المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة التجسيم أخطر عقيدة وثنية يهودية فرقت أهلنا المسلمين



سراج المحبة
02-15-2010, 09:35 PM
قوارع القهار على رؤوس المجسمة التكفيريين الفجار

اللهم رداً على عبدة الصور والجهات والأمكنة والأجسام أدعوك بمحكم دعاء حبيبك صلى الله عليه وسلم :

أنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فلیس دونك شيءٌ
(رواه الإمام مسلم) .

أما بعد :
إن الله تعالى أنزل القرآن المجید هدىً ولیبلو العبادَ
فيضل به كثيراً ويهدي به كثيراً لكن لا يضل به إلا الفاسقين الفجرة .
فالمنشأ العظیم للهدایة والضلالة أنّ آي القرآن العظیم قسمان :

1- محكماتٌ معانيها ظاهرةٌ من غیر صعوبةٍ، مثل الآیات في تنزيه الله تعالى، واستغنائه، وعدم وجود مثيلٍ له تعالى .

2- وأخر متشابهاتٌ، في معانيها إشكالٌ، فإمّا مشكلٌ لا یفهم من ظاهر نظمه شيءٌ، كالحروف المقطّعات وغیرها، (الم،حم،ن)
وإمّا يفهم من ظاهرها العيب والنقص وما كان محالاً على الله تعالى .

فمَن كان في قلبهم زیغٌ وضلالٌ حسبوها على طریقتهم، وجعلوا یضلّون بها مَن لا علمَ له، ویبثون الفتن في الدِّین بأقوالهم :
"انظروا: إنّ الله جالسٌ على العرش"، ويخلو منه العرش وينتقل إلى أسفل و"قد صعد العرش"، و"استقرّ على العرش"واستراح، وله يد ورجل وأجزاء يفنى كله ويبقى منه جزء واحد هو الوجه كلٌّ منهم حسب درجات غلوهم وشدة كفرهم .



ونسي هؤلاء المجرمون آیاتٍ محكماتٍ التي هي أمّ الكتاب، ومحوا تصریحاتها عن القلوب، ويقولون في المتشابهات الله أثبتها لنفسه


زوراً ويصلون لمنتهى الغلو والتشبيه والتجسيم فيقولون معناها على الظاهر وعلى الحقيقة والعياذ بالله .





ونرد عليهم باطلهم بالحق المبين فنقول نعم الله أثبت لنفسه لكن


ما أورد معناه محكماً بيناً واضحاً مئة بالمئة بلغة قريش أثبته لنفسه
كقوله ليس كمثله شيء و قوله قل هو الله أحد الله الصمد .

أما بعض أساليب المجاز العربية التقريبية للعقول والمتشابهة التي يضيفها الله لنفسه تشريفاً لها أو مجازاً أو غير ذلك فمرد فهمها إلى محكم القرآن .

ولا يجوز تأويل المتشابه على الظاهر والحقيقة بل على المعنى الحق .




فالنصارى ذهبت إلى مثل قوله تعالى عن المسيح ((وكلمتهُ ألقَاها إلى مريمَ وروحٌ منهُ ))





فقالوا عن المسيح هو كلمة الله وروحه على الظاهر والحقيقة فهو صفة لله والعياذ بالله .


فشابهوا شيئاً ما نفس طريقة بعض الجماعات الوهابية أدعياء السلفية في المتشابهات وقولهم الله أثبت ذلك لنفسه وعلى الظاهر والحقيقة ؟؟؟؟





ولم يقل النصارى الحق بأن ما ورد من المتشابهات التي تقرب للعقول وأن الإضافة للتشريف وأن (من) للابتداء أي أن الله ابتدأ عيسى والكلمة هي قوله (كن) وغير ذلك ، بل ذهبوا إلى المقاصد الوثنية فأجروا الكلام على الظاهر والحقيقة .



مثال آخر الله أضاف أفعالاً كالمجيء والنزول والصلاة كقوله


{هوَ الذي يصلي عَليكم}
فلا نقول أن الله أثبت لنفسه الصلاة على الظاهر والحقيقة ومثله النزول وإنما نقول أضَافَ وتنزهَ عن الظاهر والحقيقة اللغوية ولا نقول أثبتَ .




فالحقيقة اللغوية للصلاة هي الدعاء ويكون لغةً من أدنى لأعلى


وهذا المعنى عكس حقيقة المحكم بأن الله هو الأعلى ونحن الأدنى،


والحقيقة الشرعية للصلاة مثلاً هي السجود والركوع لنا .


والنزول على الظاهر وليس المجاز هو صفة تنقل الأجسام وانحطاط مكانها .


ومثله الحديث الصحيح القدسي يقول الله لعبده { مرضت فلم تعدني ، قال : يا رب ، وكيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ؟ أما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ؟





يا ابن آدم ، استطعمتك فلم تطعمني ، قال : يا رب ، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان ، فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ،


يا ابن آدم ، استسقيتك ، فلم تسقني ، قال يا رب ، كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما لو سقيته لوجدت ذلك عندي } أخرجه الإمام مسلم في صحيحه .





فلا نقول أن المرض والجوع والعطش والعري وغيرها من المتشابهات


صفات مثبتة على ظاهرها تعالى الله عن هذه الفهوم العليلة الجاهلة العاطلة، فافهموا يا أهلي المسلمين أعانكم الله على فتن زماننا .



واعلم أخي العزيز! أن بعض الوهابیة أدعياء السلفية المباركة أكّالون لفُضلة جمیع الضالّین، أخذوا شيئاً فشيئاً من العقائد الضالّة من شتّى الفِرق وستروا عقائدهم بكثرة السب السوقي والتكفير والبهتان العظيم لمن خالفهم وادعوا السنة والإصلاح ومن ثمّ ورّطوا أبناءنا الطيبين وجندوهم ليجتثوا الإسلام من أصوله من حيث لا يعلمون .

ولنشرح لفظة من أهم ألفاظ المتشابهات التي أثاروها ليتضح الكلام .
فمثلاً إنّه قد جاء في القرآن لفظة "الاستواء"، ولیس بلازمٍ أن یكون معناه الجلوس والصعود والاستقرار، وهذا فهمٌ من أنفسهم حكموا به على الله (ما أنزل الله به من سلطان).

فلو جاءت في القرآن العظیم هذه الألفاظ نفسها لكان فرضاً قطعیّاً بأمر القرآن أن لا نأخذها على ظواهر معانيها التي تتوهم من هذه الألفاظ في أذهاننا؛ لأنّ هذه المعاني الظاهرة هي للأجسام،
والله تعالى لیس بجسمٍ، ولكن هؤلاء أثبتوا بضلالهم هذا المعنى نفسه، أو داروا في فلكِهِ وهم الذین عناهم الله في القرآن : ((فأمّا الذينَ في قلوبهِم زيغٌ فيتبعُونَ ما تشابَهَ منهُ ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلِهِ ))

ومَن كان راسخاً في العلم على هدىً من ربّه، فهمَ أنّه ثبتَ قطعاً بآیاتٍ محكماتٍ أنّ الله تعالى منزّهٌ عن المكان والجهة والجسم والأعراض،
لا تأخذه السنة ولا النوم ولا يمسه اللغوب والتعب ومتعالٍ عن الجلوس والصعود والاستقرار على الظاهر أي كالأجسام المخلوقة ، وكلّ هذه الأمور عیبٌ في حقّ مَن تنزّه عن العیب، وسیأتي بیانها عن قریبٍ إن شاء الله المستعان، والله منزَّهٌ عن كلّ عیبٍ، وهذه العيوب الباطلة تنبئ عن الحاجة إلى ما هو مخلوقٌ له، أي: العرش ،
والله متعالٍ عن كلّ احتیاجٍ، وهو الذي يفتقر إليه العرش وبمدده تحمل الملائكة العرش وليس العكس، وإن بهذه المعاني الظاهرة یثبتُ مشابهتُه بالمخلوقات؛ فإنّ القیام والقعود والصعود والنزول والتضحضح والاستقرار على الظاهر شؤونٌ للأجسام، وهو متعالٍ عن كلّ مشابهةٍ للخلق، فما یتحصّل في أذهاننا من ظاهر المعاني بهذه الألفاظ لیس بمرادٍ قطعاً ما دام يتعارض ومحكم القرآن، وإنما المراد معنىً آخر؟؟ فما هو ؟؟

فالسؤال إذاً : "كيف سنفهم الآيات المتشابهات كالاستواء مثلاً ؟".

الجواب : إن أصحاب الهدى على منهجَین في المتشابه،

أما المنهج الأول فهو قول الأكثر والمعتمد عند أهل السنة والجماعة وخصوصاً المالكية والأحناف والحنابلة الحقيقيين والشافعية حيث قالوا: إذا لم یكن ظاهر المعنى هذا مقصوداً قطعاً، ولم يكن المطلب التأویلي متعيّناً ولا محدوداً، فماذا نقول؟ فالأحسن أن نفوّض علمَ ذلك إلى الله تعالى، وقد نهانا ربُّنا تبارك وتعالى عن اتّباع الآیات المتشابهات، وقرّر أنّ الخوض في تعیین مرادها ضلالٌ، فلماذا نتجاوز الحدّ؟ فلنقتنع بالقدر الذي أفادہ القرآن ، فنحن نؤمن بمراد الله تعالى بالمحكمات والمتشابهات، فكلٌّ من عند ربّنا تبارك وتعالى .

وهذا هو مذهب الجمهور من أئمة السلف، وهو الأسلم والأَولى، ویقال له مسلك التفویض والتسلیم، وقد قال أولئك الأئمة: "الإستواء معلومٌ، والكیف مجهولٌ؛ فإنّ معناه فوق أفهامنا، والإیمان به واجبٌ؛ إذ ثبت بنصٍّ قطعيٍّ من القرآن الكريم، والسؤال عنه بدعةٌ؛ لأنّ السؤال لا یكون إلاّ عن تعیین المراد، ولا سبیلَ إلى ذلك.

وأما المنهج الثاني : وهو رأي البعض أنّ الله عزّ وجلّ إذ جعل الكتاب قسمَین: محكمٌ ومتشابه، وقال في المحكمات هن أم الكتاب، أي: هنّ أصل الكتاب، وظاهرٌ أنّ كلّ فرعٍ یرجع إلى أصله، فالآیة الكریمة نفسها أرشدتْ إلى تأویل المتشابهات، وفهّمتْنا المعیارَ السَّدید للتأویل
بأن ننشئ في هذه المتشابهات احتمالاتٍ صحیحةً نزيهةً تعود بها إلى أصلها -أي المحكمات- وتطابقها، حتى لا یتطرّق إليها ومن خلالها الفتنةُ والضلال والباطل والمحال.

ومع ذلك يجب عدم تیقُّن ما أبدَینا من المعنی بأنّه هو مراد الله تعالى،
ولكن إذا كان المعنی ظاهراً ونزیهاً وبریئاً ومنزَّهاً عن مخالفة المحكمات وسائغاً بالنظر إلى محاورات العرب، فلا حرجَ من بیانه على وجه الاحتمال،

والفائدة فيه أنّ بعض الطبائع من العوام تتأثر بالشبهات التي يضعها الزنادقة ویعسر أن تقتنع بما یقال لها من أنّا لا نستطیع أن نبیّن معناها، وإذا منعوا ازدادوا حرصاً وتفكّراً، وإنّ ابن آدم لحریصٌ على ما منع ، وإذا تفكّروا تورّطوا في الفتنة وهوَوا في الضلال، فالأنسب أن نصرف أفكارهم إلى معنی لائقٍ ومناسبٍ یطابق المحكمات ويوافق محاورات العرب، حتی ینجوا من الفتنة والضلال.

وهذا مسلكُ كثیرٍ من المفسرين السنة والعلماء السابقين والمتأخرین اختاروه مراعاةً للعوام، یقال له: "مسلك التأویل"،

وهؤلاء العلماء یُأوّلون مثلاً آیة الاستواء بوجوهٍ كثیرةٍ ومنها أربعة وجوهٍ نفیسةٍ واضحةٍ :

الوجه الأوّل: أنّ الاستواء بمعنی الملك والقهر والغلبة، وهو ثابتٌ وظاهرٌ من لسان العرب، والعرش فوق جميع المخلوقات وأعلاها، فاكتفی بذكره،
والمعنی فيه كنايةٌ أنّ الله الملك قاهرٌ غالبٌ على جمیع المخلوقات .

الوجه الثاني: أنّ الاستواء بمعنی العُلو، والعُلو صفةٌ لله عزّ وجل العالي المتعالي، لا علو مكانٍ، بل علو ملكٍ وسلطانٍ، ذكر هذَین المعنیَین الإمام البَيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" .

الوجه الثالث: أنّ الاستواء بمعنی القصد والإرادة، (ثمّ استوَی عَلى العَرش)، أي: ثمّ توجّه إلى العرش وموجود مثل ذلك عند العرب، یعني قصد إلى خلقه، أي: بدأ خلقه، أفاد هذا التأویل إمامُ أهل السنّة الإمام أبو الحسن الأشعري ونقله الإمام السیوطي في كتابه "الإتقان".
ويدل على هذا المعنى قول الله :
{{ ثمَّ استوَى إلى السَّماءِ فسوَّاهنَّ سبعَ سَماوَاتٍ }}

الوجه الرابع: أنّ الاستواء بمعنى إتمام العمل، یعني أنّه تعالى أتمّ سلسلةَ الخلق على العرش، ولم یجد شیئاً خارجاً منه، فما كوّن في الدنیا والآخرة، وما سيكوَّن لیس خارجاً عن دائرة العرش؛ فإنّه حاوٍ لكلّ مخلوقٍ .
وخیر تفسير للقرآن ما كان من القرآن، فالاستواء بمعنی التمام في القرآن نفسه،[القصص: ١٤]،[الفتح: ٢٩]
فهي عبارةٌ عن حالة الكمال، نقل هذا التأویل الإمامُ الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الإمام أبي الحسن بن بطال، وهذا الكلام للإمام أبي طاهر القزویني أفاده في "سراج العقول"، ونقله الإمام عبد الوهّاب الشعراني شيخ الأزهر في كتابه "الیواقیت والجواهر".
أقول: ذُكرت كلمة "الاستواء" في القرآن العظیم في سبعة مواضع، وكلّها بعد ذكر خلق السماوات والأرض بلا فصلٍ،

ولیری أهلنا المسلمون إلى أيّ مدی یكون الوهابيُّ إذا جسَّمَ فاقداً للحیاء متهوِّراً ومكّاراً،وكیّاداً، ومضِلاًّ ونجساً من حيث لا يعلم فما هو هدفه .



إن متبعي المتشابه لا یخلو أن یتبعوه ویجمعوه طلباً للتشکیك في القرآن وإضلال العوام، کما فعلتْه الزنادقةُ والقرامطةُ الطاعنونُ في القرآن،

أو یتبعوه بحجة إبداء تأویلاتها وإیضاح معانیها،

أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابه، کما فعلتْه المجسِّمة أدعياء السلف الذین جمعوا وقصوا ما في الکتاب والسنّة مما ظاهر جزء لفظه الجسمیّة حتی اعتقد بعضهم (وليس كلهم) أنّ الباري مجسَّمٌ وصورةٌ مصوَّرةٌ أي ذات وجهٍ وعينان اثنتان ویدٍ وجنبٍ ورِجلٍ وإصبعٍ وجسمٍ طوله (60ذراع=40متر) على الظاهر والحقيقة والعياذ بالله ، تعالى الله عن ذلك ، ولا يفيد كثيراً بعد ذلك قول بعضهم بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ،كالذي يقول هو جسم لا كالأجسام والعياذ بالله .

وإن المشبهة المجسمة على الظاهر والحقيقة لا فرقَ بعيد بینهم وبین عبّاد الأصنام والعجل والصّوَر ویستتابون من الردّة ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى أقوال جميع أئمة المالكية والشافعية والأحناف.

وقد عرف أنّ مذهب السلف تركُ التعرّض للتأویلٍ مع قطعهم باستحالة ظواهر المتشابهات، فيقولون: أمرّوها کما جاءت وهذا ما ندعو إليه .

وذهب بعضهم وكثير من الخلف إلى إبداء تأویلاتها وحملها على ما یصحّ حملُه من لسان العرب بما لا يتعارض ومحكم القرآن من غیر قطعٍ بتعیینٍ مجمَلٍ منها بل على سبيل الاحتمال .
وقد کان الأئمة من السلف یعاقبون مَن یسأل عن تفسیر الحروف المشکلات في القرآن؛ لأنّ السائل إن کان ینبغي بسؤاله تخلیدَ البدعة وإثارةَ الفتنة فهو حقیقٌ بالنکیر وأعظم بالتعزیر،
وإن لم یکن ذلك مقصده فقد استحق العتب بما اجترم من الذنب؛ إذ أوجد للمنافقین الملحدین في ذلك الوقت سبیلاً إلى أن یقصدوا ضعفةَ المسلمین وبسطاءهم بالتشکیك والتضلیل في تحریف القرآن عن مناهج التنزیل وحقائق التأویل .



إنّ المتشابه لابدّ أن یردّ إلى غیره من المحكم، ولكن الوهابیة ینتكسون، فعلى المتشابه یكبّون، وله یتبعون، وبظاهره یعملون، هذا كلّه جليٌّ لا خفاءَ به على مَن طالَع "مختصر العلو" للألباني، وما أشعر فيه من إبقاء الیدَین والعَین والقدم والنزول وغیره مما ظاهره التجسیم والحلول على حقیقته، ومع ذلك یزعم أنّه ومعشره الوهابیة للسلف متّبعون
وهم للأسف عنهم بریؤون على الظاهر والحقيقة .

متبعو المتشابه لا یخلو أن یتبعوه ویجمعوه طلباً للتشكیك في القرآن
أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابه...إلخ،
إنّ مصداق ذلك هم الحشویة الوهابیة أدعياء السلفية الذین یذهبون إلى التشبیه والتجسیم تبعاً لسلفهم في ذلك مما نسب لابن تیمیة وابن القیّم .
وقد ثبت بإجماعٍ من الأئمّة الأربعة رضي الله عنهم أن لا یفسَّر الاستواء، وأنّه یجب الإیمانُ به، ویحرّم البحثُ عن معناه أو تأويله على الظاهر والحقيقة اللغوية، وهذه هي طریقة جمیع السلف الصالحین .



آمنّا بما هو المراد لله تعالى، وأنّ الله منزَّهٌ قطعاً عن المعنی الذي یتحصّل في أفهامنا من ظاهر اللفظ، ولا اطلاعَ لنا على مراد الله تعالى، لذلك لا نقدر أن نقول في معناه شیئاً،
وإن قلنا على سبیل التأویل للضرورة فإنّما نقول ما یلیق بشأن قدّوسيٍّ لربّنا تبارك وتعالى، ویطابق الآیات المحكمات وعلى سبيل الاحتمال .

وقد رزق الله أهل السنّة والجماعة الصراطَ المستقیم، وهو أوسط الطرق دائماً، وعلى جنبَيه الإفراط والتفریط عقبتان هائلتان مهلِكتان، فلذلك أهل السنّة والجماعة في أكثر المسائل على وسطٍ بين الفرقتَین المتناقضتَین نحو الرافضي والناصبي، أو الخارجي والمرجي، أو القدري والجبري، أو الباطني والظاهري، أو الوهابي المبتدع،
أو عبّاد القبور حقيقة إن وجدوا
(وليس من يزور قبور الصالحين حاشاهم ) .



وعلى هذا القیاس كذلك ثمّة خرج فرقتان : "معطِّلة" و"مشبِّهة"،
أمّا المعطّلة "الجهمیّة"- فأنكروا الصفات المتشابهات رأساً، حتی إنّ قائدهم الأوّل جعد بن الدرهم المردود كان یقول: ما اتخذ الله إبراهیم عليه الصّلاة والتسليم خلیلاً، ولا كلّم موسى عليه الصّلاة والتسلیم .
وأقول لمثل هؤلاء نحن نعلم أن الخلة مثلاً على الظاهر والحقيقة هي من معاني الحلول والاتحاد وتخلل ذرات المحب داخل المحبوب وهي ردةٌ بإجماع الفقهاء والصوفية والمتكلمين .
لكن نقول آمنا بها مع تنزيهنا الله عن ظاهرها ونكل علمها لله .
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌّ من عند ربنا .

وجاءت "المشبِّهة" أدعياء السلفية على طرف النقیض للجهمية وفي غایةٍ من التفریط، ویقال لبعضهم أیضاً: "حشویّة" و"مجسِّمة"، فاتخذ هؤلاء الخبثاء عقيدةً صراحةً: بـ"أنّ لله تعالى مكاناً وجهةً وجسماً ،
وإذا كان كذلك فالصعود والنزول والقیام والقعود والمشي والسكون بظواهرها العاطلة كلّ ذلك ثابتٌ له سبحانه وتعالى فهم المردودون الذین قال فيهم القرآن العظیم: { يتبعونَ ما تشابهَ منهُ ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلهِ } ووصفهم بأنّهم ضلالٌ ذوو فتنةٍ .
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌّ من عند ربنا .



اللهم أعنا على سلوك طريق الراسخين في العلم من المذاهب السنية الأربعة ومدارسهم الكريمة الأشعرية والماتريدية والقادرية والشاذلية
وغيرها من المحدثين والصوفيين المتشرعين والقراء والفقهاء .



اللهم أجعل أنوار حبك تشرق على قلوبنا وزينها بجمال لا إله إلا الله .

والحمدُ لله رب العالمين الذي ظهرت أنوار أحديَّته فوقَ كل شيء

وطمَست حقائق عزه وظهوره ووجوده كلَّ ظلمةٍ وباطل،

وصلى الله على سيدنا محمد شمسِ الوصَال

وسِراج الكمالِ ومرآة الجمال وعلى آله وصحبه وسَلم .

أرجو الرد من الإخوة للفائدة وتنبيه أهلنا المسلمين لما ورد .


مقتبس أجزاء منه من كتاب الإمام أحمد رضا خان الحنفي

للتحميل مباشرة بسهولة إضغط على الرابط أدناه ثم حرك بالسهم الأزرق

http://cid-95efffb3a305dc46.skydrive.live.com/self.aspx/Nawat/mokhtasar%20kaware.pdf (http://cid-95efffb3a305dc46.skydrive.live.com/self.aspx/Nawat/mokhtasar%20kaware.pdf)