المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوقاف القدس في القرن السادس عشر



هيثم الفقى
07-12-2010, 02:06 AM
الوقف في مدينة القدس وأكنافها
تطورالوقف في مدينة القدس
عرفت مدينة القدس نظام الوقف الإسلامي منذ أن دخلت في رحاب الإسلام، وقد مسح الاحتلال الفرنجي للقدس خلال الفترة الزمنية الطويلة التي تمكّن فيها من هذه المدينة (492هـ/1099م – 583هـ/1187م) كل ما كان فيها من تراثٍ عربي وإسلامي مخطوط، حتى أنّهم رموا أحد علماء القدس وهو مكي بن عبد السلام بن الرميلي المقدسي المحدث بالحجارة على باب أنطاكية حتى نال الشهادة 1
وقد اعتنى السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس في سنة 583هـ/1187م بتحسين أوضاع المدينة المقدسة وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل احتلالها من الفرنج، فقام بتدشين المؤسسات العلمية والدينية والصوفية فضلاً عن اهتمامه بعمارة القدس وتحصين سورها ودفاعاتها، ومن الأوقاف التي حبّسها السلطان صلاح الدين الأيوبي في القدس وقفية المدرسة الصلاحية، والخانقاه الصلاحية، والبيمارستان الصلاحي. كما اعتنى سلاطين وملوك وأمراء الدولة الأيوبية بتطوير الأوقاف الإسلامية في القدس حفاظاً على إسلامية المدينة، ومن هؤلاء الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي وقف الحارة المعروفة بحارة المغاربة على المغاربة المقيمين في القدس(2)، والملك المعظم شرف الدين عيسى بن أخي صلاح الدين الأيوبي الذي وقف عدداً من المدارس في رحاب المسجد الأقصى وفي أرجاء القدس.
وبالرغم من ازدهار الوقف الإسلامي في القدس في بدايات العصر الأيوبي، إلاّ أن هذه المدينة عانت في عهد الأيوبيين لا سيما بعد سنة 616هـ/1219م من قلاقل سياسية كثيرة أثرت بشكلٍ كبير على تطور الوقف الإسلامي فيها، فقد أثرت حادثة هدم وتخريب تحصينات القدس على يد الملك المعظم شرف الدين عيسى في تلك السنة على استقرار المدينة السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
لقد رحل بعد تخريب سور القدس جُلّ سكان المدينة وهجروها خوفاً من قدوم الفرنج من جديد وذبح المسلمين تماماً كما فعلوا عند احتلالهم لها في سنة 492هـ/1099م، وقد كان خوف المقدسيين في محلّه، إذ احتل الفرنجُ القدسَ من جديد بعد عشر سنواتٍ أي في سنة 626هـ/1229م واستمر احتلالهم لها حتى سنة 637هـ/1239م، ثم عادوا واحتلوها مرةً ثالثةً في الفترة ما بين 641هـ/1243م – 642هـ/1244م4، وهكذا بقيت المدينة في حالةٍ غير مستقرة ضاعت خلالها معظم أوقافها وخلت من المؤسسات والعقارات التي كانت تموّل هذه الأوقاف.


وينفرد النعيمي(5) بأحسن وصفٍ لما آلت إليه حال الوقف الإسلامي في المدينة المقدسة في العصر الأيوبي، فقد نقل أنّ عز الدين أيبك المعظمي أستادار الملك المعظم شرف الدين عيسى كان قد وقف مدرسةً في القدس عرفت بالمدرسة العزّية، لكنه شرط أن تؤول منفعة وقفه على مدرسة القدس فقط حينما تكون القدس فقط بيد المسلمين، في حين خصّص منفعة وقفه إلى المدرسةالحنفية التيوقفها في الجامع الأموي بدمشق إذا ما كانت القدس تحت الاحتلال الفرنجي، وهذه الحادثة تؤكد تراجع الاستقرار السياسي في المدينة المقدسة بعد وفاة السلطان صلاح الدين الأمر الذي أدى إلى تراجع الاهتمام بالوقف الإسلامي في القدس بعد وفاة السلطان صلاح الدين الأيوبي.
عادت مدينة القدس تزدهر بأوقافها الإسلامية بعد خروج الفرنج للمرة الثالثة والأخيرة، ولكن هذه المرة برعاية الدولة المملوكية التي اهتم سلاطينها وأمراؤها بإنشاء المؤسسات الخيرية ووقفها على مصالح المسلمين، وقد ازدهرت المباني الوقفية كالمدارس والترب والزوايا وخدمت مختلف النواحي الحياتية في المدينة المقدسة وقد وثّق مؤرخ القدس والخليل قاضي القضاة مجير الدين عبد الرحمن العليمي الحنبلي تلك الأوقاف في كتابه الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، ومن هذه الأوقاف: وقف الملك الظاهر بيبرس على مقام النبي موسى في سنة 668هـ/1269م، ووقف الأمير تنكز الناصري(نائب الشام في سنة 730هـ/1329م، ووقف الأمير منجك) في سنة 776هـ/1355م، ووقف الملك الأشرف قايتباي) في سنة 877هـ/1473م.
كما ازدهر الوقف الإسلامي في القدس في العهد العثماني بشكلٍ فاق كل العصور، وعرفت القدس نوعاً جديداً من الأوقاف الإسلامية إلى جانب الوقف الخيري والوقف الذري تمثل في وقف النقود، وفي هذا العصر شهدت القدس كبرى أوقافها عبر التاريخ، وهو وقف خاصكي سلطان زوجة السلطان سليمان خان القانوني بالإضافة إلى الننافس الشديد بين سكان وأهالي المدينة على فعل الخير من خلال تحبيس العقارات ووقفها للمصلحة العامة .


مصادر الوقفيات وأماكن وجودها
1. سجلات المحكمة الشرعية
تُعد سجلات المحكمة الشرعية في القدس أهم المصادر التاريخية التي تحتفظ بأصول حجج وكتب الوقف الخاصة بالمدينة المقدسة، فهذه السجلات تحتضن معظم حجج الوقف التي ترقى إلى العصر العثماني بالإضافة إلى إسجالات لحجج وقف من العصرين الأيوبي والمملوكي، وتبدأ سجلات محكمة القدس الشرعية في سنة 935هـ/1529م بسجلٍ غير مصور يحمل رقم أب، وهو يسبق السجل المعروف بالسجل الأول ويتألف من 351 صفحة سُجّل بها ست وقفيات .
ولما كانت السجلات الشرعية التي سُمح بتصويرها والمحفوظة أصولها في المحكمة الشرعية في القدس تبدأ بالسنة 936هـ/1529م، فإنّ جميع السجلات الشرعية التي تسبق السجل أب غير المصور قد ضاعت وتبعثرت بمرور الزمن ولم يبق لها أثر مما يعني أن غالبية وقفيات القدس التي تسبق ذلك التاريخ وترجع إلى فترات العصر الأيوبي والمملوكي ومطلع العهد العثماني ضاعت وأصبحت من الزمن الماضي للأسف الشديد .

http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image1.jpeg


حجة وقف عبد الوهاب بن طعمة ووالده طعمة في سنة 935هـ/1529م مسجلة في سجل شرعي غير مصور يحمل رقم أب

يبلغ عدد سجلات محكمة القدس الشرعية 820سجلاً منها 670 سجلاً مصوراً على لفائف المايكروفيلم، وحوالي 150 سجلاً غير مصورة كشف عن وجودها الباحث خضر سلامة)، ويذكر العسلي) أنّ عددها حتى شهر ربيع الأول سنة 1402هـ/كانون أول سنة 1982م بلغ 616سجلاً، في حين يذكر الأنصاري أنّ عدد السجلات المصورة حتى سنة 1983م بلغ 626سجـلاً، ثم أورد إحصائيةٍ أخرى للشيخ محمد أمين الدنف الأنصاري لسجلات القدس في العهد العثمـاني بلغت343 سجلاً .
إنّ أهمية سجلات المحكمة الشرعية في مدينة القدس تكمن في أنها أقدم السجلات الشرعية في بلاد الشام)، فهي تبدأ في سنة 935هـ/1529م، في حين تبدأ سجلات محكمة حلب الشرعية على سبيل المقارنة في سنة 962هـ/1554م، وسجلات محكمة دمشق في سنة 991هـ/1583م، ولا يسبق سجلات محكمة القدس الشرعية في التاريخ سوى سجلات محكمة بورصة التي يرجع أقدم سجلاتها إلى سنة 860هـ/1455م، ثم يليها سجلات محكمة قيصرى في سنة 895هـ/1489م .
2. دفاتر الأرشيف العثماني
وهي عبارة عن مجموعة من الدفاتر العثمانية المعروفة بطابو تحرير دفتر لري(6)، أي دفاتر تسجيل الأراضي العثمانية التي تسمى كذلك بسجلات الدفتر الخاقاني، وتُحفظ هذه الدفاتر في أرشيف رئاسة الوزراء في استانبول، كما يوجد نسخة مايكروفيلمية منها في مركز الوثائق والمخطوطات التابع للجامعة الأردنية، وتشتمل على عدد من الدفاتر الخاصة بأوقاف القدس وبلاد الشام من أبرزها:
· دفتر أوقاف وأملاك لواء القدس الشريف رقم 539 لسنة 805هـ/1402م – 964هـ/1556م.
· دفتر أوقاف واملاك لواء القدس الشريف رقم 342 لسنة 900هـ/1494م – 965هـ/1557م.
· دفتر مفصّل لواء قدس شريف (قانونامة سي) لسنة 930هـ/1523م .
· دفتر إجمال ألوية غزة وصفد والقدس رقم 427 لسنة 932هـ/1525م .
· دفتر أوقاف لوائي القدس وغزة رقم 131 لسنة 932هـ/1525م .
· دفتر أوقاف فلسطين رقم 602 لسنة 940هـ/1533م .
· دفتر أوقاف لوائي غزة والقدس رقم 1015 لسنة 945هـ/1538م .
· دفتر إجمال لواء القدس الشريف رقم 283 لسنة 952هـ/1545م .
· دفتر مالية مدورة 3723 لسنة 961هـ/1553م – 974هـ/1566م.
· دفتر خاص بلواء القدس رقم 289 لسنة 961هـ/1553م .
· دفتر طابو 516 لسنة 963هـ/1555م.
· دفتر إجمال لواء القدس رقم 346 لسنة 970هـ/1562م .
· دفتر أوقاف وأملاك لواء غزّة والقدس وصفد ونابلس وعجلون رقم 522 لسنة 980هـ/1572م.




http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image2.jpeg
دفتر إيرادات لواء القدس ودمشق ونابلس وغزة واللجون رقم 950 لسنة 1222هـ/1807م.
ملخص عن موقوفات المدرسة المعظمية من دفتر مفصل لواء قدس شريف لسنة 930هـ/1523م
المصدر؛ مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، ملف (3/7.11/930/13)


 
3. وثائق الأوقاف الإسلامية (وثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية)

http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image3.jpeg http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image4.jpeg
تُحفظ هذه الوثائق في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في ضاحية أبو ديس بالقدس الشريف، وهي تتألف من كم هائل من الوثائق الأصلية التي ورّثتها مؤسسة الأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية طوال العهد العثماني وفترة الإنتداب البريطاني والعهد الأردني والعهد المعاصر على فلسطين والقدس، ويوجد في أرشيف مؤسسة إحياء التراث ملايين الوثائق المخطوطة التي تتعلق بمختلف المواضيع التي لها صلة بشؤون الأوقاف الإسلامية، وهي جميعها محفوظة في دائرة الوثائق التركية (العثمانية) وحجج وقف أخرى معاد تسجيلها محفوظة في دائرة الوثائق العربية، وقد تمكنت المؤسسة من فهرسة جميع الوثاق المتعلقة بالأوقاف الإسلامية وحفظها في صناديق خاصة.
وتضاف سجلات الأراضي والأحكار والطابو والوقف إلى مجموعة المصادر المهمة المحفوظة في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية والتي تضم حجج وقفية وأخرى لها علاقة بشؤون الوقف الإسلامي بشقـيه الخيري والذري، ويبلغ عدد السجـلات
المحفوظة في مؤسسة إحياء التراث زهاء 3800 سجلاً منها سجلات عديدة متعلقة بشؤون مالية كسجلات الصُّرر المعروفة بسجلات الصرّة الرومية، بالإضافة إلى السجلات المصنفة بسجلات الوظائف أو الفرمانات السلطانية .


ملخص وقف السلطان قايتباي؛ المصدر: أبشرلي والتميمي،أوقاف المسلمين في فلسطين،ص: 39


ملخص وقفيات من مدينة القدس للمدرسة الحمراء والزاوية المنصورية؛ المصدر: مؤسسة إحياء التراث، ملف (7/1.15/144/13)


http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image5.jpeg

4- حجج وقف لدى عائلات القدس
تحتفظ معظم عائلات القدس بوثائق

http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image6.jpeg

تحتفظ معظم عائلات القدس بوثائق عائلية تخص الأوقاف التي حبّسها أجدادها على ذريتهم وعلى المؤسسات الخيرية والعامة، ومن بين العائلات المعروفة بحيازتها لوثائق وحجج وقفية نذكر عائلة الخطيب، وعائلة الدنف الأنصاري حيث يعد الأستاذ فهمي الأنصاري واحداً من أشهر رجالات القدس المعاصرين الذين حملوا راية الحفاظ على تراث الآباء والأجداد المتعلق بالأوقاف، وعائلة الحسيني التي جمع أبناؤها أرشيفاً خاصاً بوثائق الوقف التي كانت متناثرة في منازل أبناء العائلة، ومن أبرزها أوقاف السيد حسن أفندي بن عبد اللطيف الحسيني مفتي السادة الحنفية في القدس (1156هـ/1743م – 1226هـ/1811م)، وعائلة الخالدي التي تتميز بمكتبتها العريقة والتي تشتمل بالإضافة إلى المخطوطات المتنوعة على عدد من الوثائق الخاصة المتعلقة بأوقاف وأملاك العائلة الخالدية في القدس، وعائلة البديري حيث كانت توجد وثائق الوقف الخاصة بالعائلة لدى المتولي السابق الحاج عبد الله البديري في منزل الوقف الكائن في حارة باب الناظر لصق المسجد الأقصى المبارك، وعائلة الإمام، وعائلة قويدر، وعائلة الترجمان، والنشاشيبي، وقطينه، وغيرهم من عائلات القدس العربية التي لا مجال لحصرها في هذا السياق.
تحتفظ معظم عائلات القدس بوثائق

أسفل الصفحة إلى اليسار:


حجة وقف السلطان بايزيد بن السلطان سليم؛ المصدر: المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك

حجة وقف عبد اللطيف بن موسى الرصاص في سنة 1181هـ/1767م؛ المصدر: مؤسسة إحياء التراث، ملف (4/3.64/181/13)

5. مخطوطات القدس ومصاحفها

تفيد فهارس مخطوطات مكتبات القدس أنّ عدداً من هذه المخطوطات تشتمل على نصوص لحجج وقف ينقصها إسجال القاضي الشرعي، ومن بين هذه النماذج وقف مصطفى مصلح الدين بن بشير خطيب قلعة القدس في ربيع الأول سنة 953هـ/1566م لكتاب الكشاّف عن حقائق التنزيل لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي الزخشري (467هـ/1075م – 538هـ/1144م) وذلك على مصالح طلبة العلم في القدس، وقد نُسخ هذا المخطوط في أوائل شهر شعبان سنة 952هـ/1545م وكُتب في أوله: "إن هذا الكتاب وقف على طلبة العلم في القدس الشريف من الحاج مصطفى مصلح الدين بن بشير خطيب القلعة المنصورة بالقدس الشريف بتاريخ شهر ربيع أول سنة 953هـ وشهد على ذلك كل من محمد بن أحمد بن مسلم وحسام بن سعيد ابن يعقوب مدرس المدرسة الحسنية وأمت خليفة بن إبراهيم وعبد الكريم خليفة بن إبراهيم "(14) .

وتتميز المصاحف التي يحتفظ بها المتحف الإسلامي في القدس بأنها كُلها عبارة عن مصاحف موقوفة من سلاطين وأمراء وأعيان وشيوخ، وأنّ على هذه المصاحف كتابات تفيد أنّها موقوفة من أناسٍ محدّدين، فمثلاً يحتفظ المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك بنسخة خطية من الجزء الثاني عشر لمصحف شريف كتب بخط الثلث سُجّل على إحدى صفحاته حجة وقف باسم الحاجة أغل خاتون بنت الأمير محمد بن الأمير تمق مؤرخة في شهر رمضان سنة 760هـ/1358م(15) .

6. النقوش الأثرية


يوجد في مدينة القدس عددٌ كبيرٌ من النقوش التاريخية المتوزعة في مختلف حاراتها العتيقة، وتتنوع مضامين هذه النقوش تبعاً لسبب تثبيت كلٍّ منها، وأغلب هذه النقوش تتعلق بحوادث البناء والترميم والدفن والمراسيم السلطانية والذكريات، والوقف بكل تأكيد، ومن نماذج النقوش الوقفية، النقش المثبت على مدخل مسجد الشيخ محمد بن محارب الكائن في حارة الشرف، والنقش المثبت فوق مدخل المدرسة (الزاوية البدرية) الكائنة في خط مرزبان بالقرب من زاوية الشيخ محمد القرمي، والنقش المثبت على الواجهة الشمالية لصهريج الملك المعظم في ساحة المسجد الأقصى المبارك والمتعلق بوقف قاسم بن عبد الله كتخدائي قلعة القدس(16) .

http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image7.jpeg

عدد الوقفيـات

http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image8.jpeg
لا يوجد حتى الآن إحصائية شاملة لعدد الوقفيات الإسلامية الخاصة بمدينة القدس، وقد أعدّ مجهول في سنة 1338هـ/1919م فهرسةً لعدد من الوقفيات المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية في القدس(17)، كما يوجد لدى عائلة الأنصاري في القدس دفتر بخط الشيخ محمد أمين الدنف الأنصارى يشتمل على فهرسة لعدد من الوقفيات المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية في القدس، بالإضافة إلى الفهارس التي أعدّها الشيخ أسعد الإمام الحسيني بمساعدة آخرين لأوائل سجلات المحكمة الشرعية في القدس والتي تكشّف من خلالها عن عددٍ غير قليل من حجج الوقف المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية، إلاّ أنّ عمله هذا – رغم الجهد الواضح فيه - ما كان ليشفي غليل الباحث الأكاديمي بسبب توقف مشروع الفهرسة عند منتصف القرن الحادي عشر الهجري وفق منتصف القرن السادس عشر الميلادي وهي مرحلة مبكرة من سجلات العهد العثماني التي احتضنت عدداً كبيراً جداً من الوقفيات العثمانية.
جهات الوقف

تؤول الأوقاف الذرية بعد انقراض الموقوف عليهم إلى جهة بر لا تنقطع، وهي بذلك تحافظ على ديمومتها كوثيقة معدّة لفعل الخير حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك اشتملت جميع الوقفيات الذرية على نصوصٍ في خاتمتها تشير إلى أنّ واردات الوقف سوف تؤول في نهاية المطاف إلى جهات عامة خيرية كقبة الصخرة المشرفة، أوالمسجد الأقصى المبارك،

نقش وقف مسجد محمد بن محارب في حارة الشرف مؤرخ في سنة 595هـ/1199م
إحدى صفحات سجل غير مصور مؤرخ في سنة 1919م يشتمل على فهارس لوقفيات مسجلة في سجلات محكمة القدس الشرعية

أو المسجد النبوي الشريف، أو المسجد الحرام في مكة المكرمة، أو عدد من المقامات والمساجد والزوايا والتكايا التي أُنشئت لأغراضٍ خيرية، وإن تعذّر ذلك، فهذه الواردات تؤول إلى فقراء القدس وعابري السبيل، وبذلك يضمن صاحب الوقف أنّ واردات وقفه سوف تؤول حتماً إلى جهة برٍّ لا تنقطع .
الموقوفات

أظهرت حجج الوقف التي أفاد منها البحث تنوع واختلاف الموقوفات التي حبّسها أصحابها في القدس، وقد جاءت هذه الموقوفات متنوعة فمنها المساجد والزاويا والمدارس والكتاتيب (مكاتب تعليم الأطفال) ومصادر المياه، والتكايا، والمباني الخاصة كالمساكن، والصهاريج والحواكير، والحوانيت والمزارع، والأراضي، والقرى، والخرب، بالإضـافة إلى المعـاصر، والمصـابن، والمطاحن والأفران، والمدابس، وحوانيت الحياكة، والمخطوطات والكتب والمصاحف الشريفة، والنقود، والخانات، وحتى أواني منزلية ولوازم الطبخ ، وأدوات معدنية وسيوف، وخناجر .



http://www.jerusalemquarterly.org/AlQudsConf/media/image9.jpeg
جانب من حجة وقف محمد أفندي الخطيب الجماعي رئيس خطباء المسجد الأقصى المبارك لحاجيات متنوعة
وذلك في سنة 1248هـ/1832م؛ المصدر: مؤسسة إحياء التراث، ملف (3/2.3/245/13)
 
 
1 مجير الدين العليمي،الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل،مكتبة المحتسب،عماّن،1973م،ج1،ص:289-299؛ كامل العسلي،مخطوطات فضائل بيت المقدس،منشورات مجمع اللغة العربي الأردني،عماّن،،ط2، 1984م،ص:39-40 .


2 بهاء الدين بن شداد،النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية،منشورات مكتبة الخانجي بالقاهرة،ط2 ،1994م،ص:320؛ أبو شامة المقدسي،الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تحقيق إبراهيم الزيبق،مؤسسة الرسالة،بيروت،1997م،ج4،ص:296-297، 306 ابن خلدون،تاريخ ابن خلدون،دارالكتب العلمية،بيروت،1992م،ج5،ص:389؛ ابن كثير،البداية والنهاية في التاريخ، دار الفكر العربي،بيروت،د.ت ج12،ص:346؛ مجير الدين،الأنس الجليل،ج1،ص:384، 386، 390 .


3 ابن العماد الحنبلي،شذرات الذهب في أخبار من ذهب،دار الكتب العلمية،بيروت،ج5،ص:118؛ ابن العبري،تاريخ مختصر الدول،د.ت،ص: 244 .
4ستيفن رنسيمان،تاريخ الحروب الصليبية،ترجمة الدكتور السيد الباز العريني،جامعة القاهرة،1993م،ج3،ص:391-393 .
5 عبد القادر النعيمي،الدارس في تاريخ المدارس،دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1990م، ج1،ص:428-429 .
6 س.ش 92 ص:426-430؛ مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية،ملف (2/2.1/1194/13)؛ كامل العسلي،وثائق مقدسية تاريخية،عماّن،1981م،مج1،ص:108-121 .

7 مؤسسة إحياء التراث،ملف (2/2.1/1194/13) .

8عبد اللطيف إبراهيم،وثيقة السلطان قايتباي،المؤتمر الثالث للآثار في البلاد العربية المنعقد في مدينة فاس سنة 1959م،جامعة الدول العربية،القاهرة،1961م،ص:413 .


9خضر سلامة،سجلات المحكمة الشرعية في مدينة القدس ووثائقها ودور كامل العسلي، كـامل العسلي العلامة المقدسي وقضية القدس،القدس،1996م،(255-273)،ص:257 .


10 كامل جميل العسلي،وثائق مقدسية تاريخية،عماّن،1981م،مج1ص:11 .

11 فهمي الأنصاري،سجلات المحكمة الشرعية ووثائقها ودور كامل العسلي، كـامل العسلي العلامة المقدسي وقضية القدس القدس،1996م،(245-254)،ص:247 .
12 الشيخ محمد أمين الدين بن عمر الدنف الأنصاري؛ خاتم الوراّقين في القدس وقيّم المكتبة الخالدية؛ ترك مكتبةً قيّمة تبعثرت بعد وفاته؛ توفي في العام 1958م في منزله الكائن في حارة باب السلسلة فوق درج العين؛ محمد غوشه،القدس في تراث كـامل العسلي،القدس،1998م،ص:18 .


13 محمد غوشه،سجلات المحكمة الشرعية في القدس،مجلة عربيكا،بحوث مؤتمر أدوات البحث في الأرشيف،القاهرة من 6-8 مايو 2000م،(273-284)،ص:273.

14 خضر إبراهيم سلامة،فهرس مخطوطات المسجد الأقصى،عمان،1983،ج2،ص:29 .



15 خضر إبراهيم سلامة،المخطوطات القرآنية في المتحف الإسلامي في الحرم الشريف،القدس،دار غارنت للنشر في بريطانيا،لبنان،2004م،ص:84
16 محمد غوشه،تاريخ المسجد الأقصى،القدس،2002م،ص:93

17 Mohammad Áli Álami, The Waqfs of the Traditional Families of Jerusalem in the Ottoman Period, in Ottoman Jerusalem, 2000, (145-158) 15