الخاتمة
أوّل ما يطرحه استخدام التقنيات الحديثة في طريق التغيير والتعبير والتأثير في الرأي العام ، أنها ببساطة مجرّد وسيلة مهما بلغ شأنها ونمت فعاليتها، فهذه الفعالية مشـروطة بمفعولها الواقعي ما بين طرفين، هما: الجهة التي تستخدمها، والجهة المستهدفة. وإذا كان أهم عنصـر توفره التقنية الشبكية هو: نقل المعلومات بما يخترق غالبية الحواجز والعقبات التقليدية، فإننا نجد في وجه توظيفها في عملية التغيير في البلدان العربية والإسلامية عراقيل عديدة، أهمها:
1- يقع ناشر المعلومة في وهْم كبير عبر الظنّ أن مجرّد نشرها يعني وصولها إلى المقصودين بها؛ فكما كانت الكلمة المكتوبة لا تصل إلى العامة لانتشار ظاهرتي الأمية والعزوف عن القراءة – بغض النظر عن قيود السلطات على انتشار الكلمة – كذلك فالمعلومة الإلكترونية لا تصل إلى من ليس لديه وصلة هاتفية، فضلا عن وصلة شبكية، أو من يستخدم التقنية الشبكية لأغراض أخرى، وذاك في الوقت الحاضر هو وضع السواد الأعظم في المنطقة العربية والإسلامية.
2- لا يصحّ - إزاء هذا الواقع - الاكتفاء بتعزيز النظرة القائلة بأن المعتمد في التغيير هو الصفوة أو النخبة، وتصل نسبة عالية منها إلى استخدام التقنيات الشبكية على كل حال. فلهذه النظرة حاليا سلبيات عديدة، إذ تحصر المسؤولية في فئات محدودة من المجتمع، وتعزل بينها في كثير من الأحيان وبين العامة، وتصطنع معارك على مستوى "النخب"، ولا بدَّ بالمقابل من أن يكون مفهوم الصفوة أو النخبة المرشحة للمشاركة في حمل مسؤولية هدف التغيير، بأنها تلك القادرة على الوصول إلى العامة والتفاعل مع واقعهم اليومي في مختلف الميادين، بما في ذلك توظيف الوسائل المتاحة لهذا الغرض، ومنها التقنيات الشبكية.
3- التقنيات الحديثة لا تنقل "المعلومات" وكفى، بل تنقل كمّا ضخما من المعلومات. وبالتالي فإن إيصال ما يراد إيصاله إلى الفئات المستهدفة بها، لا يعتمد على توفر وسيلة النقل فقط، بل يعتمد أيضا على ارتفاع مستوى الوعي، الذي يوفر القدرة على التمييز ما بين الحق والباطل، والصحيح والخاطئ، والسمين والغث، والنافع والضار، ولا نزال نفتقر إلى جهود كبيرة تساهم في عملية التوعية، كما نفتقر إلى طاقات مبدعة قادرة على ضمان اقتران نقل المعلومات بتعزيز الوعي بمضامينها والاستفادة العملية منها.
4- التقنيات الشبكية سهلة نسبيا، وهذا ما جعلها مغرية، فإذا بقينا بهذا الصدد في حدود موضوع التغيير، نجدها أتاحت الفرص لأعداد كبيرة من الأفراد والجهات، تستخدم هذه التقنيات، أو تزعم استخدامها في عملية التغيير؛ وهو ما لم يسبب نشأة خليط من التصورات والأفكار المتفاوتة القيمة فحسب، بل أدّى أيضا إلى تراكم محتويات مفيدة في الأصل، ولكن لا يفيد تكرارها الذي يستهلك الجهود والطاقات والاختصاصات والأموال.. وهي ظاهرة يؤمل أن تضمحلّ جزئيا أو كليا عبر تكثيف مساعي التنسيق ما بين الجهود المبذولة، وتحسين مردود توظيفها على طريق التغيير.
بالرغم من ذلك فقد رأينا أن الرأي العام الإلكتروني أصبح حقيقي ولا بد من الاهتمام به وعدم تجاهله وهذا ما يجب على العاملين في ميدان الرأي العام تطوير وسائلهم وأدواتهم لتشمل هذا الأخير حتى لا يضاف إلى ميادين جهلنا جهلاً آخر .


قائمة المراجع
أولاً : الكتب والمجلات باللغة العربية

1 – الحسيني ، هاشم " الرأي العام مسرح ممثلين " مجلة الشاهد عدد 133 أيلول 1996 م.
2-الحمود ، سليمان بن عبد الرزاق " الرأيالعام المفهوم – التكوين – التعريف – الخصائص. " المجلة العربية شباط 1996م .
3-حواس ، محمود" الرأي العام ليساختيارا بين بديلين " المجلة العربية ،حزيران 1996م .
4- زهران ، حامد عبدالسلام ، علم النفس الاجتماعي ، عالم الكتب ، القاهرة ، ط 6 ، 2003 م .
5- سكري ، رفيق ، دراسة في الرأي العام والإعلام والدعاية ، جروس برس ، طرابلس ، لبنان ، ط 1 ، 1991 م .
6- طاش،عبد القادر " دور الإعلام في تنوير الرأي العام " مجلةالفيصل كانون الأول . 1998.

ثانياً : المواقع الإلكترونية

1-
WWW.victimology****
2- www.elaph.com
3- www.alrai.com
4- www.icrc.org
5- www.crime-prevention.org
6- www.unicri.it
7- www.bsygroup.uk
8- www.islamonline.net