الطب والقانون
كُتب : [ 02-24-2008 - 09:43 am ]
سنطرح هنا مسؤولية الطبيب بمواجهة المريض امام القضاء نتيجة تكرار حوادث الوفيات وكثرة اللغط حول المسؤولية ان كانت تقع على الطبيب واي الاختصاصات هو المسؤول خاصة في حالات الحوادث التي سنطرح فيها الراي القانوي والمسؤولية المترتبة على الطبيب ان كان مخدرا او جراحا وما الامور التي يتم مراعاتها في حالات الحوادث والاسعافات المستعجلة للمريض وتوفي المريض اثناء تلقيه العلاج او الاسعاف
وحيث ان اغلبية الحالات من هذه القضايا تتعلق بحالات اسعاف طارئة للمريض الذي يتلقى العلاج من طبيب او مجموعة من الاطباء وفق وضعه الصحي الذي اسعف من اجله وتحدث لديه اختلاطات يتوفى على اثرها او يصاب بعجز او عاهة يرجعها الى تقصير او اهمال السادة الاطباء بمنحه العلاج او الرعاية اللازمة
ومن الامثلة لى هذه الحالات :
اسعاف سائق مركبة يعاني كسور في قدميه وتوفي جراء النزف الدماغي
وقاة مريض اثناء او بعد عملية الزائدة الدودية نتيجة ازمة قلبية
وفاة مريض اثناء محاولة ايقاف نزف دوالي المري
تجهيز امراة لاجراء جراحة نسائية علما انها دخلت المشفى من اجل عملية عينية
هذه الامثلة وغيرها تتعلق بما يجري في غرفة الجراحة من احداث
وعلى اعتبار ان رباني هذه الغرفة هما الطبيبان (الجراح والمخدر)
لذلك سيكون موضوعنا في مسؤولية كل واحد منهما ومسؤوليتهما تجاه الغير
طب التخدير :
نتيجة تقدم العلم وظهور انواع عديدة من المخدر حسب حالة المريض
وجب على الطبيب المخدر مراعاة النواحي التالية قبل الموافقة على التخدير
معرفة سن المريض وجنسه-فحصه سريريا
فحوصات طبية متعددة تجرى للمريض منها ضغط الدم وعدد دقات القلب والقصة المرضية وفحص خاص للكبد
معرفة العمل الجراحي الذي سيجرى له والمدة المستغرقة
تحديد نوع البنج المناسب للعمل الجراحي وللمريض وكميته وكيفية اجراء التخدير الاولي
تدوين الملاحظات في سجل المريض (سجل البنج)
الحصول على موافقة المريض او ذويه على التخدير
اثناء العمل الجراحي يراعي طبيب التخدير مايلي:
التاكد من فراغ معدة المريض من الطعام
قياس نبضه وضغطه
مراقبة حركة اللسان
التهيؤ لكل طارئ على وضع المريض المخدر (هبوط تنفس -حصول قيء-توقف قلب-....)
هذه الاجراءات تتم بحال اجراء عملية تم الاعداد لها مسبقا (عملية باردة)
هذه الاجراءات تنتفي في حال عمليات اسعافية وتعرض حياة المريض للخطر
وعلى ذلك جاء راي المشرع السوري عبر المادة /16/من نظام واجبات الطبيب واداب المهنة الصادر عام 1978 ونصت على انه
اذا طلب الطبيب بشكل طارئ لاسعاف مريض قاصر او فاقد الوعي ولم يتمكن من الحصول على الموافقة القانونية في الوقت المناسب مع تثبيت ذلك في حينه فعليه ان يقوم بالمعالجة اللازمة دون النظر لاي اعتبار اخر
هذه ابرز ملامح مسؤولية طبيب التخدير بمواجهة المريض وبحال مراعاته لها فان اي مسؤولية قانونية تنتفي بحقه حتى لو كانت الاصابة التي تلحق بالمريض ناجمة عن التخدير
اما اجراءات الجراح الواجب اتباعها
- مشاركة الطبيب المخدر في الفحص السريري وتقرير وضعه الصحي
-اتباع قواعد علم الجراحة والانصراف الى عمله كي يبتعد عن الاهمال
-عدم الاستعانة بفني في التخدير تحت طائلة تحمل الطبيب الجراح كامل المسؤولية بحال وقوع اضرار للمريض
اما عن كيفية تحديد المسؤولية تجاه المريض في حالة الوفاة
يتم الرجوع الى الاجراءات المتخذة من قبل الطبيب المخدر فان كانت مطابقة للاصول فان المسؤولية تنتفي عن الطبيب المخدر وينتقل البحث حول الطبيب الجراح
اما اذا لم تكن الاجراءات مطابقة للاصول فانه يتم تحديد مقدار المخالفة المرتكبة واثرها بالاصابة ثم يلي ذلك تقسيم المسؤولية بين الطبيبين كلا حسب درجة وجسامة الخطا المرتكب
ومايلاحظ هنا قيام العديد من الاشخاص المتضررين بالادعاء على المشفى التي تم بها العمل الجراحي لتحميله المسؤولية عن الخطا المرتكب
فما هو موقف القانون في هذه الحالة؟
راي المشرع السوري بمثل هذه الحالة ينص على انه اذا كان الطبيب المخدر يعمل في مستشفى باجر سواء اكان خاصا ام عاما وكان الطبيب الجراح متعاقدا مع المشفى او يتقاضى مبلغا متفق عليه مع ادارة المشفى ووقع خطا من الطبيب الجراح دون طبيب التخدير فان المسؤولية تقع كاملة على الجراح ولاتسال عنها المشفى
المشرع السوري لم ينص على معاقبة الاطباء على الاخطاء المرتكبة من قبلهم كافة وانما قصر مسؤوليتهم على الخطا المهني الجسيم وذلك لاعطاء الحرية للطبيب ليمارس مهنته بدون خوف من الملاحقة من قبل الغير
فما هو الخطا الجسيم في المجال الطبي الموجب للمسؤولية
هو الفعل الذي يرى طبيبا يقظا وجد نفس الظروف الخارجية التي احاطت بالطبيب المسؤول وفي مستواه المهني ان حدوثه يحتمل جدا ان ينشا عنه الضرر المنسوب لذلك الطبيب وكلما قل الاحتمال قلت جسامة الخطا
مما سبق نستنتج ان :
ملاحقة اي طبيب يستوجب التعويض تكون بتوفر 3 اركان بوضع المريض
1- الخطا :مايعرف بسلوك معيب لاياتيه طبيب بصير في ذات الظروف الخارجية التي احاطت بالطبيب المسؤول تؤدي الى وقوع الضرر
2- الضرر :هو الاذى الذي يصيب الانسان في جسده او شرفه او عواطفه جراء الفعل الطبي للطبيب المسؤول
3-رابطة السببية :هي العلاقة التي تربط الخطا الطبي بالضرر اللاحق بالمريض وتعني انه لولا وقوع الخطا من جانب الطبيب لما وقع الضرر (المادي او الادبي)للمريض
ومثال ذلك اهمال جراح مقيم تعقيم الالات الجراحية واستخدام هذه المعدات بتضميد جروح مريض نجم عنها اصابته بالتهابات حادة ادت الى بتر العضو المصاب
منقول للفائدة
