المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الإرهاب والإنترنت " دراسة حالة في ضوء التجربة المصرية



هيثم الفقى
09-25-2010, 01:08 AM
"الإرهاب والإنترنت "
دراسة حالة في ضوء التجربة المصرية
ورقة مقدمة خلال
المؤتمر الدولي الاول حول
"حماية أمن المعلومات والخصوصية في قانون الإنترنت"
القاهرة – فندق شيراتون القاهرة
2 : 4 يونيو 2008

إعداد
سهير عثمان عبد الحليم
مدرس مساعد بقسم الصحافة
كلية الإعلام – جامعة القاهرة
مايو 2008

المصدر (http://faculty.ksu.edu.sa/shaimaaatalla/)

مع تعرض مصر لحادث الأزهر ( 7 أبريل 2005 ) والذى نفذه حسن بشندى طالب كلية الهندسة ، أثيرت على الساحة المصرية قضية شبكة الإنترنت والدور الذى تلعبه فى حياة الشباب ، خصوصاً أن التحقيقات الأولية أثبتت أن منفذ العملية حصل على معلومات عبر شبكة الإنترنت ، ساعدته على تصنيع قنبلة بدائية الصنع ، استخدمت فى الحادث .

ومن هنا يمكننا القول أن العصر الجديد للإرهاب تميز بالدور المركزى الذى تلعبه شبكة الإنترنت ، فى تشكيلها ونقل الأفكار والخبرات عبرها ، بين الجماعات والإفراد الذين يشكلونها ، فقد بدا واضحاً خلال الخمسة أعوام الأخيرة النمو الواسع والملحوظ لظاهرة لجوء الحركات الإسلامية إلى الإنترنت كوسيلة رئيسية لبث دعايتها وأفكارها ، وذلك ضمن سياق أوسع هو تزايد علاقة معظم هذه الحركات بالوسائل والأساليب التكنولوجية المتقدمة واعتمادها عليها من أجل تحقيق أهدافها .

كما أن الحركات الجهادية تلجأ للإنترنت باعتبارها أداة جهادية لمواجهة أعدائهم ، مما وفر لهم وسيلة لتبادل الأفكار والفتاوى والخبرات الميدانية العملية.

وقد أصبح الإرهاب وثيق الصلة والارتباط بالتكنولوجيا ، وبصورة مبتكرة تتجاوز كل ما ألفناه من قبل ، بالإضافة إلي أن المشكلة لم تعد فى استخدام الإنترنت ، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى تغيير عقول الشباب وتدريبهم وتربيتهم لمواجهة أفكار الموت والانتحار والعزلة ، كما أن بث الإرهاب عبر الإنترنت أصبح من سمات الألفية الثالثة ، وصار يمثل ظاهرة يصعب السيطرة عليها .

وقد أجرت الباحثة رسالتها في الماجيستير حول موضوع " علاقة تعرض الشباب للصحافة المطبوعة والالكترونية باتجاهاتهم نحو ظاهرة الارهاب " ، وقامت بتحليل 354 مادة صحفية منشورة في صحف الأهرام والأخبار والوفد ، كما قامت بتحليل 124 مادة منشورة في مواقع الجزيرة نت – اسلام اونلاين – BBC باللغة العربية .

كما قامت الباحثة بإجراء دراسة ميدانية علي عينة عشوائية من الشباب من سكان القاهرة الكبري ، وذلك علي النحو التالي :
1- الأحياء الشعبية ( عين شمس – الزيتون – مدينة السلام – إمبابة )
2- الأحياء المتوسطة ( حدائق القبة – عابدين – الهرم )
3- الأحياء الراقية ( مدينة نصر – المهندسين ) .
وقد تم تمثيل الخصائص الديموجرافية للمبحوثين ( النوع – السن – التعليم ) وفقاً لوزنها النسبى فى كل حى من الأحياء السابقة .

وقد قامت الباحثة في دراستها بالتركيز علي الأحداث الإرهابية الأربعة التي تعرضت لها مصر في الفترة من 7 اكتوبر 2004 وحتي 23 يوليو 2005 ، والتي ضمت :
1- حادث تفجيرات فندق هيلتون طابا ( 7 أكتوبر 2004 )
2- حادث منطقة الموسكي بالأزهر ( 7 أبريل 2005 )
3- هجوما القاهرة " ميدان عبد المنعم رياض والسيدة عائشة " ( 30 أبريل 2005 )
4- حادث تفجيرات منتجع شرم الشيخ ( 23 يوليو 2005 )

إلا أن هذه الورقة البحثية ستركز علي حادث الأزهر (7 أبريل 2005) كدراسة حالة ، باعتباره وثيق الصلة بدور سلبي لعبته شبكة الإنترنت في تاريخ مصر ...

ويمكن إجمال أبرز النتائج العامة التي توصلت إليها الدراسة في النقاط والعناوين التالية :

* استخدام عينة الدراسة للإنترنت

كشفت نتائج الدراسة الميدانية حرص عينة الدراسة علي استخدام شبكة الإنترنت ، باعتبارها الوسيلة الأسرع في تقديم المعلومات حول القضايا الملحة والعاجلة ، حيث يمكنها تقديم معلومات غزيرة وعميقة حول مختلف القضايا والأشخاص ، بالإضافة إلي مساحة الحرية التي تتوافر عبر شبكة الإنترنت ، والتي تتيحها ساحات الحوار والمنتديات .

وفي هذا الصدد ، جاء تصفح مواقع الأخبار العربية والدولية فى مقدمة اهتمامات المبحوثين حيث وصلت النسبة إلى 95.8% ، بفارق كبير عن الدردشة التى وصلت نسبتها إلى 38.3% ، والتى اقتربت نسبتها من مجال تصفح مواقع الصحف الالكترونية التى وصلت نسبتها إلى 36% ، ثم يأتى بعد ذلك تحميل الأغانى ورنات الهواتف المحمولة بنسبة 17% .

واقتربت بعد ذلك إجابات المبحوثين إلى حد ما ، حيث احتلت المواقع المتخصصة نسبة 3.8% ، والتعرض للمواقع الإسلامية 1.8% ، التعرض لمواقع الأعمال الفنية بنسبة 1.3% ، ثم تساوى مجال تنزيل برامج متنوعة مع تصفح محركات البحث بنسبة 1% ، وأخيراً جاء فحص البريد الالكترونى فى مرتبة متأخرة بين اهتمامات مستخدمى شبكة الإنترنت بنسبة 0.5%.

*تعامل عينة الدراسة مع غرفة المناقشات والمنتديات

أكدت نتائج التحليل الإحصائي أن 39.3% من العينة أكدوا عدم اهتمامهم أساساً بدخول غرف المناقشات ، فى الوقت الذى أجاب فيه 33.3% من العينة بأنهم قد يتحدثون مع الأخرين عن أى قضية سياسية فى حال دخولهم على إحدى غرف المناقشات والمنتديات .

وأجاب 16.8% من المبحوثين أنهم قد يشاركون برأيهم حول الحوادث الإرهابية التى تقع فى العالم ، فى الوقت الذى أجاب فيه 13% من المبحوثين أنهم قد يختلفون مع أصدقائهم فى نظرتهم لكلمة " الإرهاب " ، في ظل الخلط الواضح في المفاهيم بين " الإرهاب " ، و "المقاومة المشروعة ضد الاحتلال " . ويرى 4.5% من إجمالى العينة أنهم قد يجدون الآراء محايدة فى كافة الموضوعات ولا يعترضون .

وهناك بعض القضايا الأخرى التى يتحدث فيها المبحوثين فى حالة دخولهم لغرف المناقشات والمنتديات منها الحديث عن صيانة الكمبيوتر ، علاقة الشباب بالفتيات ، قضايا مهاجمة المسلمين بنسبة 0.5% ، أما المناقشات العلمية فجاءت فى مرتبة متأخرة بنسبة 0.3% .

* الإنترنت كوسيلة آمنة لتوصيل المعلومات

أكدت نتائج الدراسة الميدانية أن 48.8% من إجمالى عينة الدراسة تري أن الإنترنت " أحياناً " يكون وسيلة آمنة لتوصيل المعلومات ، بينما أجاب 43% بأنه بالفعل وسيلة آمنة ، بينما يرى 8.3% أنه وسيلة غير آمنة لتوصيل المعلومات ، ولعل هذا يرجع فى نظر البعض لعدم توثيق المعلومات المتاحة على الإنترنت ، وعدم الثقة فى بعض الأحيان فى هوية أغلب المواقع التى تقدم معلومات معينة فى بعض المجالات كالمجال الدينى والطبى تحديداً .


* مدي ثقة المبحوثين في المضمون المقدم عبر الإنترنت

أشارت نتائج التحليل الإحصائى إلي أن 67.8% من إجمالى العينة يثقون " إلى حد ما " فى المضمون المقدم عبر شبكة الإنترنت ، بينما يثق 26.3% بدرجة كبيرة فيما تقدمه شبكة الإنترنت ، بينما لا يثق مطلقاً فى المضمون المقدم عبر الإنترنت حوالى 6% من إجمالى عينة الدراسة .
ولعل أسباب الثقة وعدم الثقة فى مضمون الإنترنت يرجع لتشكك بعض المستخدمين فى هوية الكثير من المواقع المتاحة عبر الشبكة ، أو لعدم توثيق المضمون المقدم من قبل كبار الكتاب والمفكرين ، أو لعدم صحة المعلومات فى بعض الأحيان ، الأمر الذى يولد عدم ثقة من قبل المستخدم لبعض المواقع فيما بعد .

* اتجاه المبحوثين نحو شبكة الإنترنت
كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن ارتفاع نسبة تأييد الشباب لاستخدام الإنترنت باعتباره وسيلة سريعة للحصول علي المعلومات في مختلف المجالات ، مقارنة بباقي الوسائل الاتصالية حتي التي قد تتفوق علي الإنترنت في سرعة نقل الحدث ، إلا أن الإنترنت يبقي الوسيلة الأولي التي تحظي بتأييد قطاع عريض من الشباب ، خصوصا في ظل الحرية التي تتمتع بها الشبكة ، وتنوع المجالات التي يستفيد بها المتصفح سواء الحصول علي معلومة ، أو حتي في مجال الترفيه ، سواء الاستماع لأغاني أو تحميل رنات الهواتف المحمولة ، أو ما شابه ذلك من خدمات تقدمها الشبكة للمتصفحين .

هيثم الفقى
09-25-2010, 01:10 AM
يتبع)))))))))))))))))))))))))))