المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام الليل



ymy
09-29-2010, 08:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أحمده - سبحانه - وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

جاء الليل مقبلاً يجر ظلامه وسواده..

لا تحزن فله مرحبين!! وله مستقبلين..

أيها الأخوة في الله: مع جمالِ نجوم الليل.. ومع حسنِ بهائها.. ونظارةِ لياليها.. خاصةً تلك الساعات الأخيرة المباركة من ثلث الليل..

إنها أوقتا غيرَ باقي الأوقات؟!! إنها تعدل موسماً كاملاً من النفحات.. وأي مواسم تلك الساعات؟ إنها لحظات تنـزلِ الرحمات.. لا يتخلى الناسُ عن بعضِ أفعالِهم المحبوبة إليهم.. وشيء من تصرفاتِهم المحبوبة إلى نفوسهم.. منهم من يعانق وثير الفراش ونعيم الوسائد.. وآخر أمام القنوات والمواقع الهدامة! والثالث على تعاطي المسكرات والمخدرات.. والعياذ بالله - تعالى -.

أما الصنف الثاني صنف الجيل الفريد في نوعه فتراهم عباد ليل هنالك.. راكعاً وآخر ساجد، وثالث باكياً، ورابع رافع يديه يتفنن في أدعية الابتهال والمنجاة!!..

نعم إنهم الصالحون يستنبطون من داجية ظلام الليل حلكته أنواراً للصباح، وينسجون من سواده بُرُد الضياء الوضَّاح، ويصنعون من وحشته الأنس والانشراح، وينطقون صمته المهيب بألسنة فصاح.

واعجباه كيف أخرجوا النور من قلب الظلمة، وصاغوا حلل الفجر من خيوط الليل؟!

واعجباه كيف حولوا الوحشة إلى أنس، والانقطاع إلى صلة؟

ترى أي أسرار كانت لهم في الليل؟

أي نجاوى كانت تحملهم على بساطه إلى آفاق رحبة ينقطعون فيها عن دنيا الناس ليعيشوا مع رب الناس؟

يا ترى.. أيَّ سر كشفوه في الليل حتى أحبوه وعشقوه، وفضلوا ظلمته على وضح النهار؟

قلت لليل كم بصدرك سر أخبرني ما أروع الأسرار؟

قال:

ما ضاء في ظلامي سر كدموع المنيب في الأسحار

نعم هذه هي أسرار الليل التي هدوا إليها …

إنها صلاة المصلين ودموع الباكين ومناجاة الخاشعين.

إنها زفرات المذنبين وآهات التائبين وأنين المستغفرين.

إنها دعاء المخبتين ومناجاة المحبين ووجد المشتاقين.

لصلاة الليل عندهم أسرارها، وللأذكار في نفوسهم حلاوتها، وللمناجاة عندهم لذّتها.. !!

أخي في الله لا تتعجب فسوف يزيل عنك الالتباس سليمان الداراني ليقول لك: لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

ويقول علي بن بكار: منذ أربعين سنة ما أحزنني إلا طلوع الفجر.

ويقول السري: رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل..

ويقول الأوزاعي: كان السلف إذا انصدع الفجر أو قبله بشيء قليل كأن على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم حتى لو أن حميماً لأحدهم قد غاب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه.

بكى أبو سليمان يوماً فقال له ابن أبي الحواري ما يبكيك؟ قال: ويحك يا أحمد كيف لا أبكي وقد بلغني أنه إذا جن الليل، وهدأت العيون، وخلا كل خليل بخليله، واستنارت قلوب العارفين وارتفعت هممهم إلى ذي العرش، وافترش أهل المحبة أقدامهم بين يدي مليكهم في مناجاته ورددوا كلامه بأصوات محزونة جرت دموعهم على خدودهم وتقطرت في محاريبهم خوفاً واشتياقاً، فأشرف عليه الجليل جل جلاله فنظر إليهم فأمدهم مهابة وسروراً، وقال: يا جبريل ناد فيهم ما هذا البكاء الذي أسمع؟ وما هذا التضرع الذي أرى منكم؟ هل سمعتم أو أخبركم عني أحد أن حبيباً يعذب أحباءه؟ أو ما علمتم أني كريم؟ فكيف لا أرضى؟ أيشبه كرمي أن أرد قوماً قصدوني؟ أم كيف أذل قوماً تعززوا بي؟ أم كيف أحجب غداً أقواماً آثروني على جميع خلقي وعلى أنفسهم وتنعموا بذكري؟ فبي حلفت لأبعدن الوحشة عن قلوبهم، ولأكونن أنيسهم إلى أن يلقوني، فإذا قدموا علي يوم القيامة فإن أول هديتي إليهم أن أكشف لهم عن وجهي حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم، ثم لهم عندي ما لا يعلمه غيري!! ثم قال الداراني: يا أحمد إن فاتني ما ذكرت لك فيحق لي أن أبكي دماً بعد الدموع ([1] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn1)).

هؤلاء الذين قد يئسوا من الدنيا ويئست منهم، فلو رأيتهم لرأيت رجالاً إذا جنهم الليل مزقوه بسكاكين السهر، إن القوم أعطوا المجهود من أنفسهم فلما دبرت المفاصل من الركوع وقرحت الجباه من السجود وتغيرت الألوان من السهر ضجوا إلى الله بالاستغاثة فهم أحلاف اجتهاد لا يسكنون إلى غير الرحمن: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) [السجدة: 16].

بكى الباكـون للرحمن ليلاً *** وباتوا دمعهم لا يسأمونا

بقاع الأرض من شوق إليهم *** تحن متى عليها يسجدونا

أهل الليل: هم عباد الرحمن الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً، انتزعوا نفوسهم من وثير الفرش، وهدوء المساكن، وسكون الليل، وسكون الكون، غالبوا هواتف النوم، وآثروا الأنس بالله، والرجاء في وعد الله، والخوف من وعيده: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَـاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ) [الزمر: 9].

عبادٌ لله قانتون متقون: (قَلِيلاً مّن الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَـارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17، 18].

لصلاة الليل عندهم أسرارها، وللأذكار في نفوسهم حلاوتها، وللمناجاة عندهم لذّتها، يقول أبو سليمان الداراني - رحمه الله -: "أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا" ([2] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn2))، ولما حضرت ابن عمر - رضي الله عنهما - الوفاة قال: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا عن ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل" ([3] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn3)).

الله أكبر، ما طاب لهم المنام لأنهم تذكروا وحشة القبور، وهول المُطَّلع يوم النشور، يوم يُبعَث ما في القبور، ويُحصَّل ما في الصدور، ولهذا قال قتادة - رحمه الله -: "ما سهر الليل بالطاعة منافقٌ" ([4] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn4)).

قد هدّ أجسامهم الوعيد وغير ألوانهم السهر الشديد يتلذذون بكلام الرحمن، ينوحون به على أنفسهم نوح الحمام، يرون أن من أعظم نعم محبوبهم عليهم أن أقامهم، وأنام غيرهم، واستزارهم وطرد غيرهم وأهلهم وحرم غيرهم.

عبادٌ لله صالحون: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ يُنفِقُونَ
* فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [السجدة: 16، 17].

لقد تعدَّدت مقاصدهم، واختلفت مطالبهم، وتنوّعت غاياتهم، والليل هو منهلُهم وموردهم: (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ) [البقرة: 60]، فهذا محبٌ يتنعّم بالمناجاة، وذلك محسنٌ يزداد في الدرجات، ويسارع في الخيرات، ويجدّ في المنافسات، وآخر خائفٌ يتضرّع في طلب العفو، ويبكي على الخطيئة والذنب، ورَاجٍ يلحّ في سؤاله، ويصرّ على مطلوبه، وعاصٍ مقصّر يطلب النجاة، ويعتذر عن التقصير وسوء العمل، كلهم يدعون ربهم، ويرجونه خوفاً وطمعاً، فأنعم عليهم مولاهم، فأعطاهم واستخلصهم واصطفاهم، وقليل ما هم.

اكتفوا من الليل بيسير النوم، مشتغلين بالصلاة والقرآن والذكر والصوم، تلكم هي همم القوم، وتأملوا هذه الآيات العظيمة: (وَمِنَ اللَيْلِ فَسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً * إِنَّ هَـؤُلاَء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) [الإنسان: 26، 27].

إذا ما الليل أظلم كـآبـدوه *** فيسـفر عنهم وهـم ركـوعُ

أطار الخوف نومهم فقامـوا *** وأهـل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم سجود *** أنين منـه تنفـرج الضلـوع

قال أبو الزناد: كنت أخرج من السحر إلى مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ، وكنا نحن فتيان نريد أن نخرج لحاجة فنقول: موعدكم قيام القراء.

قال الحسن بن عرفة ليزيد بن هارون: يا أبا خالد: ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار!

وقال الحسن: كان عمر - رضي الله عنه - يمر بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط ويبقى في البيت يعاد للمرض.

وكان ابن عمر يحي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا، فيعاود فإذا قال: نعم، قعد يستغفر الله حتى يصبح.

وكان عتبة الغلام يقول في ليله على ساحل البحر: إن تعذبني فإني لك محب، وإن ترحمني فإني لك محب، فلم يزل يرددها ويبكي حتى يصبح.

رجع أبو ريحانة من بعث غزا فيه، فلما انصرف أتى أهله فتعشى، ثم دعا بوضوء فتوضأ، ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة، ثم أخرى فلم يزل مكانه حتى أذن المؤذن، فأتته امرأته فقالت: قد غزوت فتعبت ثم قدمت إلي ولم يكن لي منك نصيب! فقال: بلى، لو ذكرتني لكان لك علي حق، قالت: فما الذي يشغلك يا أبا ريحانة؟ قال: لم يزل يهوى قلبي فيما وصف الله في جنته حتى سمعت المؤذن!.

قدم عبد الرحمن الأسود وهو معتل الرجل فقام يصلي الليلة حتى أصبح شاغراً رجلاً قائماً على رجل واحدة وصلى الفجر بوضوء العشاء.

كان ثابت يقوم من الليل فإذا أصبح يأخذ قدميه فيعصرهما ويقول: مضى العابدون وقطع بي! والهفاه!

ثابت بن أسلم البناني: كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها.

وكانت لداود ركعة من الليل يبكي فيها نفسه، ويبكي ببكائه كل شيء، ويصرف بصوته الهموم والأحزان.

نزف البكاء دموع عينك فاستعر *** عينا لغيرك دمعها مـدرار

من ذا يعيرك عينـه تبكي بهـا *** أرأيت عينـا للبكـاء تعار؟

وقال محمد بن عوف قال: رأيت أحمد بن أبي الحواري فلما صلى العتمة قام يصلي فاستفتح بالحمد لله إلى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5]، فطفت الحائط كله ثم رجعت فإذا هو لا يجاوزها ثم نمت ومررت في السحر وهو يقرأ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) فلم يزل يرددها إلى الصبح!

وكانت حبيبة العدوية إذا صلت العتمة قامت فقالت: إلهي غارت النجوم ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها وبابك مفتوح، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك، ثم تصلي فإذا كان السحر قالت: اللهم هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر فليت شعري هل قبلت مني ليلتي فأهنى، أم رددتها علي فأعزى؟

وروي عن طلق أنه كان إذا قام من الليل لا يركع إذا افتتح سورة البقرة حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي!

هكذا إذا عرفوا أسرار الليل وعاشوا صفاءه وجماله، فكانوا يتهيأون له، ويستقبلونه بأحسن ما عندهم.

كان لعمرو بن الأسود حلة بمائتي درهم يلبسها إذا قام إلى صلاة الليل.

كان أبو حنيفة إذا أراد أن يصلي من الليل تزين حتى يسرح لحيته.

كان تميم الداري إذا قام من الليل تطيب بالغالية واشترى حلة بألف كان يصلي فيها.

وهكذا عرفوا أسرار الليل وعاشوا صفاءه وجماله، فلم يعدلوا به شيئاً، ولئن توهم متوهم جنته في دنياه ومتاعه فإن جنة المؤمن في محرابه، كان عبد العزيز بن أبي رواد: يفرش له الفراش فيضع يده عليه ويقول: ما ألينك ولكن فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته.

قيل لحسان بن أبي سنان في مرضه: ما تشتهي؟ قال: ليلة بعيدة ما بين الطرفين أحيي ما بين طرفيها.

بكى أبو الشعثاء عند موته فقيل له ما يبكيك؟ فقال: لم أشتف من قيام الليل!!

فيا لشوق عَمَر قلوبهم، ويا لأسرار تكشفت لهم في ذلك الليل فأسهرتهم حين نام الغافلون، وأشجتهم حين غفل الخليون.

روائع الأسحار:

وقت السحر وقيام الليل يعني انقطاعٌ عن صخب الحياة، واتصال بالكريم الأكرم - جل وعلا -، وتلقي فيوضه ومنحه، والأنس به والتعرض لنفحاته والخلوة إليه.

الليل أيها البطال ميدان ذوي الهمم العالية من أصحاب العبادات والدعوات، هو الزاد الصالح لرحلة الحياة، أما الذين يحبون العاجلة، فصغار الهمم صغيرو المطالب، يغرقون في العاجلة، (وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً)، وفي هذا يقول بعض السلف: "كيف يرجو النجاة من سوء الحساب من ينام الليل ويلهو بالنهار؟!!".

في صلاة الليل يحيا بها - بإذن الله - ميِّت القلوب، وتشحَذ بها فاتر الهمم، قربةٌ إلى الله، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفيرٌ للسيئات، ومطردةٌ للداء عن الجسد، وفي الحديث: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم)) ([5] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn5))، يقول وهب بن منبه - رحمه الله -: "قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون الجنة)) ([6] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn6))، ويقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليره الله في ظلمة الله ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه" ([7] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn7)).

خصائص النفحات:

فلما علم الله صدق همتهم وصفاء نيتهم جعل لهم نوراً يمشون به في الناس، قيل للحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟

قال: لأنهم خلوا بنور الرحمن فألبسهم نوراً من نوره.

عبد العزيز بن عمير: إن الرجل لينقطع إلى بعض ملوك أهل الدنيا فيرى أثره عليه، فكيف بمن ينقطع إلى الله - عز وجل - كيف لا يرى أثره عليه؟

لقد سمعوا نداء الله حين يتنزل في الثلث الأخير ويقول: ((هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع حتى ينفجر الفجر)) ([8] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn8))، فاستحوا ألا يجيبوا خالقهم ومولاهم، أخذ الفضيل بن عياض بيد الحسين بن زياد وقال: يا حسين، ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول الرب: كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني؟ أليس كل حبيب يحب خلوة حبيبه؟ ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل، غداً أقر أعينهم في جناتي.

وقال سفيان الثوري: بلغنا أنه إذا كان أول الليل نادى مناد: ألا ليقم العابدون، قال: فيقومون فيصلون ما شاء الله ثم ينادي في وسط الليل: ألا ليقم القانتون، قال: فيقومون كذلك يصلون إلى السحر، قال فإذا كان السحر نادى مناد أين المستغفرون؟ قال: فيستغفر أولئك ويقوم آخرون يصلون، فإذا طلع الفجر نادى مناد ألا ليقم الغافلون فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم، وقال ابن مسعود: حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه.

لقد أبوا أن يبول الشيطان في آذانهم وقالوا مع نبيهم: ((مضى عهد النوم يا خديجة))!! وشمروا عن ساعد الجد ليزاحموا أصحاب النبي عليه بالركب، وجعلوا من دموعهم رسائل إلى ربهم.

)كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَـارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18].

فقم أيها البطال الكسول هداك الله اٍلحق الركب.. أدرك القافلة.. اركب مع الصالحين سفينة النجاة.. حث الخطى، أسرع في السير عـلّـك أن تنجو من الهلاك.

منذ أن تستيقظ من النوم وأنت في مصارعة مع الشيطان، ومطاردة مع قرناء السوء من الدنيا، والهوى، والأمل الكاذب، والخيال المجنّـح.

أفتح دفترك بعـد الفجر ونظم ساعات اليوم، ملازمة للصف الأول، وهـو رمز العهد والميثاق، وحفظ آية من القرآن أو آيتين أو ثلاث ترتلها في قيامك، وهـو دليل الحب والرغـبة، وتجديدي التوبة والاستغـفار، وهـما بريد القبول والدخول، وطلب مسألة نافعة، وهي علامة الحظ السعـيد، وصدقة لمسكين، وركعـتان في السحر، وركعـتان في الضحى زلفى إلى علام الغـيوب، والزهـد في الحطام الفاني، وطلب الباقي شاهـد على عـلو الهمة.

(أولئـِكَ الذين هَـداهُم اللهُ وأولئكَ هُم أولوا الألبَـاب)

هلمّ إلى الدخـول على الله، ومجاورته في دار السلام، بلا نصَب ولا تعـب ولا عـناء، بل من أقرب الطرق وأسهـلهـا، وذلك أنك في وقت بين وقتين، وهـو في الحقيقة عمرك وهـو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقـبل.

فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغـفـار، وذلك شيء لا تعـب عليك فيه ولا نصَـب ولا معاناة عمل شاق، إنما هـو عمل قلب.

بضعف النفوس عن قيام الليل تقسو القلوب، وتجفّ الدموع، وتستحكم الغفلة، ذُكر رجلٌ عند رسول الله فقيل: ما زال نائماً حتى أصبح، فقال: ((ذاك رجل بال الشيطان في أذنه)) ([9] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn9)).

ألا تعلم:

إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلين، وماتت أرواح اللاهين، من لم يكن له ورد من الليل فقد فرّط في حق نفسه تفريطاً كبيراً، وأهمل إهمالاً عظيماً، أيُّّّ حرمان أعظم ممن تتهيّأ له مناجاة مولاه، والخلوة به، ثم لا يبادر ولا يبالي؟! ما منعه إلا التهاون والكسل، وما حرمه إلا النوم وضعف الهمة، ناهيك بأقوامٍ يسهرون على ما حرم الله، ويقطّعون ليلهم في معاصي الله، ويهلكون ساعاتهم بانتهاك حرمات الله، فشتان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

روى البيهقي في سننه الكبرى بسند صحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((إن الله يبغض كل جعظري جوّاظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهلٍ بأمر الآخرة)) ([10] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn10)).

لقد عشتم حتى رأيتم أجيالاً من المسلمين تُقطّع ليلها، وتسهر على العبث واللهو، في قنوات ماجنةٍ، وغناء ساقط، وتمتُّع هابط، لماذا تشكو بعض البيوت من ضعف الهمم عن قيام الليل، وتقفر منازل من المتهجدين المتعبدين؟ قيل لابن مسعود - رضي الله عنه -: ما نستطيع قيام الليل!! قال: "أقعدتكم ذنوبكم" ([11] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn11))، وقال رجل لأحد الصالحين: لا أستطيع قيام الليل، فصف لي في ذلك دواءً، فقال: "لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل".

أخي رسول الله هناك:

أي أخي.. عودة إلى القرون الأولى.. قرون العطاء.. وأيام النبوة..

لو سرت عن هواك خطوات لاحت لك الخيام.

ولو هجرت فراشك من الليل لاستقبلتك الحور العين.

ولو صدقت العزم لأقامك الله بين يديه في الليل.

هاهو ذا حبيبنا وحبيبك محمد أعبد الناس وأتقاهم إلى ربه كان يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان [مُخرَّج في الصحيحين] ([12] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn12)).

فإذا أهل هلال رمضان بادر إخوانه وأصحابه مشعلاً فيهم فتيل الهمم ولنشاط: ((ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) ([13] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn13)).

نعم رسول الله في رمضان كان يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، وإذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر([14] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn14)).

وفي حديث عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) ([15] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn15))، بل ((إن في الليل ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وذلك كل ليلة)) ([16] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn16)).

لِنَنْسُجَّ خيوط السعادة الأسرية من شباك الليل:

إخوة الإسلام من الأزواج والزوجات -رعاكم الله-..

أهلك، أهلك أيقظهم للقاء الروحي والالتقاء العبادي ليقفوا بين يدي خالقهم، تائبين منيبين، يغسلون خطيئاتهم بدموع نادمة، وقلوبٍ باكية، لعلها أن تمحو الذنوب، ففي الحديث: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت، ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)) ([17] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn17)).

لا لتلتقوا حول مسلسل هابط أو منظر خالع كلا وألف كلا، فوارب الكعبة، الله العلي العظيم ما من هنا تصنع السعادة، وليس طريقها الراحة النفسية التي يبحث عنها كثير من أصحاب التهلوسات النفسية والتي صارت الأمة تبحث لها عن شفاء عند الأطباء أو الرقاة أو المشعوذين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ أَؤُنَبّئُكُمْ بِخَيْرٍ مّن ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ عِندَ رَبّهِمْ جَنَّـاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَـالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مّنَ اللَّهِ وَللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّـابِرِينَ وَالصَّـادِقِينَ وَالْقَـانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) [آل عمران: 15-17].

قيام الليل سيبقى مدرسة للإخلاص، ومجمع للمكارم، وملتقى للفضائل، وبحر للسعادة، وقعر نهرٍ للغواصين! يخفي تحت أحجاره وأترابه نفائس خالدة ودرر ثمينة.

قيام الليل سيبقى سرٌ للعطاء..

أخا الإسلام أخت العقيدة..

إذا واجهتك قوى الشر..

وثقلت عليك المقاومة بين دفع الشهوات وإغراءات المطامع..

إذا ثقلت عليك مجاهدة الطغيان وبعدت عليك الشُقَّة..

إذا غمرتك أمواج الهموم العاتية..

فحينها اعلم أن لا مفزع لك من تلك التيارات الجارفة إلا الاعتصام بالله، واللياذ بجنابه.

فحينها نادي أرحنا بلال بها..

الصلاة، الصلاة عباد الله فهي وحدها: مفزع التائبين، وملجأ الخائفين..

ونور المتعبّدين..

وبضاعة المتاجرين..

تجلو صدأ القلوب بأنوارها..

وتزيل حُجُب الغفلات بأذكارها..

وتنير الوجوه بأسرارها وآثارها..

إيه وربي إنها لسلوة ما بعدها سلوة، ولذة ما وراءها راحة..

وبعدها انتظر قطار الليل لتسلكه مع السالكين العارفين لخالقهم رب العالمين المستأنسين بذكره.

تأتي صلاة الليل والتهجد في الأسحار ليتجلى هذا الاتصال بالله العلي الأعلى، في صورة من التعبّد بهية بهيجة، فقد صح في الخبر عن رسول الله أنه قال: ((أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة صلاة الليل)) ([18] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn18)).

الأسباب الميسرة والمعينة على قيام الليل:

1- الإخلاص لله - تعالى -: كما أمر الله - تعالى - بإخلاص العمل له دون ما سواه: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)، فكلما قوي إخلاص العبد كان أكثر توفيقاً إلى الطاعات والقربات، وفي حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) ([19] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn19))، قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: صلاح العمل بصلاح القلب، وصلاح القلب بصلاح النية، قال ابن القيم - رحمه الله -: وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيقه - سبحانه - وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم ونياتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك، ولذا حرص السلف الكرام أشد الحرص على إخفاء الطاعات كقيام الليل؛ سأل رجل تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه - فقال له: كيف صلاتك بالليل؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في السر أحب إلي من أن أصلي الليل كله، ثم أقصه على الناس، وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فإذا قرب الفجر رجع فاضطجع في فراشه، فإذا طلع الصبح رفع صوته كأنه قد قام تلك الساعة.

2- سلامة القلب من الحقد والحسد، واجتناب البدع، ولزوم السنة، والحرص عليها، وامتلاء القلب من الخوف من الله، مع قصر الأمل.

3- أن يستشعر مريد قيام الليل أن الله - تعالى - يدعوه للقيام: فإذا استشعر العبد أن مولاه يدعوه لذلك وهو الغني عن طاعة الناس جميعاً كان ذلك أدعى للاستجابة، قال - تعالى -: (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً)، قال سعد بن هشام بن عامر لعائشة - رضي الله عنها -: أنبئيني عن قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ألست تقرأ: (يا أيها المزمل) قلت: بلى، فقالت: إن الله - عز وجل - افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة ([20] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn20)).

4- معرفة فضل قيام الليل: فمن عرف فضل هذه العبادة حرص على مناجاة الله - تعالى -، والوقوف بين يديه في ذلك الوقت، ومما جاء في فضل هذه العبادة ما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم)) ([21] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn21)).

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً)) ([22] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn22)).

وعن عمرو بن عبسة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) ([23] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn23)).

وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله - جل وعلا -: أيا ملائكتي انظر إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي)) ([24] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn24))، وقيام الليل يطرد الغفلة عن القلب كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين)) ([25] (http://www.islamselect.com/mat/86281#_ftn25))، قال يحى بن معاذ: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.

5- ولتعلم أن أشرف البواعث وأعظمها حبّ الله ومناجاته، وحب رسوله، وحب كتابه.

أي أخي...

غفلنا عن دأب الصالحين فضاع علينا ثواب الصالحين، وغلفنا قلوبنا بالمعاصي النكر، فضاعت علينا أسرار الليل ونسائم السحر.. سأل داود - عليه السلام - جبريل: أي الليل أفضل؟ قال ما أدري إلا أن العرش يهتز من السحر.

ويا أيها الشاب.. وهبك الله القوة والعزم فأين جزاء الشاكرين؟ قال محمد بن يوسف: كان الثوري يقيمنا الليل فيقول: قوموا يا شباب، صلوا ما دمتم شباباً، إذا لم تصلوا اليوم فمتى؟

عن سالم عن أبيه قال: أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل ورفع الصوت فيها بالقراءة.

كان مخلد بن الحسين يقول: ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم يذكر الله فأغتم! ثم أتعزى بقوله: (ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء) [المائدة: 54].

أسأل الله - تبارك وتعالى - أن يدخلنا في زمرة عباده المستورين والمحفوظين، وأن يعمي عنا شر الحاسدين الحاقدين، ويحفظنا من كيد الكائدين، ويثبتنا على هذا الدين ويرزقنا حلاوة مناجاته وعبادته وقيام ليله والتضرع بين يديه إنه ولي ذلك والقادر عليه..

اللهم اغننا..

الله استرنا واحفظنا..

اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا..

لك الحمد ربي على ما نحن فيه من زاخر نعمك وفضائلك، فلك الحمد والشكر عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وسبحانك وبحمد نشهد أنه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك..

اللهم أحيينا مسلمين، وأمتنا مؤمنين، وتوفنا لك ساجدين..

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك..

اللهم بارك لنا في أجسادنا وأولادنا وأهلينا، اللهم بقي علينا سترك وعافيتك، ورزقك وكرمك، وعطائك ومتعنا بالاطمئنان، ورغيد العيش، وأبعد عنا الكسل والهلع والطيش، واعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأسعدنا ولا تحزنا، وزدنا ولا تنقصنا.. لك الحمد ربي حتى ترضى، ولك الحمد خالقي حين الرضى، ولك الحمد رازقي بعد الرضى..

الله ارض عنا، اللهم أرض عنا، اللهم أرض عنا..

اللهم أصلح لنا الولد، واجعل العافية في الجسد والأمن في البلد..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.