خديجة مكحلي و " حبات توت "
حبـاتُ تُوت
وهنُ بيت العنكبوت
يتدلى من حروف للبيوت
وزوايا .. لستُ أدري
في ارتقاب الفجر
تحيا أم تمُوت ؟
* * *
جئتني في الليل .. والليلُ سُكُوت
انتزعت النوم مني
وأشارت باسمات
منك حباتُ لتوت
فترامى الأفقُ رحبا
واستحال الكونُ رحبا
واستحال الكونُ حُبا
واقتطفتُ التوت عذبا
كان أمرا رائعا
لكن إلي أن يصبح الحلمُ
بأيدينا تُرى
كم من الدمع سيسقى
كرم تُفاح الخدود ؟
كم من العمر يفوت ؟
* * *
عندما يشتدُ قيظُ الشوق
والحرمان فينا
تلبسُ الأحلام بردا وسلاما
والخيالاتُ وئاما
والبديهياتُ تغدو
كسراب حين يبدو
في مدى الظمآن
خلف الوهم يعدو
* * *
الليالي مُثقلاتُ
والرزايا عابثاتُ
نتقيها بالتراضي والقنوت
هاج عصفُ الريح
في بحر المقادير
في بحر المقادير
فنحن الآن
أسماكُ وحُوت
من جديد بعدما غُصنا طفونا
يا صديقي هكذا
تطفو الزيوت
* * *
أمتطي الريح وأمضي
في عناد .. هل أعود ؟
إنني أرجأتُ موتي لحظة
حتى يجيء الضوء والأطياب
في عُرس
وآلافُ الورود
إن في الموت
علي أهواء من أهوى
خلود
حينما يُعيي السماء الامتداد
ترتدي شمس الأعالي
لون أثواب الحداد
يهربُ الحرفُ من الشعر
ومن أسر المداد
عندها أرتاب في قلبي
وما يبديه
أو يُخفيه
من صافي الوداد
* * *
للمنى درب سأمشيها
برغم الحظر
رغم الحر
لي فيها
سمارُ الهدب
أفياءُ وقوت
وهنُ بيت العنكبوت
في تلاش
ينجلي الحرفُ
بصيصُ الصبح تبرُ
لاح من خلف بيوت
سوف تحيا
سوف تحيا .. لن تموت
