" قلقُ" من مجموعة " زمردة الليل الأخير " للشاعر الكبير الدكتور عزت سراج
قَلَقٌ
الْقَلَقُ الَّذِي يُعَاوِدُ الْفُؤَادَ
كُلَّمَا وَجَدْ
كَحْرْبَةٍ
سَاخِنَةٍ
تَخْتَرِقُ الْجَسَدْ
تَنْزِفُ
كُلَّمَا نَزَفْ
تَفْتَحُ
أَلْفَ مَنْفَذٍ هُنَاكَ لِلأَلَمْ
وَتَبْدَأُ الدُّخُولَ
فِي مَنَازِلِ الْفُؤَادْ
تَشُقُّ
فِي دِمَائِهِ غُرَفْ
وَتُطْلِقُ الْجِيَادْ
يَذُوبُ فِي اللَّهِيبْ
يُصْبِحُ فِي ثَانِيَةٍ
مَدِينَةً سِحْرِيَّةً
يَجْلِسُ عِنْدَ بَابِهَا الْخَيَّامُ
وَالرُّومِيُّ
وَالْحَلاجُ
وَالْمَعَرِّي
وَيَمْتَطِي هُنَاكَ خَيْلَهَا
شِكِسْبِيرُ
وَبُدْلِيرُ
وَإِقْبَالٌ
وَشَوْقِي
وَالْمُتَنَبِّي كَالأَمِيرِ بَيْنَهُمْ
وَآخَرُونَ يَجْلِسُونَ
فَوْقَ شَاطِئِ الْجُنُونْ
يُلْقُونَ فِي الْمُحِيطِ بِالشِّبَاكِ
يَصْطَادُونَ
مِنْ جِرَاحِهِمْ
تَحْتَ السَّوَاقِي
سَمَكَ الْقَلَقْ 0