"وردة الفؤاد" من مجموعة " جدي صلاح الدين للشاعر الكبير الدكتور عزت سراج
وَرْدَةُ الْفُؤَادِ
أَعْرِفُ
يَا سَيِّدَتِي
أَنَّ اللَّيَالِي بَارِدَهْ
وَأَنَّ قَلْبَكِ الْكَبِيرَ
لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُ
كَيْفَ يُشْعِلُ الشِّتَاءَ
فِي مَفَاصِلِي
وَأَنَّنِي
فَقَدْتُ قُدْرَتِي
وَأُطْفِئَتْ حَرَائِقُ الْجُنُونْ
أَعْرِفُ أَنِّي
لَمْ أَعُدْ
وَأَنَّ عُمْرِيَ الْقَصِيرَ
لَنْ يَكُونَ قَارِبَ النَّجَاهْ
وَأَنَّ سَاعَةَ الْغُرُوبِ
فِي انْتِظَارِ
صَيْحَةِ الدَّقَائِقِ الْمُعَذَّبَهْ
أَعْرِفُ
يَا سَيِّدَتِي
لَكِنَّ وَرْدَةَ الْفُؤَادِ
لَنْ تَمُوتْ
فَسَوْفَ تَبْقَى فِي جِرَاحِ شُرْفَتِي
تَشْهَدُ أَنَّ هَا هُنَا
يَسْكُنُ فِي عُمْقِ الزَّمَانِ
مِنْ قَدِيمٍ
رَجُلٌ
لا يَنْحَنِي
أَمَامَ غَضْبَةِ الرِّيَاحْ
وَكُلَّمَا
مَرَّتْ أَمَامَ قَبْرِهِ عَاصِفَةٌ
تَسَاقَطَتْ دُمُوعُهَا
تَرْوِي بَقَايَا عَظْمِهِ
لَعَلَّهُ
لَعَلَّهُ .