سيف الغدر كذاب : فاروق جويدة
سيف الغدر .. كذاب
بغدادُ .. هل لم يزل للشعر أحبابُ ؟
شعبُ يموتُ وما للموت أسبـــابُ
نشتـــاق عمـــرا علي عينيك جمعنا
الدهرُ يشدو .. وهمس الشعر " سيابُ "
يا واحة الشعر .. حُزني صار يسبقُني
هذا زمانُ الأسى .. فالكل أغــــــرابُ
يا دار ليلى .. زمانُ الغدر علمنــــــا
بالخوف نحيا .. وفي الأحباب نرتابُ
قالوا قديما : وفاءُ العهد شيمتنــــا
وقد غدرتم فهل للغــــدر أربــــاب ؟
صرنا أسودا نبيعُ الموت في سفه
أُسدُ علي الأهل .. للأعداء أذنـاب
دم الكويت علي عينيك أرقنــــي
فهل جزاءُ الوفا قتلُ .. وإرهاب ؟
هذا أخي يستبيحُ الفجر في وطني
أحلامنا البكرُ في كفيـــه أســـلابُ
هذا أخي في حنايا القلب يسكنني
فكيف تسكنُ وسط القلب أنيــــابُ ؟
دم الكويت علي كفيـــــك يسألني :
أين الطريقُ .. وهل للصبح أبوابُ ؟
دمُ الكويت أمـــــام اللـــه يســـألنا
أطفالهم في لهيب الخوف قد شابوا
* * *
حُزني علي أمة بيعت فوارسهــــــا
في ساحة الإفك سهم البطش غلابُ
حُكامنا ضيعوا أعمارنا سفهــــا
للزيف أهل أمــــام الحق أغرابُ
أين الدماء التي بيــعت بلا ثمن
وأشعلت بعدها أحزان من غابوا ؟
إنا بنينا من البهتــــــان أضرحة
وشـــردتنا بأرض الله أحــــزابُ
* * *
نشتاقُ في القُدس محرابا نُعانقُهُ
وصيحة في سبيل اللــه تنســابُ
نشتاقُ مجدا عريقــــا كان يجمعنا
الحب وحي .. ونورُ الحق محرابُ
نشتاقُ دينا طهُـــــورا .. لا تُمزقُهُ
دعوى الضلال .. ولا يحميه نصابُ
نشتاقُ سيفا جسورا .. لا يدنسهُ
دم الشقيق .. ولا تُغريه أســلابُ
* * *
قُل للكويت التي تبكي شواطئـــها
في كل بيت لكـــم في مصر أحباب
إنا علي العهد رغم الجُرح يجمـــعنا
عُمرُ .. وحُلمُ .. وأحزانُ .. وأنسابُ
إنا علي العهد تُؤويكم جــوانحنا
وتحتويكم هنا في مصر أعتــابُ
إن ضاقت الأرض تحميكم سواعدنا
ويفتـــديكم بأرض النيــل أصحـــابُ
لحنُ الوفاء الذي كم كان يُطربُنـا
فوق الكويت قريبا سوف ينساب
قُل للكويت التي غابت نوارسُهــا
لكل ضيق .. ومهما طال .. أبوابُ
بغــــدادُ لا تعتبي إن قُلتُ في ألــــــم
عودي إلي الحق .. سيفُ الغدر كذابُ
