المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجمرة الخبيثة Anthrax



سالي جمعة
12-10-2008, 05:10 PM
الجمرة الخبيثة Anthrax

مقدمة
أفرزت الحضارة الحديثة مصطلح "أسلحة الدمار الشامل"، للأسلحة الذرية والكيماوية والبيولوجية التي تهدف إلى التدمير الشامل في الحرب. ويعتمد استعمال الأسلحة البيولوجية على تعريض الإنسان لأحياء دقيقة قاتلة تنثر في الهواء، أو توضع في الماء أو الأطعمة. ومن أهم الأحياء الدقيقة التي يمكن استعمالها في هذا المجال بكتيريا الجمرة الخبيثة Bacillus anthracis، وكذلك البكتيريا المسببة للطاعون Yersina pestis، والبكتيريا المسببة لمرض التلوريميا Francisella tularensis، وكذلك السم الذي تنتجه البكتيريا المسببة لمرض البتيولزم Clostridium Botulinua، ومن ضمن الفيروسات التي يمكن أن تستعمل هذا الغرض فيروس الجدري Small pox virus.
ولا شك أن بكتيريا الجمرة الخبيثة هي أكثر أنواع هذه البكتيريا قابلية للاستعمال سلاحاً بيولوجياً. ولم يكن هذا المرض ليلفت النظر لولا إمكانية استعماله في هذا المجال؛ لأنه مرض يصيب الحيوانات أساساً مثل؛ الماشية، والحيوانات آكلة العشب الأخرى Herbivorous animals، ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان من هذه الحيوانات.

سالي جمعة
12-10-2008, 05:10 PM
أولاً: تعريف الجمرة الخبيثة وتاريخ اكتشاف المرض
1. تعريف الجمرة الخبيثة
هو مرض تسببه بكتيريا عصوية الشكل ذات أبواغ Spores شديدة المقاومة للعوامل الطبيعية، مثل الحرارة والجفاف، ولذا يمكن لهذه الأبواغ أن تعيش لعشرات السنين في التربة. وينتقل المرض بين الحيوانات، ثم منها إلى الإنسان من طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات، أو الاحتكاك غير المباشر مع منتجات الحيوانات، مثل الصوف والوبر والعظام واللحوم. ويعدّ المرض من الأمراض المهنية، أي تلك التي تصيب أصاحب مهن معينة، حسب اللائحة الفرنسية الرقم 14، إذ يصيب العاملين في الحقول أو المواني، حيث يتم نقل طرود الصوف، والعظام، والجلود، أو في محالج الأصواف لعمل الملابس.
2. تاريخ اكتشاف المرض
مرض الجمرة الخبيثة من الأمراض التي حدثت في العصور الوسطى السابقة. وقد أوضحت بعض الدراسات أن المرض من الأوبئة التي عمّت مصر في عهد موسى u. وقد بدأ اكتشاف المرض مع اكتشاف بقية الأمراض المعدية التي يرجع الفضل فيها ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ إلى اكتشاف تاجر الأقمشة الهولندي أنتوني ليفنهوك Antony Leovwenhock للأحياء الدقيقة، عندما كان يستعمل مجهره البدائي لفحص فتلات الأقمشة؛ حيث رأى في قطرات مياه، من عدة مصادر، كائنات حية صغيرة تتحرك في كل الاتجاهات، وكان ذلك في عام 1674. تلت ذلك تطورات متواصلة حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلاد بين 1850 و1860 حيث تمكن العالم الكيميائي الفرنسي لويس باستير، الذي دخل إلى عالم الأحياء الدقيقة من طريق دراسة الاختمار Fermentation، من اكتشاف دور الأحياء الدقيقة بوصفها سبباً للأمراض المعدية، مثل مرض الجمرة الخبيثة، الذي تسببه بكتيريا الجمرة الخبيثة، التي تم عزلها من البيئة عام 1863. بعد ذلك استطاع الطبيب الألماني كوخ Kock عام 1870 ـ 1876 من استنبات بكتيريا الجمرة الخبيثة على مستنبت صناعي، واستعمل هذه البكتيريا لتأكيد دور الأحياء الدقيقة كمسبب للأمراض المعدية، وتأكيداً لافتراضات كوخ (Kock' Postulates)، أمكنه عزل هذه البكتيريا من دماء الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة، ومن ثم حقنها في حيوانات أخرى سليمة أدى إلى مرضها، ثم عزلها من هذه الحيوانات، وكرر التجربة على القرود والأبقار، وهكذا برهن كوخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أن بكتيريا الجمرة الخبيثة هي المسبب لمرض الجمرة الخبيثة. وتمكن العلماء، بعد ذلك، من إثبات النظرية على أنواع البكتيريا الأخرى المسببة لأمراض الدفتيريا، وحمى التايفويد، والكوليرا. وكان كوخ أو من اكتشف البكتيريا المسببة لمرض السل (الدرن). وتمكن بعد ذلك لويس باستير من تطوير أول لقاح من باكتيريا موهنة ضد مرض الجمرة الخبيثة في العالم، عام 1886.
