-
نازك الملائكة
نازك الملائكة
(1923) م
شاعرة معاصرة ، ولدت في بغداد ، وهيئت لها أسباب الثقافة والدراسة ،
حتي أجيزت في آداب اللغتين : العربية والانكليزية ، كما تجيد الفرنسية
والألمانية أيضا .
وهي شاعرة كبيرة ، ورائدة مجددة طليعية في ميدان الشعر الحديث
ودراسته ونقده ، يتصف شعرها بالحساسية المفرطة وبالألم الحاد .
ولها عدة دواوين ، مثل عاشقة الليل ، وشظايا ورماد ، وشجرة
القمر . ومن الأخير اخترنا القصيدة التالية بعنوان ( الشيخ ربيع )
ترجمتها بتصرف عن الشاعر الفرنسي بروسبير بلانشمين :
إنه الشيخ ربيع
ذلك الشيخ المرح
ذو الثياب الخضر والوجه البديع
والجبين المنشرح
كلما طافت خطا نيسان بالدنيا أطلا
من كُوى غرفته عذبا طروبا
هاتفا : " أهلا ، وسهلا ..
مرحبا نيسان ! قد حان لنا أن نظهرا
ونجوب الأرض وديانا وبيدا وسهوبا
في رداء أخضرا " .
أيها الشيخ ربيع
أيها الشيخ ربيع
عد إلينا وأطل مكثك فينا
عد إلينا أيها الشيخ ربيع
*
هذه خطوة نيسان علي وجه الحقول
شربت أول بسمة
من شفاه الشمس ، والفجر علي صدر السهول
لم يزل يسقي ندي الليل ، وفي الغابات نسمه نقلت إنشاد عصفور صغير : " عم صباحا أيها الضوء .." ورد الآخرون
" حانت اليقظة فلنمرح رفاقي
في حمي الغاب النضير
ولنغن الفجر والشمس وأعناق الغصون
وظلال الغاب حتي تشتكي منا السواقي " .
ويردٌ الشيخ من غرفته عذب المرح
" ياعصافيري لا تعجلن إني أتزين
بعد حين أرتدي ثوبي الملون
كل لون فيه من قوس قزح
كل خيط وتر من أغنية
كل زر وردة منتشية
أمس أعطانيه خياطي ، لماذا
تتعجلن خروجي ؟
عجبا ما سر هذا ؟
*
وأخيرا ها هو الشيخ ربيع
يتمطي قائما ثم يسير
ويداه تنثران الورد في المرج البديع
فوق أعشاش العصافير ، علي شط الغدير
وله نعلان لا مسمار في كعبيهما
بل أزاهير وأوراق ، ومن لونيهما
تشرب الشمس وتسقي المغربا
قبل أن تلوي خٌطاها وتضيع
في الذرا خلف الربا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات