محكمه صوريه

[شهد الخليفي]

.. تقرير مسرح الجريمة ..

وصلنا إلى البيت المحدد حسب البلاغ الذي اتانا من لجنة الحماية بوجود إمرأة مقيدة و محتجزة في احدى غرف المنزل في الدور الإرضي ..

وإثر وصولنا كان باب المنزل الخارجي مقفل ولا توجد به اي اثار للكسر أو الاقتحام كما كان حوش المنزل مضيئاً ,, طرقنا الجرس ففتحت لنا الخادمة الباب فدخلنا المنزل وارشدتنا الخدامة إلى الغرفة التي تحتجز فيها السيدة ,, وعند وصولنا إليها كان الباب مقفلاً بالمفتاح ولا وجود للمفتاح على الباب فما كان منا إلا أن كسرنا الباب لكي نتمكن من الدخول وتخليص تلك المرأة التي كانت تصرخ وتطلب نجدتنا لدى سماعها صوتنا ..!
وبالفعل قمنا بكسر الباب ودخلنا إلى الحجرة فوجدة الزوجة مقيدة بإحكام بحبل "أخضر اللون" ويبدو عليها آثار ضرب عنيف تعرضت على اجزاء متفرقة من جسدها (أورام و إحمرار وجروح) .. قمنا بتخليصها من الحبال و حملناها إلى خارج المنزل لنقلها إلى مركز الشرطة ومن ثم إلى مصلحة الطب الشرعي..

*بعد ذلك قمنا بمعاينة البيت وسؤال الخادمة والسائق واتضح لنا الآتي :

أولاً :
لم يوجد أي آثار لإقتحام المنزل كما لايوجد أي آثار لسرقة اي من موجودات المنزل بحسب أٌقوال الخادمة..

ثانياً :

بحسب أقوال الخادمة فهي منذ أن انتهى عملها في الساعة التاسعة ليلاً من يوم أمس - الثلاثاء 20-3-1430هـ - صعدت إلى غرفتها في الطابق الثالث لتنام وكان اخر من رأته في المنزل الزوجة لولوة وزوجها خالد وابنتهما هند ولم تسمع شيئاً اثناء نومها فغرفتها في الطابق الثالث ولا يمكنها سماع ما يدور في الطابق الارضي على حد قولها , ولدى استيقاظها من النوم في صباح اليوم التالي في الساعة السابعة صباحآ - الاربعاء 21-3-1430هـ - لم ترا أي احد في النزل فاعتقدت أن الجميع خارج المنزل وبدأت بعملها المعتاد بتنظيف المنزل وحسب ما ذكرت بأن الغرفة التي كانت توجد بها لولوة آنذاك هي غرفة مخصصة للغسيل وكي الملابس ونشرها وانها في الغالب مغلقة ولا تفتح إلا لغسيل الملابس أو كيها ولم يكن تنظيف تلك الغرفة وترتيبها جزء من عمل الخادمة المعتاد , فلهذا لم تنتبه لوجود لولوة مقيدة هناك , وتضيف الخادمة " أنه عندما حان موعد رجوع هند من المدرسة التي يفترض أن تكون قد ذهبت إليها لم تعد هند إلى المنزل ولم يعد اي من الزوج أو الزوجة وبقي الحال على ما عليه إلى أن أتت الساعة الثمانة مساءً نزلت لكي أعاين الطابق الارضي و أرا ما اذا كان قد عاد احد أم لا .. وعند تفقدي للدور الارضي يبدو أني اصدرت اصواتاً سمعتها السيدة لولوة عندها بدأت تستنجد بي , في البداية سمعت صراخا هستيريا و شعرت بالخوف منه إلا أن بدأت تتضح لي معالم ذلك الصوت فشككت أنه للسيدة لولوة وعلى الفور حاولت أن اذهب بإتجاه ذلك الصوت إلى أن وصلت إلى مصدره تلك الغرفة , وعندها كلمت سيدتي فأخبرتني أنا مقيدة بحبل وتريد مساعدتي لم اتمكن من فتح الباب فالباب كان مقفلاً بالمفتاح ولا يوجد المفتاح عليه ,, فما كان من سيدتي إلا أن تخبرني بأن أحضر الهاتف اللاسكي واعطتني رقماً وطلبت مني أن اتصل به وأن اخبرهم بأني الخادمة التي تعمل لدى لولوة عمر وأن لولوة تعرضت للضرب وهي الآن مقيدة بحبل داخل احدى غرف المنزل " ..

ثالثا :

أن الحبل الذي كانت مقيدة به المجني عليها لولوة هو من موجودات المنزل بحسب أقوال الخادمة فهو الحبل المستخدم في نشر الغسيل , وتم التحفظ على الحبل كدليل ..

****

.. تقرير الطب الشرعي ..

بعد معاينة المجني عليها لولوة عمر والتي حضرت إلينا يوم الخميس 22-3-1430هـ في الساعة الثامة صباحاً وبعد الإطلاع على تقارير مستشفى الملك خالدالجامعي والذي تلقت فيه لولوة العلاج المبدأي اتضح لنا تعرض لولوة إلى الضرب العنيف والموحش والذي ادى إلى وجود عدد من الاصابات المختلفة في أجزاء متفرقة من جسدها , ونفصل ما سبق على الوجه التالي :

*وجود عدد من الكدمات والإصابات المختلفة:

بقعه زرقاء ( دماء متجمدة) في الوجه تحت العين اليسرى .. وجود ورم مع احمرار في اسفل الرأس .. وجود بقع زرقاء أخر على الكتف الأيمن والذراع الأيمن و قعتان في الظهر ( في المنتصف وفي اعلاه في الجهه اليمنى ) ..
وجود كدمات واحمرار في البطن كان سببها عدة ركلات عنيفة دون أن يكون سببه استخدام أي آلات أخرى ..
وجود آثار ضربة عنيفة في الرأس من الخلف تسببت بفقدان لولة لوعيها لمدة تتراوح ما بين العشرين والاربع عشرين ساعة ..

وجود جروح صغيرة وكدمات أخرى بسبب الحبل الذي كانت مقيدة به وهذه الآثار تدل على طول مدة القيد والتي تتراوح ايضاً ما بين عشرين إلى أربع وعشرين ساعة , حيث لا يتصور أن قيداً مدته أقل من عشرين ساعة من الممكن أن يحدث مثل هذه الآثار بجسد المجني عليها ..

وجود تشوه على اليد اليمنى بسبب حرق بواسطة الكي ويبدو أن تاريخ هذا الكي يعود إلى الشهر والنصف أي ان الأثر قديم ..

*أن سبب كل ما تقدم من الآثار - فيما عدا آثار الكي - هو تعرض المجني عليها للضرب العنيف قبل يومين أي في يوم الثلاثاء(20-3) من دون استخدام آلات خارجية ..

*تقييد لولوة بحبل بإحكام ولمدة لا تقل عن عشرين ساعة ولا تزيد عن اربع وعشرين ساعة و من المؤكد أن المجني عليها كانت في حالة اغماء عندها من جراء الضرب المبرح الذي تعرضت له ..

الطبيب المعاين/سارة الصفيان