لذا، نرى الدور البارز لمرض الجمرة الخبيثة في تاريخ الأمراض المعدية، إذ كان من أوائل الأمراض التي تسببت في وباء في العصور القديمة. ثم كانت البكتيريا المسببة لهذا المرض أول بكتيريا يبرهن بها على تسبب البكتيريا والأحياء الدقيقة للأمراض المعدية، وكانت كذلك أول بكتيريا تستعمل لقاحاً. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين الميلادي كانت أول بكتيريا تظهر بوضوح قابليتها للاستعمال سلاحاً بيولوجياً فتاكاً.

سالي جمعة
12-10-2008, 05:11 PM
ثانياً: بكتيريا الجمرة الخبيثة، وأماكنها وطرق الإصابة بها
1. بكتيريا الجمرة الخبيثة Bacllus anthracis
هي بكتيريا عصوية الشكل، موجبة لصبغة غرام، وذات محفظة Capsualatel وتنتج أبواغ أو إسبورات Spores صغيرة، حجمها بين 1 ـ 2 ميكرون، ولهذه الأنواع مقدرة كبيرة على مقاومة العوامل الطبيعية مثل: الجفاف والحرارة، ويمكنها أن تعيش لعشرات السنين في التربة. وعندما تصل هذه الأبواغ إلى جسم الإنسان وتجد الظروف المناسبة فإنها تتفتح، وتنطلق منها البكتيريا لتتكاثر، وتفرز عدة سموم ذات أثر فعال على جسم الإنسان؛ تؤدي إلى الموت.
2. أماكن تواجد أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة
تكثر أبواغ الجمرة الخبيثة في الأماكن الزراعية والحقول؛ حيث تواجد الحيوانات آكلة الأعشاب Herbivorous animals في عدة أماكن في العالم مثل أمريكا الجنوبية والوسطى، وجنوب وشرق آسيا، وشرق أوروبا وجنوبها وإفريقيا والشرق الأوسط. (اُنظر شكل أماكن حالات الجمرة الخبيثة (http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/MSehia10/SihiyahMou/gamera/fig01.jpg_cvt.htm))
3. المعرضون للإصابة بالجمرة الخبيثة
يُعد مرض الجمرة الخبيثة الطبيعي من الأمراض المهنية، حيث إنه يصيب ذوي المهن التي لها علاقة وصلة بالحيوانات، مثل المزارعين والرعاة، والذين يعملون في الموانئ لشحن منتجات الحيوانات والعمال الذين يعملون في أماكن فرز الأصواف وحلجها وهؤلاء يصابون من طريق استنشاق أبواغ البكتيريا ولذا، كان هذا النوع من المرض يسمى مرض فرّازي الصوف Wool Sorters' Disease وللإصابة بهذا النوع من المرض يلزم أن يتجاوز عدد الأبواغ المستنشقة ثلاثة آلاف بوغ للشخص الواحد.
4. طرق الإصابة ببكتيريا الجمرة الخبيثة
أ. من طريق اللمس بالاحتكاك بالحيوانات أو منتجاتها كالصوف والجلد والطعام واللحوم.
ب. من طريق الاستنشاق، عند فرز الصوف والجلود، أو انتشار الأبواغ سلاحاً بيولوجياً.
ج. من طريق الجهاز الهضمي، عند تناول لحوم الحيوانات المصابة غير المطهية جيداً.
ويجدر الذكر أن مرض الجمرة الخبيثة لا ينتشر من إنسان إلى آخر، إلا نادراً. (اُنظر شكل تأثير الجراثيم على جسم الإنسان (http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/MSehia10/SihiyahMou/gamera/fig02.jpg_cvt.htm))
5. وسائل الإمراض
أ. المحفظة Pathogenesis Capsule: وهي تحمي البكتيريا من خلايا الدم.
ب. المستنفد الحامي Prodective on: وهو كذلك يحمي البكتيريا من جهاز المناعة في جسم الإنسان.
ج. عامل الاحتقان (Edema factor): ويؤدي إلى انسياب السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المصابة؛ ما يؤدي إلى احتقانها بهذه السوائل.
د. العامل القاتل Lethal factor: ويؤدي إلى خلل في عمل الخلايا ما ينتج عنه إفراز بعض المواد التي تؤدي بدورها إلى حدوث صدمة Shock، ينتج عنها عجز كامل في كل أجهزة الجسم كالجهاز البولي، وجهاز الدورة الدموية، والتنفس.

سالي جمعة
12-10-2008, 05:12 PM
ثالثاً: الأنواع المختلفة وخطورة الإصابة والعلاج والوقاية
1.الأنواع المختلفة
أ. مرض الجمرة الخبيثة الجلدي Cutaneous anthrax
ينتج عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة، وهو أكثر أنواع المرض انتشاراً (95% من الحالات) في العالم، وينتج المرض عند دخول الأبواغ إلى الجلد من طريق جرح أو خدش. ويظهر المرض عادة على الأطراف، والرأس، والرقبة. وتراوح فترة الحضانة، عادة، بين 5 و12 يوماً يظهر بعدها ورم يؤدي إلى حكة، ويتجمع حول الورم سائل، يظهر في شكل فقاعة جلدية، ثم قرحة غير مؤلمة، تتطور إلى موت بعض أنسجة الجلد، يظهر على شكل بقعة سوداء اللون، وقد يؤدي ذلك إلى تورم في الغدد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة، ويجدر بالذكر أن ظهور البقعة السوداء على الجلد أدت إلى تسمية المرض Anthrax إذ إن كلمة "الفحم" في اللغة اليونانية القديمة تعني Anthrakis ويمكن أن تنتشر البكتيريا من موضع الإصابة لتسبب تعفن الدم Septicemia ومضاعفاته، غير أن ذلك نادر الحدوث، ونسبة الوفاة في مرض الجمرة الخبيثة الجلدي لا يتعدى 20% حتى من غير علاج. ويجدر بالذكر أن تسمية المرض بالجمرة الخبيثة يرجع إلى نوع المرض الجلدي، إذ إن الإصابة في الجلد تسمى الجمرة الخبيثة أو Malignant pustule.
ب. مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي (الرئوي) Inhalational anthrax
يُعد من أكثر أنواع المرض خطورة، وينتج عند استنشاق أبواغ الجمرة الخبيثة عند التعامل مع أصواف الحيوانات المصابة "مرض فرازي الصوف" أو عند استنشاقها عندما تستخدم سلاحاً بيولوجياً. ويتطلب حدوث المرض أن تكون الأبواغ منفردة أو في تجمعات صغيرة لا يزيد قطرها عن 5 ميكرون، حتى يسهل وصولها إلى الحويصلات الرئوية، لكي تنتشر إلى الغدد اللمفاوية في الصدر. وتكمن خطورة المرض في أن هذه الأبواغ عندما تصل إلى الغدد اللمفاوية تتفتح وتخرج منها البكتيريا؛ لتتكاثر وتسبب تعفن الدم، وتبدأ في إفراز سمومها القاتلة، ومتى ما وصل المرض إلى هذه المرحلة فإن المضادات الحيوية تكون غير ذات فعالية لأنها لا تبطل عمل السموم. وتتجاوز نسبة الوفاة في هذا النوع من المرض تتجاوز نسبة 80%.
تنقسم أعراض هذا المرض إلى مرحلتين: المرحلة الأولى تبدأ بظهور أعراض تشابه أعراض نزلات البرد والزكام، مع كحة خفيفة، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وضيق في التنفس. أما المرحلة الثانية فيصاحبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وضيق شديد في التنفس، مع أعراض صدمة شديدة (Shock) تؤدي إلى الوفاة لاحقاً.
وتظهر خطورة هذا النوع من المرض فيما حددته هيئة الصحة العالمية بأنه إذا هوجمت مدينة مجموع سكانها خمسة 5 ملايين نسمة بسلاح الجمرة الخبيثة، فإن 250 ألف شخص سوف يصابون بالمرض، يتوفى منهم 100 ألف شخص. أو كما قرر مكتب التقويم التكنولوجي للكونجرس الأمريكي، أن إطلاق مائة كيلوجرام من أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة على واشنطن، يمكن أن يؤدي إلى وفاة من 130 ألف إلى ثلاثة ملايين شخص.
ج. مرض الجمرة الخبيثة في الجهاز الهضمي Gastrointestinal Anthrax
يحدث ذلك عند تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة. فترة الحضانة من يومين إلى خمسة أيام، تظهر بعدها أعراض حمى، وغثيان، وقيء، مع فقدان الشهية، وآلام بالبطن، وقد يظهر دم في البراز.
د. التهاب السحايا بكتيريا الجمرة الخبيثة Meningetic anthrax
يتبع هذا المرض تسمم الدم الناتج من أي من أنواع المرض الثلاثة سابقة الذكر، وإن كان أكثر حدوثاً مع مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي، وهو مرض قاتل 100%.
2. خطورة الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة
إذا لم يعالج المرض، تحدث الوفاة بنسبة 99%، للذين يصابون من طريق الرئتين، و20% لانتقال الجمرة عبر الجلد، ومن 25 إلى 60% لدى انتقال الجمرة عن طريق الأمعاء.
3. فترة الحضانة
فترة الحضانة، هي الفترة الزمنية الصامتة في تطور المرض، وتمتد إلى سبعة أيام، حيث لا تظهر الأعراض في الجسم خلالها. وقد تمتد فترة الحضانة إلى 60 يوماً. حسب المعلومات من الدراسات التي أجريت على المرضى الذين أصيبوا بهذا المرض عند تسرب أعداد كبيرة من أبواغ الجمرة الخبيثة من المختبرات العسكرية بالاتحاد السوفيتي السابق، في مدينة سيفيزدلوميك عام 1979 وقد أدت إلى إصابة 79 شخصاً بالمرض.
4. عدوى المرض
المرض معدٍ بشكل كبير عند الحيوانات، لكن نادراً ما ينتقل من إنسان إلى آخر.
5. المناعة الناتجة من الإصابة بالمرض
لم يتأكد بعد أن الإصابة بالمرض تحدث المناعة، ضد الإصابة به مرة أخرى، ولكن حدوث الإصابة مرة أخرى نادر جداً، لدى الإنسان.
6. العلاج
العلاج الأساسي لمرض الجمرة الخبيثة هو المضادات الحيوية؛ إذ إن باكتيريا الجمرة الخبيثة ذات حساسية عالية لعدد كبير من المضادات الحيوية؛ مثل: البنسلين، والتتراساكلين والأرثورماييسين والسبروفلكساسين ويمكن استعمال أي من هذه المضادات في علاج مرض الجمرة الخبيثة، ولكن نسبة لوجود سلاسلات من باكتيريا الجمرة الخبيثة، عوملت بالهندسة الوراثية في المختبرات العسكرية للاتحاد السوفيتي السابق؛ ما جعلها ذات مقاومة عالية لعقاري البنسلين والتتراساكلين فإنه من الأحوط استعمال دواء السيروفلوكساسين للمرضى الذين يشتبه في تعرضهم لهجوم بسلاح بيولوجي، حتى التأكد من حساسية البكتريا للعقاقير الأخرى، وهذا هو ما يحدث في الولايات المتحدة الآن بعد حدوث الحالات الخطيرة في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 2001. ويعطي المرض دواء السيروملكساسين لمدة 60 يوماً، إذ برهنت الدراسات الناتجة من انتشار المرض في كارثة المختبر الحربي للاتحاد السوفيتي السابق، أن بعض الذين تعرضوا لهذه البكتيريا ظهرت عليهم أعراض المرض بعد شهرين من تعرضهم للإصابة.
وجدير بالذكر أن المضادات الحيوية تكون ذات فعالية قبل أن تبدأ البكتيريا في إنتاج سمومها في المرحلة الثانية من مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي؛ لأن المضادات الحيوية تؤدي إلى قتل البكتيريا فقط، وليس إلى إبطال مفعول هذه السموم.
7. الوقاية من المرض
يمكن الوقاية من المرض باتخاذ احتياطات وقائية، مثل:
· الحذر من نقل الحيوانات المصابة.
· التخلص من فضلات الحيوانات لدى المزارعين بطرق علمية؛ مثل دفن بقايا الحيوانات مع أملاح الكالسيوم المركزة Ca bicarbonate Salt.
· ارتداء القفازات لدى التعامل مع الأصواف وجلد الحيوانات
· تهوية أماكن العمل بشكل جيد
· عدم تناول الطعام غير المطبوخ بشكل جيد، خاصة اللحوم.
· ارتداء الأجهزة المصفية للهواء في الأماكن المهنية الصوفية وغيرها من المهن ذات الخطورة العالية.
· التعامل مع أي مسحوق مريب، بحذر وارتداء القفازات.
· عدم شرب المياه الملوثة والتأكد من مصدرها.
· اخذ اللقاح الخاص بالجمرة الخبيثة من قبل العاملين في المهن التي تتطلب الاحتكاك مع الحيوانات والأصواف.

سالي جمعة
12-10-2008, 05:13 PM
رابعاً: لقاح الجمرة الخبيثة واستخدامها كسلاح بيولوجي
1. لقاح الجمرة الخبيثة
اللقاح المعتمد من هيئة الأدوية والغذاء الأمريكية Food and Drug Association (FDA) أصل يحتوى على مكونات مستنضدات Antigins من بكتيريا الجمرة الخبيثة، يهدف إلى تحريض الجهاز المناعي للجسم لتعرف البكتيريا وإنتاج أجسام مضادة للحماية منها. ويؤخذ التطعيم (اللقاح) على ثلاث جرعات؛ بعد أسبوعين، ثم أربعة أسابيع، ثم 18 شهراً، ثم سنوياً، ويعطى هذا اللقاح للذين تعرضهم مهنتهم إلى الإصابة بداء الجمرة الخبيثة، وهو كذلك يعطى للجنود الذين قد يتعرضون لهجوم بسلاح بيولوجي. ويجدر بالذكر أن الغالبية العظمى من جنود البحرية الأمريكية مطعمون ضد هذا المرض.
2. الآثار الجانبية للقاح
هناك نوعان من الآثار الجانبية للقاح، هما:
أ. الآثار الموضعية: وتحدث مكان حقن اللقاح، وتشمل: الحكة والتورم والاحمرار وارتفاع درجة حرارة الجلد والألم. وتظهر هذه الآثار عند 30% من الرجال و60% من النساء، الخاضعات للقاح.
ب. ثار العامة: يظهر عند نسبة تراوح بين 5% و20% من الخاضعين للقاح ألم عضلي، وصداع، واضطرابات حرارية، ويمكن أن يصاب المريض بالغثيان، وحدوث اندفاعات جلدية معممة، وفقدان الشهية للطعام، وقشعريرة. وهذا الأعراض تختفي بعد أيام متعددة.
ج. صدمة: تظهر عند واحد من بين 50 ألف حالة انتكاسة أو رد فعل حاد جداً.
3. فحص المختبري لأمراض الجمرة الخبيثة
أ. إجراءات السلامة
يجب توخي الحذر عند فحص عينات الجمرة الخبيثة، خاصة تلك التي قد تحتوي على أبواغ بكتيريا الجمرة المستعملة سلاحاً بيولوجياً. ويجب فحص كل هذه العينات في كابينة الأمان Safely Cabinet، مع لبس الأقنعة المصفية للهواء، والقفازات على الأيدي، والملابس الواقية، ذلك لأن الرزاز الناتج عند معالجة هذه العينات يكون سبباً لإصابة للعاملين عليها. وعند الانتهاء من العمل على هذه العينات يجب تطهير أماكن العمل والمعدات؛ باستعمال كلوركس Chlorox 5.25% مخفف إلى 10%. كما يجب دلق الكلوركولس 5.25% على الأماكن التي تندلق عليها عينات تحتوي على هذه البكتيريا، وذلك لمدة خمس دقائق على الأقل، كما يجب التخلص من الملابس الواقية بطريقة سليمة.
ب. العينات (Specimens)
مرض الجمرة الخبيثة الجلدي
· مسحة من أماكن الإصابة.
· مسحة من تجمع السائل
· مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي
· عينات من البلغم إن وجد.
· عينات من الدم
ج. مرض الجمرة الخبيثة للجهاز الهضمي
· عينات من البراز
· عينات من الدم
د. الكشف المجهري
(1) مسحات عينات الجلد: عند صبغ عصيات الجمرة الخبيثة بصبغة غرام تظهر زرقاء محاطة بأنسجة ذات لون بنفسجي مع كرويات دم بيضاء.
(2) الزراعة (الاستنبات): زراعة الدم والبلغم من مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي: عندما تستنبت هذه البكتيريا على أوساط صلبة، فأن مستعمراتها تظهر ملتوية كهيئة الشعر المجعد، ولا تخطئها عين ذوي الخبرة.
(3) استعمال وسائل إكثار الحامض النووي واستنساخه مخبرياً بطرقة PcR ما يُمكن من الفحص عن أقل عدد ممكن من البكتيريا موجود في العينة.
4. استعمال بكتيريا الجمرة الخبيثة سلاحاً بيولوجياً
في مكاتب البريد، وذلك عبر نقل العدوى إلى الأشخاص بواسطة وضع البكتيريا داخل المظاريف البرديية أو الطرود، وفي معظم الحالات تكون الإصابة عبر الجلد، وتكون بدون سابق إنذار، حيث توضع البودرة في أماكن يصعب الوصول إليها داخل هذه المظاريف.
في القنابل: يمكن وضع آلاف البكتريا البوغية داخل القنابل، حيث تسنح لها فرصة الخروج من داخل القنابل عند الانفجار، وتكون العدوى غالباً بواسطة الاستنشاق.
بواسطة الرش: يمكن أن تستخدم طرق الرش بالطائرات لنشر البكتيريا بشكل كبير، وفي عدة مناطق من الأماكن المستهدفة، حيث يمكن نشر الملايين من هذه البكتيريا في ثوان قليلة، ويمكن أن تقتل الملايين من البشر بهذه الطريقة التي تعد الأخطر من الأنواع الثلاثة السابقة، حيث تنتقل العدوى بواسطة الاستنشاق.
5. ما المميزات التي تجعل من بكتيريا الجمرة الخبيثة سلاحاً بيولوجياً مثالياً؟
أ. وجود أبواغ يعطي هذه البكتيريا مقاومة عالية للعوامل الطبيعية، مثل الجفاف والحرارة.
ب. الأحجام الصغيرة للأبواغ (1 ـ 2 ميكرون) يسهل استنشاقها ووصولها إلى الحويصلات الهوائية في الرئة.
ج. إمكانية تحضيرها في شكل بودرة دقيقة في أحجام صغيرة أقل من 5 خمسة ميكرونات؛ مما يسهل وصولها للحويصلات الهوائية في الرئة.
د. إمكانية انتشار هذه البودرة، وبقائها معلقة في الهواء لفترة تراوح بين ساعة و24 ساعة؛ ما يسهل دخولها حتى خلال منافذ المنازل المغلقة.
هـ. هذه البودرة لا رائحة ولا طعم ولا لون لها؛ ما يجعل اكتشافها من الصعوبة بمكان.
و. تحمي البكتيريا نفسها من الجهاز المناعي في جسم الإنسان عن طريق محفظتها (Capsulate).
ز. إنتاج هذه البكتيريا لسموم شديدة الفعالية، أحد هذه السموم يؤدي إلى تدفق السوائل من الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم المصابة؛ ما يؤدي إلى احتقانها، ويسمى هذا السم Oedema factor، ثم السم الآخر السم القاتل Lethal facle الذي يؤدي إلى خلل في عمل الخلايا؛ ما ينتج عنه إفراز بعض المواد التي تؤدي إلى حدوث صدمة قاتلة للإنسان.
6. كيفية إنتاج بكتيريا الجمرة الخبيثة التي تستخدم سلاحاً بيولوجياً
أ. توضع البوغات في أنبوبة الاختبار مع المادة البكتيرية في درجة حرارة تعادل 37 درجة مئوية.
ب. تفصل البوغات عن البكتيريا الأصلية؛ ما يؤدي إلى إنتاج سائل يميل إلى الصلابة.
ج. يتجمد السائل لاحقاً، ويصبح على شكل بودرة بيضاء اللون.
د. يمكن طحن البودرة حتى تصبح جزئيات عادية، يمكن استنشاقها، أو وضعها على الجلد.

سالي جمعة
12-10-2008, 05:18 PM
المصادر والمراجع

1. جريدة الوطن , العدد رقم 385 , الصادر في 19 أكتوبر 2001 .

2. موقع بي بي سي أون لاين .


almoqatel.com