن أنه طريف .. الناس السخفاء يضحكون بشدة وكلهم من ذوي الشوارب .. كيف يضحكون على هذا السخيف ولايضحكون على توم وجيري ؟ .. لن نفهم الكبار أبدا .. جاء بعد المهرج عرض القرد – الذي دائما مايكون اسمه ميمون - .. كان هذا لطيفا نوعا ما .. ثم جاء نافخ النار .. وبعده المهرج السخيف مرة أخرى .. ثم دوى الميكروفون مرة أخرى ليذكرنا أن أهم عرض سنراه في حياتنا سيبدأ بعد لحظات .. عرض الساحر مختار ..

    وهنا دخل الساحر مختار .. شاب مصري أسمر كالذي تراه في كل مكان هنا في مصر .. يلبس بنطلونا و قميصا و لاشيء فيه يختلف عن ذلك الرجل الذي يجلس بجانبي .. كنت أعلم أن هذه الملاهي مملة .. هنا وقف مختار هذا في وسط المسرح تماما و تكلم .. وهنا بدأت أشعر أنه مختلف .. كان يتكلم بثقة وبطء ورزانة .. قال أن لديه عرضا لنا لن نصدقه أبدا .. لا هو من ألاعيب الحواة .. ولا هو خدعة .. ولا هو أي شيء آخر يخطر على بالنا .. صمت الجميع في ترقب بانتظار ما سيقدمه .. جاء بعض الرجال بطاولة قصيرة وضعوها في منتصف المسرح تماما .. ثم أتوا بشيء غريب جدا جدا .. سأحاول أن أصفه لكم الآن .. تبا كيف يوصف هذا الشيء ؟

    كان أشبه بقمع .. نعم قمع ذا عنق طويل ... وقاعدة عادية ... كان طول عنق القمع مثل طول ذراعك .. وقاعدته عادية كأي قمع آخر ... وضعوا هذا القمع على الطاولة ... وضعوه مقلوبا على قاعدته ... أي أن عنقه هو الذي بالأعلى .. وأحضر الرجال ستارا داكنا ليحجب الطاولة والقمع .. ثم دخل الساحر مختار وراء الستار ببطء.. كنت أفكر فيما قد يفعله هذا الساحر بذلك القمع الطويل .. أخذت أحاول أن أستنتج شيئا ما مرارا لكني فشلت .. ثم قررت الاستسلام والانتظار لأرى بنفسي .. وهنا أزاحوا الستار فجأة ورأينا كل شيء .. رباه .. لقد كانت لحظات مروعة ..

    كل شيء كان كما هو .. الطاولة وعليها القمع .. لكن كان هناك شيء آخر .. رأس ... رأس فتاة صغيرة تبرز من فتحة عنق القمع ..... حاولت الاقتراب بعنقي لأتأكد أنني لست واهما ولا معتوها .... يا إلهي .. إنها رأس فتاة .. الفتاة تنظر إلينا وتحرك رأسها .. رأسها الذي يبرز من فتحة القمع ... أين عنق هذه الفتاة بالضبط ؟ .. هل هو بداخل عنق القمع الرفيع الذي لايزيد قطره عن قطر قلمك الجاف ... ثم أين جسدها ؟.. .إن الطاولة أسفلها خالية تماما ولا يوجد شيء ما محجوب منها .... وهنا دعانا الساحر مختار لأغرب شيء يمكنك أن تسمعه من ساحر ... دعانا للاقتراب من رأس الفتاة والدوران حولها وتفحص الطاولة وماتحتها وحولها جيدا للتأكد أنه لا يخدعنا ...

    هنا ترددت قليلا .. هل أذهب لهذا الشيء ؟ .. رأيت العديد من الرجال والنساء يقومون من مقاعدهم متجهين لهذا الشيء ... رأيت أبي لازال جالسا بهدوء يحاول اختراق أجسادهم بعينيه ليرى رأس الفتاة ... وهنا قمت من مقعدي ... يجب أن أرى هذا الأمر عن قرب ... لقد ظننت أن هذه الملاهي مملة ... لكنني كنت مخطئا تماما ..

    كنت قصيرا في ذلك الوقت لذا اخترقت أجساد الرجال أمامي بسهولة محاولا الوصول إلى الطاولة ... لقد كانوا متزاحمين تصدر منهم همهمات الاستنكار والاستغراب والتساؤل والغضب والقسوة و الرعب ..... نعم همهمات فيها كل هذه المعاني ... لكنني لم أهتم .... ظللت أخترق الصفوف حتى وجدت نفسي امامها فجأة ..... أمام رأس الفتاة .

    كانت رأسا كالتي تراها تزين عنق أي فتاة في العاشرة من عمرها .. لكن هذه كان شعرها بني قصير وبشرتها قمحية فاتحة ... ملامحها جميلة وعينيها لم تكن تنظر إلى أحد من الجموع المحتشدة حولها ... لقد كانت عيناها تنظران إلى اللامكان ..... سارحة في دنيا أخرى ... أحيانا تحرك رأسها .... وأحيانا تغمض عينيها في تعاسة .. وعندما برزت امامها فجأة كالقدر أدارت رأسها .... ونظرت إلي ..

    إن كل الفتيات اللواتي يستخدمهن السحرة في ألعابهم السحرية على المسارح يكن واثقات جدا ومبتسمات جدا ... إلا هذه الفتاة ... نظرت إلي في تعاسة .. نظرت إلي في ألم ... كنت أعرف أن بالموضوع شيء غير طبيعي .. فلم أكلف نفسي باكتشاف أسفل المائدة أو القمع لأنني لن أجد شيئا ... إن ما أراه أمامي الآن هو نوع من السحر ... السحر الأسود ..

    أغمضت عيناها مرة أخرى ثم ازدردت لعابها ... ثم فتحت عيناها ونظرت إلي ثانية .... كنت أنا مندهشا جدا فلم أبد أي حركة إيجابية .... ظللت أنظر إليها كالغبي ... ثم شعرت بحركة ما خلفي ... عرفت أن الرجال بدؤوا ينصرفون مبسملين ومحوقلين ولاعنين هذه الألاعيب الشيطانية ... وهنا ألقيت نظرة متوترة أخرى إلى الفتاة التي كانت تنظر إلى اللامكان من جديد ثم استدرت عائدا ... رأيت أمي تمسك بالكاميرا وتصور ... رائع ... إن هذا المشهد يستحق التصوير وإبقائه عندي إلى الأبد ... عدت إلى مكاني ورأيتهم يحركون الستار مرة أخرى ليحجب الطاولة ..

    وعندما فتحوا الستار مرة أخرى لم يكن هناك أثر لرأس الفتاة ... كانت الطاولة .. وعليها القمع .. نظرت هنا وهناك فقد أجد رأس الفتاة يتجول بالجوار لكني لم أجده ... سمعت أبي يقول في ثقة أن مختار هذا ساحر .. وأنه استعان بالجن فيما فعل ... وأخذ يستعيذ بالله من السحرة وشرورهم ... لكنني لن أنسى تلك النظرة التي نظرت إلى الفتاة بها ما حييت .... نظرة استنجاد ... نظرة ألم لم تحاول إخفاءه .. لقد كانت مسكينة ... ولست ادري مالذي فعله بها ذلك الساحر اللعين وهي بعد في العاشرة من عمرها .

    غادرنا الملاهي وأنا شارد في كل ما حدث ..... كنت أريد أن أرى تلك الصورة التي صورتها أمي للمشهد ... لم أحتمل الانتظار ... أخذت الكاميرا وصورت باقي الصور حتى أنهيت الفيلم ..... ثم أخذت الكاميرا في اليوم التالي إلى الاستوديو .... قالوا لي أن علي استلامها غدا في نفس الموعد ... يالهم من كسالى .

    شعرت بالتعاسة الشديدة بعد ذلك .... فعندما استلمت الصور وجدت صورا عديدة لأخي يبتسم في بلاهة أو لنا مجموعين في صور عائلية .... بحثت عن تلك الصورة فلم أجدها مطلقا .... عرفت من عاملة الاستوديو أن هناك صورة واحدة احترقت للأسف خلال التحميض ...

    هل هو حظ سيء؟ ... هل هو سحر أسود ؟ ... هل هو جان ؟ ... لن أعرف أبدا .... لكنني موقن تماما أنني في يوم ما كنت على بعد سنتيمترات قليلة من فتاة مسحورة ... يالها من تجربة .. حقا يالها من تجربة ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    حكايتي مع الجن


    " لم أرهم بعيني . لكني لمستهم ، وشعرت بهم يلمسون جسدي . وأستطيع أن أقسم بالله على ذلك "



    بدأ كل شيء في عام 2000 . كنت أنا مراهقا ساذجا في ذلك الوقت . وذلك الشارب الأخضر السخيف فوق شفتي يثبت لي أنني لم أعد طفلا كالسابق . كنت في الصف الثاني الثانوي في مدرسة ما في المدينة المنورة . كان كل واحد من الشباب له هواية ما يحب ممارستها ، فالبعض كان يهوى كتابة رقم جواله في ورقة ويرميها عند قدمي أول فتاة منقبة – ككل الفتيات – في المدينة في ذلك الوقت . آخرون كانوا يجدون متعتهم في القفز من فوق سور المدرسة ليس للهروب بل لمجرد القفز ، فأراهم يفعلون ذلك خمس مرات في اليوم الدراسي .

    أما أنا فكانت لي هواية كريهة تختلف عن كل الشباب ، كنت أهوى كل ما يتعلق بالجان . قرأت كل كتاب رخيص نزل في الأسواق عنهم من طراز – الجن بين الحقيقة والخيال – أو – حوار مع جني مسلم – أو أي شيء من هذا القبيل . وقد اقتنيت سلسلة شرائط تسجيل مرعبة تدعى ( الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار ) . هذه الشرائط كانت مرعبة بحق . بعضها كان يتحدث عن السحر، وما هي الخطوات التي تتبعها لتصير ساحرا – كانت حجتهم الغريبة في هذا أن يتفادى المرء فعل هذه الأشياء – وبعض الشرائط كانت عن الجن ، تصف حياتهم وأشكالهم وقصصهم وأنهم موجودين في كل مكان . بعض الشرائط الأخرى كانت تتحدث عن العين والحسد وكيف أن العين الواحدة لها القدرة على هدم عمارة كاملة بما فيها ومن فيها .



    لقد قال أحد أطباء النفس ذات مرة أن المستغرق في مثل هذه الأمور معرض في النهاية للجنون أو الخبال العقلي وأنها خطرة جدا لأنها تشكل عنصر جذب للعديد من الحمقى أمثالي .

    ظللت أقرأ وأقرأ حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم ، عندما أغلقت على نفسي الغرفة وأصبحت أكلم نفسي - كعادتي – بصوت عال . تكلمت مع شخصي المتواضع في كل شيء وناقشنا أمورا خطيرة ، وبينما أنا أحدثني إذ أتيت على ذكر موضوع الجان هذا . وهنا أصبحت أتكلم موجها الكلام لهم – للجان – قلت لهم أنهم أضعف من أن يؤذوني لأنني أعرف كل الأذكار التي تمنعهم من حتى التفكير في مجرد فعل هذا . قلت لهم أن يظهروا لي الآن إذا كانوا حقا موجودين في هذه الدنيا . وظللت أنظر حولي كالأبله منتظرا أن يتفضل علي واحد منهم ويظهر لي نفسه . لكن شيئا من هذا لم يحصل طبعا . ظللت أواصل الحديث معهم ، ثم أخذت أضحك كالمعتوه ... وأضحك وأضحك .... هل جننت ؟ أنا أعرف نفسي جيدا . أنا لست من الطراز الذي يجن مهما قال أطباء النفس المتحذلقين . لكنني كنت مغرورا ... وكاد غروري هذا أن يقتلني رعبا في يوم ما .

    لم يحصل شيء في الأيام التالية . ولكني كنت أضبط نفسي خائفا عند دخولي الحمام بالذات . لأنني كنت أعرف أنه غرفة نومهم . ظللت على هذا الحال حتى جاء ذلك اليوم الذي خرج فيه كل أهلي لمكان ما وظللت وحدي في شقتنا الواسعة . لم يكن الوقت ليلا . فلسنا في فيلم رعب هنا . لقد كنا في وضح النهار كما يقولون . دخلت غرفتي وأغلقت الباب علي . تمددت على السرير وسرحت بعيدا في نقطة اللاشيء . لم أكن من الطراز الذي يستطيع النوم في النهار مهما بذلت في ذلك من جهد . لكنني في ذلك اليوم شعرت بوعيي ينسل مني داخلا بي إلى عالم الأحلام . جفناي يتثاقلان وينغلقان تدريجيا حتى يطبقان على بعضهما . لقد نمت ، لم أكن مرهقا ، بل لقد كنت نائما كفاية بالليلة الماضية . لكنني نمت لسبب غير مفهوم ...... إلا أنني عندما استيقظت فهمت كل شيء .

    لقد كانوا يقودونني إلى عالمهم ... عالم الأحلام حيث تفقد السيطرة على روحك .... إلى العالم الذي أصير فيه لعبة بين أيديهم يلهون بها كما يشاؤون ... إنها فرصتهم للانتقام مني – بسبب الحماقات التي كنت أثرثر بها بصوت عال - وهم لن يتركوها تفر منهم أبدا – الفرصة وليس الحماقات طبعا - لطالما كنت أحرص على قول الأذكار اليومية صباحا ومساء وقبل دخول أي مكان مريب كغرفتي أو كالحمام . أما هذه المرة فقد نسيت ، والأهم أنني نسيت أذكار النوم ..... أصبحت ملكهم تماما ... لم يكن أحد يمكن أن يوقظني حيث أنه لا أحد في الشقة . كان هذا يعني أنهم سينهون الاحتفال بي في الوقت الذي يحددونه بأنفسهم .

    فجأة استيقظت . لم أفتح عيني .... لكنني كنت قد استيقظت . لا أذكر شيئا مما حلمت به . بل إنني لم أحلم على الإطلاق . لكن مهلا .. أنا لا أتحرك ... أقسم أنني لا أتحرك . يداي وقدماي مثبتتان إلى السرير وكأن جبلا كبيرا يرقد على كل يد وكل قدم . لم أجرؤ على أن أفتح عيني .... كدت أموت رعبا . حاولت رفع يدي اليمنى بكل قوتي لكن عبثا ... وكذا اليسرى . حاولت تحريك قدمي أو أصابعي فلم أنجح . الجزء الوحيد الذي كنت أستطيع تحريكه هو رأسي .. لكنني كما قلت لم أجرؤ على فتح عيني . كنت أعرف أنني لابد سأرى وجوها مشوهة ذات عيون حمراء وقرون وابتسامات ساخرة تنظر إلي بتشف ... كنت خائفا جدا .

    ظللت خمس دقائق على هذا الحال ... فكرت أن أصرخ .. لكنني كنت أعرف أنه لا أحد في البيت ... لا صوت أواني في المطبخ يدل على أن أمي تطبخ شيئا ما ... أو حتى صوت Space Toon بأغانيها المملة والتي تدل أن أخي يشاهدها الآن .... كان واضحا أني لازلت وحدي في الشقة . ثم اهتديت أخيرا إلى الحل ...الأذكار .... فلأستخدم الجزء الوحيد الصالح للتحريك هنا وهو لساني .


    قرأت المعوذتين والإخلاص كل واحدة ثلاث مرات ... وبعد انتهائي من آخر كلمة (من الجنة والناس ) تحررت قيودي الأربع .... أخيرا . ولكن هل أفتح عيني الآن . أظن هذا .... فتحت عيني فلم أجد أي مسوخ ولا عيون حمراء ... فقط غرفتي المملة كما هي و صورة ( Jill Valantine ) على الجدار ترمقني باستفزاز . ما هذا الذي حصل لي ؟ لا بد أنني مقبل على مصيبة ... نعم لابد أنها مصيبة فعلا .


    هناك من الناس من يخاف من الرسوب . أو من يخاف من الفئران . وهناك من يخاف من عيون الناس .. وهناك من يخاف من الزومبي أو من دراكيولا .... لكنني أصبحت أخاف شيئا آخر .... أصبحت أخاف من النوم . لقد فهمت خطتهم ... ينسونني أذكاري وينوموني حتى ينفردون بي . لقد كانوا رحيمين بي في المرة الأولى فاكتفوا بتقييدي في فراشي ... لكن من يعرف ماالذي قد يفكر فيه هؤلاء .... إنك حتما يمكنك أن تتوقع تصرفات أستاذك أو أبوك أو صديقك أو ربما عدوك ... لكنك حتما لا تستطيع التنبؤ بما يفكر فيه جني .... خاصة إذا استفززته بغباء كما فعلت أنا .

    مرت الأيام التالية وأنا شديد الحذر ... أقول الأذكار كلها عشر مرات قبل النوم . ظللت هكذا حتى أتى اليوم الكريه الثاني . لابد من يوم ما ينسل إلي النوم بدون استئذان ... يوم أكون فيه مرهقا ، أو حزينا ، أو ربما أشاهد مباراة كرة قدم مملة ... وقد أتى اليوم الموعود . كنت أذاكر استعدادا للإختبارات النهائية . كنت غارقا حتى أذني في قوانين الطفو وأن مجموع القوى المحركة للمادة التي تغرق هي لابد مساوية لكتلة المادة المحترقة بفعل الكيروسين . ولكن ماذا تفعله هذه السمكة هنا ... ثم أن نيوتن يسبح بجانبها .... نعم إني أراه بوضوح و ......... هاااااااوم ....... لقد نمت .... ولعمري لقد كانت غلطة قاتلة .

    فجأة استيقظت .. كنت ممدا على الأريكة .... كالعادة لم تكن هناك أحلام .... لكنني مشلول .... مشلول كما حدث معي في السابق . هل أفتح عيني هذه المرة ؟ لا أحد يدري مالذي يمكن أن أراه إذا فعلت ... ربما أرى الشيطان ذاته ... لا أدري .. وهنا سمعت صوتا غريبا ... لا أدري كيف أصف هذا الصوت بالكلمات ... لم يكن يشبه أي صوت معروف آخر لكنه شيء ما يشبه ( فوووووووووووووووم ) ... نعم شيء كهذا .... هو يبدو بعيدا قليلا .... قلت لنفسي أنه لابد أن هناك أعمال حفر قد حدثت فجأة في الشارع وأن هذا صوت ماكينة ما من تلك الماكينات التي لاتنتهي ..... ولكن لا ... المشكلة أنني أسمع الشارع من مكاني ... ثمة شباب حمقى يتحدثون في أمر ما ... ويضحك أحدهم بصوت عال ..... لا ريب أن تلك الفتاة قد أخذت ورقته أخيرا ... ياله من محظوظ .

