دكتور غنام
قناة دكتور أكرم على يوتيوب

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 10 من 42

الموضوع: حكايات زورك نيميسيس ..وقصص عن الجن والعفاريت ...يمنع الدخول للأطفال

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي ملوك الجن

    أخبرني أحد الزملاء بأن أشياء غريبة تحدث
    في أحد المنازل بالحي الذي يسكنه.فهذا
    المنزل تشتعل فيه النيران بين لحظة و أخرى
    تلقائيا و بدون أن يكون هناك أحدا بداخله .
    كما أن هناك أصواتا شاذة تنطلق من المنزل حتى
    يخيل للناس انه يضج بالسكان. و قال لي أن صداقة
    قديمة تربطه بأحـد أفراد المنزل ثم سألني عن
    السر فيما يحدث؟ فقلت له: هذا الذي تحكيه من عمل جني ظالم
    سطا على المنزل. و بعد عصر ذلك اليوم فوجئت بزميلي
    يأتي الى المسجد مصطحبا أخـا تبدو عليـه ملامح
    الصـلاح وقدمه لي على انه الشخص صاحب المنزل الذي
    تشتعـل فيه النيران . و شرح لي الأخ ما يحدث
    في المنزل و أضاف انه يسكن المنزل و اخوته و زوجاتهم
    و أختا له لم تتزوج بعد ووالديه. ثم طلب مني
    الذهاب معه الى هناك لرؤية المنزل بنفسي.و
    بالفعل ذهبت و ألقيت نظرة فاحصـة على جنـبات
    المنزل فوجدت آثار الحريق في كل مكان على الملابس
    والأثاث حتى كتاب الله سبحانه و تعالى لم يسلـم جـزء
    منه من الحـرق . و كان الفناء فيه أوساخ كثيرة
    و هي سبب من أسباب تواجد الجان.فطلبت من الأخ
    تنظيف المنطقة جيدا ثم طلبت جميع أفراد الأسرة
    للقراءة عليهم .و بعـد أن قـرأت أعطيتهم ماء
    وزيتا و قلت لهم أنني سأحضر اليكم في الأسبوع
    القادم.وعدت في الأسبوع التالي كما وعدت و طلبت
    فقط اثنتين زوجة الأخ و أخته التي لم تتزوج
    بعد لأن الأذى يكاد ينصب عليهما ولأنني لاحظت
    أثناء القراءة انهما أكثراضطرابا من غيرهما.
    و بدأت اقرأ و أثناء القراءة رأيت الأخت
    غير المتزوجة تنتفخ بشكل أثار الرعب في أنفس الجالسين
    . أما الزوجة فقد انتابتها رعشة خفيفة ترى بالتركيز
    الحاد.عند ذلك توقفت عن القراءة و خاطبت الفتاة
    قائلا: ما اسمك؟ فلم تجب..فعدت مرة ثانية للقراءة
    فيما لاحظت تأثرها الشديد خاصة عندما قرأت
    سورة الصافات فكررتها عدة مرات حتى بدأت عينا
    الفتاة تنقلبـان و تتغير نظراتهما فلا تستقران
    على شيء و اذا بها تنطق بصوت غير صوتها قائلة
    : ماذا تريد؟ قلـت لها: أريد أن أعرف اسمك يا
    فتاة قالت: لست فتاة!! قلت : من أنت اذن؟ قال:
    أنا أمين و قصتي طويلة. قلت : أحب أن تحكيها
    لي. قال: سألخصها لك..أنا هنا للانتقام و لست وحدي
    فهناك جني آخر في زوجة أخيها..القصة أن هذه الفتاة
    ألقت بالسكين في حوض المغسلة فقتلت والدي . و
    أما زوجة أخيها فقد وضعت ماكينة الخياطة على والدتي
    و اخوتي فقتلتهم . قلت له: و كيف تستحلون أجساد
    ا لا تحل لكم؟ فصرخ في قائلا: انه القتل..انه
    القصاص و لن نتركهما حتى نأخذ بحقنا قلت: ألا تخافون
    الله . قال: ومن الله؟ قلت: استغفر الله العظيم.
    فـرد مندهشا : ما هذا الكلام الذي تقوله؟ قلت:
    اني استغفر ربي منمقولتك. ان الله هو الذي خلقنـي
    و خلقـك يا أمين و خلق الجن و الأنس أجمعين لعبادته.
    أما سمعت بدين الاسلام و رسوله محمد عليه الصلاة
    و السلام؟ قال: لا .قلت: ماذا تريد اذن من هذه
    العائلة ؟ فقال محتدا : قلت لك القتل و الانتقام.
    فرفعـت صوتـي و أنا اصرخ فيه : سأقف لكم بالمرصاد و
    أحاربكم بكلام الله الذي قرأته عليك منذ لحظات .
    انني رأيتك تتألم من سورة الصافات و سوف أمطرك
    بها. فصاح: لا الا هذه فأنها توقد في جسدي نارا.
    قلت: سوف أزيد من قراءتها واجعلها هنا في المنزل
    ليلا و نهارا و سوف أمنع أذاكم باذن الله تعالى
    قال: لا أرجوك لا تقرأها مرة ثانية. قلت: اذن لا
    أذى بعد اليوم في المنزل. فأطرق قليلا و لم يرد..
    وبعد لحظات قال: سأفكر و أستشير من هم ورائي ثم
    أخبرك.وأنهيت حواري معه على هذا النحو. ثم اتجهت الى
    الزوجة و أخذت أقرأ عليها حتى نطق الجني الذي بداخلها
    .. و بادرني بسؤال تقليدي: ماذا تريد؟ قلت: ما أسمك
    ؟ قال: مصطفى. قلت: ماذا تريد من هذه المرأة .
    فأجابني بما قاله زميله انه يريد الانتقام لأن هذه المـرأة
    وضعـت ماكينة الخياطة على والدته و اخوته فقتلتهم
    .قلت: ألا تعلم أن المرأة لم تقصد قتلهم و أن هذا الفعل
    يعتبر من القتل الخطأ. فقال: سمعت مرة أن رسولكم
    الذين تؤمنون به أعطاكم كلمة تقولونها حتى تكون لنا
    مثل الانذار و هي "بسم الله" . قلت: نعم هذا صحيح .
    قال: هذه الكلمة اذا قيلت و نحن في مكان ننتبه و
    نبتعد و هذه الكلمة تحجبكم عنا فلا نراكم و اذا قالها
    أحدكم فالذنب عليه حتى لو قتل. فلماذا لم تقل هذه
    المرأة أو تلك الفتاة الكلمة؟ قلت: ان هذا من الخطأ
    و نحن أمة محمد عليـه الصـلاة و السلام عوفينا من
    الخطأ و النسيان و ما أستكرهنا عليه و سوف أحكم
    بينكم و بين هذه الأسرة بكتاب الله و سنة رسوله عليه
    الصلاة و السلام. المهم الآن يا مصطفى لا أريد
    أذى أو حرائق أو أصواتا في المنزل حتى نحكم
    في هذه القضية. قال: على شرط ألا تقرأ علينا الصافات
    . قلت: هذا شرط مرفوض أننـي اذا احتجت لقراءتها سوف أقرأها
    و في أي وقت..و انتهت الجلسة و غاب الجنيان. و عدت أنا
    الى منزلي بعد أن أعطيت الأسرة شريطا كاملا مسجلا
    عليه الصافات بصوتي. و نصحتهم باستعمال الماء و
    الزيت .و بعد ثلاثة أيام جاءني الأخ ليقول ان الحال
    زاد سوءا فقد كثرت الحرائق و امتـد الأذى الـى الأبناء
    الصغار حيث نقوم في الصباح فنجد أن شعر الأطفال مقصوص
    و حواجبهـم محلوقة. ثم أخبرني بما هو أعجب ذلك
    أن هناك رسالة تهديد بأصوات الجان مسجلة على شريط
    فأخذت منه الشريط واستمعت اليه فاذا الجني يهدد
    الجميع و منهم أنا بالقتل اذا مضيت معهم في العـلاج
    مـع اصرارهم علـى عدم قراءة الصافات حتى في
    الشريط الذي تركته للأسرة و ذهبت مع الأخ الى المنزل
    و بدأت أقرأ علـى الفتاة و الزوجة فحضر أمين و
    لم يحضر مصطفى..قلت له: ألم آخذ عليكم عهدا
    بالا تؤذيهم. قال: نعم و لكن الأمر ليس بأيدينا
    الآن.. قلت: كيف؟ قال: بعد قراءتك علي المرة السابقة
    خرجت من الفتاة و ذهبت الى قريب لي.. ملك من
    ملوك الجان فأمرني بالا استمع الى كلامك و لا
    أنفذ منه شيئا. فقلت له: اذهب الى هذا
    الملك و قل له أن يأتي شخصيا للحديث معي على
    لسان الفتاة و أنا مستعد لا قناعه ان شاء الله.
    قال: سأذهب .. و لكـن قبل انصرافه سألته كيف سجلتم
    الشريط..فضحك الجني قائلا:هذه تكنولوجيـا
    لا تعرفونهـا انتم..عمومـا نحن سرقنـا المسجل
    وأدخلناه الحمام ثم بدأنا التسجيل..و نحن نستطيع
    ان نسجل أيضا وأنتـم جالسون فلا تسمعون شيئا و
    تنظرون الى المسجل فتجدونه يعمل و يدور و يسجل و
    لكن دون أن تروا كيف تـم الضغط عليه فقلت في
    نفسي هذه والله فائدة جديدة ..وانصرف الجني و
    هكذا مرت أيـام دون أن يصاب المنزل و أهله
    بأذى اللهم بعض الأشرطة التي يسجلها الجني
    حاملة نفس الوعيد و التهديد بالقتل فكل
    يومين أو ثلاثة يحضر الأخ و معه شريط جديد.
    حتى أتى الأخ يطلبني للحضور لأن ملك الجان
    قد حضر و يريد الحديث معي.. فتوكلت على الحي
    القيوم و ذهبت..وأحضرت الفتـاة و بدأت أقرأ
    عليها و بعد قليل بدأ صوت ضخم يتكلم على
    لسان الفتاة بادرته بسؤال أأنت الملك؟ قال: نعم
    ..قلت: كم عمرك؟ قال: أكثر من 0 30 عام قلت: و
    ماذا تريد؟ قال: جئت بناء على طلبك. قلت:
    لقد سمعت القضية من الجني أمين.
    فما رأيك؟ قال: لا بـد من القصـاص لأن الفتاة
    والزوجة قاتلتان . قلت: نحن معشر المسلمين
    عندنا شيء اسمه الخطأ حتى اذا قتل انسان
    منا خطأ فان القاتل لا يلام و لكن
    لأهل القتيل دية تسلم اليهم أو يصوم القاتل
    شهرين متتاليين. قال: اذن الدية . قلت: و
    ماذا تريد: قال: تدفع الفتاة و الزوجة
    مبلغا كبيرا من المال . قلت: لا تستطيعان
    لأنهما من أسرة بسيطة و ليس لديها مال.
    قال: اذن ليس أمامنا غير القتل.. و القتل فقط..
    و انني سأذهب الى ملوك الجن و اطلب منهم
    جيوشا بالاضافة الى جيشي للحرب و سنحاربكم.
    أمام هذا التهديد العلني قلت له: و نحن
    متوكلين على الله سبحانه و تعالـى و لا
    نخاف تهديدكم . فمـا دمنا مع الله و نقرأ
    عليكم كلام الله فهو نعم المولى و نعم
    النصير.قال: هذا كلام عجيب. قلت: ألم تسمع
    عن الاسلام؟ قال:لا قلت: أنا مستعـد أن
    أعطيك فكـرة عنه قال: لا بأس..و أعطيت
    له موجزا عن العقيدة الاسلامية و عن سماحة
    الدين وأخبرتـه عن رب العزة و الجلال و رحمته
    الواسعة..و عن خلق الله سبحانه للانس و الجن..
    فكان الملك يصغي باهتمام حتى قاطعني و قال:
    هذا كلام جميل زدني منه..فزدته..الى أن قال: على
    العموم سأذهب الى بلدي و سوف نلتقي مرة
    ثانية و ذهب. ثم فلقت الفتاة و هي لا تدري
    ماذا كان يجري حولها.و بدوري طلبت من الأخ
    أن يحضر أخته و زوجته الى
    العيادة في المسجد حتى تكونا ضمن
    الأخوات اللاتي يراجعن عندي..فكانتا تأتيان
    كل أسبوع للقراءة.. و ذات يوم جاءت أخت الشاب
    و معها والدتها..وجلست للقراءة فكاد الجني
    يحرق العيادة ، فقد أشعل النار في جنب من جنبات
    الغرفة ..واستمر الحال على هذا النحو والعناد
    من قبل الجني و الصبر من قبلي تسعة أشهر
    ما بين كذب للجان وتلفيقه. حتى طلبت ملك
    الجان كي يحضر للتفـاهم معه..فقال الجني:
    لقد جاء ملوك الجن جميعا ليقتلوك يا منير و
    لكنهم وجدوك بالمسجد و حولك أشخاص كثيرون
    وذوي لحى كثيفة فلم يستطيعوا قتلك
    وأنت بين هؤلاء الناس فانصرفوا الى بلادهم
    بلا فائدة. فطالبته أن يحضر ملك الجن من بلده
    للتفاهم. و فعلا حضر الملك و خاطبته و عرضت عليه
    الإسلام مرة أخرى فكأنه اقتنع به و شرح الله
    صدره له فأسلم.. و الله اعلم بحاله..و ذهب
    داعيا الى الله في بلده.. بقي أمامي أمين و
    مصطفى . أمين مصمم على ألا يخرج من الفتاة
    و كان آخر شرط له لكي يخرج الا تتزوج من أحد
    لأنه على حد زعمه أحبها و هو على استعداد
    للخروج من جسدها و البقاء قريبا منها في
    الخارج لأنها اذا تزوجت سوف يعود اليها.و مضى
    على الفتاة و الزوجة سنة و شهران حتى جاء
    الفرج من عند الله . فبعد الضغط الشديد و
    المداومة على العلاج أراد الله له الخروج فخرج
    و تزوجت الفتاة و هاهي ترفل في حياتها
    الزوجية هانئة سعيدة.. أما زوجة الأخ و التي
    متلبس فيهـا الجنـي مصطفى فلم يخرج منها
    الجني حتى لحظة أعداد هذه القصة لأنه كما يزعم
    دخل اليها و لم يعد يعرف كيف يخرج..و لكننا
    على ثقة في الله سبحانه بأنه سيخرج منها
    عاجلا أم آجلا..فلا شيء يستعصي على الله هو
    البارئ و هو المعين سبحانه وتعالى.
    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    افتراضي حكاية ذات العنق الطويل , من حكايات زورك نيميسيس

    أشعر أن عنقي ليس على ما يرام .. بمناسبة الأعناق ، هل حكيت حكاية مصاصة الدماء الهندية ؟ لا بأس هذه النظرة في عيونكم تعني أنني لم أفعل .. عموما سندخرها لوقت لاحق .. لكن حاليا تذكرت قصة أخرى .. بمناسبة الأعناق أيضا .







    منتدى ليلاس


    حكاية ذات العنق الطويل

    منتدى ليلاس
    "أن تطيل امرأة من قبائل الزامبيزي عنقها فهو أمر عادي .. أما أن تفعل ذلك فتاة مصرية في العاشرة من عمرها فهو أمر مخيف "


    إن المصايف المصرية لها مزية هامة جدا .. أنك لا يمكن أن تشعر فيها بالسأم أبدا.. الشوارع صاخبة من الفجر إلى الفجر .. باعة الترمس والفيشار في كل مكان يذكرونك دائما أنك حتما جائع .. صوت الأمواج الرتيب يصلح أن يكون خلفية موسيقية لو كان هذا مشهد ما في أحد الأفلام .. طفل يمشي بالآيس كريم على الكورنيش وكأنه لايعبأ لأي شيء في هذا العالم .. وكنت أنا هذا الطفل - في الثانية عشر من عمري - أمشي في شوارع ( رأس البر ).. مدينة ساحلية تستخدم كمصيف في مصر.. كنت سعيدا جدا اليوم .. فبعد قليل سيأخذنا أبي إلى الملاهي .. هذا رائع .. سيكون هناك بيت الرعب و السيارات التي ماصنعت إلا لتتصادم والكثير من الآيس الكريم المنعش .. يالي من شخص محظوظ حقا .

    إن أبي شخصية أكاديمية جدا فيما يتعلق بالملاهي ... ( هيا .. إن لكل واحد منكم أن يركب ثلاثة ألعاب فقط .. هيا انطلقوا الآن ) ... كل الآباء لا يسمحون سوى بثلاثة ألعاب فقط .. هل هو قانون ما ؟ .. لقد كنا ونحن أطفال نلتزم حرفيا به ونشعر أنه ليس من حقنا أبدا لعبة رابعة .. لكن والد مراد يسمح لهم بخمسة ألعاب .. لابد أن مراد شخص سعيد جدا.. يالي من شخص تعيس في هذه الحياة .ليلاس

    لم تكن الملاهي التي ذهبنا إليها كالملاهي الحديثة التي نراها الآن .. كانت أشبه ببعض الخردوات التي جاؤوا بها من مكان ما وصنعوا بها ألعابا .. هناك ضوء يتسلل من مكان ما في بيت الرعب يسمح لك برؤية كل التماثيل السخيفة قبل أن تصل إليها .. المفترض أن يكون مظلما .. سيارتي المتصادمة هي الوحيدة التي لا تتجه نحو اليسار أبدا .... فأنا مجبر دائما على الانعطاف يمينا في دائرة مملة .. من سمى هذا المكان ملاهي ؟ .. ظللت أمشي في هذا المكان باحثا عن شيء ما لا أعرفه حتى وجدت استوقفني شخص غريب .

    رجل يرتدي ثياب المهرجين ويضع طربوشا على رأسه وهو يشعر أنه ظريف جدا.. طوال حياتي وأنا لا أحب المهرجين .. ولا أجد فيهم ما يستدعي الضحك .. بل إنني أشعر بالرعب في بعض الأحيان إذا تخيلت أن أحدهم ظهر لي في ليلة مظلمة .. كان الرجل يبتسم بلزوجة ناظرا إلي وهو يقول بلهجته المصرية :
    - إيه يا حبيبي .. زعلان ليه ؟ .. خد دي .
    منتدى ليلاس
    وأعطاني بعض الحلوى .. نظرت إليها فعرفتها فورا – فقد كنا نحفظ جميع أنواع الحلوى ونحن صغار - .. كانت من النوع الذي لا أفضله .. شكرته واستدرت متأهبا للانصراف .. وهنا دوى صوت ما من مايكروفون ما في مكان ما يقول بلهجة تقريرية :
    - السادة الزوار .. إن عرض (حنكوشة ) سيبدأ بعد دقائق قيلة .. نرجو منكم التوجه إلى مسرح الملاهي الآن .. الدخول مجاني .. وستشاهدون فقرة الساحر مختار المثيرة من ضمن البرنامج .. نرجو منكم الإسراع لأن العرض على وشك أن يبدأ .. وشكرا لكم .

    رأيت المهرج يستدير متعجلا إلى مكان ما .. لقد كنت قد أنهيت ألعابي الثلاثة .. لكني أريد بقاء أطول وقت ممكن في هذه الملاهي الخربة لأنني لا أريد الذهاب إلى الشاليه – الفندق – الضيق الآن .. فلأحاول إقناع أبي بحضور هذا العرض .. بحثت عن أبي هنا وهناك .. وأخيرا وجدته يوبخ أخي الصغير على فعل ما من أفعاله الشقية التي يمارسها كهواية .. ذهبت له ... تحدث معي كثيرا على أنه مرهق ويريد النوم .. لكنني كنت مصرا كمستعمرة من الذباب .. لم يجد أمامه مع كل هذا الإلحاح إلا ان يوافق .. يوافق على دخولنا عرض حنكوشة ... ولا أدري كيف يخترعون هذه الأسماء ...

    المهرج يحاول قفز الحبل ويتعثر ويقع مرات عديدة متظاهرا بالبلاهة .. ثم يقرر أن يجد شيئا جديدا يفعله بالحبل فيفرده على الأرض ويمشي عليه فاردا ذراعيه متظاهرا بأنه يحاول التوازن ... إنه يظن أنه طريف .. الناس السخفاء يضحكون بشدة وكلهم من ذوي الشوارب .. كيف يضحكون على هذا السخيف ولايضحكون على توم وجيري ؟ .. لن نفهم الكبار أبدا .. جاء بعد المهرج عرض القرد – الذي دائما مايكون اسمه ميمون - .. كان هذا لطيفا نوعا ما .. ثم جاء نافخ النار .. وبعده المهرج السخيف مرة أخرى .. ثم دوى الميكروفون مرة أخرى ليذكرنا أن أهم عرض سنراه في حياتنا سيبدأ بعد لحظات .. عرض الساحر مختار ..

    وهنا دخل الساحر مختار .. شاب مصري أسمر كالذي تراه في كل مكان هنا في مصر .. يلبس بنطلونا و قميصا و لاشيء فيه يختلف عن ذلك الرجل الذي يجلس بجانبي .. كنت أعلم أن هذه الملاهي مملة .. هنا وقف مختار هذا في وسط المسرح تماما و تكلم .. وهنا بدأت أشعر أنه مختلف .. كان يتكلم بثقة وبطء ورزانة .. قال أن لديه عرضا لنا لن نصدقه أبدا .. لا هو من ألاعيب الحواة .. ولا هو خدعة .. ولا هو أي شيء آخر يخطر على بالنا .. صمت الجميع في ترقب بانتظار ما سيقدمه .. جاء بعض الرجال بطاولة قصيرة وضعوها في منتصف المسرح تماما .. ثم أتوا بشيء غريب جدا جدا .. سأحاول أن أصفه لكم الآن .. تبا كيف يوصف هذا الشيء ؟

    كان أشبه بقمع .. نعم قمع ذا عنق طويل ... وقاعدة عادية ... كان طول عنق القمع مثل طول ذراعك .. وقاعدته عادية كأي قمع آخر ... وضعوا هذا القمع على الطاولة ... وضعوه مقلوبا على قاعدته ... أي أن عنقه هو الذي بالأعلى .. وأحضر الرجال ستارا داكنا ليحجب الطاولة والقمع .. ثم دخل الساحر مختار وراء الستار ببطء.. كنت أفكر فيما قد يفعله هذا الساحر بذلك القمع الطويل .. أخذت أحاول أن أستنتج شيئا ما مرارا لكني فشلت .. ثم قررت الاستسلام والانتظار لأرى بنفسي .. وهنا أزاحوا الستار فجأة ورأينا كل شيء .. رباه .. لقد كانت لحظات مروعة ..

    كل شيء كان كما هو .. الطاولة وعليها القمع .. لكن كان هناك شيء آخر .. رأس ... رأس فتاة صغيرة تبرز من فتحة عنق القمع ..... حاولت الاقتراب بعنقي لأتأكد أنني لست واهما ولا معتوها .... يا إلهي .. إنها رأس فتاة .. الفتاة تنظر إلينا وتحرك رأسها .. رأسها الذي يبرز من فتحة القمع ... أين عنق هذه الفتاة بالضبط ؟ .. هل هو بداخل عنق القمع الرفيع الذي لايزيد قطره عن قطر قلمك الجاف ... ثم أين جسدها ؟.. .إن الطاولة أسفلها خالية تماما ولا يوجد شيء ما محجوب منها .... وهنا دعانا الساحر مختار لأغرب شيء يمكنك أن تسمعه من ساحر ... دعانا للاقتراب من رأس الفتاة والدوران حولها وتفحص الطاولة وماتحتها وحولها جيدا للتأكد أنه لا يخدعنا ...
    منتدى ليلاس
    هنا ترددت قليلا .. هل أذهب لهذا الشيء ؟ .. رأيت العديد من الرجال والنساء يقومون من مقاعدهم متجهين لهذا الشيء ... رأيت أبي لازال جالسا بهدوء يحاول اختراق أجسادهم بعينيه ليرى رأس الفتاة ... وهنا قمت من مقعدي ... يجب أن أرى هذا الأمر عن قرب ... لقد ظننت أن هذه الملاهي مملة ... لكنني كنت مخطئا تماما ..

    كنت قصيرا في ذلك الوقت لذا اخترقت أجساد الرجال أمامي بسهولة محاولا الوصول إلى الطاولة ... لقد كانوا متزاحمين تصدر منهم همهمات الاستنكار والاستغراب والتساؤل والغضب والقسوة و الرعب ..... نعم همهمات فيها كل هذه المعاني ... لكنني لم أهتم .... ظللت أخترق الصفوف حتى وجدت نفسي امامها فجأة ..... أمام رأس الفتاة .

    كانت ليلاس رأسا كالتي تراها تزين عنق أي فتاة في العاشرة من عمرها .. لكن هذه كان شعرها بني قصير وبشرتها قمحية فاتحة ... ملامحها جميلة وعينيها لم تكن تنظر إلى أحد من الجموع المحتشدة حولها ... لقد كانت عيناها تنظران إلى اللامكان ..... سارحة في دنيا أخرى ... أحيانا تحرك رأسها .... وأحيانا تغمض عينيها في تعاسة .. وعندما برزت امامها فجأة كالقدر أدارت رأسها .... ونظرت إلي ..

    إن كل الفتيات اللواتي يستخدمهن السحرة في ألعابهم السحرية على المسارح يكن واثقات جدا ومبتسمات جدا ... إلا هذه الفتاة ... نظرت إلي في تعاسة .. نظرت إلي في ألم ... كنت أعرف أن بالموضوع شيء غير طبيعي .. فلم أكلف نفسي باكتشاف أسفل المائدة أو القمع لأنني لن أجد شيئا ... إن ما أراه أمامي الآن هو نوع من السحر ... السحر الأسود ..
    منتدى ليلاس
    أغمضت عيناها مرة أخرى ثم ازدردت لعابها ... ثم فتحت عيناها ونظرت إلي ثانية .... كنت أنا مندهشا جدا فلم أبد أي حركة إيجابية .... ظللت أنظر إليها كالغبي ... ثم شعرت بحركة ما خلفي ... عرفت أن الرجال بدؤوا ينصرفون مبسملين ومحوقلين ولاعنين هذه الألاعيب الشيطانية ... وهنا ألقيت نظرة متوترة أخرى إلى الفتاة التي كانت تنظر إلى اللامكان من جديد ثم استدرت عائدا ... رأيت أمي تمسك بالكاميرا وتصور ... رائع ... إن هذا المشهد يستحق التصوير وإبقائه عندي إلى الأبد ... ليلاس عدت إلى مكاني ورأيتهم يحركون الستار مرة أخرى ليحجب الطاولة ..

    وعندما فتحوا الستار مرة أخرى لم يكن هناك أثر لرأس الفتاة ... كانت الطاولة .. وعليها القمع .. نظرت هنا وهناك فقد أجد رأس الفتاة يتجول بالجوار لكني لم أجده ... سمعت أبي يقول في ثقة أن مختار هذا ساحر .. وأنه استعان بالجن فيما فعل ... وأخذ يستعيذ بالله من السحرة وشرورهم ... لكنني لن أنسى تلك النظرة التي نظرت إلى الفتاة بها ما حييت .... نظرة استنجاد ... نظرة ألم لم تحاول إخفاءه .. لقد كانت مسكينة ... ولست ادري مالذي فعله بها ذلك الساحر اللعين وهي بعد في العاشرة من عمرها .ليلاس

    غادرنا الملاهي وأنا شارد في كل ما حدث ..... كنت أريد أن أرى تلك الصورة التي صورتها أمي للمشهد ... لم أحتمل الانتظار ... أخذت الكاميرا وصورت باقي الصور حتى أنهيت الفيلم ..... ثم أخذت الكاميرا في اليوم التالي إلى الاستوديو .... قالوا لي أن علي استلامها غدا في نفس الموعد ... يالهم من كسالى .
    منتدى ليلاس
    شعرت بالتعاسة الشديدة بعد ذلك .... فعندما استلمت الصور وجدت صورا عديدة لأخي يبتسم في بلاهة أو لنا مجموعين في صور عائلية .... بحثت عن تلك الصورة فلم أجدها مطلقا .... عرفت من عاملة الاستوديو أن هناك صورة واحدة احترقت للأسف خلال التحميض ... ليلاس

    هل هو حظ سيء؟ ... هل هو سحر أسود ؟ ... هل هو جان ؟ ... لن أعرف أبدا .... لكنني موقن تماما أنني في يوم ما كنت على بعد سنتيمترات قليلة من فتاة مسحورة ... يالها من تجربة .. حقا يالها من تجربة ...



    منقووووووووووووووووووووول

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    المنصورة
    المشاركات
    113

    3 8 من حكايات زورك نيميسيس .. حكاية مصر

    حكاية مصر
    " عندما يخرج 85 مليون شخص من خير أجناد الأرض يطالبون برأسك فلا تخف .. بل لك أن تفخر يا صديقي .. وأنا الذي كنت أظن أنني الطاغية الأكبر في هذا العالم ... التوقيع : أدولف هتلر "
    كنا جلوسا في مصر مع جدي ... إنه عيد ميلاده السبعين .. نعم قد كبر في السن .. ها نحن الآن على أعتاب عام 2056 .. كنا في الشرفة متحلقين حوله وهو ينظر إلى ميدان كبير من ميادين مصر يدعى ميدان الشهداء .. كان ينظر في شرود غريب .. ثم ابتسم ..
    فجأة سأله أخي الصغير ذو العشر سنوات بلهجة طفولية :
    - ما قصة ذلك التمثال هناك يا جدي ؟
    خرج جدي من شروده ونظر لتمثال كبير في منتصف ميدان الشهداء يصور أسودا تلتهم حيوان له رأس إنسان يبدو مألوفا .. ثم قال لأخي في شرود :
    - هذا تصوير لما حدث هنا في هذه البلد منذ أكثر من أربعين سنة
    - وماذا حدث يا جدي ؟
    - تحررت مصر من عائلة من الخنازير كانت تحكمها .. وهذا الذي تأكله الأسود هو زعيم تلك الخنازير
    - من هو ؟
    - اسمه مبارك .. ربما قرأت عنه في مادة التاريخ في المدرسة .. إنه الرئيس العربي الوحيد الذي قبض عليه شعبه .
    هناك يا ولدي في ذلك الميدان الكبير كنت أقف وسط أكثر من مليون إنسان .. في منتصف شتاء مصر القارس .. لكن هذا التجمع الرهيب كان يبث دفئا رهيبا في جسدي و روحي ولا زالل يبث هذا الدفء في أوصالي حتى هذه اللحظة .. ذلك الميدان كان له اسم آخر في ذلك الوقت .. كانوا يسمونه ميدان التحرير .. ولأن مصر في ذلك الزمن فقدت فيه الكثير من أبنائها و هم يهتفون باسمها ، سماه الناس ميدان الشهداء .
    لو كنت وسط خمسة من أصدقائك وعزمتم على الذهاب معا بحزم لتحريك شيء ما فأنت ستشعر بالقوة .. ولو ارتفع هذا العدد لعشرة سترتفع تلك القوة في نفسك فيهيأ إليك أنه بإمكانكم تحريك المريخ .. أنا يا ولدي لم اكن وسط خمسة أو عشرة .. لقد كنت و سط مليون رجل مصري .. وقد عزمنا كلنا على تحريك جبل من الخنازير أطبق على بلادنا فطواها و جعلها غير صالحة للاستخدام .
    وما أوقد جذوة من الدفء أحاطت بجسدي من كل مكان أن من كان يقود تظاهراتنا تلك أهم رجالات مصر .. أنزه رجال السياسية و وأعظم رجال الدين و أرقى رجال الفن .. كنت ترى رجلا من الإخوان المسلمين يمسك بيد رجل مسيحي ويهتفون بأعلى صوتهم .. شباب و فتيات .. مثقفون و أميون و فلاحون .. فقراء و أغنياء و متوسطون .. أي نظام هذا الذي كرهته كل فئات و مستويات الشعب بلا استثناء ؟
    لم يكن نظاما يا ولدي كان مزرعة من الخنازير كلما مات منهم واحد بعد أن شبع ، ولد عشرة صغار جائعين .. يأخذون عرقنا و يحولونه خمرا يلقونه على أجساد عاهراتهم .. الأمر بدا وكأن هناك رجال من الأغنياء يأمرون كلابهم في كل ليلة بالنزول وجمع أموال الفقراء . كان هذا أسهل عليهم و أكثر ربحا من أي طريق ربحي أخر مشروع أو محرم .. لديهم أكثر من خمسين مليون إنسان فقير يمدونهم بالمال .. ما حاجتهم لطرق الربح الأخرى السخيفة ؟
    وفي ذات ليلة يا ولدي وبعد أن كظم الشعب غيظه لأكثر من ربع قرن من الزمان ، انفجرت عروقهم واتسعت عيونهم و امتلأت قلوبهم بالغضب و السخط .. وخرجوا إلى الشوارع يهتفون بصوت رجل واحد .. رجل مقهور واحد .. في ثلاثين عاما يا ولدي هي فترة حكم عائلة الخنازير تضاعفت ديون مصر أكثر من عشر مرات .. ليس هذا فحسب و إنما وجدنا أن العائلات الخنزيرية تنجذب إلى بعضها البعض و تساعد بعضها بعضا .. فمن كانوا يحكمونا منهم في مصر أصبحوا يعاونون الخنازير الإسرائيليلة و الأمريكية على نهب أموال و أعراض عرب أخرين .. حتى أصبحنا نمشي وسط العرب منكسي رؤوسنا من العار الذي ألحقوه بنا بعد أن كان المصري يرفع رأسه وسط الدنيا و يقول تعالوا انظروا ماذا فعلت بلدي ... تعالوا انظروا إلى مصر .
    فلما رأى الخنازير أنهم في خطر و أن الشعب المصري كله يريد محاكمتهم و ليس فقط رحيلهم بدأت أرواحهم الخبيثة تخرج رائحتها القذرة .. أمروا الشرطة للتصدي للشعب و قتل صوته .. و أتت الشرطة بالهراوات و القنابل المسيلة للدموع و الرصاصات المطاطية أمام شعب أعزل لا يمكلك سوى أصابعه .. فكاد الشعب أن يأكلهم .. حتى كانوا يتراجعون بعرباتهم المصفحة و دروعهم أمام الشعب الغاضب في مشهد لن ينساه بشري .
    وحدثت مواجهة بين الطرفين على جسر قصر النيل .. ونزل وقت صلاة العصر .. فوقف بعض الشباب وسط المظاهرة يصلون .. وواصلت الشرطة وو عرباتها المصفحة رش المياه على الشباب واقتربت حتى التصقت بالمصلين ليكون رشاش الماء عليهم في أقوى حالاته .. ولم يتزحزح الشباب المصلين .. وبعد أ أنهوا صلاتهم رأيناهم قاموا قومة رجل واحد دفعوا السيارات المصفحة فتحركت إلى الوراء و وتحركت معها جموع الشرطة إلى الوراء حتى عبر الشعب وخلفوا جهازا كاملا مهزوما من أجهزة الدولة .. في تلك الليلة هربت الشرطة و اعتزلت العمل .. وبقى الشعب المجروح بانتظار المعركة القادمة .
    فقرر رئيس الخنازير إلقاء بيان ظن الناس معه أنه استجاب لهم ... لكنهم فوجئوا بأنه عزل الخنازير العجائز الشبعانين و عين خنازيرا آخرين جائعين .. وهنا اشتد غضب الشعب و نزلوا بأكثف مما فعلوا في المرة الآولى ... في نفس الوقت التي صدق فيه الخنزير نفسه و عرض صورته وهو يتعاقد مع الخنازير الجائعة السعيدة .
    ثم رأى الخنازير أنهم في خطر أكبر فأمروا الشرطة بإخلاء سبيل المجرمين في السجون ليفيضوا بكل حرمانهم و إجرامهم على الشعب الأعزل ... وكانت هذه ضربة قوية هزت أوصال الشعب سويعات قليلة .. نهب فيها المجرمين المحلات و البيوت و ضربوا الرجال و اغتصبوا النساء .. والشرطة تلعب في أظافرها .. هنا نزل شباب مصر .. كل مجموعة شباب يسكنون حيا نزلوا وقفوا أمام البيوت و المحال ومعهم أسلحة منزلية بدائية .. وفي اليوم التالي كان معظم المجرمين مقبوضا عليهم و سلمهم الشعب للجيش الذي وقف في صف الشعب لحمايتهم و حماية ممتلكاتهم . بعد أن كان المجرم القاتل المحترف المسجل خطر يمشي بنظرة مخيفة ليروع الناس أصبح يمشي مندسا كالقط خائفا أن يراه أحد شباب مصر فيضربه بعصا المطبخ ... وانتصر الشعب في هذه الجولة أيضا .
    لم يعقد الشعب لجانا لحماية الممتلكات فقط .. بل عقد لجانا لتنظيم المرور .. و لجان لتفتيش السيارات .. و لجان لتنظيف الشوارع من المياه التي كانت الشرطة تهدرها بغزارة ... نظم الشعب حركة حضارية لها أساس يعود إلى أكثر من سبعة آلاف سنة ... وعم الأمان رغم أظافر الشرطة و أحس المصري أنه مصري .. وشعر الناس بمعنى كلمة مصر .. و الكبار الذين كانوا ينتقدون الشباب المتهور عرفوا الآن كيف ينتقدون أنفسهم .
    لكن شيئا لم يتغير .. وبقت عائلة الخنازير تصدر الروائح الكريهة ... فقرر الشعب أن ينزلوا في مظاهرات مليونية في جميع المحافظات .. أي أن ينزل مليون شخص في كل محافظة يتحدثون بصوت واحد ... ربما يكون الخنزير الأعظم يظن أن المليون الذين تظاهروا هم مجرد عينة متمردة من الثمانين مليون ... فلنتحدث بالملايين إذن .
    حقق اليوم الآول من المظاهرات المليونية ما بقارب العشرة ملايين متظاهر .. و أرسل الخنازير مندوبا عنهم للتفاوض فرفض الشعب و أصر على إسقاط الرئيس الكبير .... وعادت الشرطة مرة أخرى للساحة باحترام و حاولت الاصطلاح مع الشعب الذين رفض معظمهم أي مساعدات من الشرطة في الحفاظ على الأمن .
    في اليوم الثاني قل عدد المتظاهرين عن العشرة ملايين قليلا و نزلت قرارات وزارية في جميع الوزارات بأن من يتغيب عن عمله الحكومي يوما واحدا بدون عذر مقبول سيتم رفده من العمل نهائيا ... في محاولة عقيمة لإيقاف المظاهرات ... في المقابل وكرد من المتظاهرين ظهر المئات يحضرون المظاهرة باكفانهم .. إما الموت و إما النصر .. كعلامة على أن حياتهم الغالية نفسها تهون أمام هدفهم الأسمى .. الحرية .
    وفي اليوم الثالث من المظاهرات المليونية وصل عدد المتظاهرين في مصر إلى خمسة عشر مليونا أو يزيدون .. ولم يحصل الشعب المصري على مطالبه بعد ولا على جزء منها ... لازال الخنزير يظن أن هذه نسبة بسيطة من الكل .. لم يحسب عقله العجوز ذو التسعين عاما أن الثمانين مليون هؤلاء منهم خمسين على الأقل ما بين نساء و أطفال و عجائز و مرضى ومعوقين . في نهاية اليوم أعلن المتظاهرين أن الغد هو يوم الرحيل .. يوم قيامة مبارك .. وكان يوافق يوم جمعة .
    وأتى الجمعة.. وقرر الشعب التحول من السلم إلى الحرب مهما كان الثمن .. قرروا أن يحصلوا على حريتهم بأنفسهم لا أن يتفضل أحد عليهم ويعطيهم حريتهم .. وكان واضحا أن هناك مذبحة ستحدث ... وتوقع الجميع أن دماء كثيرة ستراق في مصر هذا اليوم .
    لكن ما فعله الشعب في جمعة الرحيل كان مفاجأة نوعا ما .. توقع الجميع تجمهرا أمام القصر الجمهوري أو أي من المواقع الهامة .. إلا أن الشعب بعد صلاة الجمعة اتجه إلى ميدان التحرير كالعادة .. وتجمهر هناك في الميدان وما حوله من الضواحي ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص ... يماثلهم ملايين آخرين في باقي محافظات مصر .... ثم أعلن المتظاهرون إعلانا غريبا .
    أعلن المتظاهرون أنهم نظموا مكافأة قدرها خمسة ملايين جنيه مصري لمن يقتل الرئيس مبارك .. ومكافأة قدرها عشرة ملايين جنيه مصري لمن يقبض عليه حيا للمحاكمة العسكرية ..و أن هذه المكافأة سيعطونها بأنفسهم من اموالهم لمن يحقق هذا الهدف خفيرا كان أو وزيرا ... مدنيا كان أم عسكريا ... كانت حركة غريبة جدا .. أشبه برسالة للرجال حول الرئيس .
    بهذا أصبح الخنزير الكبير كالفأر .. لا يثق سوى في نفسه ... فليس أسهل على أي واحد ممن حوله الآن أن يحقق هدف الشعب و ينعم لبقية حياته في الملايين .. ليس هذا فقط بل إنه سيكون بطلا مصريا قوميا ... كان الإغراء قويا نوعا ما وليس من السهل مقاومته ... و أصبح العقل ذو التسعين عاما يفكر في الخلاص .
    ولما غربت شمس ذلك اليوم يا ولدي تحقق الهدف العظيم .. و تحرر العالم العربي .. و سقطت عائلة الخنازير .. وبدت مصر في أعيننا و كأنها مولودة جديدة غاية في الجمال .. لقد قبضت في ذلك اليوم مجموعة من الأفراد على الرئيس مبارك حيا وقدموه للمحاكمة العسكرية ... ووفى المتظاهرون بوعدهم .. جمعوا بالفعل عشرة ملايين جنيه من بعضهم البعض .. كان الأمر يسيرا و هم لديهم ثمانين مليونا يكرهون عائلة الخنازير .
    ظهر مشروع مثل جنيه من كل متظاهر وتم جمع أكثر من عشرين مليونا .. وتقرر جعل العشرة الباقية من أجل البلد ووضع جزء منها لعمل التمثال الذي تراه أمامك الآن يا ولدي .
    لقد ضرب شعب مصر للعالم يا ولدي أنهم شعب راق متحضر جدا .. وليسوا همجا .. و قد تعلمت منا شعوب العالم معنى كلمة حضارة .. و لك أن تتخيل يا ولدي كيف أصبحت مصر بعد ذلك اليوم ... لقد تقدمت الخنازير للمحاكمة العسكرية و اختار الشعب من يريد .. ونمت مصر كما لم تنم في تاريخها .. و كما لم تنم دولة عربية أخرى . وارتعب كل طاغية في العالم مما حدث من شعب مصر .. مصر الجميلة التي تراها الآن يا ولدي هي نتيجة ذلك اليوم وحده .. إن للحرية طعم جميل يا ولدي ..
    هنا انتهى جدي من سرده للقصة .. لقد صارت مصر الآن هي أوروبا العالم العربي ... لا تنازعها في ذلك دولة عربية اخرى ... نحن نعيش الآن في عز و فخر بسببكم أنتم ... وياليتكم ترون مصر الآن .. إن مصر تشكركم و التاريخ يشكركم يا رجال مصر .

المواضيع المتشابهه

  1. الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي للأطفال
    بواسطة ياسمين في المنتدى بحوث ومقالات في القانون الجنائي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-18-2010, 07:36 PM
  2. الاتجار في البشر والاستغلال ****** للأطفال "الظاهرة ودور الانترنت فيها"
    بواسطة هيثم الفقى في المنتدى مكتب أستاذ هيثم الفقي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-25-2010, 12:57 AM
  3. الانفصال يمنع الزوجة من السفرِ
    بواسطة فهد في المنتدى أحكام الأسرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-04-2010, 03:00 PM
  4. ما الحكم في زوج يمنع زوجته من حضور المؤتمرات العلمية
    بواسطة فهد في المنتدى أحكام الأسرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-22-2009, 07:30 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •