المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة مرة أخري إلي فتنة العدالة والأزمة المشتعلة بين المحامين والقضاة.



هيثم الفقى
07-07-2010, 09:19 AM
عودة مرة أخري إلي فتنة العدالة والأزمة المشتعلة بين المحامين والقضاة.

ألم يعد هناك حل؟!

ألم يعد هناك شخص رشيد في هذا البلد؟

كان من الممكن أن يتم توجيه جهود تلك الأزمة إلي معركة التغيير.

فلا أحد ينكر دور القضاء في التغيير خاصة لو كان مستقلاً.. ولا أحد ينكر دور المحامين في التغيير أيضاً بعددهم وفكرهم وشيوخهم وتحركاتهم.

.. لكن النظام نجح في أن يجعل الجو العام فوضي عارمة، كل يبحث عن مصالحه الخاصة.

لقد وصل الأمر إلي مسئولين كبار ووزراء أدوا يمين الله بأنهم في خدمة هذا الشعب، لكن تجد كل تصرفاتهم في خدمة أنفسهم وأقاربهم ويحول كل مسئول مؤسسته إلي عزبة خاصة يتصرف فيها كيفما يشاء.. ولا يهمه سوي رضا النظام عنه حتي يستمر في إدارة عزبته الخاصة، أقصد المؤسسة العامة التي علي رأسها.

ومن ثم تجد المسئول لم يعد يهمه إطلاقاً الحفاظ علي موارد الدولة، وإنما بتسهيل مهمة الاستيلاء عليها سواء البيع أو بالتخصيص، كما رأينا وشاهدنا في مجال الإسكان وبيع شركات ومصانع القطاع العام، وعندما تحتاج ميزانية الدولة إلي موارد فيتم فرض ضرائب ورسوم علي السلع والخدمات.. وطبعاً علي حساب الفقراء.

في الوقت نفسه يحمي النظام هؤلاء ويمنحهم حصانته ليشكل مجموعة صغيرة متحكمة تساعده علي البقاء في السلطة إلي النفس الأخير.. ويحمي نفسه بمجموعة من القوانين والتشريعات سيئة السمعة.

ويقف بالمرصاد ضد كل دعاوي التغيير.

ويصر علي الحكم بالطوارئ.

ويجري انتخابات مزورة.

وينشر الفساد في الأرض والجو والبحر.

لقد أصبح الجو العام فاسداً وداعياً إلي الفساد.. ولا أحد يتحرك.

ولعل ما يحدث بين القضاة والمحامين مرجعة الأساسي حالة الاحتقان في المجتمع الذي لم يعد يحتمل الجميع فيه تصرفات استبدادية وديكتاتورية.

فلم يعد القاضي يتحمل هذا الجو.

ولا المحامي أيضاً.

.. والكل ينفض يده.. وكأن هذه الدولة ليس لها صاحب.

.. فأصبح الجميع ـ بالطبع المسئولون ـ يسعون إلي حصانة أنفسهم.. أو علي الأقل العمل علي الخروج الآمن إذا خرجوا من مناصبهم وتركوا نفوذهم.

.. وبالطبع هناك حل واحد من خروج من تلك الأزمة وفوضي الجو العام ألا وهو التغيير والديمقراطية.. تغيير في بنية النظام واتباع الديمقراطية في الاختيار والوصول إلي المناصب عن طريق صناديق الاقتراع.. وقد فعلتها دول كثيرة.. ونفعت.

المصدر هنا (http://dostor.org/authors/11/48/10/july/5/21442)