المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية



هيثم الفقى
09-24-2010, 12:33 AM
الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية
أولا: المقدمــة
ليس هناك موضوع أكثر خطورة من موضوع الإرهاب والتطرف على الساحة العربية، حيث أصبح يشكل مصدراً من أهم مصادر التهديد للأمن الوطني، وقد اتسعت دائرته في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث شهد العالم العديد من الأعمال الإرهابية المخططة والمنظمة التي تسعى إلى تحقيق أغراض سياسية وتمتد عبر الحدود الوطنية للعديد من الدول منتهكة أمن وسلامة الشعوب وحقوق أفرادها (عيد، 2001م).
ومما يزيد من خطورة الإرهاب استخدام مرتكبيه أكثر الأسلحة تدميراً وهي المتفجرات، بالإضافة إلى قيامهم بأعمال انتحارية في بعض الأحيان (البشرى، 2004م). وهذا مما لاشك فيه يزيد التحدي أمام رجال الأمن للوصول إلى الحقيقة في سبيل التصدي لهم.
هذا وفي ضوء التغيرات الحتمية لنواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وما يرافقها من تطور حضاري مصحوب بتطور تقني وتأكيد قانوني وتطبيقي لحقوق الإنسان واحترام كرامته وحريته ـ في ضوء ذلك لم يعد بوسع الدول وأجهزتها الأمنية الاعتماد على الوسائل القديمة لكشف غموض الجرائم سواء من ناحية عدم شرعيتها أو من ناحية عدم كفاءتها.
وعليه فقد جندت الدول جميع إمكاناتها المادية والبشرية للاعتماد على أساليب جديدة لكشف مرتكبي الجرائم وضبطهم تتصف بالدقة والنزاهة، واحترام حقوق الإنسان في سبيل الوصول إلى الحقيقة والعدل وفق أسس علمية سليمة ومقبولة لدى الجميع.
لقد اتجهت أجهزة العدالة الجنائية والأمنية في دول العالم إلى التركيز على الآثار والأدلة المادية الملموسة والمحسوسة التي قال عنها أب علوم الأدلة الجنائية بول كرك Paul Kirk «ليس فقط بصمات أصابعه وطبعات حذائه، ولكن أيضاً شعره وألياف ملابسه .... إلخ، كل هذه وغيرها تمثل شهوداً صامتين ضده. إنها الأدلة المادية التي لا تنسى ولا ترتبك بالأحداث. إنها حاضرة دائماً وليست غائبة كما هو الحال في الشاهد البشري. إنها الأدلة الحقيقية التي لا يمكن أن تخطئ ولا تقسم يميناً كاذبة، ولا تغيب عن الحدث. فقط في تفسيرها تحدث الأخطاء. فقط الفشل البشري في البحث عنها أو في دراستها أو في فهمها هو الذي يقلل من قيمتها» (Kirk, 1974, P.6).
لم يعد ذلك التركيز من قبل الأجهزة الأمنية على الأدلة المادية كافياً بحد ذاته، بل لابد من متابعة التطورات التقنية الحديثة أولاً بأول، واستغلال تلك التطورات في خدمة الأمن والعدالة، وعن طريق تجنيد القوى البشرية المؤهلة تأهيلاً علمياً ملماً بما ذكره «كرك» من أهمية للآثار في مسارح الحوادث، بالإضافة إلى تأمين الأجهزة والتقنيات العلمية الحديثة وتدريب القوى البشرية المؤهلة عليها ـ عن طريق ذلك يتم إدراك ومعرفة أساليب علمية حديثة تساعد على تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
ومن تلك الأساليب على سبيل المثال أسلوب تحديد نوع ووزن المادة المتفجرة، وأسلوب استخدام أشعة الليزر للبحث عن الآثار، وأسلوب رفع البصمات من على الجثث بواسطة أشعة الليزر (Wilgus, 2002)، وأسلوب إعادة هيكلة وتحديد نوع وموديل السيارة المستخدمة في التفجير، وأسلوب الفحص والربط بين المقاذيف والمظاريف الفارغة المعثور عليها في مسارح حوادث تفجير مختلفة وتحديد إذا ما كانت راجعة إلى سلاح معين وذلك عن طريق جهاز البولت بروف (Bullet Proof)، وأساليب إظهار السمات الوراثية عن طريق تقنيات الحمض النووي (DNA) Deoxyribo Nuclic Acid ومنها:
أ – تقنية تنوع أطوال المادة الوراثية المجزأة Restriction Fragment length polymorphism “RFLP” (Lincoln & Thomson, 1998) .
ب- تقنية التفاعل التسلسلي المبلمر Polymerase chain Reaction “PCR” (Epplen & Lubjuhn, 1999) .
ج- تحديد المادة الوراثية الموجودة في الميتوكوندريا (Mitochondrial DNA) (كينغستون، 1420هـ).
د- تحديد السمات الوراثية الموجودة على الكروموسوم الذكري Y-Chromosomal DNA (Epplen & Lubjuhn, 1999) .
هـ- تحديد السمات الوراثية على مستوى النيوكليوتيده الواحدة Single Nucleotide Polymorphism “SNPs” (Butler, 2001) .
