ثانيا: جرائم الاختراقات:
يشمل هذه القسم جرائم تدمير المواقع، اختراق المواقع الرسمية أو الشخصية، اختراق الأجهزة الشخصية، اختراق البريد الإلكتروني للآخرين أو الاستيلاء عليه أو إغراقه، الاستيلاء على اشتراكات الآخرين وأرقامهم السرية وإرسال الفيروسات والتروجنات.
ولعل جميع هذه الجرائم والافعال مع اختلافها الا انها يجمعها امر واحد وهي كونها جميعا تبدأ بانتهاك خصوصة الشخص، وهذا سببا كافيا لتجريمها، فضلا عن الحاق الضرر المادي والمعنوي بالمجنى عليهم.
وتتفق التشريعات السماوية والأنظمة الوضعية على ضرورة احترام خصوية الفرد ويعتبر مجرد التطفل على تلك المعلومات سواء كانت مخزنة في الحاسب الآلي أو في بريده الالتكروني أو في أي مكان اخر انتهاكاً لخصوصيته الفردية وحقوقه.
ومن المعلوم "ان الفقهاء يقسمون الحقوق إلى حقوق لله وحقوق للافراد إلا أن الكثيرين منهم يرون بحق ان كل ما يمس حق الجماعة الخالص أو حق الافراد الخالص يعتبر حقا لله تعإلى أي من حقوق الجماعة ونظامها" ( عودة، 1401ه: 206)، ومن هنا يعتبر التعدى على حقوق الافراد وانتهاك خصوصياتهم الشخصية مخالفة شرعية وجريمة نظامية كونه ينظر اليه شرعا تعدياً على حق الله.
وقد أدى انتشار الإنترنت إلى تعرض الكثير من مستخدمي الإنترنت لانتهاك خصوصياتهم الفردية سواء عمدا أو مصادفة، فبكل بساطة ما أن يزور مستخدم الإنترنت أي موقع على شبكة الإنترنت حتى يقوم ذلك الموقع باصدار نسختين من الكعكة الخاصة باجهزتهم ( Cookies ) وهي نصوص صغيرة يرسلها العديد من مواقع الويب لتخزينها في جهاز من يزور تلك المواقع لعدة اسباب لعل منها التعرف على من يكرر الزيارة للموقع أولاسباب أخرى، وتبقى واحدة من الكعكات في الخادم ( السيرفر) الخاص بهم والأخرى يتم تخزينها على القرص الصلب لجهاز الزائر للموقع في أحد الملفات التي قامت الموقع الأخرى بتخزينها من قبل دون أن يشعر صاحب الجهاز بذلك أو حتى الاستئذان منه! وفورا يتم اصدار رقم خاص ليميز ذلك الزائر عن غيره من الزوار وتبدأ الكعكة بأداء مهمتها بجمع المعلومات وارسالها إلى مصدرها أو احدى شركات الجمع والتحليل للمعلومات وهي عادة ما تكون شركات دعاية وإعلان وكلما قام ذلك الشخص بزيارة الموقع يتم ارسال المعلومات وتجديد النسخة الموجودة لديهم ويقوم المتصفح لديه بعمل المهمة المطلوبة منه مالم يقم صاحب الجهاز بتعديل وضعها، وقد تستغل بعض المواقع المشبوهة هذه الكعكات بنسخ تلك الملفات والاستفادة منها بطريقة أو بأخرى. كما قد يحصل اصحاب المواقع على معلومات شخصية لصاحب الجهاز طوعا حيث يكون الشخص عادة اقل ترددا عندما يفشى معلوماته الشخصية من خلال تعامله مع جهاز الحاسب الآلي بعكس لو كان الذي يتعامل معه انسان اخر (موقع مجلة الأمن الإلكترونية، 1421ه ؛ داود، 1420ه: 50- 52).
هذا وان كانت هناك وسائل لحماية الخصوصية اثناء تصفح الإنترنت، الا انه " من الصعب جدا السيطرة على مايحدث للمعلومة بمجرد خروجها من جهاز الحاسب ( الآلي ) وعلى ذلك فان حماية الخصوصية يجب ان تبدأ من البداية بتحديد نوعية البيانات التي لاينبغي ان تصبح عامة ومشاعة ثم بتقييد الوصول إلى تلك المعلومات" (داود، 1420ه: 53).
