" خواء" قصيرة قصيرة من مجموعة " مذكرات رجل حاف " للشاعر الكبير الدكتور عزت سراج
كانت خاوية لا تكف عن الحديث لحظة كأنها العربة المفرغة... كثيرا جدا كانت تزعم أن النيل يضاجع ثدييها حين يحل الجدب وتنفض الأسواق . السوق في قريتها مازات تكرهه إذ تتكشف السيقان وتمضي موحلة حتى الرئتين . والدها كان يبيع ورق اليانصيب والخبز . كان يحاول أن ينسى شيئا ما . هو لا يذكر شيئا آخر . كانت تعرف أن السوق كريه ، يحمل رائحة الدم تحت عباءته . وكثيرا كانت تحلم أن تملك شيئا لا تملكه . شيئا ما . كثيرا جدا كانت تكره أن تصمت . كانت تزرع فوق الريح ملامحها، تكتب فوق الماء بشارتها . وكثيرا كانت تزعم أن نبيا يولد من عينيها . كانت تزعم أشياء أخرى لا أذكرها . ماتت صامتة .
رد على قصة الدكتور عزت سراج
صورة عميقة كثيفة تحمل قارئها الى قاع النفس البشرية حيث الكثير من الصور الباهتة الالوان المحفورة في جدران الذاكرة البعيدة المدى ........ ما أروع القصة وما أرق كاتبها سلمت يداك دكتور عزت وأدام الله قلمك
الشاعرة شيرين علي