رأى الاهرام
مروة الشربيني ضحية للكراهية!
مروة الشربيني أحدث ضحية للتعصب وللكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين في أوروبا, والشيء المؤكد أن مروة الشربيني المواطنة المصرية التي قتلت في مدينة دريسدن الألمانية علي يد متطرف ألماني من أصل روسي لن تكون آخر ضحية!.. إلا أن الحادث البشع الذي راحت ضحيته السيدة المصرية النبيلة يكشف عن أزمة عميقة داخل المجتمعات الأوروبية, ولا يبدو أن أوروبا الموحدة وفي القلب منها ألمانيا وفرنسا علي استعداد لمواجهة هذا السرطان الذي ينهش قيم التسامح والتعايش المشترك في أوروبا.
وأغلب الظن أن عملية القتل التي تردد أنها حدثت داخل إحدي محاكم الدرجة الثانية بألمانيا فجرت الكثير من التساؤلات, فلا يوجد مبرر معقول يفسر كيفية دخول السكين إلي داخل المحكمة الذي جري استخدامه في طعن القتيلة.
والسؤال الآخر يتعلق بمستوي الأمن الذي توفره السلطات الألمانية للأجانب الذين يقيمون علي أرضها لدواع مختلفة, خاصة أن مروة تعرضت لمضايقات متكررة من قبل القاتل الذي كان يريد خلع حجابها بالقوة, كما وصفها بالإرهابية, بأحد ملاعب الأطفال في مدينة دريسدن مما دفعها إلي رفع قضية ضده, وعلي الرغم من أن القضاء الألماني عوض الفقيدة بـــ2800 يورو تعويضا عن الإهانة, فإن السلطات الألمانية لم تتمكن من حماية حياتها وهي الأهم, كما أن الحادث أثار الشكوك والمخاوف بشأن سلامة العرب والمسلمين الذين يذهبون إلي أوروبا!
وفي هذه اللحظة الحزينة فإن الكلمات المواسية لن تفيد, ولن تعيد الحياة إلي الضحية, والأخطر أنها لا تكفي لإعادة الاطمئنان والثقة بأن ما تعرضت له مروة الشربيني مجرد حادث عابر.
فمما لاشك فيه أن الإسلامفوبيا ـ أي الخوف المرضي من الإسلام ـ ظاهرة استقرت في المجتمعات الأوروبية, وهي للأسف جري التهويل فيها بل واختراعها لأغراض عنصرية تري في أوروبا ناديا خاصا مقصورا علي المسيحيين فقط!
كما أن هذه الظاهرة المريضة يتم استغلالها من قبل السياسيين في البلدان الأوروبية, ولعلنا جميعا نتذكر قضية الحجاب في فرنسا, فضلا عن قضية عدم الرغبة في انضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي بدعوي أنها دولة ذات غالبية مسلمة.
ويبقي أن الإعلام المصري والعربي عليه أن يتبني هذه القضية بصورة دائمة, وليس بطريقة موسمية( أي كلما وقعت حادثة), كما أن جماعات ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية عليها أن تنشط ضد خطاب الكراهية المقبل من الغرب, الذي يتدفق وبقوة علي ألسنة الساسة الغربيين, إذا لم تنتبه النخبة في العالم العربي والقيادة السياسية لخطورة الموقف, فإننا علي ما يبدو أمام موجة عنف شديدة سوف تتفجر ما بين الشرق العربي والغرب الأوروبي, والنصيحة الأخيرة لساسة أوروبا هي ضرورة إعادة تنظيم البيت من الداخل!
منقول
مسلمة ة
المفضلات