رائعة من كتاب ... في الحب والحياة
نحن مصنعون من الفناء،
ولا ندرك الأشياء إلا في لحظة فنائها،
نشعر بثروتنا حينما تفر من يدنا، ونشعر بصحتنا حينما نخسرها، ونشعر بحبنا حينما نفقده،
فإذا دام شيء في يدنا فإننا نفقد الاحساس به.
Dr. Mostafa Mahmoud
كتاب: في الحب والحياة
رائعة من كتاب ........ لغز الحياة
:good:
ها نحن نتباعد عن بعضنا أكثر فأكثر كل يوم و كأننا شظايا تتناثر فى الفضاء ،
و يعجز الواحد منا أن يسمع الآخر أو يوصل إليه رأيا أو يلقى له أذنا أو يفتح له قلبا ..
دكتور مصطفى محمود
~~
رائعة من كتاب : أناشيد الإثم والبراءة --
أهل النار ..
الغضب .. الحقد .. الحسد .. الغل .. الشهوة .. كلها نار ..
كلها تعتمل في النفس اعتمال النار و تأكل فيها كما تأكل النار في الحطب .
و جهاد النفس هدفه محاصرة هذه النار و مغالبتها والتحكم فيها و تخليص القلب منها .
و من مات و في نفسه شهوة مات و للنار فيه نصيب ...
ففي الآخرة تنتهك الأسرار .. و تنكشف الأستار و تظهر الخبايا و تفتضح الخبايا ة تبدو النفوس على ما هي عليه في حقيقتها إن كانت نورا فنور و إن كانت نارا فنار .
فإن كانت نارا اتصلت بما يجانسها .. ألا ترى بقع الزيت الطافية في الماء تجتمع و تنادي بعضهاو تلتحم ببعضها .. كما تلتحم حبات الزئبق معا و تتلصق معا .
فكذلك النار حينما تطلع على الأفئدة فإنها تلابس الأفئدة النارية و تسرح فيها كما تسرح النار في الهشيم .
و مهلة العمر هي الفرصة الوحيدة لمعالجة هذه النار الداخلية و إخمادها و ذلك بالصلاة و الذكر و جهاد النفس و معاناة الخطأ و الأكتواء بعواقبه و اكتساب العبرة و الخبرة و الخروج بنور الحكمة من نار الألم .
فمن عاش عمره المديد و لم يزدد حكمة و لم يكتسب خبرة و لم يجاهد نقصا و خرج من الدنيا بلا توبة و هو ما زال مغلوبا بشهواته منقادا لناره فهو إلى النار ذاهب .. فهو والنار كلاهما من معدن واحد و هو في النار منذ الأزل و هو فيها دنيا و آخرة بحكم المشاكلة والمجانسة والنار حقيقته .. و هو بضعة منها .. إنما أطفأ الله ناره لبرهة قصيرة من العمر حينما خلقه و ألقى عليه الماء والتراب و سواه طينا .. فلما عاد ترابا .. و خلع الله ثوبه الطيني عادت حقيقته النارية و ظهر البركان الذي كان مستورا خلف الضلوع.
و هذا حال أهل النار الذين هم أهلها " وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " (37-فاطر)
و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون .. فإنهم نار بحكم حقائقهم .. و لو أعاد الله خلقهم ألف مرة .
ولا يصح أن يلتبس الأمر على القارئ فيشتبه عليه أن الله جبرهم على الشر بحكم ما أودع فيهم من حقائق الحسد والحقد .. سبحانه و تعالى عن ذلك علوا كبيرا فإن الله يذكرهم في قرآنه فينسب حسدهم إلى أنفسهم فيقول " حسدا من عند أنفسهم "
فالله يخلق القلب محايدا صالحا لأن الله يحتوي نية صاحبه إن كانت خيرا فخيرا و إن كانت شرا فشر.. و الله جعل النية حرة والمبادرة القلبية حرة تماما حتى الشيطان لا يستطيع أن يدخل القلب إلا بإذن صاحبه .. لم يجعل الله للشيطان سلطانا قاهرا على القلوب فقال له : " عبادي ليس لك عليهم سلطان "
ولهذا لا يستطيع الشيطان أن يستهوي إلا الشياطين أمثاله الذين ستضيفونه مختارين في قلوبهم و يفتحون له آذانهم .
و حقائق ثابت للنفوس منذ الأزل .. و هي أسرارها المعلومة لله علما قديما لم يجبر الله نفسا على شر..
و كل نفس هي التي أسرت و كتمت و أخفت في طويتها هذه الشرور أو الخيرات .
"والله مخرج ما كنتم تكتمون " (72- البقرة )
لم يقل "خالق ما كنتم تكتمون " .. بل قال مخرج ما كنتم تكتمون فهو ليس مسئولا عن حسد الحاسد و عن حقد الحاقد .. و إنما هو مخرج و مظهر هذه الأشياء فقط بما يجريه على الدنيا من اختيار و ابتلاء و تقليب في الأحوال .. و لكنه لم يخلقها في نفوس أصحابها .. و الأمر خطير ..
و لو أدرك كل منا أنه على شفا حفرة من النار الفعليه و أن ناره فيه أقرب إليه من أنفاسه لخر على ركبته ساجدا باكيا صارخا متوسلا .
و لأصبح من أهل الخوف و الرجاء الذين يموتون كل يوم قبل أن يموتوا .
فإن الله الذي خلق العالم بدقة مذهلة و إحكام مدهش و الذي خلق الإلكترون المتناهي في الصغر مدارا لا يستطيع أن يتجاوزه .. فإذا اقتضى الأمر أن ينتقل من مدار إلى مدار لا يستطيع أن يتجاوزه .. فإذا اقتضى الأمر أن ينتقل من مدار إلى مدار فإنه لا يستطيع أ يقفز إلى الخارج أو إلى الداخل .. إلا إذا أعطى أو أخذ شحنة مساوية لحركته .
الخالق الذي قدر هذا الضبط والربط في حركة إلكترون منتهاه في الصغر لن يستطيع أن يفلت منه مجرم و لن يستطيع أن يمكر به ماكر و هو الذي وصف نفسه بأنه خير الماكرين .. و بأنه خالق كل شئ .. بيده مقاليد كل شئ .. العزيز الجبار المهيمن الذي ليس كمثله شئ .. السميع اللطيف الخبير الذي لا تأخذه سنة و لا نوم .. الذي له الشفاعة جميعا ..
" و كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لم يشاء و يرضى " (26- النجم)
"ما من شفيع إلا بعد إذنه "( 3- يونس)
" ما لكم من دونه من ولى و لا شفيع " (4- السجدة )
ذلكم الله فطوبى لمن أدركه الخوف..
طوبى للذاكرين الموت .. الباكين في ساعات الوحدة .. المشفقين من يوم اللقاء ..
الذين رأوا النار في أنفسهم قبل أن يروها رأي العين ..
الذين استشفوا الحقائق و استبصروا الغيب .. و لمسوا الشواهد ..
و أدركوا الآيات و أيقنوا قبل زمان الإيقان .
أهل التسليم و الخضوع ..
اللهم اجعلنا منهم .
..
-- د. مصطفى محمود ||
رائعة من كتاب: السؤال الحائر
كان محمد علية الصلاة والسلام مثالا للحلم والصبر وسعة الصدر وحسن الاستماع إلى الخصم والجدل بالتى هى أحسن والعفو عن المسيء،
ألم يدخل مكة غازيا منتصرا على أعداء الأمس الملطخى الأيدى بالدماء المسلمين ليقول في سماحة ومغفرة : " اذهبوا فأنتم الطلقاء "
لقد أخذ أصحابنا عن النبي لحية وجلباب ولم يأخذوا عنه عدله وحلمه ومغفرته ومكارم أخلاقه.
Dr. Mostafa Mahmoud
كتاب: السؤال الحائر
رائعة من كتاب .... رأيت الله
الكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو ) وقتَله غدرًا في أحد عروض السيرك بالقاهرة .
وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان واضِعًا نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن ..
والقصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلَقَى تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد " سلطان " ..
وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره !! ..
وسقط المدرّب على الأرض ينزف دماً ومن فوقه الأسد الهائج ..
واندفع الجمهور والحُرّاس يحملون الكراسي وهجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان ..
ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام .
أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب ورفَض الطعام
وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسدًا شرِسًا لا يصلح للتدريب ..
وفي حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام ..
فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة !!
وطردها وعاود انطوائه وعزلته واكتئابه ..
وأخيراً انتابته حالة جنون، فراح يعضّ جسده ..
وهَوَى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !!! ..
ثم راح يعضّ ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه ..
وراح يأكل منها في وحشيّة ، وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعًا بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..
ندَم حيوان أعجم ومَلِك نبيل من ملوك الغاب ..
عرف معنى* الـوفـــاء * وأصاب منه حظًا لا يصيبه الآدميون !!
أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين ..
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوبًا ..
وتقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية وهي تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب .
ثم تتخاصر في ضوء الأباجورات الحالمة وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات في سعادة وكأنه لا شيء حدث !!
إنّي أنحني احترامًا لهذا الأسد الإنسان ..
بل إني لأظلمه وأسبّه حين أصفه بالإنسانية .. !!
كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) وهو يموت .. أوصيكو ما حدش يقتل سلطان ..
وصية أمانة ما حدش يقتله .
هل سمع الأسد كلمة مدربه ؟ ..
وهل فهمها ؟
يبدو أننا لا نفهم الحيوان ولا نعلم عنه شيئاً .
....
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس .. ؟!
وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية ؟؟ !! ..
نفس لها ضمير يتألّم للظلم والجور والعدوان ؟؟!!
~~
د. مصطفى محمود
من كتـــاب / رأيـــت اللــــّــــه
رائعة من كتاب سقوط اليسار
الإسلام هو الحل،
ولكن ليس الإسلام الشكلي، ولا التدين المظهرى،
وإنما الإسلام في حقيقته وجوهره، إسلام العلم والعمل ومكارم الأخلاق، إسلام الحرية والديموقراطية والعدالة الأجتماعية، إسلام الفكر والعمل.
Dr. Mostafa Mahmoud
كتاب: سقوط اليسار