    مالذي يعرفه هذا الأحمق عن هذه الصوت المريع الذي أسمعه الآن .... لابد أنه سعيد الآن ..... لكنني كنت أعرف الحل ..... المعوذتين والإخلاص ..... قلتهم بسرعة ..... لم يحدث شيء ... لازلت مشلولا . كررتهم أربع مرات إضافية حتى شعرت بأنني تحررت ..... هنا فتحت عيني . التفت إلى النافذة ثم قمت وفتحتها ... لا أحد بالخارج ... لا ماكينات . ولا شباب حمقى ... يا إلهي هل كان هذا كله وهما . .... تبا لي ولما فعلته بنفسي .

    تكرر معي الموضوع في الشهور التالية كثيرا .... حتى نشأت بيننا نوع من الألفة .... فعندما أستيقظ وأجد نفسي مشلولا . أتأفف لاعنا في سري هؤلاء الجن الأشقياء .... لا وقت عندي لهذا الهراء .... أقول المعوذتين والإخلاص ثم يفك قيدي .... يالها من تجربة ممتعة .... أصبحت لا أخاف منها أبدا ..... حتى أتى ذلك اليوم الذي فتحت عيني فيه .... ويالهول مارأيت .

    استيقظت مرة في منتصف الليل شاعرا بالظمأ ... لا شيء أفضل من كوب من الماء البارد في هذا الوقت .... ولكن تبا إنني مشلول ... ياللسخافة سيكون علي الانتظار قليلا .... أخذت أقرأ المعوذتين وأقرأ ثم فتحت عيني فجأة ... كنت أريد أن أرى مالذي سيحصل لو فتحتهما ........ وهنا وأقسم بالله على هذا رأيت شيئا ما جاثما علي ، صدره على صدري ووجهه أمام وجهي مباشرة ... لن أصفه لك . .... لأنني لم أره جيدا لم أره سوى لثانية واحدة أو ثانيتين ... .....فقط كان كيانا له وجه وجسد وعينين بلون الدم .


    أغمضت عيني وصرخت بكل قوتي . تحررت قيودي مباشرة .... وهنا جريت كالمعتوه من الغرفة إلى الإفريز إلى الحمام الثاني بقرب غرفة والدي ، شعرت بواحد معتوه آخر يجري ورائي . كان هذا هو أخي الصغير ... لاريب أنني أفزعته بصرختي .... وجدت أبي مستيقظا يتوضأ في الحمام .... سألني أسئلة كثيرة لم أفهم منها شيئا .... أجبت عنها كلها بـ ( نعم نعم ) ( حسنا أنا آسف ) ( ربما ) ....لابد أنه ظن أنني مجنون .

    بعد هذا لم أستطع أن أنام في جميع الليالي التالية إلا والنور مضاء ... وكنت أتحمل نظرة أختي الساخرة لي وأنا أطلب منها أن تبقي النور مضاء ..... يالهذا الشارب الأخضر الذي يجعل الناس تنسى أنني لازلت ذلك الطفل السخيف ...... لكن هؤلاء الجان لم يكونوا قد انتهوا مني بعد .... كانوا يدخرون لي ما هو أفضل .

    فجأة استيقظت في أحد الأيام في منتصف الليل والنور مضاء ..... كنت مشلولا كالعادة .... إن هذا مرعب ... أغمضت عيني بكل قوتي وأخذت أقرأ المعوذتين بسرعة .... عشر مرات أو أكثر ولم يفك قيدي .... لابد أنها نهايتي الآن ... لقد نسيت أن أصلي العشاء قبل أن أنام .... فلأتلق عقابي إذن .... وهو عقاب مريع ..... أخذت أقرأ وأقرأ بلا جدوى . وفجأة انفجر المصباح بفرقعة سمعتها في أذني عالية جدا ...... كان مصباحا رخيصا ولا ريب أن تاريخ صلاحيته ينتهي الآن ..... ياله من مصباح يفتقر إلى التهذيب .... ألم يجد وقتا أفضل من هذا ( يفرقع ) فيه ؟


    فتحت عيني فور أن سمعت فرقعته كرد فعل بشري طبيعي ..... لم أر شيئا .... فك قيدي .... لكني عندما نظرت إلى الباب رأيت شيئا غريبا ..... رأيت أمي ..... كانت تلبس ثوبا أبيضا واسعا طويلا جدا ... رأيتها من ظهرها ..... أمعنت النظر ..... هذا الثوب ليس عند أمي أبدا ..... ياللهول .... ما هذا الذي أراه .... إن أمي تتلاشى .... كأنها الدخان . نعم .... تتلاشى ..... ظلت تتلاشى حتى امتزجت مع الهواء واختفت تماما . قمت من على سريري بحذر ومشيت إلى الحمام المجاور .... فتحت نور الحمام فسمعت فرقعة أقوى بكثير من الأولى ..... يالهذه المصابيح الرخيصة التي نشتريها دوما.. إنها ( تفرقع ) في أوقات غريبة ..... شعرت بالذعر .... بكيت ..... وهنا سمعت أذان الفجر .... فبكيت أكثر .... عرفت كم أنا مقصر ... وهؤلاء الجان يجيدون التسلية بأمثالي .... لابد أن أنزل الآن إلى المسجد وأصلي الفجر فيه وأدعو الله .... وأسأله أن يغفر لي ماكان مني من سهوات .... فهو الوحيد الذي يمكنه أن يطمئن قلبي ... ويحميني من هذه الكائنات التي تتسلى بي ..... توضأت .... ونزلت في الظلام إلى المسجد .

    وها أنا الآن قد كبرت ومرت حوالي عشرسنين على هذه الحوادث ولم تحدث لي حادثة ( الشلل ) هذه إلا بعض المرات التي تعد على إصبع اليد الواحدة ..... وأصبحت الآن زاهدا في كل ما يتعلق بالجن ..... وزاهدا في كل الكتب الرخيصة التي تتحدث عنهم .... فماذا يعرف هذا المؤلف أو ذاك عن الجن حتى يكتبوا عنهم .... أنا تعاملت معهم بنفسي .... والحقيقة أنهم أسوأ طبقة يمكنك التعامل معها ...... كانوا قساة جدا .... ولا يحتاجون سوى لقلب مؤمن مطمئن بالإيمان لمواجهتهم وإيقافهم عند حدهم .

    عرفت أن هذا الصديق الذي كان يشل حركتي إنما هو جني .. جني مشهور سماه العرب ( الجاثوم ) لأنه يجثم على صدر ضحيته من الإنس فيشلها شللا كاملا .. وسمته الحضارات القديمة Incubus .. بعض تلك الحضارات كانت تعتقد أنه لا يزور سوى النساء ولما كانوا يرسمونه عادة كنت ترى مخلوقا بشعا قصيرا جدا يجلس فوق صدر امرأة يبدو من ملامحها أنها تتعذب .. يمكنني فهم الرسمة و الشعور بعذابها لأنني شعرت به كثيرا .. و أوقن أن معظمكم شعر به هو الآخر .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    الفصل الرابع


    بدأت رحله الألم والعذاب والبحث عن العلاج فأصبحت يوميا اخذ الأبناء ونذهب إلى هذا الشيخ في جلسه عامه للرقية الشرعية مجلس يضم خليط من المرضى من جميع الأعمار والجنسيات هذا يصرع وهذا يهذى وهذا يصيح وينتفض وأنا احدث نفسي لا حول ولاقوه ألا بالله بدأت في قراءه كل شي عن السحر والمس أصبحت كلمه سحر هي المغناطيس الذي يجذبني للحديث مع كل من يتطرق إلى هذا الأمر تتفتح أذني وسمعي على اى برنامج تلفزيوني أو إذاعي عن مواضيع تخص الأمراض الروحية أبحرت في هذا العالم الغريب

    سحر كلمه قاتله مميتة كبيره في معناها وتأثيرها على المصاب تتقاذفك الاسئلة

    من سحرني ؟ ولماذا؟ وماذا لو شفيت هل سوف يتكرر الأمر؟ كيف سحرني ؟ ووووووو


    اسأله متلاحقة تضرب على المخ لتتركه فريسة للظنون والشكوك في اقرب الناس أليك وهذا ما يريد الشيطان يرد أن يشكك في اقرب الناس لك كي تبتعد عن اقرب الناس لك حتى لا يقدمون لك المساعدة ولا حتى كلمه مواساة ابتعدت عن الأهل والأصدقاء وهذا من تأثير السحر وهو يتعدى المسحور إلى غيره في تصريف غريب عجيبي تقوقعت على نفسي وانعزلت عن العالم أنهكني التفكير وأصابني الإحباط

    أصبحت اذهب يوميا لجلسه الرقية واخذ معي فقط اثنين من الأبناء وفى اليوم الثاني اخذ اثنين آخرين بعد فتره وجدت أن الابن الأكبر هو من يتأثر أكثر من الآخرين فتركتهم وأصبحت اخذ معي فقط الابن الأكبر وكان عمره 14 سنه وكانت هنا المعاناة الحقيقة التي كانت تقصم ظهري عندما أشاهد أحب أبنائي وهو يصرع أمامي ويتألم ولا استطيع أن أقدم له شي لكم أن تتصوروا هذا المنظر ومن ناحية ثانيه هو كيف ينظر إلى أبيه وهو يصرع أمامه نتيجة لذلك بدأت تظهر نتائجها على الابن في المدرسة وانعزاله عن الأصدقاء وبالتالي حصوله على اقل الدرجات

    كنت اخرج من دار الروقية وأنا محطم النفس مكسور الخاطر ليس لا اجل نفسي ولكن لا اجل هذا الابن وتلك الزوجة التي ما أن تشاهد ابنها وزوجها عائدين وعلامات الإعياء والتعب واضحة جليه على الوجوه والأجسام حتى تنهار هي الأخرى وتسقط مريضه طريحة الفراش حتى الزوجة أصبحت أخذها إلى الشيخ يوم النساء ولكن لم تكن تتأثر كما أتأثر أنا وأبنى ثم رفضت الذهاب إلى الشيخ نتيجة مشاهدته عند الشيخ من المصابات والمريضات والتي تزيد الإحباط تقول عندما اذهب وأشاهد النساء يصرعن ويضربن أنفسهم وما يحدث بينهم من كلام أصاب بالخوف والفزع حاولت معها ولكنها رفضت استخرت الله ولم اجبرها على الذهاب إلى الشيخ وأصبحت أنا ارقيها أذا تعبت

    بدأت الحرب بيني وبين الشياطين علنا وأصبح الأمر ألان مكشوف ولكن دخلت المعركة والحرب وأنا اعزل فلم أكن افقه من هذى الأمور غير الرقية الشرعية وماء وزيت مقرئي

    نقلت كل الأبناء في غرفه نومي وأصبح الجميع ينامون معي في الغرفة ادهنهم بالزيت جميعهم وأعطيهم العسل والماء ينام الجميع وأنا أبقى مستيقظ أقراء الرقية الشرعية على الجميع أصبح المسجل طول اليوم 24 ساعة على القران الكريم الزوجة في عالم أخر نوم طول النهار ولأتحرك اى شي في المنزل العمل على الشغالة ثم أحضرت شغالة ثانيه فلا تستطيع واحده أن تخدم أسره مكونه من 9 أشخاص خاصة في ضل غياب الزوجة

    بدأت الأذية في العمل في الصباح أكون جاهز للخروج للعمل الساعة 7:30 صباحا أصل إلى باب الشقة أجد أنى نسيت مفاتيح السيارة أعود لا اخذ المفاتيح أجد في طريقي مجله أو جريده اجلس أقراء فيها انتبه أن الساعة صارت 10 أتحرك بسرعة أجد في طريقي اى شي يعيقني عن الخروج لانتبه إلا أن الساعة أصبحت 12 أعود إلى غرفتي وأنام وان خرجت للعمل اذهب إلى الإدارة واذهب إلى استراحة مدير الإدارة ادخل وأنام على السرير حتى الساعة 2 اخرج واذهب إلى المنزل يعنى تشتيت في الفكر كان يدخل على مدير الإدارة ويجدني نائم كان ينظر إلي بعين العطف لم يؤذيني يوما من الأيام بكلمه لماذا ؟ لا انه كان يعرف عملي منذ 18 سنه عملنا سويا عندما كان هو موظف عادى وكنت أنا كذلك ولكن كنت شمس شارقة يشار إلى بالبنان واقصد في عملي وتعاملي مع زملائي كنت محبوبا من الجميع وحتى أصبح صديقي مدير الإدارة كلمه حق في هذا المدير لن أوفيه حقه مهما قدمت له فقد وقف معي 4سنوات في العمل كان ينقلني من قسم إلى قسم يتابع معي خطوات العلاج خطوه بخطوه أرسله الله رحمه لي بعد أن تخلى عنى الكثير من الأقارب والأصدقاء ولم أكن لا اغضب منهم فقد كنت اعرف أن هذا ليس بأيدهم وإنما كان نتيجة تأثير السحر

    أما في ما يتعلق بالعلاقة مع الزوجة وخاصة الجماع فحدث ولأحرج كل ما تتخيلونه من الأذية تحصل وكل هذا في سبيل منعي من الاتصال بها والغرض هو التفريق بيني وبينها ما أن أحاول البدء في عمليه الجماع ألا واشعر أن هناك أشخاص في الغرفة أو اسمع أن صوت الزوجة قد تغير إلى صوت خشن وكأنها رجل وهى تقول لي اسمع صوتك ناعم كأنك امرأة أو حدوث صوت دق على الجدران أو تغير في مزاج الزوجة يعنى العزف على المشاعر مثال ذلك قبل البدء في الجماع ألا والزوجة تبكى لماذا تبكي قالت : تذكرت أبى ....أبوها متوفى منذ 4 سنوات ولم تفتكر أبوها ألا هذا الوقت أنظر الشياطين كيف تلعب بالمشاعر

    قدر الله البلاء ولكن انزل معه الرحمة كيف؟

    اسمعوا هذى القصة

    اشتريت جهاز الكمبيوتر وأنا لا افهم في هذا الجهاز شي وكنت اسمع انه قد بداء الإفراد في استخدام الانترنت ولم أكن اعلم ما هو الانترنت ولا اعرف اى موقع ولم اسمع باى موقع دخلت الجهاز في غرفتي أول يوم وشغلت الانترنت طلعت لي صفحه الياهو ولم أكن اعرف ما هي الياهو بعد دقيقه ألا والصفحة تنقلب إلى صفحه أخرى والله الذي لا اله ألا هو لم امسك الكمبيوتر ولم اقرب منه فقط كنت أطالع في الصفحة الأولى للياهو وانقلبت الصفحة إلى صفحه أخرى هل تعلمون ما هي الصفحة شي عجيب وغريب تقشعر جسمي وأنا أقراء اسم الصفحة (( لقط المرجان في السحر والجان )) ولم يكن قد بداء على مشكلتي أكثر من ستة أشهر بدأت أقراء في هذا الموقع والذي نزل عليه رحمه من الله بدأت أطبع المواضيع وأعيد قراءتها لان المصاب بالسحر آو المس من أكثر الناس نسيان بل غيبوبة أكثر من كلمه نسيان كنت أقابل احد الزملاء واسأله أين أنت منذ فتره لم نشاهدك يقول يا آخى الأسبوع الماضي قابلتك اتبرجل واتلخبط في كلامي وكنت اتاثر نفسيا من هذا الأمر

    كنت ادخل السوبر ماركت واشترى ب50 ريال أعطى البائع 500 واخرج بدون أن استرد باقي المبلغ وبذلك لا يبقى الراتب معي أكثر من أسبوع واحد فقط

    سنه كاملة 360 يوميا وأنا اذهب إلى الراقي أنا وابني هذا غير من يحضر إلى المنزل للقراءة علينا ولكن بفائدة قليله جدا لا تذكر فقط وقتيه بل أننا بعد الرقية نتعب تعبا كثيرا حتى أن كل من في المنزل ينام 16 ساعة وكأننا أهل الكهف وهذا شي يعرفه كل من مر عليه هذا البلاء فالنوم علامة من علامات السحر والمس كنت اسأل نفسي لماذا لم يتشفى احد عند المشايخ الرقية الأشخاص هم نفس الأشخاص منذ سنه بل أن الأعداد تزيد ولم أشاهد احد تلف منه السحر أو خرج منه المس بل أن الحديث مع المرضى يحبط هذا يقول لي عشره سنوات وهذا يقول لي 18 سنه وهذا خمسه سنوات يا الله لماذا لم بشفاء احد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    الفصل الخامس


    اختفت الوسامة واختفت خفه الظل واختفى النشاط والشمس التي كانت في يوم من الأيام مشرقه ومبدعه اختفت وحل محلها غيوم ملبده بالهموم وضعف الجسم وهزل وزاغت العيون وخف الوزن وأثقلت بالديون وزادت الأمور تعقيدا ومع ذلك لم اقنط من رحمه الله يوما أن يأتي الفرج

    لم اترك وصفه أو علاج في موقع لقط المرجان ألا واستخدمتها كانت غرفه نومي غرفه عمليات مصغره فيها جميع أنواع الأعشاب حتى أصبحت الشقة كلها محل أعشاب

    وبدأت رحلتي مع الرقاة والرقية منهم من يقول مسحور ومنهم من يقول معيون ومهم من يقول مس عاشق لا اسمع بمكان راقي أو شيخ ألا وذهبت له في جده في مكة في جازان في الرياض والمحصلة لاشى تعلقت القلوب بالرقاة ونست خالقها
    كل الوصفات التي ذكرها الشيوخ استخدمتها أما القران كنت أقراء البقرة كاملة كل يوم في جلسه واحده واستمريت على هذا لوضع سنين صحيح أنها كانت تساعدني على الأقل بالقيام بواجباتي فإذا قراءتها الصباح زال عنى الكسل والخمول واستطيع أن اذهب إلى عملي ولكن الخوف من ألانتكاسه كيف تحصل ألانتكاسه الموضوع هو ترمومتر دقيق جدا أكثر من الطاعات يضعف الشيطان في الجسم تخف الطاعات يقوى الشيطان مثال ذلك حصل يوما أن قرأت البقرة الصباح ثم استحمي بالماء المقرئ عليه ولبست ملابسي وخرجت للعمل وأحسست بالنشاط واضح وقبل أن أصل إلى العمل شعرت بتعب جسمي عجيب فاستغربت لا أني اعرف نفسي أذا قرأت البقرة أصبح أكثر اليوم نشيط ولكن هناك أمر جعلني اضعف هل تعلمون ما هو كنت استمع لبرنامج في الراديو وانتهى البرنامج وبعدها أغنيه لم اقفل الراديو وتركت الأغنية فستقوى الشيطان فضعفت


    قد لا يصدق البعض هذا الأمر ولكن تلك هي الحقيقة !!



    كانت علامات السحر تظهر بوضوح مع تقدم العلاج فعندما كنت ادخل إلى دوره المياه أكرمكم الله لم تكن الفضلات مثل البشر لا والله بل كانت فضلاتي ورق شجر أو حبوب سمسم أو حبات عنب هل استوعبتم الأمر طبعا ليس دائما ولكن إذا زاد الأمر في العلاج وكنت أخاف أن لا أكون اتهئا تلك الأشياء فسالت الزوجة هل تشاهدين ما أشاهد فتقول نعم

    خفت المشاكل قليل ومع متابعتي المستمرة لما يكتب في منتديات الرقية الشرعية وما يكتبه الرقاة فقد بدأت استوعب كيف أتعامل مع الزوجة والأبناء ولكن بعض الأحيان يفرط زمام الأمر وتحدث المشكلة في سرعه البرق وتحدث المشكلة وتصبح قاب قوسين أو دنى من الطلاق ولكن في لحظه يمن بها الله عليه فانتبه للأمر فأتوقف حتى لو لم أكن مخطئ بل أنى تحملت كل الأخطاء التي تصدر من الزوجة والأبناء لعلمي الأكيد أنها تحصل بفعل السحر وهذا الأمر والله ليس لي فيه فضل بل أن الله هو الذي ينزل سكينته في تلك اللحظة الحاسمة فاهدي الأمور واحتوى الزوجة والأبناء كنت إذا استفحل الأمر وثارت الأعصاب لا اترك مجال للشيطان فا توضئ بسرعة وأقوم أصلى فوا لله أنى انتفض في الصلاة وهذا الأمر يقهرهم


    خرجت في لليله من الليالي حزين مكسور الخاطر وركبت سيارتي لا اعلم أين المسير المهم أنى خرجت حتى من المدينة وكانت استمع إلى شريط الشيخ عائض القرني (( لا تحزن )) وتجاوزت محطة الرحيلى على طريق المدينة وكانت الساعة بعد منتصف الليل وكان من ضمن ما سمعته في الشريط مردغة الجبين لله وإظهار توحيد الإلوهية والربوبية فخرجت عن الخط العام في الصحراء وأوقفت السيارة وتوضأت وجلست أصلى على الرمل ومردغت الجبين لله ليس هناك احد غيري وخالقي صليت ما قدر الله أن أصلى وبعد أن انتهيت قمت ولكن شعرت بدوار وغثيان واستفرغت دما احمر قاني ليس قليل بل كثير وخرج منى كتله واحده مثل الزئبق


    في اليوم الثاني وأنا عند الشيخ للرقية عندما صرعت وتكلم الشيطان واخذ يسب ويشتم ويقول (( الله يلعن عائض القرني ويلعن أشرطته وسألها الشيخ واش دخل عائض القرني في الموضوع قالت له هو الذي هلكنا وعلمه مردغه الجبين لله هذا نكبنا)) ونحن عند الشيخ كان يسألني احد المرضى يقول لي انصحني بعمل اعمله قلت له اسمع وأخبرته بان يفعل ما فعلت ماذا حصل من الرجل (( نظر فيه الرجل ثم تفل عليه وقال أنت بتودينا في داهية وقام وخرج من الغرفة )) واكتشفت أنى كنت أتحدث مع الشيطان وليس مع المريض وهذا من عيوب الرقية الجماعية فلا تعلم أنت مع من تتحدث فتجد أن المصابين يتكلمون مع بعض ويسالون بعض أنت كم سنه لك في العلاج فيقول 15 سنه وهو كاذب المريض لم يتكلم بل أن الشيطان هو الذي تكلم والسبب هو إحباط المعنويات ومحاوله إفهام المريض انه لن بشفاء من المرض


    أعراض السحر = أعراض مستخدم المخدرات .......!!!!!!

    وهذا من خبث الشيطان وحتى تعتقد أن الذي أمامك هو شاب فاسد ومنحل خلقيا ...حتى يتخلى عنه الأصدقاء والأقارب وهو في الحقيقة ما هو ألا رجل مسحور هو لا يعلم انه مسحور كيف يحصل هذا الأمر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    الفصل السادس (أ)



    أعراض السحر = أعراض مستخدم المخدرات .......!!!!!!

    وهذا من خبث الشيطان وحتى تعتقد أن الذي أمامك هو شاب فاسد منحل خلقيا وحتى يتخلى عنه الأصدقاء والأقارب وهو في الحقيقة ما هو ألا رجل مسحور هو لا يعلم انه مسحور كيف يحصل هذا الأمر

    أعراض السحر الواضحة:

    1- بزوغ العين وبريق ......................المخدرات تفعل نفس الأثر

    2- جفاف الفم...................................المخدرات تفعل نفس الأثر

    3-عدم استقرار النظر اى أن المسحور لا يستطيع أن ينظر إلى المتحدث مباشره لان الفكر يتبع النظر وإذا كان الفكر مشتت فان النظر لا يثبت ولا يستقر ومستخدم المخدرات فكره مشتت لذلك نظره لا يستقر ولا يستطيع النظر إلى المتحدث

    4- عدم استقرار النظر لان الشيطان يخاف أن يفتضح أمره فيضن انه أذا نظر في المتحدث اكتشف أمره......كذلك مستخدم المخدرات يخاف أن ينظر إلى المتحدث فيكتشف أمره

    5- رائحة عرق المسحور رائحة غريبة كبريتيه نفاثة ...المخدرات تفعل نفس الأثر

    6- العصبية الزائدة والتشنج .......المخدرات تفعل نفس الأثر

    وفى هذا المقام فان الحديث يطول وذو شجون هل نستطيع أن نقول كل مسحور هو مستخدم مخدرات أو كل مستخدم مخدرات مسحور أو ممسوس.

    الحقيقة قمت بعمل بحث بعد أن من الله عليه بالشفاء باسم ((من سبق من ؟؟)) وكنت ا قصد من سبق السحر أم المخدرات وأضيف إليكم هذى المعلومة أكثر من 70% من مستخدمي المخدرات مصابين بالسحر والمس عرفه من عرفه وجهله من جهله طبعا هي ليست احصائية دقيقه ... ولا يظن البعض أن السحر لا يفعله ألا البشر بل أن السحر يقوم به بعض الشياطين بعد أصابه الإنسان والسبب الاذية .

    دعونا نلقى الضوء على الاية الكريمة

    ((.وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37).))

    ((..وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا..)) ....


    .... يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن ))

    وللمعلومة أن من تكرر منه الزنا فلا يؤمن على نفسه من تلاعب الشياطين به لماذا لان الله سبحانه وتعالى هو الحافظ اسمعوا قول العلماء ((تالله ماعدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الوالي فلا تظن أن الشيطان غلب ولكن الحافظ اعرض))



    المخدرات تبعد عن الله وتفرغ القلب من محبه الله وتولد المعاصي واكبر سلاح للشيطان المخدرات لماذا؟؟

    ...لا انه يشرب الخمر يدخن يزنى يستخدم العادة السرية ويسرق لواط كل شي ممكن أن يفعله أذا هو اعرض عن الله وأصبح جسمه مفتوح وليس فيه اى حماية من الله أين التحصينات التي أوصانا فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أين الذكر أين القران أصبح القلب أجوف فارغ ألا من المنكرات فكيف يكون تحت الحماية من الله أكثر مستخدمي المخدرات لو كشفنا عنهم لوجدناهم مرضى من المس

    اسمحوا لي سوف أخذكم قليل ونخرج عن موضوعنا ثم نعود إليه وحتى تبسط إليكم الأمور سوف أقص عليكم قصتين حتى يتضح لكم الأمر

    اعرف شخص كان قاب قوسن أو ادني من الموت بفعل المخدرات ادخل المستشفيات في سويسرا وفى جده وفى كل مكان وكان تحت اهتمام من المسولين ولكن لم تنجح تلك المحاولات في تركه للمخدرات وكان يسكن في منزل خاص فيه وهو عازب وكذلك أخوته كل واحد منهم في سكن خاص فيهم أما والدهم فهو يعيش في منزله الخاص وأكثر الشهور خارج المملكة وليس معه احد في القصر إلا شخص واحد وزيره أو القائم على شون القصر وأيضا الأب يعيش لوحده بعد موت الأم كان الأبناء لا يحبون والدهم ويكرهونه وعاشوا 35 سنه على هذا الأمر أما صاحبنا مستخدم المخدرات فكانت أراده الله أن الله انتشله من الضياع بعد أن اشرف على الموت أكثر من مره بفعل المخدرات وانقلب 180 درجه ترك المخدرات وعاد إلى الله والتزم وأصبح يصلى كل الفروض في المسجد ويصوم الاثنين والخميس ولكن اكتشف أمر لم يكن في البال عندما استقام وأراد أن يقرءا القران لم يكن يستطيع أن يقرءا حرف واحد من القران يقرءا اى شي ألا القران يتعقد لسانه واكتشف انه كان مسحور وبداء رحله العلاج واستمرت سنوات طويلة تجاوز80% من المرض يقول ألان أتذكر عندما كنت صغير وعمري 14 سنه دخلت غرفه الوزير وكان منزله في أخر القصر يقول كنت العب وفتحت دولاب ملابس وبين الثياب كان هناك حبل متين وكان فيه عقد كثيرة ومسامير يقول شاهدني الوزير وضربني واخبر والدي أنى كنت أفتش في غرفته واتضح أن وزير والده هو من عمل السحر لجميع الأبناء حتى يبتعدون عن والدهم وينفرد هو بالأب ويستحل على ثروة الأب وهذا ما حصل فعلا ومن هنا يتضح أن السحر سبق المخدرات وهو السبب في البعد عن الله ولكن هي ليست بقاعدة


    ولكن السحر أذا لم يتم علاجه فانه يسبب أمراض مزمنة وسرطانات ويسبب الشذوذ ويسبب الموت والقتل وهناك أنواع من السحر تسبب الانتحار ولو تابعتم أخبار الذين ينتحر ون لوجدتم في أخر الخبر أن المنتحر كان يعانى من مرضى نفسي وحفظت القضية ضد مجهول وأكثر من يستخدم هذا النوع من السحر الذين ينتظرون ثروات وارث الآخرين لأحول ولاقوه ألا بالله ويكون المنتحر رجل صالح وعلى خير وتستغرب من هذا الأمر كيف يقدم رجل صالح في أخر عمره على الانتحار ...!!! والجواب السحر أصابه بضيق حتى تنطبق ضلوعه على صدره وتصبح الدنيا عنده لأتساوى جناح بعوضه ويعتقد انه لا مفر من هذا الأمر إلا بالانتحار وهو مسكين لا يعلم أن هذا من وسوسه الشيطان الخبيث والعياذ بالله

    نعود إلى موضوعنا قلنا أن علامات وأعراض السحر تتشابه مع مستخدم المخدرات والسبب حتى يبتعد عنه الآخرين

    كان لدى في العمل موظف على بند الأجور وراتبه لا يتجاوز 1500 ريال وكان كثير الانسحاب من العمل يصل الساعة 7:30 وبعد ساعة ينسحب من عمله يحاول الالتزام ولكنه يدخن بشراهة عجيبة يذهب إلى دوره المياه ويدخن في الخفاء مديره أكثر من مره يقول لي يا آخى افصله من العمل تعبنا هذا الموظف وأنا ارفض وأقول له اصبر لعله يعتدل في عمله ولكنى كنت أراقبه جيدا كان عصبي نظره لا يستقر كان مديره يقول لي هذا حق مخدرات ولن يفلح أبداء أما أنا فكان لي نظره ثانيه للموضوع وذات يوم حضر الموظف وكان يريد أجازه فرفض مديره وقال له أنت غائب لك أسبوع كيف تريد أجازه ثم احضره عندي كان الموظف لا ينظر لي وكان فمه جاف وجفاف الفم من فعل المس ومتى يصير جافا عندما يكون في مشكله أو عندما يريد أن يتكلم عن نفسه أو يدافع عنها فيفعل الشيطان هذا الأمر وحتى لا يستطيع أن يتكلم المريض فيفضل السكوت ...المهم قلت لمديره اذهب واتركني معه وبالفعل خرج من الغرفة وأقفلت الباب وقلت للموظف اجلس وعندما جلس وكان غاضب قراءة عليه الرقية الشرعية ثواني وإذا هو يصرع وعندما استيقظ قام وهو غير مصدق أن به سحرا آو مس قلت له أصدقني الحقيقة قال والله كنت منذ فتره اشك أنى غير طبيعي من عصبيتي الزائدة حتى أنى كنت أريد أن اضرب والدتي مره وأنا غضبان فأخذت اسأله فاخبرني انه كان يعمل في المنطقة الشرقية قبل أن ينتقل إلى جده وكان يسكن مع احد الشباب العزوبية يقول وكان هذا الشاب يستخدم السحر والشعوذة سبحان الله تذكرت في الحال الجليس الصالح والجليس السوء أخذته للشيخ وطلبت منه مواصله العلاج ألا انه للأسف لم يعد للعمل مره أخرى وفصل من العمل لغيابه المستمر ولا اعلم حتى ألان ماذا حصل له ..

    في كلا الحالتين يتضح لنا أن السحر كان مصاحب لهم ولم يتم اكتشافه والسبب بعدهم عن الله وعندما عاد الأول إلى الله اكتشف انه مسحور وهذا يدل على أن الشخص ممكن أن يعيش بالسحر بدون أن يفتضح أمره خاصة إذا كان من النوع البعيد جدا عن الله ومنغمس في الشهوات وممكن أن تقوم مشاكل بين الأزواج ويتفرقون ويكون الطلاق وهم لا يعلمون أن هذا من السحر وكثير هي الحالات

    السحر يسبب الخطيئة ويجعل الشخص يقدم على شي ثم يندم على انه عمل هذا العمل ولكن في حاله ضعف وتمكن من الشيطان فانه يفعل اى شي ويكون درجه هذا المعصية أو الخطاء أو الذنب على قدر تمسك المريض بالدين والذي اقصده أن المصاب بالسحر إذا أصيب به وهو فاسد وبعيد عن الله كان الخطر أعظم وإذا كان قريب من الله كان الدين يحميه ويحفظه فهناك ناس صالحين أصيبوا بالسحر ولكن يحاربون ويتحملون ولكن السحر يجعلهم يخطh ولكن سرعان ما ينتبه ثم يندم على هذا الأمر أما من كان بعيد عن الله فانه يخطى ويكون خطاءة عظيم وربما يستمر في ذلك وهذا ما يريده الشيطان والسحر وحتى تفهموا ما اقصده اسمعوا ما حصل إلى زوجتي في دار الرقية

    تقول كان الشيخ يقرءا الرقية ثم كان صلاه المغرب فخرج الشيخ إلى الصلاة وترك المريضات في صالة الروقية تقول زوجتي وكان بقربها امرأتين يتحدثون مع بعضهم وكانت زوجتي تستمع لهم اسمعوا ما دار من حديث بينهم

    الأولى للثانية: كيف حالك

    الثانية : بخير أنت كيف سويتي

    الأولى : والله خليتها تلبس البنطلون الاسترتش وخليتها تطلع فيه السوق وخليتها تفك العباية قدام الشباب

    الثانية : أنا حاولت معها أنها تزني حتى لو مع حارس ألعماره الباكستاني لكن الملعونة رفضت

    تقول عندما سمعت هذا الأمر صعقت طبعا زوجتي كانت تعلم أن الكلام هذا صادر من الشياطين وليس من المريضات... انظروا كيف أن الشيطان تمكن من الحالة الأولى وجعلها تقدم على هذا الأمر وجعلها تخرج وتفعل وربما عندما عادت إلى منزلها أنكرت على نفسها هذا الفعل وكيف فعلت هذا الأمر وهى تستغرب من نفسها مثل هذى الأفعال وهى مسكينة لا تعلم أن هذا من فعل السحر وربما شاهدها زوجها بهذا البس وكان الطلاق وكان الفراق وهذى من بعض طرق السحر في التفريق ... وانظر في الحالة الثانية أنها قاومت ورفضت الانصياع إلى الزنا ..وهو خلفها يريد أن يوقعها في الخطيئة لأحول ولاقوه ألا بالله


    نعود إلى موضوعنا وما ذكرت هذا الأمر إلا حتى يتبن كيف أن المسحور محارب من كل مكان حتى الأصدقاء والناس ينظرون إليك على انك رجل غير سوى فكل الأعراض توحي انك رجل حق مخدرات فالجسم نحيل والشهية مفقودة والتركيز مفقود العيون زائغة العصبية موجودة ......الخ والمصيبة أنهم لا يواجهونك بشكوكهم وهذا من تأثير السحر وحتى لا تدافع عن نفسك بل يحتفظون بتلك الظنون في صدورهم لذلك يجب على المريض أن يصارح المقربين منه بمشكلته وما يعانى منه دون خوف حتى لو قابل ذلك بالاستهزاء

    عندما أخبرت والدي ووالدتي في بداية المشكلة وأنى مصاب بالسحر كان الاستهزاء ثم كانت نظرة الشفقة أنى مريض نفسيا وكان جوابهم لماذا لا تذهب إلى طبيب نفسي قلت..ليس لدى مانع من ذلك ولكن الزوجة هل هي أيضا مريضه نفسيا قالوا اعرضها على الطبيب قلت طيب والأبناء هل هم كذالك فصمت الجميع

    تصوروا 7 سنوات مع كل تلك المعاناة والله الذي لااله ألا هو لم يسأني احد من اخواني واخواتي أو اقربائي .....أو.....أو.....ولو مره واحده فقط عن ماذا نعانى ولم يكلف احد منهم نفسه أن يسال غير واحد فقط من اخواني ومره واحده فقط

    مريض السحر يرتاح للذهاب إلى الطبيب النفسي بل أن الشياطين تضيق عليه حتى يذهب إلى الطبيب النفسي...بل تجبر ولى أمره أن يأخذه إلى طبيب نفسي لماذا ؟؟


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    لان كل الأدوية النفسية تصيب الجسم بالضعف وهذا ما يريده الشيطان ويصبح مرتع طيب لهم حتى أن مستخدم الأدوية لا يستطيع مواجهه الشيطان ولا يستطيع القيام بالطاعات من صيام وصلاه بل لو أراد أن يقطع الأدوية فإنها تضره الشياطين حتى يعود لاستخدامها أنا هنا لا أقول أن لا يستخدم الأدوية من يحتاجها بل أن بعض حالات السحر تحتاج إلى متابعه من الطبيب والراقي ولكن لا يطغى عمل الأدوية على المريض ولا يستمر عليها كثيرا لأنها هي مصيبة ونهايتها سيئة

    لدى ابن عم مصاب بمرض من 20 سنه يتعالج في مستشفى عرفان بالا دويه النفسية وبعد أن فهمت هذى الأمور تذكرته وتذكرت انه أصيب بهذا المرض بعد أن كان من رواد المغرب العربي فقد كان موظف في الخطوط السعودية وكان كل شهرين وهو في ((كازا بلانكا)) بعدها جاءه هذا المرض النفسي وأصبح درويش وصيب بأمراض نفسيه شخصت انفصام في الشخصية

    فكرت في أخذه إلى الشيخ وبالفعل أخذته وكم كانت المفاجاءة عندما أنصرع أمام الجميع ولكن الشيخ قال لاستطيع مساعدته مادام يستخدم هذى الكميه الكبيرة من الأدوية يجب أن يخفف منها بالتدريج حتى نستطيع مساعدته وعندما أراد أن يخفف منها تعب وعاد إلى استخدامها ومازال على هذا الوضع حتى ألان وهو يعلم انه مسحور ولكن طول مده استخدامه للأدوية النفسية وتقدم حالته جعلت من علاجه مشكله كبيره ألا أن يتولاه الله برحمته....

    =====

    كل الأمور ضدي كل الناس ضدي حتى مديري في العمل ضدي مهما تعمل من جهد أو تقوم بالإبداع في عملك غير مشكور كثرت المشاكل في العمل وكثرت المشاكل في المنزل مع الزوجة


    إلى أين الهروب....؟؟ هل أتزوج امرأة أخرى؟؟


    على الأقل اهرب من هذا الجحيم ولكن كنت اجلس بيني وبين نفسي أفكر هل لو فعلت هذا الأمر هل هذا هو الحل طيب وزوجتك ماذا سوف يحصل لها مع الأبناء كنت متأكد أنى لو تزوجت سوف تكون نهاية زوجتي الأولى وسوف تتحطم كيف اتركها تواجهه هذا المصير لوحدها ....لقد كانت زوجتي بالنسبة مثل خديجة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لقد وقفت بجانبي عندما تركني الناس.... وصدقتني عندما كذبني الناس .....وامدتني بمالها عندما فقدت المال...حتى وان كثرت المشاكل بيننا ولكن كنت اعلم أنها من تأثير السحر فزوجتي تزوجتها عن قصه حب وكانت طول حياتها الستر والغطاء وكانت نعم الزوجة الوفية والحنونة هل أكفأها بالزواج من أخرى لا...لا....حذفت هذه الفكرة من راسي


    قالوا أقراء البقرة في قيام الليل قلت نفعل فكنت أقوم الليل بركعتين فقط في الركعة الأولى بالبقرة وفى الركعة الثانية الكهف أو يس والله الذي لا اله ألا هو أنى كنت اخرج من جده بعد منتصف ألليل واذهب إلى الحرم حتى أصلى قيام الليل وقبل الفجر ارجع إلى جده واستمريت على هذا الأمر من بعد العيد وحتى قدوم شهر الحج 40 يوما وأنا كل لليله اذهب إلى مكة وارجع الفجر ولم يتغير الوضع


    أما الأمراض فحدث ولأحرج ابتداء من الدمامل ..الحساسية.....ارتفاع الضغط ....الأم المفاصل...تسوس الأسنان .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي

    الفصل (( السابع))...



    ملاحظه...((( للتنبيه)))... فانا عندما أتكلم عن هذه الأمراض فانا أتكلم عن الأمراض التي ممكن أن يسببها المس بالسحر أو العين وليس كل من به هذا المرض كان مسحور......



    الأمراض ابتداء من الدمامل إلى الحساسية وارتفاع الضغط إلى تسوس الأسنان وتلفها إلى الألم المفاصل السكر الغدد ألمفاويه ....السحر واقصد شيطان السحر يستطيع بعد أراده الله أن يفعل كثير من الأمراض ويعطل بعض الأعضاء عن عملها

    بدأت الدمامل

    معي أنا شخصيا وكانت تختلف عن بعض الدمامل في كبرها وفى كميه الخراج الذي يوجد فيها لم أكن اعلم أن هذه الأشياء من فعل السحر ومن آذيه الشياطين وفى كل مره اذهب إلى الطبيب لاستخراج الخراج وبعد أسبوع يعود الوضع من جديد ثم بداء الوضع ينتقل إلى ابنتي الصغيرة وكان عمرها أربعه سنوات لم أشاهد في حياتي دمل بهذا الكبر والشكل وكان موقعه في فخذها ونأخذها للطبيب وعمل الطبيب عمليه استخراج الخراج وبعد أسبوعين دمل أخر في الرجل الثانية ثم أصبح يظهر في مقعدتها فلا تستطيع الجلوس حتى أن الطبيب كان مندهش من هذا الوضع وفى أخر مره ظهرت في مقعدتها كانت في حجم البرتقالة وكانت والدتها تبكى متأثرة من هذا الوضع

    كنت لدى الطبيب في صالة الانتظار أتبادل الحديث مع احد الاخوة وتطرق الحديث لما تعانى منه ابنتي فقال لي اسمع القصة وقص على قصه حصلت لابنته اسمعوا القصة وما فيها من العبر فيها أشياء كثيرة


    واللبيب بالاشارة يفهم


    ======

    قال فقد حصل ل ابنتي وعمرها 25 سنه ما حصل لابنتك وظهر فيها دمامل في فخوذها حتى أصبح الصديد يسيل على الفخذ ستة أشهر لم يستطيع الطب أن يوقف هذه الدمامل مستشفى عرفان والألماني حتى أصبح في فخذها ثقب حتى نشاهد العظم من خلال الثقب وبداء اللحم يتساقط من أماكن الدمامل يقول ثم عرضتها على شيخ فقال هذه عين أصابتها يقول فتذكرت ابنتي وأخبرت والدتها أنها كانت يوم خارجه من البيت وكان جارهم واقف قدام بيتهم وانفكت العباه بقصد أو بدون قصد وكانت تلبس بنطلون ضيق وشاهدها بالبنطلون وشاهد فخوذها مجسما أمامه فربما أصابها بعين

    يقول فقامت زوجته وسرقت حذا جارهم ووضعته في سطل ماء مده ثلاثة أيام ثم جعلت ابنتها تستحم بهذا الماء وبعد أسبوع كانت ابنتي في أتم صحة وعافيه وبراء الجرح .....سبحان الله ...


    وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)

    =========


    نعود إلى موضوع الدمامل

    قرأت في لقط المرجان أن السحر يسبب هذا الأمر وينصحون بقراءة أيه من سوره طه وهى (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106). لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)...)) وبالفعل رفضت أخذها للطبيب وجلست أقراء عليها هذه الايه أكررها 30 مره أو أكثر كل 4ساعات بعد 3 أيام لم يكن هناك اثر لهذه الدمامل ولم تعود مره أخرى لها ولا احد منا

    الشيطان أذا عرف انك عرفت الموضوع وتأكدت منه فيتوقف مباشره ويغير الموضوع إلى شي أخر ويستغل الأمراض السابقة في الإنسان يعنى واحد عنده حساسية بسيطة وعالجها فهو يجدها فرصه للعزف على هذا الوتر

    كانت الحرب بيني وبينهم والصراع في قمته وقدر الله أنى تعلمت كثيرا وعرفت أسلوبهم وقدر الله على بالصبر والعزيمة والله لا يصدق احد ماذا يحصل معي وماذا يحصل منهم أشياء لا تحصل في الخيال عندما تعرفت على منتديات الرقية كنت اعتقد أنى الوحيد الذي يحصل له هذه الأشياء وكنت اتحاشا أن اكتب كل ما يحصل معي حتى لا يقال أنى أبالغ وعندما بدأت أقراء في قصص بعض الأخوة والأخوات حمدت الله على النعمة والله قصص تحزن ويشب لها الولدان

    تسوس الأسنان:

    وتلفها ونزيف اللثة وقد يستغرب البعض تشاهد شخص متعلم وعلى مستوى من الثقافة وميسور الحال وأسنانه مصابه بالتلف ومتكسرة ومسوسه وشكلها يشمئز منها الواحد ولا يذهب للطبيب لا أصلاحها حتى هو يستغرب من نفسه لماذا لا يذهب للطبيب حتى تتلف منها 70%

    ارتفاعا ضغط الدم:

    وكان هذا المرض من نصيب الزوجة فدائما يرتفع لديها ضغط الدم ولاحظت انه لا يرتفع إلا إذا اجتهدت في الطاعات يعنى ذا صامت ارتفع إذا دخلنا الحرم يرتفع مما يسبب خروجنا من الحرم ولكن بعد أن عرفت هذا وتأكدت رفضت هذه المساومة من الشيطان وفى ذات يوم دخلنا الحرم بعد منتصف الليل وكان كل شي عادى وبعد الطواف بدأت الزوجة تشتكى من الدوخة وارتفاع الضغط وكانت تريد منا أن نخرج من الحرم رفضت ذلك رفضا قاطع ولم يكن باقي على صلاه فجر يوم الجمعة إلا ساعة قالت الزوجة سوف اسقط على الأرض قلت لها لا يضحك عليك الشيطان ما عندك إلا العافية هو يردنا نخرج من الحرم وبأذن الله لن نخرج فلا تهتمي لذلك ولكن النساء ضعيفات المهم أخذتها في زاوية من الحرم وقراءة عليها الرقية حتى حان وقت الصلاة وصلينا الفجر وبعد الصلاة ذهب منها كل شي وكانت لا تدخل الحرم إلا ويرتفع الضغط لديها وبعد هذه المرة لم يعد إليها ارتفاع الضغط الدم

    الأم المفاصل والعظام :

    وصلني ذات يوم مبلغ من المال سددت بعض الديون وبقى معي مبلغ 1000 ريال قلت للزوجة اسمعي بهذا المبلغ الباقي سوف اشترى خروف وأتصدق به عنى وعن أولادي (( عالجوا مرضاكم بالصدقات )) بعد ساعة أردت أن أقوم من مكاني فلم استطيع من شدت الألم أسفل الظهر استغربت فلم أكن أعانى من شي أبدا كانت الساعة العاشرة المساء ... في الفجر لم استطيع ن أصلى في المسجد أخذت ابره مسكنه (( فلوترين )) وهو مسكن قوى ولكن بعد ساعة لم يذهب الألم إلا شي بسيط فعلمت انه ليس الم عضوي بل من شيطان السحر تذكرت ما قلته لزوجتي عن الصدقة فابتسمت وقلت حسبي الله على الخبثاء لا يريدوني أن أتصدق بهذا المال يريدون أن اذهب إلى المستشفى بهذا المبلغ حتى يطير المبلغ على الأطباء رفضت الذهاب إلى الطبيب وبعد العصر نفذت بأذن الله ما قررت وفعلا اشتريت الخروف وتصدقت به ولكن المرض لم يذهب وبقى معي قالت الزوجة الألم لم يزال معاك يعنى ليس منهم قلت بل منهم ولكن هم خبثاء لو ذهب هذا المرض لصدقتني وهم لا يريدون أن تصدقي اصبري واستمر المرض أسبوع ثم أسبوعين حتى تجاوز الشهر وأنا طريح الفراش لاستطيع أن أقوم من مكاني تدخل الأهل والأقارب والأصدقاء ورفضت أن اذهب إلى الطبيب أخذت أجازه من ا لعمل شهر كنت متأكد انه من السحر لان المرض يزيد أذا قامت الصلاة فلا استطيع أن أصلى إلا جالس أو نائم وبعد الصلاة يخف 50% من الألم تدخل مديري في العمل وقال ربما معك دسك في الظهر قلت كلا هذا من الشيطان فقط كنت أقراء على زيت وادهن مكان الألم أسفل الظهر حتى أن مديري حجز لي موعد في مستشفى الملك فهد طبيب العظام ورفضت بعد شهر و17 يوم ذهب المرض فجاءه وقمت وكان لم يكن بى شي . وكنت اعلم والله لو سمعت كلام الناس وذهبت إلى المستشفى والله سوف أبقى صريع للمرض شهور وسنوات وسوف يتلاعب بى الشيطان كثيرا ومن طبيب إلى طبيب مع كل هذه الأمراض فقد استطعت بفضل من الله ومنته 5 سنوات لم اذهب إلى طبيب
    هناك بعض الألأم تذهب ببعض الأعشاب مثل أكثر المسحورين والممسوسين من الشيطان يعانون من الآم أول ما يقومون من النوم ويكون الألم في باطن القدم ولا يستمر أكثر من 5 دقائق ولو ذهب إلى الطبيب لما عرف السبب أو قال له زيادة أملاح وهذه تذهب بالاستمرار على تمره العجوة و أتصبح بسبع حبات على الريق فأنها مفيدة وتلغى كثير من الأذية في الجسم كذلك الحجامة في الكاحل مفيدة وتزيل الألم بأذن الله

    الصداع المزمن:

    حدث ولأحرج بل أن هناك غير الصداع كأنه صداع وهو ليس بالصداع تجد المصاب يضع يده على جبينه ويفرك الجبين لا يشعر بألم ولكن لا يعرف لماذا يفعل هذا ولا يعلم أن السحر قد وصل إلى فروه الرأس

    كانت الأذية بيني وبينهم في حرب شرسة كانت جلسه الشيخ الراقي تبدءا بعد العشاء كنت أذا قررت أن اذهب إلى الراقي امرض ولا استطيع أن أقود السيارة ويصيبني إعياء واضح حتى صلاه العشاء أصليها بثقل وخوف كبير حتى أبنى أصبح مثلى يتعب قبل الذهاب إلى الشيخ وفى لليله من الليالي وبعد صلاه العشاء تحركنا إلى الشيخ ونحن في الطريق لاحظت أنى لم اتعب ولم تظهر عليه علامات الإعياء فقلت لأبنى ذلك فقال حتى أنا يا أبى لست خائفا ولست مرهق وكانت المفاجاءه عندما وصلنا منزل الشيخ وجدنا على باب منزله لوحه مكتوب فيها أن الشيخ في أجازه وسوف يعود للرقية بعد أسبوع سبحان الله معنى ذلك أنهم كانوا يعلمون أن الشيخ غير موجود لذلك لم نتعب ولم نخاف طيب ماذا حصل بعد ذلك شوفوا كيف خبث الشياطين بعد أسبوع رجع الشيخ ورجعنا للرقية والتعب والإجهاد وبعد فتره ونحن في طريقنا للشيخ تكرر الموضوع فقال لي ابني أبويه شكل الشيخ في أجازه قلت لماذا قال لم اتعب قلت له حتى أنا لم اتعب قال أبنى طيب ارجع ليه نروح ونلقاه غير موجود ويروح الوقت سدى ...ابتسمت وقلت له بل نذهب بأذن الله وعندما وصلنا للشيخ وجدنا الشيخ موجود والمرضى موجودين ولم نتعب ألا بعد وصولنا ... طبعا الغرض من ذلك أن نعتقد أن الشيخ غير موجود ولا نذهب للجلسة.... هنا دور الخبرة وفهم بعض حيل الشيطان

    نتيجة لهذه الأمراض والمشاكل وخاصة أن الأمور قد استفحلت فقد أثرت على عملي وأصبح الغياب سمه من السمات مما سبب لدى حاله نفسيه صعبه خاصة وان ا لمدير العام صديق قديم ووقف بجانبي سنتين وقفه رجل أصيل وتحمل كل شي يصدر منى بصدر رحب لم يتذمر ولم يشتك ولكن أنا بدا ت اخجل منه والأمر طول ولا اعلم كم سوف يستمر هذا الوضع وإذا استمر الوضع كما هو سوف اسبب إحراج لمديري وزميلي وأضره إذا أخذها من قا صرها واطلع من العمل وأتفرغ للعلاج لعل الله يفرجها استخرت الله وقررت تقديم التقاعد المبكر من عملي ... علمت الزوجة بالأمر قالت راتبنا كبير ولم يكفينا فكيف إذا أخذت التقاعد سوف ينقص الثلث وكانت تبكى... قلت لقد استخرت الله وقررت

    كانت مفاجاءه للجميع الوالد والأخوان والأخوات والأصدقاء تأخذ التقاعد..!!!

    من يترك المنصب والوجاهة والقيادة وماذا سوف تعمل تجلس في المنزل تحملت كل ما قيل وما يقال سهام تصيبني في مقتل


    أخذت التقاعد وجلست في المنزل وتزامن ذلك أن ترك أبنى الكبير الدراسة ورفض الذهاب إلى المدرسة وأصبح الأب والابن عاطلين كانت تلك ضربه قاضيه للزوجة أصابتها بالإحباط الزوج والابن في المنزل ثم أصيب أبنى الأوسط عمره 12 سنه بمرض القالون المتقرح وأصبح يحيض كما تحيض النساء قالوا هذا المرض نادر ولا يوجد إلا في أمريكا أو جنوب أفريقيا سالت الطبيب عن الأسباب قال حتى ألان العلم لم جد أسباب ولكن هي مجموعه فرضيات وأصبح لون الابن شديد الصفرة بسبب نقص الدم في الجسم وأصبح وكأنه قد أصيب بمرض نقص المناعة الايدز وهزل جسمه وأصبح مثل الهيكل العظمى .....



    وفى منتدى الخير للرقية الشرعية دخل المنتدى ذلك الشيخ الدكتور العالم الجليل والذي أرسله الله في الوقت المناسب ... ليقلب الأوضاع رأسا على عقب.... ويضع النقاط على الحروف....




    وكانت نقطه التحول في حياتي كلها

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي للأطفال
    بواسطة ياسمين في المنتدى بحوث ومقالات في القانون الجنائي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-18-2010, 07:36 PM
  2. الاتجار في البشر والاستغلال ****** للأطفال "الظاهرة ودور الانترنت فيها"
    بواسطة هيثم الفقى في المنتدى مكتب أستاذ هيثم الفقي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-25-2010, 12:57 AM
  3. الانفصال يمنع الزوجة من السفرِ
    بواسطة فهد في المنتدى أحكام الأسرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-04-2010, 03:00 PM
  4. ما الحكم في زوج يمنع زوجته من حضور المؤتمرات العلمية
    بواسطة فهد في المنتدى أحكام الأسرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-22-2009, 07:30 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •