ذهب رجل إلى صديقه الحكيم ليستفتيه في أمر مهم يشغل باله ويؤرقه ليل نهار وما أن لقيه حتى فاض عليه قائلا: سأبوح لك بأمر مهم لم أفاتح فيه أقرب الناس إلي ولا حتى زوجتي !! بكل صراحة لدى أربع زوجات


ولدى من الشجاعة والجرأة لكي أحدثك عنهن!! وأسمح لي أن أبدأ بالأغلى والأحلى منهن وهى بطبيعة الحال الزوجة الرابعة... فهي المدللة وهى التي تلقى منى بسبب حلاوتها ونضارتها كل العناية والرعاية
أما زوجتي الثالثة فأحبها حبا جما وأفاخر بها أمام المعارف والأصحاب لكنى - وبصراحة شديدة - يساورني شك من أنها قد تذهب في يومي ما إلى رجال آخرين!!
أما زوجتي الثانية فاحبها أيضا.. فهي تتميز عن البقية بأنها متفهمة وصبورة وإنها إن لم تكن على درجة الرابعة والثالثة في المحبة فإنها حازت ثقتي والحق يقال انه كلما واجهتني مشكلة فإنني ألجأ إليها فهي نعم المستعان بها - بعد الله - في الملمات والكربات
أما زوجتي الأولى فهي الشريكة الوفية في حياتي بل وهى التي لها إسهامات عظيمة في الاهتمام بأموري ورعاية شئوني بالإضافة إلى حرصها على وعلى بيتي ، ويؤسفنى أن أقول لك إنني لا أحبها على الرغم من أنها تحبني من الأعماق وما أسوأ العشرة التي تقوم على الحب من طرف واحد!!
وكان لي صديق تاجر له زوجات أربع وكان حالهن كحال زوجاتي السابق ذكرهن فلما دنت وفاته بعد مرض ألم به قال لزوجته الرابعة: أنت أشد من أحببت.. ألبستك أحلى الملابس وأغلى الحلي وغمرتك برعايتي وأنا الآن أموت فهل ترافقينني؟ فردت عليه بسرعة: لا يمكن!! ثم ولت مدبرة. وكانت إجابتها مثل سكين غرزت في فؤاده!!
فتوجه المسكين بسؤاله إلى الزوجة الثالثة وقال لها: أحببتك طيلة حياتي وأنا الآن أغادر هذه الحياة فهل ترافقينني وتؤنسين وحشتي؟ فأجابته: الحياة حلوة ويؤسفنى أن تعرف أنني سأتزوج بعد أن تموت!!
وقال للثانية بعد أن ذكرها بالمساعدات التي كان يقدمها لها بطيبة نفس: هذا وقت الحاجة إليك والى مساعدتك فهل أشرف بذهابك معي؟ فردت عليه: آسفة.. أنا لا أستطيع مساعدتك هذه المرة!! ولكنني أستطيع أن أخذك إلى المقبرة!! وجاءت إجابتها مثل الرصاصة الملتهبة تخترق
وفجأة سمع صوتا من بعيد سأغادر معك وسأتبعك إلى أي مكان تقصده! نظر إلى مصدر الصوت وإذا بها زوجته الأولى التي بدت هزيلة شاحبة كما لو بقيت أياما بدون طعام حينئذ أطلق زفرة ندم قائلا: كان على أن أرعاك واهتم بك في حياتي
وابتسم الحكيم وهز رأسه وتنهد بعمق وقال لصاحبه: كل منا يا صديقي له أربع زوجات.. الزوجة الرابعة هي أجسامنا فمهما اعتنينا بها فلن تغادر الدنيا معنا.. والزوجة الثالثة هي أموالنا وممتلكاتنا عندما نموت تؤول إلى غيرنا.. والزوجة الثانية هي أقرباؤنا وأصدقاؤنا مهما قويت علاقتهم بنا فأقصى نقطة يمكن أن يرافقونا إليها هي حدود القبر. أما الزوجة الأولى فهي التي لا يمكن لأحد رؤيتها وهى الروح التي نالت أكبر نصيب من الإهمال في غمرة الاستمتاع بالحياة.. أو ليس من العقل إذن العناية بها ورعايتها بالخير والعمل الصالح وهى الوحيدة التي سترافقنا يوم الحساب؟؟