المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "فوق الأسرة الحمراء لا تنبت أغصان الورد " رائعة جديدة وجميلة من روائع الشاعر الكبير



صفاء عطاالله
09-22-2010, 11:49 AM
فَوْقَ الأَسِرَّة الحمراء لا تَنْبُت ُأَغْصَانُ الْوَرْدِ
قصة قصيرة من مجموعة
ثَوْرَةُالرَّصِيفِ الَّذِي خَلَعَ عَبَاءَتَهُ
للشاعر الكبير الدكتور /عزت سراج
ـــــــــــــ
لاهِثَةً تَصْعَدُ بَسْمَةُ دَرَجَ السُّلَّمِ مُتَّكِئَةً عَلَى رُوحِهَا الْمَخْنُوقَةِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلْفِرَارِ مِنْ أَوْجَاعِ جَسَدِهَا النَّازِفِ تَحْت َثِيَابِهَا الْمُمَزَّقَةِ 0
تَدْفَعُ ثَدْيَيْهَا الْمَكْشُوفَيْنَ لأَعْلَى ، تُطَارِدُهَا أَشْبَاحٌ قَدِيمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ شَطِّ التُّرْعَةِ مُخْتَبِئَةً خَلْفَ أَشْجَارِ الْجُمَّيْزِالسَّاخِنَةِ فِي انْتِظَارِ الصَّبَايَا وَهُنَّ يَحْمِلْنَ الْجِرَارَفَوْقَ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html) رُؤُوسِهِنَّ الْمُتَمَايِلَةِ ، مُشَمِّرَاتٍ عَنْ سِيقَانِهِنَّ الْبَيْضَاءِ مُتَلأْلِئَةً تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ ، نَازِلاتٍ فِي الْمِيَاهِ الْمُتَدَفِّقَةِ فِي الْقَنَوَاتِ ، رَاوِيَةً حُقُولَ التُّفَّاحِ الْمُتَرَامِيَةَ خَلْفَ الشَّاطِئِ، جَارِيَةً فِي انْسِيَابٍ بَيْنَ الشُّقُوقِ الظَّمْأَى 0
ـ لا تَنْزِلِي التُّرْعَةَ يَا ابْنَتِي أَوَّلاً 0
ـ لا تَخَافِي يَا جَدَّتِي 0
ـ وَإِذَا نَزَلْتِ فَأَمْسِكِي بِفَرْعِ شَجَرَةٍ 0
ـ لا مَفَرَّ مِنَ الْمَكْتُوبِ يَاجَدَّتِي 0
ـ كُونِي دَائِمًا كَغُصْنِ وَرْدَةٍ يَاابْنَتِي 0
ـ لا أَفْهَمُ يَا جَدَّتِي 0
ـ أَشْوَاكُ الْغُصْنِ تَدْفَعُالْفَرَاشَاتِ عَنْ زَهْرِهِ يَا ابْنَتِي 0
ـ مَاذَاتَقْصِدِينَ يَا جَدَّتِي ؟
ـأَغْصَانُ الْوَرْدِ لا تَنْحَنِي أَمَامَ الرِّيحِ يَا ابْنَتِي 0
ـ اطْمَئِنِّي يَا جَدَّتِي 0
تُطَارِدُهَا حِكَايَاتٌ لا تَمُوتُ ،وَلا تَذْبُلُ فِي أَعْمَاقِهَا أَغْصَانُ الْوَرْدِ 000
يَشْتَدُّ عُودُهَا شَهْرًا بَعْدَ شَهْرٍ ، وَكُلَّمَا اشْتَدَّتْ عَلَيْهَا اللَّيَالِي قَسْوَةً أَنِسَتْ إِلَى حِكَايَاتِ جَدَّتِهَا تَمْلأُ رُوحَهَا سَكِينَةً ، مُقَاوِمَةً أَحْزَانَهَا ،مُسْتَعِيدَةً بَقَايَا أَنْفَاسِهَا الْعَاطِرَةِ 000
000000
000000
000000
هَارِبَةً مِنْ آلامِهَا إِلَى الْمَجْهُولِ تَدُقُّ الْبَابَ الأَوَّلَ فِي الطَّابِقِ السَّابِعِ 0
يَفْتَحُ السَّيِّدُ الْكَبِيرُ بَاسِطًا ذِرَاعَيْهِ فِي ابْتِسَامَةٍ فَاتِرَةٍ سَاخِرًا مِنْ عَوْدَةِ الصَّغِيرَةِ حَافِِيَةً بَعْدَ أَنْ رَفَضَتْ ذَاتَ مَسَاءٍ أَن ْتَخْلَعَ حِذَاءَهَا تَحْتَ سَرِيرِهِ النُّحَاسِيِّ الْقَدِيمِ 0 مُنْتَشِيًا كَطَاوُوسٍ يُغْلِقُ الْبَابَ فِي زَهْوِ الْمُنْتَصِرِ دَاخِلاً إِلَى حُجْرَتِهِ الْمُعَبَّقَةِ بِرَائِحَةِ الْوَرْدِ مُتَمَطِّيًا فَوْقَ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html) السَّرِيرِ فِي خُيَلاءَ 0
000000
000000
000000
كَانَتْ تَعْلَمُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهَا أَنْ هَذِهِ الْجِنِّيَّةَ الْمَاكِرَةَ تَسْتَطِيعُ بِفِتْنَتِهَا الطَّاغِيَةِأَنْ تَخْطَفَ رُوحَ أَبِيهَا وَهِيَ تَسْتَحِمُّ عَلَى الشَّاطِئِ ، تَأْخُذُهُ إِلَى حَيْثُ يَدْرِي وَلا يَدْرِي ، تَذْهَبُ بِهِ بَعِيدًا عَنْ أُمِّهَا الَّتِي فَارَقَتْ دُونَ وَدَاعٍ 0
ـ قُلْتُ لَكِ سَأَتَزَوَّجُهُ وَقَدْ فَعَلْتُ ، وَالآنَ تَخْضَعِينَ لِي طَوْعًا أَوْكَرْهًا 0
ـ هَذَا لَنْ يَحْدُثَ أَبَدًا 0
ـ سَنَرَى 0
000000
000000
000000
مُقَهْقِهًا فِي اسْتِعْلاءٍ يَتَجَاهَلُ السَّيِّدُ الْكَبِيرُتَوَسُّلاتِ الصَّغِيرَةِ ، سَاخِرًا مِنْ بُكَائِهَا ، مَاسِحًا دُمُوعَهَا ،طَابِعًا قُبْلَةًفَوْقَ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html) شَفَتَيْهَا ،مُعَرِّيًا كِبْرِيَاءَهَا ، خَاطِفًا ثَدْيَيْهَا بَيْنَ كَفَّيْهِ ، قَاضِمًا حَبَّةَ تُفَّاحٍ فَوْق َ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html)الْمَائِدَةِ 000
يَشْحَذُ السِّكِّينَ السَّاخِنَ يُرِيدُأَنْ يَقْسِمَ بِهِ ثَمَرَةَ رُمَّانٍ وَرَاءَ أَصَابِعِ الْمَوْزِ فِي طَبَقِ الْفَاكِهَةِ 0
تَرْتَعِشُ أَصَابِعُهُ الْخَشِنَةُ ، لا يَنْفَرِطُ حَبُّ الرُّمَّانِ فَالِتًا مِنْ قَبْضَتِهِ ، يُعِيدُ الْكَرَّةَ فِي إِصْرَارٍ 000
ـ أَرْجُوكَ ، انْتَظِرْ 0
ـ لا وَقْتَ لَدَيَّ يَا جَمِيلَتِي 0
ـ سَأَمْنَحُكَ مَا تَشْتَهِي 0
ـ أَشْتَهِيكِ كُلَّكِ 0
ـ لَكَ مَا تَشَاءُ بَعْدَ أَنْ 000
ـ بَعْدَ مَاذَا يَا صَغِيرَتِي؟
000000
000000
000000
يَضْرِبُهَا أَبُوهَا حَانِقًا يَضِيقُ ذَرْعًا بِسُكُوتِهَا الْغَاضِبِ، مُرْسِلَةً نَظَرَاتِهَا الرَّافِضَةَ إِلَيْهِمَا ، مُقَبِّلَةً صُورَةَ أُمِّهَا فِي بُكَاءٍ مُتَوَاصِلٍ 0
يَخْرُجُ فِي الصَّبَاحِ حَامِلاً فَأْسَهُ وَمِنْجَلَهُ ، رَاكِبًا حِمَارَهُ ، سَاحِبًا بَقَرَتَهُ ، عَائِدًا بَعْدَ الْمَغْرِبِ مُمْسِكًا أَمَامَهُ حِمْلَ بِرْسِيمٍ 0
ـ أَسْرِعِي يَا بِنْتُ ، خُذِي عَنِّي 0
ـ حَاضِرٌ ، حَاضِرٌ 0
تَدْخُلُ وَحْدَهَا الْحَظِيرَةَجَالِسَةً فَوْقَ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html) الْحِمْلِ فِي انْتِظَارِ أَنْ تَحْلِبَ الْبَقَرَةَ قَبْلَ الْعَشَاءِ 0
ـ يَا عَبْدَ النَّعِيمِ ، الْبِنْتُ لا تُطِيعُنِي ، وَيَجِبُ تَأْدِيبُهَا 0
ـرِفْقًا بِهَا يَا هَانِمُ ، الْبِنْتُ مَا زَالَتْ صَغِيرَةً 0
ـ أَنْتَ سَتُفْسِدُهَا يَا رَجُلُ 0
تَمِيلُ عَلَى جَنْبِهَا مُبْتَعِدَةً بِصَدْرِهَا عَنْهُ ، سَاحِبَةً ضَفِيرَتَيْهَا الْمُرْسَلَتَيْنِ لِلأَمَامِ 000
ـ وَمَاذَا أَفْعَلُ لَهَا؟
ـ تَضْرِبُهَا حَتَّى تُطِيعَ يَا رَجُلُ 0
ـ حَاضِرٌ ، حَاضِرٌ يَا هَانِمُ 0
000000
000000
000000
تَبْدُو بَسْمَةُ نَاضِرَةً كَشَجَرَةِ خَوْخٍ ، مُمْتَلِئَةً كَتَكْعِيبَةِ عِنَبٍ ، مُغْرِيَةً كَمَوْجِ مُحِيطٍ 0
تَتَرَدَّدُ فِي الصُّعُودِ إِلَيْهِ ،خَائِفَةً مِنْ مَجْهُولٍ يُطَارِدُهَا تَدْفَعُهُ الْجَدَّةُ إِلَى عَيْنَيْهَا مُخْتَبِئًا وَرَاءَ غُصْنِ وَرْدَةٍ 0 تُغْمِضُ عَيْنَيْهَا هَارِبَةً مِنْجَدَّتِهَا رَافِعَةً عَصَاهَا فَوْق َ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html)رَأْسِهَا الصَّغِيرِ ، تَأْمُرُهَا أَنْ تَلُفَّ شَعْرَهَا لِلْوَرَاءِ 000
يَشُدُّهَا إِلَى جِوَارِهِ ، مُعَرِّيًا سَاقَيْنِ دَقِيقَيْنِ كَالْمَرْمَرِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ ،يَلْتَقِيَانِ عَلَى وَرِكَيْنِ مَشْدُودَيْنِ فِي امْتِلاءٍ ، يَرْتَفِعَانِ إِلَى خَصْرَيْنِ نَحِيفَيْنِ كَقَوْسٍ ، يَشْمَخُ مِنْ فَوْقِهِمَا ثَدْيَانِ نَافِرَانِ حَالِمَانِ يَشْهَقَانِ فِي ارْتِعَاشٍ 000
ـاقْتَرِبِي أَكْثَرَ 0
ـأَتَوَجَّعُ 0
ـتَزْدَادُ اللَّذَةُ حِينَ يَزْدُادُ الأَلَمُ 0
ـ أَرْجُوكَ 0
ـ اصْرُخِي إِنْ شِئْتِ 0
ـ أُرِيدُ أَلْفَ جُنَيْهٍ 0
ـ يَا لَكِ مِنْ مَاكِرَةٍ !!