ومن ثم فإن الباحث يرى أنه من الأهمية بمكان معرفة تلك الأساليب العلمية الحديثة المبنية على التعامل مع محتويات مسرح الحادث التفجيري، والبحث فيها، وتوضيح أنواعها، وأهميتها، ومعوقات تطبيقها، لكي يستفيد منها جميع منسوبي الجهات التي تباشر تلك الحوادث ويتمكنوا من أخذها في الحسبان وتطبيقها فور الانتقال إلى مسرح الحادث التفجيري، الأمر الذي سيؤدي ـ بإذن الله تعالى ـ إلى تحديد مرتكبي تلك الحوادث، ومن ثم الحد من عملياتهم الإرهابية وخطرهم على الأمم والشعوب.
ثانياً: مشكلة الدارسة
مع قدم العمليات الإرهابية، إلاَّ أنها أخذت تفرض نفسها على المجتمع الدولي في العصر الحديث وتهدد أمنه واستقراره، ومع ما حظيت به هذه العلميات من اهتمام إقليمي ودولي؛ حيث طرحت خلال العقود الثلاث الماضية العديد من المؤتمرات الدولية واللقاءات الإقليمية والتنظيمات التشريعية، وأبرمت العديد من الاتفاقيات الإقليمية والمعاهدات الدولية والاستراتيجيات الشاملة والخطط والبرامج لمواجهة مخاطر الإرهاب، إلاَّ أن تلك العمليات الإرهابية لا تزال تهدد أمن المجتمعات واستقرارها.
فبعد أخطر التفجيرات الإرهابية وأشنعها وهو اعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001م الذي تمكن فيه الجناة من اختطاف أربع طائرات مدنية أمريكية والاصطدام باثنتين منها في برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك (World Trade Center) والاصطدام بالثالثة في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (Pentagon)، بينما لم تتمكن الرابعة من إصابة هدفها وسقطت أو أسقطت في أرض فضاء نجد العديد من العمليات الإرهابية تقع في العديد من دول العالم ومنها على سبيل المثال:
1- التفجيرات الإرهابية التي وقعت في لبنان ومن أشنعها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في تفجير موكبه بتاريخ 14/2/2005م.
2- التفجيرات الإرهابية التي وقعت في العراق ولا تزال تقع بمعدل شبه يومي.
3- التفجيرات الإرهابية التي وقعت في جمهورية مصر العربية ومن أهمها تفجير فندق هيلتون طابا في 7 أكتوبر 2004م، وحادث تفجير خان الخليلي في 17 إبريل 2005م، وتفجيرات شرم الشيخ في 23/7/2005م.
4- التفجيرات الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية ومنها:
أ – انفجار سيارة ملغومة بمجمع مخصص لسكن أمريكان بحي العليا في 13/11/1995م.
ب- انفجار أبراج الخبر في 25/6/1996م.
ج- انفجار عبوة ناسفة في منزل بحي الجزيرة في 18/3/2003م.
د- ثلاثة انفجارات متزامنة في ثلاثة مجمعات سكنية بمدينة الرياض في 12/5/2003م.
هـ- انفجار مجمع المحيا السكني في 7/11/2003م.
و- انفجار مبنى الإدارة العامة للمرور في 21/4/2004م.
ومما يزيد من مخاطر الإرهاب وانتشار عملياته ما طرأ على العالم من تطورات في سائر المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وما صاحب هذه التطورات من إنجازات تكنولوجية استغلها الإرهابيون في مجال النقل والاتصالات والتسليح وترويج الأفكار والمعتقدات؛ وهو ما سهل تنوع أهداف عملياتهم الإرهابية وزيادة احتمالات وقوعها وزيادة خطورتها، ونتائجها السلبية وسهولة ارتكابها، وأهم من كل ذلك صعوبة تحديد مرتكبيها وتعقبهم وتقديمهم للعدالة.
يضاف إلى ذلك السبب المهم وراء تزايد مخاطر العمليات الإرهابية وصعوبة تحديد مرتكبيها سبب آخر وهو طبيعة مسرح الحادث التفجيري؛ فهو يعتبر من أعقد مسارح الحوادث معاينة وفحصاً للعديد من الأسباب التي من أهمها :
1- جسامة الآثار التدميرية الناتجة من تلك التفجيرات.
2- الوفيات والإصابات التي تصاحب حدوث التفجيرات.
3- الارتباك الشديد في الأوساط ذات العلاقة فور وقوع التفجير.
4- الحريق الذي غالباً ما يصاحب حدوث الانفجار.
5- الجمهور الفضولي لمشاهدة الأحداث عن قرب.
6- وسائل الإعلام المتنافسة على السبق في نشر الخبر.
7- تعدد الجهات التي تباشر الحادث التفجيري فور وقوعه ومنها على سبيل المثال: المباحث العامة، وقوات الطوارئ، وقوات الأمن الخاصة، والدفاع المدني، والمرور، والمحققون، والدوريات الأمنية، ووزارة الصحة، وشعب إبطال المتفجرات، والهلال الأحمر، وفرق الأدلة الجنائية.
والحق أن ما سبق هو تحديات واقعية تعترض سبل الجهات المختصة في الحد من العمليات الإرهابية، ولا سبيل إلى التغلب عليها من وجهة نظر الباحث إلاَّ باستخدام الأساليب العلمية الحديثة التي أشار إليها الباحث فيما سبق، وهي التي تؤدي إلى كشف الأدلة العلمية التي توجد الصلة بين الإرهابي وجريمته. فكل من يتعامل مع مسرح الحادث التفجيري ينبغي أن يكون ملماً بتلك الأساليب العلمية الحديثة ودورها في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية ومتطلبات تطبيقها؛ لأن الاعتماد على الطرق التقليدية أو العشوائية في إدارة مسرح الحادث التفجيري والتعامل مع آثاره لا تواكب ما توصل إليه الإرهابيون من استغلال للتطور العلمي والتقني في تنفيذ عملياتهم الإجرامية.
ويرى الباحث من واقع خبرته ومباشرته عدداً من الحوادث التفجيرية، ودراسته وملاحظته حوادث أخرى عالمية يرى أن بعض من يتعاملون مع مسرح الحادث التفجيري لا يولون تلك الأساليب العلمية الحديثة اهتماماً؛ وهو ما يشير إلى عدم إلمامهم بها، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إفلات مرتكبي تلك العمليات الإرهابية من أيدي رجال الأمن ولو لفترة بسيطة قد يرتكبون خلالها أعمالاً إرهابية أخرى. وخير دليل على ذلك ما وقع في مسرح حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط 2005م، حيث أشار تقرير لجنة تقصي الحقائق 24 مارس 2005م (إمام، 2005م) إلى التالي :
1- إخفاق السلطات المعنية في إخلاء مكان التفجير من الناس وتوفير الحماية الكافية لحفظ الأدلة المتاحة.
2- إجلاء السيارات الست الخاصة بالموكب من ساحة الانفجار؛ وهو ما أدى إلى تعذر تحليل الانفجار وجمع الأدلة من الموقع.
3- تدخل الجنود والشرطة والمخابرات ومعهم خبراء المتفجرات وإزالتهم أشياء قد يكون لها قيمة كأدلة دون توثيقها توثيقاً ملائماً.
4- تدفق المياه على موقع الانفجار (الحفرة التي نشأت)؛ وهو ما أدى إلى تضرر بل إزالة الأدلة الحيوية.
5- إحضار قطع من شاحنة صغيرة ووضعها من قبل رجال أجهزة الأمن في وقت ما بعد الحادثة داخل الحفرة وتصويرها على أنها أدلة.
6- قيام عدد كبير من الأفراد والمدنيين بالسير حول مسرح الجريمة وعدم وجود سجل لتسجيل الأشخاص الذين اقتربوا من مسرح الجريمة أو دخلوه أو غادروه.
7- موقع الجريمة لم يدر إدارة سليمة ولم يتم المحافظة عليه؛ ولذلك أزيلت منه أدلة مهمة أو دمرت دون توثيقها.
وفي الحقيقة لم تكن تلك المشكلة وليدة اللحظة؛ فقد أصاب معدو الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها أعضاء مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الرابعة عشرة في تونس طبقاً للقرار رقم 271 يناير 1997م، عندما أوردوا في «البند أولاً» السياسة الوطنية الفقرة (د) تحديث جهاز الأمن وتطوير أساليب عمله مثل توفير احتياجات جهاز الأمن من المعدات والتقنيات الحديثة في الكشف عن المتفجرات والتعامل معها. وكذلك عندما أوردوا في الفقرة (هـ) «البحث العلمي» من البند ذاته متابعة التطور العلمي لتوظيف التقنيات الحديثة في العمل الأمني (عيد، 2001م، ص5).
وأتضح من خلال ما سبق عرضه أن مشكلة هذه الدراسة يمكن صياغتها في السؤال الرئيس الآتي وهو: ما دور الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية ؟
ثالثا: أهمية الدراسة
تكمن أهمية هذه الدراسة في التوصل إلى الأساليب العلمية الحديثة لمعرفة مرتكبي حوادث التفجيرات الإرهابية، وتوضيحها مع إثبات أهميتها ومتطلبات نجاحها، وجعلها في متناول أيدي كل من يتعامل مع مسارح حوادث التفجيرات الإرهابية؛ وهو ما سيجعل من يتعامل مع مسارح حوادث التفجيرات الإرهابية على علم ودراية بتلك الأمور، ومن ثم أخذها في الحسبان فور الانتقال إلى مسارح حوادث التفجيرات، والتركيز عليها وتطبيقها في كل حادث تفجير إرهابي، الأمر الذي سيؤدي دوراً مهماً بإذن الله تعالى في تحديد مرتكبي تلك الحوادث، وبالطبع في معرفة انتمائهم وأهدافهم وحلقاتهم التنظيمية ومصادر تمويلهم ونحو ذلك من أجل السيطرة عليهم ودرء عملياتهم المستقبلية.
فالدراسة لها أهمية نظرية علمية، وأخرى تطبيقية عملية نلخص أهمها فيمـا يلـــي:

هيثم الفقى
09-24-2010, 12:34 AM
1 - الأهمية النظرية العلمية
أ – يأمل الباحث أن تساهم هذه الدراسة في الحد من أعمال العنف والتفجير التي سادت في الآونة الأخيرة.
ب- زيادة الرصيد الثقافي والعلمي في مجال التفجيرات الإرهابية، وكيفية الوصول إلى مرتكبيها.
ج- تزويد المكتبة الأمنية بما ستتوصل إليه هذه الدراسة من نتائج وتوصيات في هذا المجال خصوصاً أن المكتبة الأمنية بحاجة إلى مثل هذه الدراسة.
د- فتح المجال لدراسات وأبحاث أخرى في هذا المجال.
2- الأهمية التطبيقية العملية
أ - إطلاع المسؤولين والقادة على نتائج الدراسة وتوصياتها للإحاطة بالعديد من الأمور ذات العلاقة بالتفجيرات الإرهابية وتحديد مرتكبيها، ومن ثم معالجة السلبي منها وتعزيز ما كان إيجابياً.
ب- إطلاع رجال الأمن وأصحاب العلاقة على الدراسة ونتائجها، ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع في مباشرة حوادث التفجيرات لتحسين الأداء بإذن الله تعالى.
ج- الإسهام في وضع الخطط والبرامج التوجيهية والتدريبية بما يحقق مصلحة الأمن.
د- الإسهام في معرفة مرتكبي التفجيرات الإرهابية من أجل الحد منها.
وبشكل عام فإن التعرف على تلك الأساليب العلمية الحديثة سيكون له فائدة ليس فقط لجهات التحقيق والقضاء والخبرة والقادة وإنما أيضا لجميع أفراد المجتمع لما سيؤدي إليه من تحقيق للأمن والاستقرار والعدالة.
رابعا: أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة بشكل عام إلى معرفة الأساليب العلمية الحديثة ودورها في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية، وتحت ذلك الهدف الرئيس تندرج الأهداف الفرعية التاليـــــة:
1- التعرف على الأساليب العلمية الحديثة المطبقة حالياً على أرض الواقع لتحديد مرتكبي حوادث التفجيرات الإرهابية.
2- الكشف عن مدى معرفة الجهات التي تباشر حوادث التفجيرات الإرهابية بتلك الأساليب العلمية الحديثة.
3- التعرف على إسهامات الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
4- معرفة المتطلبات الأساسية لتطبيق الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
5- التعرف على معوقات تطبيق الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
6- التوصل إلى أي أساليب مستقبلية ذات صلة بتحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
خامساً: تساؤلات الدراسة
التساؤل الرئيس للدراسة هو ما دور الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية؟
وينبثق من هذا التساؤل تساؤلات فرعية تتمثل فيما يلي :
1- ما الأساليب العلمية الحديثة المطبقة حالياً على أرض الواقع لتحديد مرتكبي حوادث التفجيرات الإرهابية ؟
2- ما مدى معرفة الجهات التي تباشر حوادث التفجيرات الإرهابية بالأساليب العلمية الحديثة ؟
3- ما إسهامات الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية؟
4- ما المتطلبات الأساسية لتطبيق الأساليب العلمية الحديثة في معرفة مرتكبي التفجيرات الإرهابية ؟
5- ما معوقات تطبيق الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية؟
6- هل هناك أي أساليب مستقبلية ذات صلة بتحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية ؟
سادساً: أهم مصطلحات الدراسة
لكل علم معين مصطلحاته ومفاهيمه التي يكتنفها الغموض، والبحث العلمي يتطلب شرح تلك المصطلحات والمفاهيم وتفسيرها من خلال تعريفها، لذلك سيتم شرح مفاهيم ومصطلحات الدراسة وتفسيرها على النحو التالي :
1- الأساليب العلمية الحديثة:
عرفت الأساليب العلمية الحديثة بأنها الوسائل التي تعتمد على استخدام النظريات والحقائق العلمية في مجالات مكافحة الجريمة، وذلك عن طريق إقامة دليل الإدانة على الجاني أو تبرئته، ويستخدم في ذلك الأجهزة العلمية الحديثة التي تعتمد في تطورها على العلوم والفنون، ومن أمثلتها التصوير الجنائي، وأجهزة قياس السرعة، وأجهزة مقارنة البصمات، والأسلحة النارية، والمقذوفات النارية (إبراهيم، 1981م).
وعرفها (الردادي، 2000م) بأنها هي الطرق والأجهزة الحديثة التي تتعامل معها أيدٍ مدربة وخبيرة تستطيع استخدامها الاستخدام الصحيح للكشف عن الجريمة.
وقسم الردادي الوسائل العلمية إلى الوسائل العلمية المستخدمة في مسرح الحادث، والوسائل العلمية في المعمل الجنائي. ومن الوسائل العلمية المستخدمة في مسرح الحادث أجهزة الفحص بالأشعة فوق البنفسجية، وأجهزة التكبير، واستخدامات الاختبارات الكيميائية اللونية. أما الأساليب العلمية في المعمل الجنائي فمنها: الوسائل المستخدمة في قسم البصمات والانطباعات، والوسائل المستخدمة في قسم الكيمياء الجنائية، والوسائل المستخدمة في تحليل السموم، والوسائل المستخدمة في قسم الأسلحة النارية وآثار الآلات ، والوسائل العلمية في قسم التصوير الجنائي.
كما عرفت الأساليب العلمية الحديثة بأنها: الأدلة التي قد أحدثت تغييرات جذرية في وسائل الإثبات الجنائي ولم تكن معروفة من قبل، اعتماداً على النظريات العلمية والممارسات العملية الميدانية التي ظهرت واستقرت أصولها لدى المراكز العلمية المتخصصة، كما أجمعت عليها المؤتمرات الجنائية الدولية بما لا يعطي مجالاً للجدل في حقيقتها أو الطعن في صحتها (بوادي،2005).
وأضاف البوادي أن الأساليب العلمية القاطعة الدلالة هي البصمات المتمثلة في: البصمة الوراثية، وبصمة المخ، وبصمة الصوت، بالإضافة إلى تحليل الدم، ومضاهاة الخطوط اليدوية، وتحليل الأحبار.
وإجرائياً في هذه الدراسة يقصد بالأساليب العلمية الطرق العلمية التي يتم استخدامها للتعامل مع مسارح حوادث التفجيرات، ومحتوياتها، وفحصها باستخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة للوصول إلى مرتكبي التفجيرات الإرهابية. والحديثة هنا يقصد بها آخر ما توصل إليه العلم في كل مجال من مجالات التعامل مع مسرح الحادث التفجيري، ومن أمثلة تلك الأساليب العلمية تحديد نوع ووزن المادة المتفجرة، استخدام أشعة الليزر لرفع البصمات من على الجثث، واستخدام تقنية الحمض النووي، وفحص الأسلحة النارية وآثارها، وفحص وإعادة هيكلة السيارة المستخدمة في التفجير.
2- المتفجرات
هي «مواد كيماوية ( مركبة أو مختلطة) تتأثر بالحرارة أو الصدمة أو الاحتكاك؛ وهو ما يسبب خللاً في جزئياتها ( تفاعل كيميائي) فتتحول إلى كميات هائلة من الغازات والضغط والحرارة العالية محدثة قوة تدميرية عارمة» ( ياسين، 1412هـ، ص49).
كما تم تعريفها بأنها مادة قابلة لإحداث المتطلبات الأساسية للتفجير وهي إصدار الغاز والطاقة بسرعة عالية (Yallop, 1980).
وإجرائياً يقصد بالمتفجرات كل مادة من شأنها إحداث فرقعة وصوت عال، مصحوب بآثار تدميرية متفاوتة، حسب حجم تلك المادة ونوعها.
3- الانفجار (التفجير)
هو «عملية الانطلاق السريع والمفاجئ للغازات المصحوبة بضغط عال، ودرجة حرارة مرتفعة تحدث رجة عنيفة وصوتاً قوياً» (ياسين، 1412هـ، ص59).
كما تم تعريف التفجير (Explosion) بأنه ثوران عنيف مصحوب غالباً بموجات اهتزازية ودرجة حرارة مرتفعة وصوت عال (Deforest. et. al. 1983).
وإجرائياً يقصد بالتفجير في هذه الدراسة ما يحدث للمادة المتفجرة عند تعرضها لحرارة أو صدمة أو احتكاك معين؛ وهو ما يؤدي إلى تفاعلها وانطلاق آثارها التدميرية.
4- التفجيرات الإرهابية
هي الاستخدام المتعمد لأي مواد متفجرة بقصد الرعب أو التهديد بها ضد أهداف حيوية أو أشخاص أبرياء من أجل تحقيق أهداف سياسية، أو إيجاد حالة من عدم الاطمئنان، أو زعزعة الثقة بالسلطة القائمة، في صورة حرب غير مرئية ليس لها علاقة بالاستراتيجيات العسكرية التقليدية (ياسين، 1412هـ).
كما تم تعريفها على أنها أسلوب مشترك وعام لجميع الجماعات والمنظمات والعصابات الإرهابية تستخدم فيه العبوات الناسفة؛ لسهولة استخدامها والحصول على الآثار والنتائج المطلوبة فوراً (عبد المهدي، د.ت).
وإجرائياً يقصد بالتفجيرات الإرهابية كل العمليات الإرهابية التي يستخدم فيها الجناة أي مادة متفجرة.
5- الإرهـــــــــــــــــاب
لا يوجد اتفاق على تعريف جامع مانع للإرهاب، حيث تنوعت وتتعددت التعاريف الإرهابية بتعدد مصادرها وتنوعها، ونورد منها ما يلي:
أ – عرف بسيوني الإرهاب تعريفاً أخذت به الأمم المتحدة في لجنة الخبراء التي عقدت في فيينا عام 1988م وكان مفاده: «الإرهاب استراتيجية تتسم بعنف دولي الطابع تدفعها أيديولوجية صممت لإدخال الرعب في فئة من مجتمع ما، لتحقيق مكاسب سلطوية أو دعاية لحق أو ضرر، بصرف النظر عن الجهة المستفيدة، سواء كان المنفذون يعملون لمصلحتهم أو مصلحة الغير» (البشرى، 2004، ص175).
ب- وعرف جيفانوفيتش الإرهاب بأنه «بمنزلة أعمال من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بتهديد أياً كان. وتتمحض عن الإحساس بالخوف بأي صورة»
(أبو دامس، 2005م، ص26).
ج- ويرى حلمي أن الإرهاب هو «الاستخدام غير المشروع للعنف أو التهديد به بواسطة فردا أو مجموعة أو دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة، ينتج منه رعب يعرض للخطر أرواحاً بشرية أو يهدد حريات أساسية؛ ويكون الغرض من الضغط على الجماعة أو الدولة لكي تغير سلوكها تجاه موضوع ما، وفي معظم الأحوال يكون الهدف من استخدام الإرهاب هدفاً سياسياً أو أكثر من ذلك فإنه وفقاً للتطور الحديث لاستخدام العنف قد أصبح ـ إلى حد ما ـ بديلاً للحروب في صورتها التقليدية» (حلمي، د.ت، ص27).
د- ومن أهم التعاريف وأدقها تعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي وقع عليها في جلسة مشتركة من مجلس وزراء الداخلية العرب ومجلس وزراء العدل العرب في عام 1998م بالقاهرة وقد شملت التعاريف التالية:
1- الإرهاب هو: كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به، أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي، فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر، ونصت الاتفاقية في بابها الأول على أن الجرائم الإرهابية لا تعتبر من الجرائم السياسية، كما نصت أيضاً على أن حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي من أجل التحرر وتقرير المصير لا يعد إرهاباً شريطة أن يتم هذا الكفاح وفقاً لمبادئ القانون الدولي، كما لا يعد من حالات الكفاح المسلح الأعمال التي تمس وحدة التراب الوطني لأي من الدول العربية.
2- الجريمة الإرهابية هي أي جريمة أو شروع فيها ترتكب تنفيذاً لغرض إرهابي في أي دولة متعاقدة، أو على ممتلكاتها أو مصالحها أو رعاياها أو ممتلكاتهم يعاقب عليها قانونها الداخلي، وكذلك التحريض على الجرائم الإرهابية أو الترويج لها أو تحبيذها، وطبع ونشر أو حيازة محررات أو مطبوعات أو تسجيلات أياً كان نوعها إذا كانت معدة للتوزيع أو لاطلاع الغير عليها وكانت تتضمن ترويجاً أو تحبيذاّ لتلك الجرائم، ويعد جريمة إرهابية، تقديم أو جمع الأموال أياً كان نوعها لتمويل الجرائم الإرهابية مع العلم بذلك، كما تعد من الجرائم الإرهابية: الجرائم المنصوص عليها في الاتفاقيات التالية، عدا ما استثنته منها تشريعات الدول المتعاقدة أو التي لم تصادق عليها:
أ - اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم والأفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ 14/9/1963م.
ب- اتفاقية لاهاي بشأن مكافحة الاستيلاء غير المشروع على الطائرات والموقعة بتاريخ 16/2/1970م.
ج- اتفاقية مونتريال الخاصة بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني والموقعة في 23/9/1971م، والبروتوكول الملحق بها والموقع في مونتريال في 10/5/1984م.
د- اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية بمن فيهم الممثلون الدبلوماسيون والموقعة في 14/12/1973م.
هـ- اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن والموقعة في 17/12/1979م.
و- اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة 1983م، ما تعلق منها بالقرصنة البحرية.
وإجرائياً في هذه الدراسة يأخذ الباحث بتعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب نظراً لشموله ودقته.
6- مسرح الجريمة
عرف مسرح الجريمة بأنه المكان الذي وقع فيه الحادث، وما به من أدلة قد يمتد البحث عنها إلى ما هو أوسع من ذلك ليشمل الطرق والوسائل المستخدمة للوصول إلى مسرح الحادث (Swanson, et. al., 1981).
كما عرف مسرح الجريمة بأنه «تلك الرقعة المكانية التي حدثت فوقها الواقعة الإجرامية بكافة جزئياتها ومراحلها وخاصة الحدث الإجرامي بمعنى: أنه يعتبر كل تغير قد طرأ على الثبات المادي الذي يعلو سطح المكان الذي شهد حدوث الجريمة فوقه» (متولي، 2001م، ص330).
وإجرائياً في هذه الدراسة يقصد بمسرح الجريمة مكان وقوع الجريمة بما يحتويه من آثار وأدلة مادية، وقد يكون ذلك المكان عبارة عن مكان واحد أو أماكن عدة متصلة أو منفصلة، متقاربة أو متباعدة، بما في ذلك الطرق الموصلة بينها والوسائل المستخدمة للاتصال بها.
7- الأثــــــر المـــــــــــادي
هو كل ما يتركه الجاني في مكان الجريمة أو في الأماكن المحيطة أو المجاورة أو الأماكن المتصلة بها (إبراهيم،1981م).
وعرف الأثر المادي بأنه «كل مادة أو جسم يعثر عليه على مسرح الجريمة، أو على أحد أطرافها سواء تم إدراكه بالحواس مباشرة، أو بالاستعانة بالأجهزة العلمية» (الردادي، 200م، ص76).
وإجرائياً في هذه الدراسة يقصد بالأثر كل ما يتخلف عن الجاني أو إحدى أدواته في مسرح جريمة التفجير، ومثال ذلك البصمات، أو الشعر، أو الدم، أو آثار الأقدام، وما شابهها، وقد يتطلب الأمر إجراء بعض الطرق العلمية لإظهارها.
8- الدليـــــــــــل المـــــــــــادي
عرفت الأدلة المادية على أنها عبارة عن المواد التي قد يثبت عن طريقها أن جريمة ما قد ارتكبت، أو قد تساعد على ربط الجاني أو المجني عليه بالجريمة (Saferstein, 1990).
وعرف الدليل المادي على أنه «الأثر الذي يرقى بعد إيجابية فحصه ويصبح دليلاً مادياً مثل البصمة على خزينة هي أثر مادي يؤدي فحصها فنياً بعد رفعها إلى تقديم دليل مادي على أن صاحبها دخل المكان وتلامس مع الخزينة» (الردادي، 2000م).
وإجرائياً الأدلة المادية هي جميع الأشياء التي لها وجود مادي ومحسوس في مسرح الجريمة، ، سواء كانت ظاهرة للعين المجردة أو تم استخلاصها وإظهارها بالطرق العلمية، ويكون لها دور في كشف الجريمة أو أحد أطرافها.
و«مرحلة الأثر هي مرحلة سابقة على مرحلة الدليل؛ فما يكشف في محل الجريمة أو في الأماكن ذات الصلة بالجريمة إنما هي مجرد آثار Traces، وقد نسميها مفاتيح الغموض Clues، فإذا ما نجح الخبير في الاستفادة منها واستقراء مدلولها واستنباط مكوناتها تصبح قرينة على أمر أو دليلاً على شيء» (إبراهيم، 1981م، ص97).
9- الخبيــــــــــــــــر
هو الشخص الذي تخصص وأصبح متمكناً في أحد الفروع العلمية أو المهنية؛ وهو ما يؤهله لإبداء الرأي الصائب في أي استشارة قد تسند إليه في ذلك الفرع العلمي من تخصصه (كامل، 1420هـ).
وإجرائياً في هذه الدراسة يقصد بالخبير الشخص الذي أتيحت له الفرصة فتعلم ودرس وركز على علم معين فعرف نظرياته وحللها وتطرق لأمثلة عليها، ومن ثم أتيحت له الفرصة التطبيقية العملية ليعايش الواقع ويلاحظ الأحداث على الطبيعة ليحللها ويفسرها وفقاً للنظريات العلمية ويحصل منها على النتائج الصائبة والدقيقة والمفيدة في مجال عمله وتخصصه مستخدماً في ذلك التقنيات العلمية الحديثة.
10- الإدارة العامة للأدلة الجنائية
هي إحدى الإدارات العلمية الفنية بجهاز الأمن العام السعودي، والمرتبطة مباشرة بمدير الأمن العام؛ وهو ما يعطيها الحيدة والاستقلالية المطلوبتين في مجال علمها. ويرتبط بها فنياً إدارات للأدلة الجنائية في جميع مناطق المملكة، كما تضم في تشكيلها الداخلي عدداً من الإدارات، والشعب والأقسام المزودة بأحدث التقنيات والأجهزة العلمية التي يعمل عليها خبراء سعوديون مؤهلون أكاديمياً وميدانياً في فحص مسارح الحوادث، وما تحتويه من آثار متنوعة، حيث يقومون بالانتقال إلى مسارح الحوادث وفحصها بالإضافة إلى فحص ما يصل إليهم من عينات وتقديم الاستشارات وإعداد التقارير العلمية الدقيقة اللازمة حيال كل ذلك، ومن ثم إرسالها إلى جهات التحقيق الطالبة لمساعدتهم على الوصول إلى الحقيقة.

هيثم الفقى
09-24-2010, 12:35 AM
سابعاً: الدراسات السابقة
يعد موضوع الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية من الموضوعات النادرة التي لم يتطرق لها الباحثون، خصوصاً فيما يتعلق بفحص مسرح التفجير الإرهابي، إلاَّ أنه بالنظر إلى الدراسات السابقة تم العثور على بعض الدراسات التي تطرقت في بعض جوانبها أو أطرها النظرية لبعض الجوانب ذات العلاقة بهذه الدراسة مثل: الإرهاب باستخدام المتفجرات، والتحقيق في الجرائم الإرهابية، والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون، وبعض الطرق والأساليب العلمية الحديثة في كشف الجريمة بشكل عام، ونوردها حسب تاريخ طرحها فيما يلي:
الدراسة الأولى
دراسة بعنوان «الإرهاب باستخدام المتفجرات»، إعداد عبدالرحمن بن أبكر محمد ياسين، وهي رسالة ماجستير منشورة، عام 1412هـ.
وقد تناولت الدراسة الإرهاب باستخدام المتفجرات، ودوافعه، وأهدافه، مع إلقاء الضوء على المتفجرات والقنابل الإرهابية وأنواعها، وطرق مواجهة أخطارها.
وتوصل الباحث إلى أن العالم يعاني الإرهاب واستخدام الإرهابيين العبوات المتفجرة وانتشار ذلك؛ وهو ما يتطلب تضافر الجهود عن طريق عقد المؤتمرات وإقامة الندوات وطرح البحوث العلمية للحد منه، وحماية الإنسان من ويلاته.
أوجه التشابه والاختلاف مع الدراسة الحالية
تتشابه الدراسة الحالية مع هذه الدراسة في الحديث عن الإرهاب باستخدام المتفجرات، وأنواعها، وتأتي استكمالاً لما توصل إليه الباحث من أن العالم يعاني الإرهاب؛ وهو ما يتطلب تضافر الجهود عن طريق طرح البحوث العلمية للحد منه وحماية الإنسان من ويلاته. وعليه فإن الدراسة الحالية تختلف عن هذه الدراسة في تناولها للأساليب العلمية الحديثة ودورها في تحديد مرتكبي التفجيرات للحد من عملياتهم الإرهابية.
الدراسة الثانية
دراسة بعنوان «التنسيق النموذجي بين المحقق والخبراء في مسرح الجريمة»، للباحث/ صالح أحمد عبدالله الملا، مقدمة للحصول على درجة الماجستير من المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، عام 1414هـ.
وقد لوحظ في هذه الدراسة أن الباحث قد ركز على موضوع التنسيق بين المحققين والخبراء وأهميته في معاينة مسرح الجريمة في سبيل الوصول إلى الأدلة المادية الضرورية لتحديد مرتكبي الجرائم، مع توضيح الأثر الإيجابي لهذا التنسيق إذا ما تم في إطاره العلمي والعملي النموذجي الصحيح.
وقد توصل الباحث في دراسته إلى نتائج عدة من أهمها أن التنسيق بين المحققين والخبراء يؤدي إلى سرعة كشف غموض الجرائم وسرعة القبض على الجناة والحد من معدلات الجرائم وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع، وأن أسباب عدم التنسيق قد تعود إلى عدم توفر المختبرات الجنائية بالنسبة الموازنة لمعدلات الجرائم، وهذا يؤدي إلى إفساد أوضاع الأثر المادي وعدم تسجيل الحالة كما كانت عليه عند اكتشافها، وعدم محافظة المجني عليهم على مسرح الجريمة، وعدم استدعاء الخبير المختص في الموعد المناسب.
أوجه التشابه والاختلاف مع الدراسة الحالية
تتشابه الدراسة الحالية مع هذه الدراسة في تناولها التنسيق النموذجي بين المحققين والخبراء وما له من أهمية قصوى في سرعة كشف غموض الجرائم وسرعة القبض على الجناة، وذلك كمتطلب أساسي من متطلبات نجاح تطبيق الأساليب العلمية الحديثة، وتختلف عنها في تطرقها للأساليب العلمية الحديثة ودورها في كشف مرتكبي حوادث التفجيرات.
الدراسة الثالثة
دراسة بعنوان «نظام الرقابة النوعية في المختبرات الجنائية في الدول العربية» للدكتور/ عمر الشيخ الأصم، عام 1420هـ.
تناول الأصم في هذه الدراسة المتطلبات الأساسية الواجب توافرها في المختبرات الجنائية من أجل تهيئة الظروف والمناخ لظهور المختبرات الجنائية بالمستوى المتأمل منها في مواكبة نظائرها في دول العالم من تحقيق للأمن والعدالة.
وقد توصل الأصم إلى أن معظم المختبرات الجنائية في عالمنا العربي يتوفر فيها معظم متطلبات الجودة النوعية، ومن ثم يجب أن تحظى النتائج التي يصدرها الخبراء بمعايير الجودة النوعية لتحقيق الحد المعقول والمقبول منها؛ وهو ما يجعل المختبرات الجنائية التي تصدر عنها النتائج تكسب الثقة المنشودة لتحقيق العدالة والإسهام في مكافحة الجريمة. مشيراً إلى أهمية تدريب العاملين وتقييم أداء الخبراء في سبيل تحقيق ذلـــــــك.
أوجه التشابه والاختلاف مع الدراسة الحالية
تتشابه دراسة الباحث مع دراسة الأصم في تناولها المتطلبات الأساسية الواجب توافرها في المختبرات الجنائية التي تجرى فيها الأساليب العلمية الحديثة وتصدر عنها التقارير العلمية، وتختلف عنها في تناولها وتحديدها الأساليب العلمية الحديثة ودورها في كشف مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
الدراسة الرابعة
دراسة بعنوان «البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية» للدكتور/ عمر محمد السبيل، عام 1423هـ.
قدمت هذه الدراسة في الدورة السادسة عشرة للمجمع الفقهي الإسلامي المنعقد برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للفترة 21-26/10/1422هـ، وتطرقت إلى البصمة الوراثية وأهميتها في إثبات النسب، وفي المجال الجنائي، ومدى حجيتها في قضايا الحدود، كما تطرقت إلى القيود الشرعية والفنية التي يجب مراعاتها في استخدام هذه التقنيات في مجال إثبات النسب وفي المجالات الجنائية.
وقد توصل الباحث إلى أن البصمة الوراثية هي البنية الجينية التفصيلية التي تدل على ذاتية الشخص، ومن الناحية العلمية فهي طريقة تكاد تكون وسيلة لا تخطئ، ويجوز الأخذ بها لمعرفة الجناة وإيقاع العقوبة عليهم ولكن دون قضايا الحدود والقصاص إلاّ إذا حف بالقضية ما يجعل القرينة شبه دليل ثابت لدى الحاكم الشرعي.
أوجه التشابه والاختلاف مع الدراسة الحالية
تتشابه الدراسة الحالية مع دراسة السبيل في تطرقها إلى إحدى أهم الأساليب العلمية الحديثة في تحديد مرتكبي الجريمة وهي بصمة الحمض النووي، وأهمية الأخذ بها للدلالة على ذاتية الشخص. وتختلف عنها في تطرقها إلى الأساليب العلمية الحديثة الأخرى ودورها في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
الدراسة الخامسة :
دراسة بعنوان «الأساليب والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون وطرق التصدي لها ومكافحتها» للدكتور/ محمد فتحي عيد، عام 1422هـ.
تناولت هذه الدراسة واقع الإرهاب على المستوى الدولي، ثم الإرهاب باستخدام التقنيات، مع توضيح بعض الأساليب الإرهابية ودراسة بعض الحالات الإرهابية، وأخيراً مكافحة الإرهاب.
وقد توصل الباحث إلى تزايد العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة، وإلى أن الإرهابيين هم أكثر فئات المجرمين استفادة من التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى أن المنظمات الإرهابية محكمة التنظيم، وانتهت الدراسة إلى أن مكافحة الإرهاب تقع على عاتق كل إنسان بالغ رشيد وعلى المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية، وعلى مؤسسات مكافحة الإرهاب أن تعي أن المعلومات تمثل خط الدفاع الأول ضد الإرهاب.
أوجه التشابه والاختلاف مع الدراسة الحالية
تتشابه الدراسة الحالية مع دارسة عيد في الحديث عن الأساليب التقنية التي يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم الإرهابية وطرق مكافحتهم، وتختلف عنها في تطرقها إلى تحديد مرتكبي العمليات الإرهابية عن طريق الأساليب العلمية الحديثة.

منقول