المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "سري جدا" من مجموعة " جدي صلاح الدين للشاعر الكبير الدكتور عزت سراج



صفاء عطاالله
01-03-2011, 09:39 PM
سِرِّيٌّ جِدًّا



نَعَمْ
أُقِرُّ أَعْتَرِفْ
أَنَا
مِنَ الشَّرْقِ
أَنَا
أُمِّي
مِنَ الْيَمَنْ
أَبِي
مِنَ الْعِرَاقْ
وَجَدُّهُ
مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَهْ
وَجَدَّتِي
مِنَ الصَّعِيدْ
نَعَمْ
أُقِرُّ أَعْتَرِفْ
وَالرَّجُلُ الشَّرْقِيُّ لا يَخَافُ
أَنْ يَعْتَرِفَا
يَفْتَحُ فِي فَمِ الْمَرَايَا
غُرُفَا
يُرِيدُ
أَنْ يَعُودَ فَارِسًا
عَلَى خَارِطَةِ الْمَدَائِنِ الْمُظَفَّرَهْ
يَرْفَعُ
رَايَةَ الْخُرُوجِ
فِي وُجُوهِ الآخَرِينْ
يَنْعَسُ بَعْضَ سَاعَةٍ
عَلَى جَبِينِ عَقْرَبِ الدَّقَائِقِ الْمُعَذَّبَهْ
لِكَيْ يَكُونْ
يَذُوبُ
فِي أَحْضَانِ سَمْرَاءٍ جَمِيلَةٍ
كَمِثْلِ نَخْلَةٍ
تَبُوحُ فِي فَرَحْ
وَتُسْقِطُ
ـ حِينَ يَشْتَهِي ـ الْبَلَحْ
أُقِرُّ
فِي جُنُونْ
جَرَّبْتُ مَا لا تَعْرِفُونْ
فَهَذِهِ
عُيُونُهَا كَحِيلَةٌ
مِثْلُ الْمَهَا
وَهَذِهِ
رَشِيقَةُ الْخُطَى
تُغَازِلُ الطَّرِيقْ
وَهَذِهِ
أَرْدَافُهَا ثَقِيلَةٌ كَبَطَّةٍ
تَسْبَحُ فِي الْمُحِيطْ
وَتِلْكَ ثَغْرُهَا
يُضِيءُ كَالصَّبَاحْ
وَشَعْرُهَا
غَطَّى جَبِينَ قَرْيَتِي الْحَزِينَهْ
وَأَنْفُهَا
كَمِثْلِ نَبْقَةٍ
وَثَدْيُهَا
حَمَامَةٌ
تَحُطُّ فَوْقَ رَبْوَةٍ مُسَهَّدَهْ
نَكَادُ
ـ حِينَ يَسْتَدِيرُ ـ
نَحْتَسِي تَنَهُّدَهْ
وَهَذِهِ
لَهَا صَدِيقٌ وَاحِدٌ
وَهَذِهِ
لَهَا ثَلاثُونَ صَدِيقْ
*****
نَعَمْ
أُقِرُّ أَعْتَرِفْ
نَحْنُ الْعَرَبْ
تَارِيخُنَا
مُزَيَّفٌ
وَهْمٌ مِنَ الْبُطُولَةِ الْمُزَيَّفَهْ
ثَقَافَةٌ
وَقُودُهَا خُطَبْ
وَنِصْفُ شِعْرِهَا
نِفَاقْ
وَنِصْفُ نَثْرِهَا
كَذِبْ
نَعَمْ
أُقِرُّ أَعْتَرِفْ
كُتَّابُنَا
قَدْ أَلَّفُوا
تَسْعِينَ أَلْفَ صَفْحَةٍ وَصَفْحَةٍ
لِقَاءَ دِينَارَيْنِ
أَوْ مَخَافَةَ السَّجَّانِ
ذَلِكَ الَّذِي يُعَلِّمُ الْيَمَامَ
كَيْفَ يَأْلَفُ الْهُرُوبْ
لا يُبْدِعُونَ
حِينَمَا تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ
مِنْ وَرَائِهِمْ
وَيُبْدِعُونَ
حِينَمَا يَكْتَشِفُونَ
عُرْيَهُمْ
وَيُصْبِحُونَ آلِهَهْ
يُمَارِسُونَ
طَقْسَهُمْ
فَوْقَ ضَرِيحِ الأَنْبِيَاءْ
وَيَسْكُبُونَ
خَوْفَهُمْ
فَوْقَ الْحُرُوفْ
وَيُطْلِقُونَ
بُوقَهُمْ
وَيَبْدَأُ النَّزِيفْ
*****
نَعَمْ
أُقِرُّ أَعْتَرِفْ
حُكَّامُنَا
جَمِيعُهُمْ خِرَافْ
بَاعُوا شُعُوبَهُمْ
لِقَاءَ دِرْهَمٍ
أَوْ سُلْطَةٍ مُعَدَّةٍ
كُلَّ مَسَاءٍ
لِلَّذِي يَشْنُقُ كُلَّ بَهْجَةٍ
صُبْحًا
وَيَدْفَعُ الْمَزِيدَ
مِنْ دِمَاءِ الأَبْرِيَاءْ
حُكَّامُنَا
جَمِيعُهُمْ ذِئَابْ
لا يَعْرِفُونَ اللهَ وَالإِنْسَانَ
غَيْرَ خُطْبَةٍ مُخَلَّقَهْ
لا يَعْرِفُونَ
غَيْرَ أَثْدَاءِ الْعَذَارَى وَالْكُؤُوسْ
وَيَخْنُقُونَ
غُصْنَ زَيْتُونٍ
وَفَرْعَ بُرْتُقَالْ
وَكُلُّهُمْ
كَانُوا
يَقُودُونَ النِّسَاءَ وَالرِّجَالْ
حُكَّامُنَا
مَاذَا يَقُولُ عَنْهُمُ التَّارِيخُ
إِنْ صَدَقْ
مَاذَا يَقُولْ ؟
هُمْ سَرَطَانٌ
فِي دِمَاغِ شَعْبِهِمْ
وَقِصَّةٌ مُلَفَّقَهْ
عَبَاءَةٌ مُنَمَّقَهْ
تُخْفِي صَدِيدَ أَلْفِ عَامْ
حُكَّامُنَا
دُمًى
يُحَرِّكُ الْيَهُودُ خَيْطَهَا
وَبَيْنَمَا
يُصَفِّقُ الْجُمْهُورُ
فَوْقَ الْمَسْرَحِ
يُمَثِّلُونَ دَوْرَهُمْ
وَيُعْلِنُونَ مَذْبَحِي
وَتُعْلِنُ الْبِلادُ أَنَّهَا مُوَافِقَهْ
فَتَفْتَحُ السَّاقَيْنِ فَوْقَ الْخَارِطَهْ
لِيَبْدَأَ الْيَهُودُ فِي الْمُضَاجَعَهْ
بِلا ثَمَنْ
بِلا ثَمَنْ
بِلا ثَمَنْ .

هدي السماك
01-04-2011, 02:26 AM
(عيونها كحيله مثل المها وهذه رشيقه الخطى تغازل الطريق) ياله من وصف رائع ورقيق الحس لك منى احلى الامانى