يتضح من كل ما تقدم ان هذه الافعال غير شرعية أو حتى اخلاقية ولا تتمشى مع تعاليم ديننا الحنيف الذي حرّص على احترام الحقوق الشخصية وحفظ الملكية الفردية وراع خصوصية الافراد والجماعات، بل اعتبر التعدي على الحقوق الشخصية تعدي على حقوق الله، مما يعنى انها افعال اجرامية وتصرفات لا اخلاقية يعاقب عليها الشرع بعقوبات تختلف بحسب نوع الفعل المرتكب وبحسب الضرر الواقع على المجنى عليه، وقد يدخل الفعل وعقوبته تحت جرائم الحدود أو القصاص أو التعازير وليس المجال هنا مجال تفصيل لهذه الانواع بقدر ما هو مجال تحديد وايضاح ان هذه الافعال مجرّمة وان هناك عقوبة شرعية بحق من يرتكب هذه الافعال.
وقد اجْمَلْتُ ايضاح التكييف الشرعي والنظامي لهذه الافعال كونها متشابهة ومتداخلة إلى حد كبير، الا انه ونظرا لخطورتها وشيوعها فيلزم الامر النتطرق وبشيئ من التفصيل إلى شرح فني لهذه الافعال واضرارها لعله يضيف بعدا اخر يساهم وبوضوح اكثر في التَعَّرُفْ على كونها مجرَّمة، وهذه الافعال هي:
1. الاقتحام أو التسلل:
يشمل هذا البند جرائم الاختراقات سواء للمواقع الرسمية أو الشخصية أو إختراق الأجهزة الشخصية، إختراق البريد الإلكتروني أو الاستيلاء عليه، الاستيلاء على اشتراكات الآخرين وأرقامهم السرية. وهي افعال اصبحت تنشر يوميا في الصحف والاخبار فكثيراً ما " تتدأول الصحف والدوريات العلمية الان أنباء كثيرة عن الاختراقات الأمنية المتعددة في اماكن كثيرة من العالم ليس اخرها اختراق اجهزة الحاسب ( الآلي ) في البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية ) " ( داود، 1420ه: 99).
ولكي يتم الاختراق فان المتسللون إلى اجهزة الاخرين يستخدممون ما يعرف بحصان طروادة وهو برنامج صغير يتم تشغيله داخل جهاز الحاسب لكي يقوم بأغراض التجسس على أعمال الشخص التي يقوم بها على حاسوبه الشخصي فهو في أبسط صورة يقوم بتسجيل كل طرقة قام بها على لوحة المفاتيح منذ أول لحظة للتشغيل ويشمل ذلك كل بياناته السرية أو حساباته المالية أو محادثاته الخاصة على الإنترنت أو رقم بطاقة الائتمان الخاصة به أو حتى كلمات المرور التي يستخدمها لدخول الإنترنت والتي قد يتم إستخدامها بعد ذلك من قبل الجاسوس الذي قام بوضع البرنامج على الحاسب الشخصي للضحية.
و" يعتبر الهجوم على المواقع المختلفة في شبكة الإنترنت ( اقتحام المواقع ) من الجرائم الشائعة في العالم، وقد تعرضت لهذا النوع من الجرائم في الولايات المتحدة مثلا كل من وزارة العدل والمخابرات المركزية والقوات الجوية، كما تعرض له حزب العمال البريطاني" ( داود، 1420ه: 83 ).
وقد قام قراصنة اسرائيلين باقتحام صفحة الإنترنت الاعلامية الخاصة ببنك فلسطين المحدود ووضعوا بها صورا وشعارات معادية مما اضطر البنك إلى الغاء الصفحة ومحوها كليا، كما تعرضت العديد من الشركات الخاصة في مناطق الحكم الذاتي للهجوم والعبث ومنها شركة اقتحم المتسللون اجهزتها ووضعوا صورة زوجة مدير الشركة وهي عارية بعد تجريدها من الملابس بواسطة الحاسب الآلي ( ابوشامة، 1420ه: 37).
