من مجموعة " أميرة من كفر خضر " للشاعر الكبير الدكتور عزت سراج

[صفاء عطاالله]

بَيْنَ أَمِيرَتَيْنِ تَتَّسِعُ الرُّؤْيَةُ وَتَضِيقُ الْعِبَارَةُ

أَدْهَشَتْنِيتِلْكَ الأَمِيرَةُ الْجَمِيلَةُ الْفَاتِنَةُ وَهِيَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابِهَا الْمُنَمَّقَةِ كَعَرُوسِ الْمَوْلِدِ ، مُجْتَهِدَةً تَهُزُّ أَعْضَاءَهَا الْمُمْتَلِئَةَ فِي عُنْفُوَانٍ ، تَكْشِفُ عَنْ طَاقَاتٍ مَخْبُوءَةٍ يَشْعُرُ بِحَرَارَتِهَا الرَّاغِبُونَ 000
تَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهَا تَجُرُّ أَذْيَالَهَا فِي خُيَلاءَ كَشَجَرَةِ خَوْخٍ يَحُطُّ فَوْقَ فَرْعِهَا يَمَامَتَانِ نَافِرَتَانِ فِي انْتِشَاءٍ 000
كَجِنِّيَّةٍ هَبَطَتْ مِنْ جِبَالِ الأُولِمْبِ لامَسَتْ أَوْجَاعَ رُوحِي 000
تَتَوَدَّدُ مَوْجُوعَةً فِي حُنُوٍّ وَرِقَّةٍ ، نَاصِبَةً فِخَاخَهَا النَّاعِمَةَ 000
تَقْتَرِبُ كَشَجَرَةِ تِينٍ وَارِفَةٍ تَمْنَحُ ثِمَارَهَا اللَّذِيذَةَ وَظِلالَهَا الْحَانِيَةَ فِي نَهَارٍ صَيْفِيٍّ مُشْتَعِلٍ 000
تُحَاصِرُنِي بِأَعْضَائِهَا الْمُتَّقِدَةِ فِي جُنُونٍ ، كَاشِفَةً فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ النَّاضِجَةَ فِي اشْتِهَاءٍ 000
تُسْقِطُ مَا اسْتَوَى مِنْ عَنَاقِيدَ شَهِيَّةٍ فَوْقَ تَكْعِيبَةِ الْعِنَبِ 000
تُخْفِي بَرَاءَةُ مَلامِحِهَا رَغَبَاتٍ تَتَبَدَّى فِي لَحْظَةٍ مُفَاجِئَةٍ كَالْبَرْقِ 000
تَخْطَفُنِي بَيْنَ يَدَيْهَا كَسَاحِرَةٍ تَتَوَجَّعُ فِي لُطْفٍ بَالِغٍ 000
تُوشِكُ الْقُلُوبُ أَنْ تَسْقُطُ فِي الشِّرَاكِ الْمَنْصُوبَةِ تَحْتَ قَدَمَيْهَا فِي مَهَارَةِ امْرَأَةٍ خَبِيرَةٍ مُدَرَّبَةٍ تَعْرِفُ كَيْفَ تَصِيدُ الْعَصَافِيرَ 000
مَذْهُولاً ، لا أَسْتَسْلِمُ لِتَأَوُّهَاتِهَا الْمُتَكَسِّرَةِ كَأَمْوَاجِ مُحِيطٍ تَعْصِفُ بِالشُّطْآنِ 000
أَتَمَاسَكُ 000
أَنْهَضُ مُتَّكِئًا عَلَى أَوْجَاعِي 000
تَرْفَعُنِي ـ إِلَى أَحْضَانِهَا الدَّافِئَةِ ـ تِلْكَ الْبِنْتُ السَّمْرَاءُ الَّتِي أُحِبُّهَا 000
تَأْخُذُنِي إِلَى حُقُولِ الْقَمْحِ الْمُتَرَامِيَةِ أَمَامَ بَيْتِنَا النَّاعِسِ فَوْقَ شَطِّ النِّيلِ 000
تَبْتَسِمُ كَشَجَرَةِ بُرْتُقَالٍ 000
تَشُقُّ رُوحِي كَجَدْوَلٍ بَيْنَ حُقُولِ اللَّيْمُونِ 000
أَتَجَاوَزُ تِلْكَ الْعَتَبَةَ الْمَكْسُورَةَ فَوْقَ سَلالِمِ بَيْتِنَا الْقَدِيمِ 000
فَوْقَ لَهِيبِ عِنَاقِنَا ، تَذُوبُ عَرُوسُ الْمَوْلِدِ فِي لَحَظَاتٍ 000
أُدْرِكُ زَيْفَ الأَمِيرَةِ الْمُخَادِعَةِ 000
تَتَكَشَّفُ عَارِيَةً ، وَقَدْ خَلَعَتْ قِنَاعَهَا الْمَلائِكِيَّ مَاسِحَةً مَسَاحِيقَ الْمَسَاءِ 000
بَيْنَ أَمِيرَتَيْنِ تَتَّسِعُ الرُّؤْيَةُ وَتَضِيقُ الْعِبَارَةُ 000
أَحْتَضِنُ تِلْكَ الأَمِيرَةَ الْحَقِيقِيَّةَ الَّتِي تَسْكُنُ قُصُورَ رُوحِي 000
أَنْفُضُ غُبَارَ شَهْرَيْنِ أَشْعَلَتْ جِِمَارَهُمَا عِفْرِيتَةٌ مَاكِرَةٌ مِنْ كَفْرِ خَضْرٍ 0

[هدي السماك]

قصصك لهاصدى فى الفؤْاد يعلم بها رب العباد ادعو الله ان يحفظك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .