المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتصر الزيات يكتب: وماذا بعد الحكم؟



هيثم الفقى
07-24-2010, 09:37 AM
http://dostor.org/sites/default/files/imagecache/article_image/sites/default/files/10/Jul/29/mainimage/montaser.jpg منتصر الزيات
(http://dostor.org/sites/default/files/10/Jul/29/mainimage/montaser.jpg)


قلنا وبح صوتنا بعد الأزمة التي نشبت في طنطا إثر التعدي علي المحامي إيهاب ساعي الدين امتدت أثرها لتصبح نارا تهدد صميم العلاقة بين المحامين وأعضاء النيابة العامة والقضاة.

إن نقابة المحامين كانت علي مر تاريخها منذ أن تأسست عام 1912 وهي عملاقة، نقابة الأحرار وقلعة الحريات وبيت الشعب، ولا أقول في مقام التزيد إنها محل احترام وتقدير المواطن العربي وليس المصري فحسب لا يليق أن تُعامل علي هذا النحو الذي يريد صغار الحزب الوطني معاملتها به ولقد أسفت كثيرا من تصريح الدكتور أحمد فتحي سرور الذي نفي فيه اهتزاز هيبة الدولة في أزمة المحامين والقضاة لأن هيبة الدولة تتركز في سلطات ثلاث فقط ليس بينها نقابة المحامين وبمفهوم المخالفة أن هذه النقابة التليدة العريقة لا يهم أن تعرض أبناءها للخطر والعدوان فليست ممن يخشي علي هيبتها!! رغم أن نقابة المحامين لها في نفوس العباد هيبة تفوق أي مؤسسة أخري من التي أشار إليها سرور لأن العباد ينظرون بشيء من الاستخفاف بدعاوي التزوير التي تقع في الانتخابات العامة ففي البرلمان نواب دخلوا علي غير استحقاق اتهامات كثيرة يمكن أن تطول مؤسسات كثيرة في بلادنا إلا نقابة المحامين فثوبها أبيض طاهر لم يتلوث كانت دائما ملاذا للمظلومين لجأ إليها كل الأحرار في بلادنا علي منصتها العالية أعلن فؤاد سراج الدين تكوين حزب الوفد الجديد، وكان منبرها دائما منبر من لا منبر له، لجأ إليها أحرار الوطن ليقودوا معارك قومية خطيرة فكانت معركة هضبة الأهرام التي قادتها نعمات أحمد فؤاد وانتظمت بكل القوي الوطنية تكافح معاهدة العار مع الكيان الصهيوني حتي ضجر النظام منها وحل السادات مجلس نقابتها وعين لجنة مؤقتة برئاسة جمال العطيفي لم يتعامل معها المحامون وقاطعوها وقادوا معركة قانونية شرسة حتي عاد المجلس المنتخب برئاسة أحمد الخواجة رغم أنف السلطة والسلطان. هذه هي نقابة المحامين التي تجرأ عليها صغار في الحزب الوطني وأعلنوا بفرحة سقوطها أو تحريرها حسب زعمهم وهم صغار لأنهم افتقدوا التربية السياسية الصحيحة ولم يتدرجوا في المناصب التدرج الطبيعي. علي الجماعة الوطنية في نقابة المحامين أن تفكر مليا في مستقبل تلك النقابة العريقة بعد صدور حكم محكمة جنح مستأنف طنطا بإدانة الزميلين!! في ظل عوار واضح واختلال عميق في ميزان العدالة بإحالة زميلينا إيهاب ومصطفي بين غمضة عين وانتباهتها إلي المحاكمة بينما تمهلت النيابة العامة تمهلا طويلا في إعلان التصرف في واقعة تعدي عضو النيابة وحرسه علي المحامي إيهاب ساعي الدين!! ما لكم كيف تحكمون؟ وقد قرر الدستور المصري في مادته 42 ( المواطنون أمام القانون سواء ) ورغم ذلك فقد احتجز إيهاب ساعي ومصطفي فتوح فورا وحبسا فورا وأحيلا للمحاكمة محبوسين فورا وصدر الحكم قاسيا عنيفا فورا، بينما حجبت عن الأنظار تلك التحقيقات التي تردد أن التفتيش في النيابة يقوم بها ويجريها مع عضو النيابة المعتدي عليه وحرسه وكفلتها بكل الضمانات المقررة. وغير المقررة فليس في القانون ما يمنع سماع وكيل النيابة تحت القسم وكل أدلة النيابة ضد المحامي إيهاب ساعي محمولة من مذكرات حررها وكلاء للنيابة زملاء لعضو النيابة المعتدي وهم أنفسهم الذين حققوا في الواقعة؟!! فصاروا خصما وشهودا وحكما في نفس الوقت؟! ماذا أنتم فاعلون يا زعماء المحامين وقادتهم وشيوخهم ورؤسائهم لو أدين الزميلان وحبسا بينما المعتدون الحقيقيون يتمتعون بحريتهم يخرجون ألسنتهم لنا. تري كيف يدير مجلس نقابة المحامين الموقف لو وقعت تلك الواقعة؟ لقد فرطوا في الأزمة حين وقعت وطاشت تصرفات المجلس دون تخطيط أو دراسة ودون تقسيم للأدوار وتوظيف للطاقات تمسكوا بحقهم في إدارة الأزمة باعتبارهم منتخبين من الجمعية العمومية وعطلوا كل القدرات وأحرقوا كل الأوراق التي يمكن الإفادة منها ماذا ينتوون مجددا لو وقعت الواقعة؟ لا يتصور أحد أننا نود التحرش بأحد في السلطة أو أننا نفتعل الصدامات أبدًا - والله بالعكس - عندما ندب البعض للتهدئة نزحنا إليها وناشدنا الجميع الهدوء بينما الصقور يتبخطرون كبرا ورئاء الناس يقولون وفيم التهدئة والأمر معروض علي القضاء؟ دائما ما نقول إننا جزء من المجتمع الذي نعيش فيه، نحافظ علي قاعدة التوازن في علاقتنا بالسلطة أو غيرها من الأحزاب والقوي السياسية الأخري لكننا أغير علي نقابتنا وتاريخها ومورثها القومي الوطني، كيف هانت علي بعض أبناء الوطن؟ كيف تجرأ البعض ونظر لها ولأبنائها بطرف عين نظرة احتقار دونية؟ كيف غابت عقول البعض وضنوا علي نقابة المحامين بأن تعاود مكانها الطبيعي بحسبانها بيت الأحرار والثوار والوزراء والعمالقة؟ كيف تجرأ بعض الذين عملوا داخلها وارتزقوا من عطائها قبل أن يلتقوا ببلاط القضاء وعدوها بعيدا ضمن معاوني القضاء مثلها مثل المحضرين وأمناء السر وسكرتيري الجلسات مع كامل الاحترام لأصحاب تلك المهن لكنها أبعد بعد المشرقين عن سمو مكانة ورفعة مهنة المحاماة ونقابة المحامين. ماذا أنتم فاعلون؟! لو تحرش بنا من يعدون أنفسهم صقورًا؟ ويعلنون في تبخطر المغتر أنهم سيطاردون محامي المحلة وسمنود وطنطا؟ ألا شاهت تلك الوجوه وعاشت نقابة المحامين حرة مستقلة.

المصدر هنا (http://dostor.org/opinion/10/july/23/23170)