المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " زمردة الليل الأخير "



صفاء عطاالله
01-06-2011, 07:24 AM
زُمُرُّدَةُ اللَّيْلِ الأَخِيرِ

زَكَتْ
جَذْوَةُ الصَّمْتِ
طَارَتْ
شَرَارَاتُ وَجْدِي
وَضَاءَتْ
وَكُنْتِ هُنَاكَ
تُغَنِّينَ
لِلْفَجْرِ
أُغْنِيَةَ الْبُرْتُقَالِ
الْتَقَيْنَا
عَلَى بُعْدِ مَا بَيْنَنَا
وَاشْتَعَلْنَا
تُعِينِينَ
عِشْقًا قَدِيمًا
وَتَحْكِينَ كَيْفَ أَعُودُ
إِلَى مَمْلَكَاتِ الْبَكَارَةِ
طِفْلاً
أُحَدِّثُ فِي الْمَهْدِ سِبْطِي
تَقُصِّينَ
كَيْفَ سَتَأْتِي الْبَشَارَةُ
كَيْفَ سَأَحْمِلُ سَيْفًا
وَأَرْكَبُ مُهْرًا
وَأَغْزُو
مَدَائِنَ كَانَتْ هُنَالِكَ
فَوْقَ التِّلالِ
تُعِدُّ التَّمَائِمَ وَالْبَسْمَلاتِ
وَتَرْقُبُ
فَجْرًا سَخِيَّ الْمَلامِحِ
فِي مُقْلَتَيْهِ
فَدَادِينُ قَمْحٍ
وَفِي جَانِبَيْهِ
تَبَارِيحُ جُرْحٍ
وَفِي شَفَتَيْهِ
تَبَاشِيرُ صُبْحٍ
وَتَنْتَخِبِينَ الْعِبَارَةَ
مِنْ مُدُنِ الصَّمْتِ
كُنْتِ
تَصُوغِينَ شَيْخًا
عَلَى حَافَّةِ النَّهْرِ
يَرْسُمُ أَوْجَاعَهُ
بَرْزَخًا
وَبِنْتًا
تُجَرِّبُ كُلَّ الْمَرَايَا
وَتُشْعِلُ
أَنْفَاسَهَا الطَّاهِرَاتِ
تَهِيمِينَ
فِي مَلَكُوتِ الْفَضَاءِ الْمُعَلَّقِ
مَا بَيْنَنَا
تَفْتَحِينَ
الَّذِي أَغْلَقُوا
تُغْلِقِينَ
الَّذِي فَتَحُوا
تَبْدَئِينَ الْوُدَادَ
وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ
أَعْبُرُ
فِي شَهْقَةِ الشَّوْقِ
طَيْفَكِ
فِي لُغَةِ الْعُشْبِ وَالنَّارِ
طَيْفَكِ
هَذَا الَّذِي
عَلَّمَ النَّايَ
كَيْفَ يُحَرِّكُ صَخْرَ الْمَسَافَاتِ
كَيْفَ يُقَابِلُ
بَيْنَ الَّذِي لا يَجِيءُ
وَمَا جَاءَ
كَيْفَ يُعِيدُ
بَكَارَةَ أَشْجَارِنَا
أَشْتَهِي
وَيَبْقَى اللَّهِيبُ
يُوَسْوِسُ تَحْتَ الرَّمَادْ 0