وفي عام ( 1997م) قدّرَتْ وكالة المباحث الفدرالية الأمريكية ( FBI ) تعرض ( 43٪) من الشركات التي تستخدم خدمة الإنترنت لمحولة تسلل تتراوح مابين (1-5) مرات خلال سنة واحدة ( Wilson,2000 )، ولا يقتصر التسلل على المحترفين فقط بل انه قد يكون من الهواة ايضا حيث يدفعهم إلى ذلك الفراع ومحاولة اشغال الوقت، كما حدث مع مراهقة في الخامسة عشر من عمرها قامت بمحاولة التسلل إلى الصفحة العنكبويتة الخاصة بقاعدة عسكرية للغواصات الحربية بسنغافورة وذلك بسبب انها لم تكن تحب مشاهدة التلفزيون لذلك فكرت ان تكون متسللة ( Hacker) (Koerner,1999 ).
وهو ايضا ما اتضح لوكالة المباحث الفدرالية ( FBI ) اثناء حرب الخليج الأولى عندما اجروا تحقيقا حول تسلل اشخاص إلى الصفحة العنكبوتية الخاصة باحدى القواعد العسكرية الأمريكية، وكانت الشكوك قد اتجهت بداية إلى ارهابين دوليين الا ان الحقيقة تجلت بعد ذلك في ان المتسللين هما مراهقان كانا يعبثان بجهاز الحاسب الآلي في منزلهما ( Wilson,2000 ).
وفي عام (1997م) قام مراهق بالتسلل إلى نظام مراقبة حركة الملاحة الجوية في مطار ماشيتيوشش ( Massachusetts ) مما ادى إلى تعطيل نظام الملاحة الجوية وأنظمة أخرى حيوية لمدة ستة ساعات، وبالرغم من فداحة الضرر الذي تسبب فيه الا ان عقوبته اقتصرت على وضعه تحت الرقابة لمدة سنتين مع الزامه باداء خدمة للمجتمع لمدة (250) يوما ( Wilson,2000 )، وبهذا فان القانون الامريكي يلعب دورا غير مباشر في تشجيع المراهقين على اعمال التسلل حيث نادرا ما يعاقب المتسللين دون سن الثامنة عشر، كما يساهم أولياء امور المراهقين في ذلك ايضا حيث يعتبرون ابنائهم اذكياء اذا مارسوا انشطة حاسوبية تتعلق بالتسلل إلى اجهزة الاخرين ( Koerner,1999 ).
وأوضحت دراسة اجريت عام (1979م) على عدد (581) طالب جامعي امريكي ان (50٪) منهم قد اشترك في اعمال غير نظامية اثناء استخدام الإنترنت خلال ذلك العام، وأن (47) طالبا أو مانسبته (7. 3٪) سبق وقبض عليه في جرائم تتعلق بالحاسب الآلي، وأن (75) طالبا أو مانسبته (13. 3٪) قبض على اصدقائهم في جرائم تتعلق بالحاسب الآلي ( Skinner & Fream, 1997 ).
فالعقوبات الحالية لاتساعد على تقليص الارتفاع المستمر للجرائم المتعلقة بالحاسب الآلي، ففي خلال عام واحد تضاغفت تلك الجرائم على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام (1999م) تحرت وكالة المباحث الفدرالية ( FBI ) عن (800) حالة تتعلق بالتسلل ( Hacking ) وهو ضعف عدد الحوادث التي قامت بالتحرى عنها في العام السابق أي عام (1998م)، أما الهجوم على شبكات الحاسب الآلي على الإنترنت فقد تضاعف (300٪) في ذلك العام ايضا ( Koerner,1999 ).
وللحد من تزايد عمليات التسلل ( Hacking ) ونظرا لان المتسللين عادة يطورون تقنياتهم بصفة مستمرة ويملكون مهارات متقدمة، فقد اضطر مسئولوا أمن الحاسبات الآلية وشبكات الإنترنت وكذلك رجال الامن على الاستعانة بخبرات بعض محترفين التسلل ليستطيعوا تطوير نظم الحماية ضد المتسللين ( Hackers )، وعلى سبيل المثال يرسل مسئولي امن الحاسبات اسئلة تتعلق باحدث سبل الحماية لغرف الدردشة الخاصة بمواقع المتسللين أو ما تعرف باسم ( hackerinternet chat room ) ولطلب نصائح تقنية حول أحدث سبل الحماية ( Staff, 2000, February 17 ).
بل ان وكالة المباحث الفدرالية ( FBI ) استعانت ايضا بخبراء في التسلل ( Hackers ) لتدريب منسوبي الوكالة على طرق التسلل ( Hacking ) لتنمية خبراتهم وقدراتهم في هذا المجال وليستطيعوا مواكبة خبرات وقدرات المتخصصين من المتسللين ( Hackers )، ومنهم أحد أشهر المتسللين ( Hackers ) ويدعى ( Brian Martin ) والمشهور باسم ( Jericho ) وهو متهم حاليا بالتسلل والعبث بمجتويات الصفحة الرئيسية لصحيفة ( New Youk Times ) على شبكة الإنترنت ( Staff, 2000 April 2 ).
واكدت وحدة الخدمات السرية الأمريكية ( The US Secret Service ) ان الجرائم المنظمة تتجه نحو استغلال التسلل ( Hacking ) للحصول على المعلومات اللازمة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ( Thomas,2000 ).
وفي خبر نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز أوضحوا ان متسللين قاموا باقتحام نظام الحاسب الآلي الذي يتحكم في تدفق اغلب الكهرباء في مختلف انحاء ولاية كاليفورنيا الأمريكية ( موقع ارابيا، 10/6/2001م ).
2. الاغراق بالرسائل:
يلجأ بعض الاشخاص إلى إرسال مئات الرسائل إلى البريد الإلكتروني لشخص ما بقصد الاضرار به حيث يؤدى ذلك إلى تعطل الشبكة وعدم امكانية استقبال أي رسائل فضلا عن امكانية انقطاع الخدمة وخاصة اذا كانت الجهة المضررة من ذلك هي مقدمة خدمة الإنترنت مثلا حيث يتم ملء منافذ الاتصال ( Communication-Ports ) وكذلك قوائم الانتظار ( Queues ) مما ينتج عنه انقطاع الخدمة وبالتالي تكبد خسائر مادية ومعنوية غير محدودة، ولذلك لجأت بعض الشركات إلى تطوير برامج تسمح باستقبال جزء محدود من الرسائل في حالة تدفق اعداد كبيرة منها ( داود، 1420ه: 93).
واذا كان هذا هو حال الشركات الكبيرة فلنا ان نتصور حال الشخص العادي اذا تعرض بريده لمحاولة الاغراق بالرسائل حيث لن يصمد بريده طويلا امام هذا السيل المنهمر من الرسائل عديمة الفائدة أو التي قد يصاحبها فيروسات أو صور أو ملفات كبيرة الحجم، خاصة اذا علمنا ان مزود الخدمة عادة يعطي مساحة محددة للبريد لا تتجاوز عشرة ميقا كحد اعلى.
3. الفيروسات الحاسب الآلية:
الفيروسات الحاسب الآليية هي احدى انواع البرامج الحاسب الآلية الا أن الأوامر المكتوبة في هذه البرنامج تقتصر على أوامر تخريبية ضارة بالجهاز ومحتوياته، فيمكن عند كتابة كلمة أو أمر ما أو حتى مجرد فتح البرنامج الحامل لفيروس أو الرسالة البريدية المرسل معها الفيروس اصابة الجهاز به ومن ثم قيام الفيروس بمسح محتويات الجهاز أو العبث بالملفات الموجودة به.
وقد عرفها احد خبراء الفيروسات ( Fred Cohen ) بانها نوع من البرامج التي تؤثر في البرامج الأخرى بحيث تعدل في تلك البرامج لتصبح نسخة منها، وهذا يعنى ببساطة أن الفيروس ينسخ نفسه من حاسب آلي إلى حاسب آلي اخر بحيث يتكاثر باعداد كبيرة ( Highley,1999 ).
ويمكن تقسيم الفيروسات إلى خمسة انواع:
الأول: فيروسات الجزء التشغيلي للاسطوانة كفيروس Brain ) ) و ( Newzeland )
الثاني: الفيروسات المتطفلة كفيروس ( Cascade ) وفيروس ( Vienna ).
