المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشاعر الكبير الدكتور عزت سراج " يارا " من مجموعة " زمردة الليل الأخير "



صفاء عطاالله
11-25-2010, 01:21 PM
يَارَا






يَارَا

يَا أَيَّتُهَا الْبِنْتُ الْخَضْرَاءُ

مِنَ الْجُزُرِ الْمَنْفِيَّةِ

دَاخِلَ صَمْتِ الْمَوْتَى

أَذْكُرُ يَا يَارَا

حُلْمًا

يَتَأَلَّقُ فِي عَيْنَيْكِ

وَنَجْمًا

يَرْقُصُ فِي شَفَتَيْكِ

وَطِفْلاً أَخْضَرَ

يَمْرَحُ فَوْقَ جَبِينِكِ

أَذْكُرُ

نِيلاً يَرْوِي حَقْلَ الْفُلِّ

عَلَى هُدْبَيْكِ

رَبِيعًا كَانَ يَهِيمُ

مَعَ الأَحْلامِ

يَبُوحُ عَلَى شَطَّيْكِ

وَنَخْلاً مُرْتَفِعًا

يَتَمَايَلُ مُنْتَشِيًّا

يَتَنَفَّسُ مِنْ رِئَتَيْكِ

وَأَذْكُرُ شَيْئًا لا يُنْسَى

حَاصَرَهُ الطُّوفَانُ وَلَمْ يَغْرَقْ

حِينَ طَرَقْتُ الْبَابَ

قَفَزْتِ إِلَى صَدْرِي

أَمْسَكْتِ ذِرَاعِي

فِي فَرَحٍ

فَرَفَعْتُكِ أَعْلَى السَّقْفِ

وَغِبْنَا

فِي مَرَحٍ أَخْضَرَ

كَانَتْ

أَيَّامًا خَضْرَاءَ

وَكَانَتْ

خَيْلاً يَصْهِلُ فِي صَمْتٍ

أَذْكُرُ

صَوْتَكِ يَأْتِي مُنْفَلِتًا

مِنْ قَبْضَةِ زَيْفِ الآتِي

يَحْمِلُ صَرْخَةَ عُصْفُورٍ

يَتَأَوَّهُ

فِي شَرَكِ الذِّكْرَى

يَتَمَدَّدُ مُحْتَضِرًا

مَا بَيْنَ الْمَاضِي وَالآتِي

يَتَمَزَّقُ مُرْتَقِبًا

أَنْ يَأْتِيَ صُبْحٌ

لا يَأْتِي

يَتَجَمَّعُ ثَانِيَةً

فِي جَوْفِ الظُّلْمَةِ

يَبْلَعُهُ الْخَوْفُ

ـ انْتَبِهِي

هَذَا

زَمَنٌ يَمْشِي فَوْقَ الأَحْبَالِ

يُلَوِّنُ

جِلْدَ أَغَانِيهِ

ـ انْتَبِهِي

يَتَلَوَّى مُنْسَلِخًا

يَتَأَهَّبُ

نَارًا مُوقِدَةً

كَيْ يَبْتَلِعَ النُّورَ الأَخْضَرْ

يَتَقَوْقَعُ

قُنْبُلَةً

يَجْرِي

ـ انْتَبِهِي

هَذَا

زَمَنُ الْمَوْتِ الصَّامِتْ 0

هدي السماك
12-10-2010, 11:06 AM
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟اتمنى المزيد و...الابداع والازدهارموفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .