أولاً: تشكيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أولاً: تشكيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعاملون بها:
1. تشكيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر:
لا زالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤسسة خاصة، تعمل وفق القانون السويسري واللجنة الدولية استمرار للجنة الخماسية، التي أسست المنظمة، في جنيف، في 9 فبراير 1863م، وقد ارتفع عدد أعضائها من (5) إلى (7)، خلال الحرب الفرنسية ـ البروسية (1870م ـ 1871م)، ثم بلغ عدد الأعضاء (16). ثم بنهاية الحرب العالمية الأولى، زاد إلى (20) عضواً. يقتصر اختيار الأعضاء على المواطنين السويسريين، حفاظاً على حياد المنظمة، ما أمكن، باعتبار أن كل الأطراف، التي اشتركت في الحروب المذكورة، اعترفت بحياد سويسرا. وتنص المادة (7)، الفقرة (1) من النظام الأساسي للجنة الدولية للصليب الأحمر على:
"تختار اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعضاءها من المواطنين السويسريين، وتتألف من (15 – 25) عضواً".
أما المادة (5)، الفقرة (1) من النظام الأساسي لمنظمة الصليب الأحمر، والهلال الأحمر الدوليين، التي تبناها المؤتمر الدولي الخامس والعشرون للصليب الأحمر (جنيـف، أكتوبـر 1986م)، فتنص على أنه يتم اختيار أعضائها من المواطنين السويسريين. وقد بلغ عدد أعضاء اللجنة الدولية، في 1 يناير 1995م، (25)، كلهم سويسريون. وإن حدثت محاولات كثيرة لتغيير هذا الإجراء، وتمثيل كافة الأمم، التي تشترك في المنظمة، لكي يكون لها مشاركة شرعية في القرارات. أهابت المنظمة، عند تشكلها في عام 1863م، بعدد من البلاد، وخصوصاً فرنسا، أن تشكل منظمات وطنية للصليب الأحمر، تعمل في الحرب على مساعدة الجرحى، وفي السلم على تقديم العون الصحي ـ الاجتماعي، وطنياً ودولياً، إبّان الكوارث والنكبات. ولكي تشد أواصر العلاقات، التي تجمع هذه المنظمات، ولتنسيق أعمالها، أسست في عام 1919م، باقتراح من الولايات المتحدة الأمريكية، اتحاداً أُطلق عليه: "اتحاد منظمات الصليب الأحمر"، ومقره في جنيف، وتديره لجنة تنفيذية، تتألف بالانتخاب من خمسة عشر ممثلاً، لخمس عشرة منظمة، ولها رئيس، وسكرتير عام، يرأس بدوره سكرتارية عامة. ويعقد رؤساء المنظمات الوطنية اجتماعاً كل سنتين، ويحملون بهذه المناسبة لقب (حكام)، ويبحثون معاً في شؤونهم المشتركة. وهناك مجلس دائم، مؤلف من 9 أعضاء، مكلف بمعالجة النـزاعات المحتملة وحلها.
وينعقد، من حيث المبدأ، كل أربع سنوات، مؤتمر دولي للصليب الأحمر، تشارك فيه كل المؤسسات، والصليب الأحمر الدولي، وهي: اللجنة الدولية، والاتحاد الدولي، والمجلس الدائم، وممثلو المنظمات الوطنية، وأخيراً، ممثلو الحكومات الموقعة على اتفاقيات جنيف. والمؤتمر هو أعلى سلطة في الصليب الأحمر الدولي. والصليب الأحمر منظمة ليست سياسية، ولا دينية، وإنما منظمة محايدة، لا تتدخل في شؤون الحكومات، وتتعامل مع الموجود في الحكم منها، في حدود معروفة[1].
2. العاملون في الصليب الأحمر:
توظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر عناصر من مختلف التخصصات والمهن، الذين يمكن أن تسهم خبراتهم في تحسين مستوى الخدمات الإنسانية، ويعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 7000 شخص حول العالم، بينما يصل عدد العاملين في الإدارة العامة إلى 600 شخص.
وتقوم اللجنة بتدريب الشباب من الجنسين، من سن ما بين 25 ـ 35 عاماً، ليصبحوا مندوبين، ولا بد أن يكونوا غير متزوجين، ويحملون شهادة جامعية، أو ما يعادلها، أو أن تكون لديهم خبرة مهنية. وينبغي أن تتوافر لديهم الحنكة، واللباقة، ولديهم القدرة على العمل، ضمن فريق، وأن يحسنوا التلاؤم مع الظروف المختلفة، التي يمكن أن تعرّض حياتهم للخطر. وتقوم المنظمات الإقليمية بدور بارز في الأعمال اليومية، التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ لتقديم المساعدات في المستشفيات، أو لتوزيع المساعدات.


[1] يبدو أن بعض الانحرافات قد وقعت في العمل، الذي تقوم به منظمات الصليب الأحمر في بعض الأماكن من العالم، مثل جنوب السودان، والفيليبين، وكشمير، وبعض مناطق أفريقيا، حيث يكون لديانة الضحايا أثره في مدى جدية المساعدات والعون. وإن كانت هذه التصرفات فردية، أو توجهها بعض المؤسسات التنصيرية، التي تسللت إلى الصليب الأحمر، ولكنها تقلل من مصداقية المنظمة في كثير من الأماكن.