ـ هَلْ تَدْفَعُ؟
ـ كَثِيرٌ يَا صَغِيرَتِي 0
ـ أَبِي يَمُوتُ 0
ـ عَشْرُ مَرَّاتٍ بِأَلْفٍ؟
ـ ادْفَعْ أَوَّلاً وَلَكَ مَا شِئْتَ 0
ـ لا بَأْسَ يَا جَمِيلَتِي 0
ـ أَرْجُوكَ بِرِفْقٍ أَيُّهَاالسَّيِّدُ الْكَبِيرُ 0
00000
00000
00000
يَسْقُطُ عَبْدُ النَّعِيمِ ذَاتَ غُرُوبٍ أَمَامَ السَّاقِيَةِ تَحْتَ سِيقَانِ الْبَقَرَةِ لا يَقْوَى أَنْ يَنْهَضَ ، مَحْمُولاً عَلَى حِمَارِهِ يَأْتِي بِهِ الْجِيرَانُ 0
يَلْتَفُّ حَوْلَهُ الصِّغَارُ فِيبُكَاءٍ تَدْفَعُهُمْ بَسْمَةُ فِي ارْتِبَاكٍ تُحَاوِلُ أَنْ تَسْنِدَ ظَهْرَأَبِيهَا 0
تَرْبِتُ عَلَى ظَهْرِهَا زُوجُهُ فِي اسْتِعْطَافٍ تَجْذِبُهَا لِلْغُرْفَةِ الْمُجَاوِرَةِ 0
ـ أَلَمْ أَقُلْ لَكِ يَا بَسْمَةُ إِنَّهُ سَيَسْقُطُ 0
ـ أَنْتِ السَّبَبُ 0
ـ أَنَا يَا ابْنَتِي؟
ـ نَعَمْ أَنْتِ 0
ـ يَا ابْنَتِي الطَّبِيبُ يَحْتَاجُ إِلَى أَلْفِ جُنَيْهٍ لِيُعَالِجَهُ 0 أَنْتِ تَعْلَمِينَ ذَلِكَ ، وَتَعْلَمِينَ أَنَّنِي بِعْتُ كُلَّ شَيْءٍ ، وَلَيْسَ أَمَامِي سِوَاكِ 0 افْعَلِي شَيْئًا مِنْأَجْلِ أَبِيكِ يَا بَسْمَةُ 0
000000
000000
000000
يَنْتَفِضُ السَّيِّدُ الْكَبِيرُهَامِسًا فِي أُذُنَيْهَا مُحَطِّمًا بَقَايَا حَيَائِهَا مُشِيرًا إِلَيْهَا أَنْ تَخْرُجَ مُسْرِعَةً 0
تُلَمْلِمُ أَوْجَاعَهَا الْمُبَعْثَرَةَ عَلَى فِرَاشِهِ الْوَثِيرِ ،كَاتِمَةً آَلامَهَا تَمْسَحُ بَقَايَا الدِّمَاءِ بَيْنَ سَاقَيْهَا ، فَاتِحَةً نَافِذَةَ الْحُجْرَةِ ، بَاصِقَةً مِنْ بَيْنِ الْقُضْبَانِ ، نَاظِرَةً إِلَىشَجَرَةِ وَرْدٍ شَامِخَةٍ فَوْقَ (http://www.6rpmoon.com/vb/t114952.html) حَشَائِشِالْحَدِيقَةِ تَدْفَعُ أَشْوَاكُهَا حَشَرَاتِ اللَّيْلِ 0
يَدُسُّ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا قَبْضَتَهُ الْغَلِيظَةَ ، وَاقِفًا خَلْفَهَا كَثَوْرٍ0 تَرْتَدِي بَقَايَا مَلابِسِهَا مُتَمْتِمَةً تُرَدِّدُ فِي انْكِسَارٍ آَهَاتِهَا مُدْرِكَةً أَنَّهُ فوق الأسرة الحمراءلا تَنْبُتُ أَغْصَانُ الْوَرْدِ 0

ــــــــ
قصة قصيرة من مجموعة
ثَوْرَةُالرَّصِيفِ الَّذِي خَلَعَ عَبَاءَتَهُ
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج

عاصم
09-23-2010, 01:17 PM
اختيار موفق وقصة رائعة
سلمت أناملك أختي الفاضلة
بارك الله لك
تقبلي مروري

هدي السماك
01-03-2011, 04:45 AM
شاعرى الاسمر (فوق الاسره الحمراء لاتنبت اغصان الورد) هذا العنوان كم هو رائع فى المعنى والهدف وافكار الموضوع بناءه سلم انا مجدك وذوقك وقلبك الطيب وفقك الله اينما كنت لك منى اجمل الامانى