المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن إدارة الأزمات



هيثم الفقى
07-07-2010, 10:03 AM
كتب الدكتور موسى المزيدي
بسم الله الرحمن الرحيم

هناك أزمات على مستوى الأفراد وأزمات على مستوى الشركات وأزمات على مستوى الأمة
سنركز في موضوعنا على الأزمات الفردية نفترض أن الفرد يمر بأزمة كيف يتعامل مع هذه الأزمة ؟ وكيف يتقن فن إدارة الأزمة.
عامل الزمن مهم على مستوى الفرد قد يستغرق لحل مشكلة أو أزمة فردية من 3 إلى 6 أسابيع وقد يكون أكثر أو أقل من ذلك يعتمد على الحوافز عند الشخص فكلما زادت الحوافز قوة كلما استطاع الإنسان أن يقلص فترة حل هذه الأزمة زمنيا، كحادثة الصحابي الجليل الذي سنتكلم عنه الذي أدار أزمتها بنجاح وهو كعب بن مالك رضي الله عنه استغرقت 50 ليلة، أزمة فردية مر فيها ونجح نجاحا باهرا، من خلال هذه الفترة الزمنية تفجرت قدراته، ورفع حسب القصة التي وردت باللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حسب الرواية التي يرويها عن نفسه حوالي 28 مفهوم إداري ونفسي واجتماعي توصل علماء الإدارة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع إلى هذه المفاهيم في العصر الحديث التي طبقها من 1421 سنة .



قال كعب بن مالك رضي الله عنه: "لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة غزاها"

هذا أول مفهوم إداري يرفعه كعب بن مالك "لم أتخلف"، الذي يسمع هذه الجملة يشعر بأنه كان ملاصق للرسول صلى الله عليه وسلم أينما ذهب، وعلماء الإدارة في العصر الحديث يرفعون شعار اختلط بالناجحين ويقولون بأن الإنسان يكتسب من خلال اختلاطه بالناجحين 60% من العادات الحسنة التي يتمتع بها هؤلاء الناجحين؟


يقول كعب بن مالك:" وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 2 : "لا تصطنع الأعذار"، الإنسان يعترف ولا يصطنع الأعذار يقول أنا بالفعل تخلفت



يقول كعب بن مالك:"فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ".

وهذا هو المفهوم الإداري رقم 3 : "الاستعداد المسبق"



يقول كعب بن مالك: "فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه"

وهذا هو المفهوم الإداري رقم 4 : " وقت لإنجاز أي هدف ". صحيح أن عادة تأجيل الأعمال عادة سيئة لكن نفترض أنه بزحمة العمل ودوامة الحياة لم ينجز عمل اليوم وبالتالي تأجل، هذا لا يعني أن الهدف منه ألغي لا ، لا بد أن يسعى وراء تحقيقه



يقول كعب بن مالك "ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فهممت أن أرتحل فألحقهم وليت أني فعلت ثم لم يقدر ذلك لي"

وهذا هو المفهوم الإداري رقم 5: " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد "

قال كعب بن مالك:" فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك، حضرني بثي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 7 : " استعن بكل ذي رأي"



يقول كعب بن مالك: "وعرفت أني لم أنج منه بشيء أبدا فأجمعت صدقه"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 8 : "باعد بينك وبين الكذب" ، قلص همومك فالهم أصبح سمة من سمات عصرنا الحديث حيث كثرت فيه المشاكل واليأس والإحباط فلا بد أن نعرف كيف نتعامل مع الهم، والصدق منجاة تزيح الهموم ويبدد الخوف



يقول كعب بن مالك: " فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فيقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم ويستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله تعالى"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 9: " لا تنفعل "، مع علمه بأن بعض الأعذار غير حقيقية وبعضها مصطنع لكن يبني على الظاهر ويكل إلى الله السرائر ، علماء الإدارة يقولون الذي ينفعل عند الغضب فإن ثلث طاقته تتبدد!!



يقول كعب بن مالك: " حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال لي "تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد اشتريت ظهرا ؟ فقلت: يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حدثتك بصدق تجد علي فيه إني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل "

هذا هو المفهوم الإداري رقم 10: " رغب نفسك في العمل الجاد " كان يرغب كعب بن مالك الرسول صلى الله عليه وسلم في أن يعفو عنه



يقول كعب بن مالك:" والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 11: " لا بد أن تعتقد بالقدرات " ، يقول العالم النفسي وليم جيم: "الإنسان على مدى حياته التي يعيش فيها لا يستغل من قدراته سوى 10 % فقط ويبقى 90% معطل، فالإنسان حتى يفجر هذه القدرات يجب أن يعتقد في قرارة نفسه أنه قوي ويستطيع أن يفجر هذه القدرات."
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك، فقمت وقام إلي رجال من بني سلمة واتبعوني فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به المتخلفون فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك، قال فواللله مازالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، قال ثم قلت لهم : هل لقي معي هذا أحد؟ قالوا: نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت: فمن هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة، قال فمضيت حين ذكروهما لي"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 12 : " لاحظ عادات الناجحين وقلدها"



يقول كعب بن مالك: " ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا كثيرا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 13: " تريث "



يقول كعب بن مالك: " فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، أما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف بالأسواق"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 14: "بادر بالحركة"



يقول كعب بن مالك: " ولا يكلمني أحد وآتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا "

هذا هو المفهوم الإداري رقم 15: " محادثة النفس"



يقول كعب بن مالك: " ثم أصلي قريب منه وأسارقه النظر"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 16: ليس مزاحمة الناجحين وإنما " ملاحقة الناجحين "



يقول كعب بن مالك: " فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت جدار أبي قتادة وهو بن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له: يا أبا قتادة أنشدك بال هل تعلم أني أحب الله ورسوله فسكت قال فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته "


هذا هو المفهوم الإداري رقم 17: إذا أأراد شخص أن ينجز أمرا إذا لم ينجزه من أول كلمة يقولها يعيد للمرة الثانية والثالثة
يقول كعب بن مالك: " فقال الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا أنا بنبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك؟ قال فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاء فدفع إلي كتاب من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك وأن الله لم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك"

هذا هو المفهوم الإداري الثامن عشر: " قاوم الإغراء "



يقول كعب بن مالك: " فتيممت به التنور"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 19: " مكن نفسك من الثقة بالنفس "، كن واثقا من نفسك ما دمت مطمئن إلى عملك



يقول كعب بن مالك:" حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني يقول: يأمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعتزل امرأتك قال فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال بل اعتزلها ولا تقربها، قال وأرسل إلي صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكومي عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ما يشاء"

هذا هو المفهوم رقم 20: "كلف نفسك وسعها" ، كلف نفسك وسعها إلى أن تشعر بإجهاد نفسي أو جسدي ارتاح ثم عاود العمل.



يقول كعب بن مالك:" فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه قال فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدري ما يقول رسول الله صلى الله عليه إذا استأذنته وأنا رجل شاب؟ "

هذا هو المفهوم رقم 21 : "اعترض على النصيحة التي تأتي من صديق المصلحة "



يقول كعب بن مالك:" فلبثنا عشر ليالي فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا، قال: ثم صليت صلاة الصبح صبح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته أبشر يا كعب بن مالك، قال: فخررت ساجدا"

هذا هو المفهوم رقم 22 : إذا جاءتك البشرى عليك أن تزداد قربا إلى الله عز وجل " زد نفسك علما وإيمانا "



يقول كعب بن مالك: " وعرفت أن قد جاء الفرج من الله عز وجل بالتوبة علينا، فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر فذهب الناس يبشروننا ، وذهب فبل صاحبي مبشرون وركض إلى رجل فرسا وسعا ساع من أسلم وأوفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته"


هذا هو المفهوم رقم 23 : " كافئ من يبشرك بالحل "





يقول كعب بن مالك :"ولم يذكرني الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك: ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من بني سلمة: حبسه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 6 : "تفاءل بالخير"، التفاؤل يؤدي إلى النجاح وأقل التفاؤل الكلمة الطيبة، التفاؤل أن تقع عيناك على الجانب الحسن من أي أمر تراه دائما انظر إلى الجانب الحسن وغض الطرف عن الجانب السيئ
يقول كعب بن مالك : "فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره "

هذا هو المفهوم الإداري رقم 24 : " اترك الانطباع الحسن في أذهان الناس" ، فطلحة بن عبيد الله ترك انطباعا حسنا في ذهن كعب بن مالك عندما قام له وفزع إليه وبادره بالتهنئة



قال كعب بن مالك: " فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور .."

هذا هو المفهوم رقم 25 : " بالغ في إدخال السرور" فإدخال السرور على الغير من خير الأعمال



يقول كعب بن مالك: " فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ووجهه يبرق من السرور: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك"

هذا هو المفهوم الإداري رقم 26 : " مارس مهارة الإلقاء وانتقاء الكلمات الإيجابية" فالكلمات الإيجابية تضاعف القدرات ولها تأثير عجييييب على الناس



يقول كعب بن مالك: " قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال بل من عند الله، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر حتى يعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. قال:"أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك" قال فقلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر وقلت يا رسول الله إنما نجاني الله بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت "

هذا هو المفهوم الإداري رقم 27 : " باعد بينك وبين الكذب"



يقول كعب بن مالك: "وقلت يا رسول الله إنما نجاني الله بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، قال فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ ذكرت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي"


هذا هو المفهوم الإداري رقم 28 : " ارفع هدفا ووضح هذا الهدف في ذهنك"، إن الهدف الذي دفعه كعب بن مالك لنفسه كان واضحا وحاضرا وواقعيا في ذهنه