من قصيدة "تأملات باريسية " لفاروق جويدة
باريس..
إنـي اكتفيت بأن أري عينيك
خلـف' السين كـالعمر الجميل
فالصبح في عينـي شئ مستـحيل
والحلم في أعناقنـا قيد ثـقيل
كم كـنـت أحلـم..
أن أجيء إلـيك مشدود الخطـي
لكن قيدا في الضـلـوع يشدني
وأقوم يجذبني
وأصرخ يحـتـويني..
ثـم أسقـط كـالحطام
وأري الكلام يسيل من صدري..
وينـزف تحت أقدامي..
ويلـقيه الزحام.. إلي الزحام
كلماتنا صارت دماء
ودماؤنـا صارت كلام
القيد يا باريس علــمني الكـثير
فـالضوء في أيامنـا شيء محال
والخبز للأبنـاء عجز..
أو دموع.. أو خيال
والحلـم في نـومي ضلال
والصمت أفضل من سراديب السؤال
قـالـوا: لديك يسافر العشاق..
في حلـم طـويل لا يموت
والحب في أعماقنـا
شبح تـغلـفـه المنـايا..
في خيوط العنـكبوت
وإذا أتيت إلـيه يجذبني
فأهرب.. أو أموت
الحب في دمنا يموت
باريس..
إنـي أحاول أن أقـول لديك شيئـا..
آه من صمـتي القـبيح
قـطـعوا لساني..
ما زلـت أخـفي بعضه سرا..
وينـزف بين أوراقي
أحنطـه كتذكـار لأيام مضت
لي في ربوعك قبل أن أمضي رجاء
سيجيء ابني ذات يوم
علـميه النـطق يا باريس
أن يحكي.. ويصرخ
أن يقـول كما يشاء
فلقد تركـت لـه لساني
بين أوراقي ذبيح
حتـي تـظل دماؤه بعدي تـصيح-
المفضلات