الثالث: الفيروسات المتعددة الانواع كفيروس ( Spanish-Telecom ) وفيروس ( Flip )
الرابع: الفيروسات المصاحبة للبرامج التشغيلية ( exe ) سواء على نظام الدوس أو الوندوز الخامس: يعرف بحصان طرواده وهذا النوع يصنفه البعض كنوع مستقل بحد ذاته، الا انه ادرج في تقسيمنا هنا كاحد انواع الفيروسات، وينسب هذا النوع إلى الحصان اليوناني الخشبي الذي استخدم في فتح طروادة حيث يختفي الفيروس تحت غطاء سلمي الا أن اثره التدميري خطير. وتعمل الفيروسات على اخفاء نفسها عن البرامج المضادة للفيروسات باستخدام طرق تشفير لتغيير اشكالها لذلك وجب تحديث برامج الخاصة بمكافحة الفيروسات بصفة دائمة (عيد، 1419ه: 63-66).
وهناك فريق من الخبراء يضع تقسيما مختلفا للفيروسات على أساس المكان المستهدف بالاصابة داخل جهاز الكمبيوتر ويرون أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الفيروسات وهي فيروسات قطاع الاقلاع ( Boot Sector ) وفيروسات الملفات ( File Injectors ) وفيروسات الماكرو ( Macro Virus ). كما أن هناك من يقوم بتقسيم الفيروسات إلى فيروسات الاصابة المباشرة ( Direct action ) وهي التي تقوم بتنفيذ مهمتها التخريبية فور تنشيطها أو المقيمة ( staying ) وهي التي تظل كامنة في ذاكرة الكمبيوتر وتنشط بمجرد أن يقوم المستخدم بتنفيذ أمر ما، ومعظم الفيروسات المعروفة تندرج تحت هذا التقسيم، وهناك أيضا الفيروسات المتغيرة ( Polymorphs ) التي تقوم بتغيير شكلها باستمرار أثناء عملية التكاثر حتى تضلل برامج مكافحة الفيروسات ( الجزيرة، 2000).
ومن الجرائم المتعلقة بارسال فيروسات حاسوبية قيام شخص امريكي يدعى ( Robert Morris ) بارسال دودة حاسوبية بتاريخ الثاني من نوفمبر عام (1988م) عبر الإنترنت وقد كرر الفيروس نفسه عبر الشبكة بسرعة فاقت توقع مصمم الفايروس وادى ذلك إلى تعطيل ما يقارب من (6200) حاسب إلى مرتبط بالإنترنت، وقدرت الاضرار التي لحقت بتلك الأجهزة بمئات الملايين من الدولارات. ولو قدر لمصمم الفيروس تصميمه ليكون اشد ضررا لكان قد لحقت اضرار أخرى لا يمكن حصرها بتلك الاجهزة، وقد حكم على المذكور بالسجن ثلاثة سنوات بالرغم من دفاع المذكور بانه لم يكن يقصد احداث مثل تلك الاضرار ( Morningstar, 1998 ).
كيف يتم اقتحام الجهاز:
لتتم عملية الاقتحام يجب زرع حصان طروادة في جهاز الضحية بعدة طرق منها:
1. يرسل عن طريق البريد الإلكتروني كملف ملحق حيث يقوم الشخص بإستقباله وتشغيله وقد لا يرسل لوحده حيث من الممكن أن يكون ضمن برامج أو ملفات أخرى.
2. عند استخدام برنامج المحادثة الشهير ( ICQ ) وهو برنامج محادثة انتجة اسرائيل.
3. عند تحميل برنامج من أحد المواقع غير الموثوق بها وهي كثيرة جدا.
4. طريقة أخرى لتحميله تتلخص في مجرد كتابة كوده على الجهاز نفسه في دقائق قليلة.
5. في حالة اتصال الجهازبشبكة داخلية أو شبكة إنترانت.
6. يمكن نقل الملف أيضا بواسطة برنامج ( FTP ) أو ( Telnet ) الخاصة بنقل الملفات.
7. كما يمكن الاصابة من خلال بعض البرامج الموجودة على الحاسب مثل الماكروز الموجود في برامج معالجة النصوص ( Nanoart,2000 ).
وبصفة عامة فإن برامج القرصنه تعتمد كليا على بروتوكول ال ( ( TCP/IP وهناك ادوات ( ActiveX ) مصممه وجاهزة لخدمة التعامل بهذا البروتوكول ومن اشهرها ( WINSOCK. OCX ) لمبرمجي لغات البرمجة الداعمة للتعامل مع هذه الادوات. ويحتاج الامر إلى برنامجين، خادم في جهاز الضحية وعميل في جهاز المتسلل حيث يقوم الخادم بفتح منفذ في الجهاز الضحية ويكون هذا المنفذ معروف من قبل العميل اصلا في حين يكون برنامج الخادم في حالة انتظار لحظة محاولة دخول المخترق لجهاز الضحية حيث يتعرف برنامج الخادم ( server ) على اشارات البرنامج المخترق ويتم الاتصال ومن ثم يتم عرض محتويات جهاز الضحية كاملة لدى المخترق حيث يتمكن من العبث بها أو الاستيلاء على ما يريد منها.
فالمنافذ ( Ports ) يمكن وصفها ببوابات للجهاز وهناك وهناك ما يقارب ال (65000) منفذ تقريبا في كل جهاز يميز كل منفذ عن الآخر برقم خاص ولكل منها غرض محدد، فمثلا المنفذ (8080 ) يخصص احيانا لمزود الخدمة، وهذه المنافذ غير مادية مثل منفذ الطابعة، وتعتبر جزء من الذاكرة لها عنوان معين يتعرف عليها الجهاز بأنها منطقة إرسال واستقبال البيانات، وكل ما يقوم به المتسلل هو فتح احد هذه المنافذ للوصول لجهاز الضحية وهوما يسمى بطريقة الزبون/الخادم Client\Server ) ) حيث يتم ارسال ملف لجهاز الضحية يفتح المنافذ فيصبح جهاز الضحية ( server ) وجهاز المتسلل ( Client ) ومن ثم يقوم المتسلل بالوصول لهذه المنافذ باستخدام برامج كثيرة متخصصة كبرنامج ( ( NetBus أو ( ( NetSphere ولعل الخطورة الاضافية تكمن في انه عند دخول المتسلل إلى جهاز الضحية فانه لن يكون الشخص الوحيد الذي يستطيع الدخول لذلك الجهاز حيث يصبح ذلك الجهاز مركزا عاما يمكن لأي شخص الدخول عليه بمجرد عمل مسح للمنافذ ( Portscanning ) عن طريق احد البرامج المتخصصة في ذلك.
خطورة برامج حصان طروادة:
بداية تصميم هذه البرامج كان لأهداف نبيلة كمعرفة ما يقوم به الأبناء أو الموظفون على جهاز الحاسب في غياب الوالدين أو المدراء وذلك من خلال ما يكتبونه على لوحة المفاتيح، الا انه سرعان ما اسيئ استخدامه. وتعد هذه البرامج من أخطر البرامج المستخدمه من قبل المتسللين كونه يتيح للدخيل الحصول على كلمات المرور ( passwords ) وبالتالي الهيمنه على الحاسب الآلي بالكامل. كما أن المتسلل لن يتم معرفته أو ملاحظته كونه يستخدم الطرق المشروعة التي يستخدمها مالك الجهاز. كما تكمن الخطورة ايضا في أن معظم برامج حصان طروادة لا يمكن ملاحظتها بواسطة مضادات الفيروسات إضافة إلى أن الطبيعة الساكنة لحصان طروادة يجعلها اخطر من الفيروسات فهي لا تقوم بتقديم نفسها للضحية مثلما يقوم الفيروس الذي دائما ما يمكن ملاحظته من خلال الإزعاج أو الأضرار التي يقوم بها للمستخدم وبالتالي فإنه لا يمكن الشعور بهذه الاحصنة أثناء أدائها لمهمتها التجسسية وبالتالي فإن فرص إكتشافها والقبض عليها تكاد تكون معدومه ( Nanoart,2000 ).
أهم المنافذ المستخدمة لاختراق الجهاز:
إذن فأهم مورد لهذه الاحصنة هي المنافذ ( Ports ) التي تقوم بفتحها في جهاز الضحية ومن ثم التسلل منها إلى الجهاز والعبث بمحتوياته. فما هي هذه المنافذ ؟
سنحاول هنا التطرق بشكل اجمالي إلى أهم المنافذ التي يمكن استخدامها من قبل المتسللين والبرامج المستخدمة في النفاذ من هذه المنافذ: راجع هذا الموقع ( http: //www. nanoart. f2s. com/hack/ports3. htm )
المفضلات