ثانيا: المجتمع المدني والهيئات التنفيذية بالبلاد.. تلك التي تسعى على مستوى الأسرة، توفر الحماية الكافية لأطفالها، بالتوعية التي تتلقاها الأسرة والتي تلقنها الأسرة لأطفالها. وفى حالة حدوث مثل تلك الاعتداءات لا بد أن يكون الأهل قادرين على مواجهة الأزمة ومساعدة طفلهم على تخطي التجربة المريرة التي يمر بها، بتقديم العناية الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة للطفل الضحية لضمان عدم وقوعه في مشكلة الخوف الدائم من العالم الخارجي، ومساعدته على تخطي أمور كثيرة كالخجل. وتأكيد تشكيل فكرة لديه بأنه ليس مذنباً ولا يتحمل مسؤولية ما حدث. وكتمانه الأمر لا يعني إشراكه في الفعل. والتأكيد له أن الانفعالات المؤلمة طبيعية وسوف تزول، وأنه يوجد أشخاص تعرضوا مثله إلى هذه الأمور.
ذلك في إطار دعم رسمي من الدولة يتمثل في الآتي.. تزويد الأطفال بالمعلومات والمهارات اللازمة ليتمكنوا من اللجوء إلى أحد عند تعرضهم لمثل هذه الجرائم وتوفير كل أشكال الوقاية والعلاج، والمهم إقرار المجتمع بوجود مثل هذه الجرائم.. مع برامج توعية جنسية على مستوى أطفال المدارس والمهتمين بالطفل.. وينبغي أن يصبح الطفل قادراً على أن يميز بين اللمس ****** وغيره من أنواع اللمس العادي البريء، وأن يعلم أن جسده ملكاً له وحده. حيث تلاحظ للمختصين أن تلك الحوادث تزداد بسبب الكتمان وعدم وجود حملات توعية قانونية وإعلامية وتربوية، وعدم توافر جهات مختصة في متابعة أحوال الضحايا ومساعدتهم.
كما أن إعادة النظر إلى القوانين المنظمة والضابطة لمثل هذه الحالة، يعد من المهام الأساسية التي تتكفل بها الحكومات، فقد تلاحظ أنه غالبا أن القوانين السائدة والمعمول بها، تتضمن عقوبات غير راضعة. فيما تلاحظ في بعض البلدان العربية عدم وجود قانون خاص لحماية الطفل من الإساءة أو العنف أو الاعتداء ****** أو الاستغلال، بل جاءت تلك الحماية مبعثرة في عدة قوانين وبشكل غير واضح. كما أن الدولة مع الأسرة مسئولين عن توفير أماكن مناسبة لتمضية أوقات الفراغ بدلا من قضاء الوقت في الشوارع. مع مراعاة أن تحرص وسائل الإعلام والتي قد تبث أحياناً برامج تثير الغرائز الجنسية في مجتمع مكبوت.
أخيراً هنالك أمور يجب على الدولة الاهتمام بها، ألا وهى اعتماد دراسات لرسم السياسات والبرامج ومتابعة المنهج التعليمي للتكلفة الاجتماعية الاقتصادية المترتبة على ممارسة العنف ضد الأطفال وتوفير الآليات التي بين الأطفال للإبلاغ والشكوى مع ضمان الكشف المبكر لحالات الإساءة عن طريق تدريب كوادر متخصصة.
ويبقى المنبر الأساسي وهو الإعلام الذي تقع عليه مسؤولية الوعي المجتمعي من خلال وسائله المتعددة المقروءة والمسموعة والبوسترات والإعلانات الطرقية.. مع المشاركة الدولية في هذا المجال والتوقيع على اتفاقية حقوق الطفل والالتزام بتطبيق بنودها، ومنها ما يتعلق بحماية الطفل من الاستغلال الجنسي، وحمايتهم ورعايتهم في أسرة آمنة تساندها الدولة والمجتمع. أما إدراج التربية الجنسية ضمن المناهج، ودفع السلطة التشريعية لتحديث القوانين المتعلقة بالطفل وحمايته.. ما زالت خطوة لم تتحقق في أغلب البلدان العربية.
كما تمت العديد من المؤتمرات والملتقيات ببعض البلدان العربية، منها ملتقى المغرب في ديسمبر2004مصدرت مجموعة من التوصيات، أهمها المصادقة على المعاهدات الدولية، وكفالة ملاءمةحقيقية بين التشريعات الوطنية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان لفائدة الطفل،والعمل على تعزيز قدرات كل الفاعلين في المجال: قضاة، محامين، مدرسين، عمالاجتماعيين، وأيضا إقرار خطة العمل الوطنية للطفولة " 2005-2015 "من أجل مغرب جديدبأطفاله" التي تعمل كاتبة الدولة المكلفة بالأسرة على تنسيق مسلسل إعدادها بتعاونمع القطاعات الحكومية المعنية والهيئات الوطنية غير الحكومية أن اليونيسيف قدرت في تقريرها الأخير حول حالة الأطفال في العالم أنأزيد من مليوني طفل غالبيتهم من الفتيات يتعرضون للاستغلال في صناعة الجنس، مضيفاأن عدد الأطفال ضحايا المتاجرة في ***** يقدر بـ1.2 مليون طفل. وأكد على ضرورة تبنيالدول عددًا من التوصيات، تتمثل بالخصوص في ضرورة مصادقة كل بلد على المعاهداتالدولية الرئيسية، واعتماد خطة عمل تحدد أهدافا واضحة وجدولا زمنيا للتنفيذ، وتعزيزأنظمة جمع المعلومات الجيدة وتدبيرها، وإحداث مراكز للتوجيه، والتطبيق الفعلي لمبدأ تجاوز الحدود الوطنية للحد منالجرائم المرتكبة في حق الأطفال، وتعزيز قدرات الفاعلين في هذا المجال على جميعالمستويات. ** محاور المؤتمر وقد حدد الملتقى محور "هشاشة الأطفال أمام مظاهرالاستغلال والأذى والعنف" كعنصر أساسي لمحاور المؤتمر والتي تتركز في: * الحرمان منالوسط العائلي والحماية العائلية باعتباره من بين العوامل التي تزيد من هشاشةالأطفال. * الهجرة وأثرها على هشاشة الأطفال وسهولة تعرضهم للاستغلال. * أثرالنزاعات المسلحة على الأطفال وزيادة هشاشتهم. * انتشار داء فقدان المناعة المكتسبةكمصدر لهشاشة الأطفال. * السياحة الجنسية والأفلام البورنوغرافية كمصدر لهشاشةالأطفال. يذكر أن هذا الملتقى سيعمل على تتبع تنفيذ توصيات القمة الدولية التيانعقدت بيوكوهاما في اليابان في ديسمبر 2001، والملتقى الأول الذي احتضنته الرباطفي أكتوبر من السنة ذاتها.
كما ناقشت مؤتمر إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالأفريقيا الدراسة التي قامت بها الأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال والتي تأتى علىهامش ندوة "أمن استخدام الأطفال للحاسب الآلي" والتي ترعاها شركة مايكروسوفت معالمعهد القومي للطفولة والأمومة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة يوم التاسع والعشرينمن حزيران (يونيو) 2006م. تهدف هذه الندوة إلى التوعية من أجل زيادة استخدامالأطفال للإنترنت وأهمية تعليم الآباء والمعلمين والشباب الطرق الإيجابية للاستفادةمن شبكة المعلومات العالمية حيث يتم حاليا تعليم الشباب كيفية استخدام الحاسب وتصفحالإنترنت. مع عرض بعض القضايا، مثل ظاهرة "الأطفال المفقودين والمستغلين"، "العنف ضد الأطفال" و"دور المختصين" و"طرق زيادة الوعي" و"التشريع وتطبيق القوانين" و"دور الحكومة والقطاع العام والسلطات التنفيذية"، ثم "دور القطاع الخاص".
إجمالا يمكن إيجاز حقوق الأطفال على الإنترنت في الآتي:
1-تشجيع مقدمي خدمات الإنترنت والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات علي إنشاء نظام لتصنيف وتنقية‏Ratingandfiltering‏ المواقع الالكترونية لمساعدة الأسر المصرية علي حماية أطفالها‏.
2-وضع آليات فاعلة للإبلاغ وتقديم الشكاوي والتحقيق فيها ومحاسبة المسئولين في قضايا العنف ضد الأطفال‏.‏
3-أهمية تضافر جميع الجهود الحكومية والمدنية علي جميع المستويات القانونية والتعليمية من أجل إرساء سياسة قومية لمواجهة مختلف أشكال استغلال الأطفال عبر شبكة الفضاء الالكتروني‏, ‏
4-ووضع آليات فاعلة للإبلاغ وتقديم الشكاوي ومحاسبة مرتكبي العنف ضد الأطفال وكذلك تشجيع العمل التطوعي علي نشر الوعي بهذه القضية‏.‏
5-ضرورة التركيز على مجموعه من القضايا الاستغلال ****** للأطفال ودور الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة في زيادة هذا الخطر‏.‏
6-كسر حاجز الصمت حول هذه الجريمة اللا أخلاقية‏,‏ وحول ضرورة المواجهة الصريحة التي تحيط بالأسباب والجذور‏,‏ وتقدم العلاج والحلول‏.‏
في المقابل يجب النظر باهتمام إلى احتياجات الطفل على الشبكة العنكبوتية، والتي يمكن أن تتمثل في عدد من الاهتمامات:
1-أن يوفر للطفل المعلومة.. وإبراز السلوك القويم والقيم العليا, كل ذلك في إطارجذاب وشيق, معتمدا على مراعاة المرحلة العمرية للطفل, مع إعمال التفكير الابتكارلدى الطفل.
2-كما أن توفير الاسطوانات أو الأقراص الإلكترونية (الديسكات) بات شائعا, ولا يجبإغفال أهميته كخامة وكوسيلة قادرة على احتواء كم هائل من المعرفة.
3-أن يضم الديسك أو الاسطوانة على التتابع والتوازي.. المادة اللغوية والمادةالفنية أو الرسومات المكملة التوضيحية. وقد وجد المختصون أن الألوان "الأصفر-الأحمر-الأزرق" هي أهم الألوان للطفل حتى سن التاسعة.