المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسلامنا يتجدد ولا يتبدد



أم خطاب
12-13-2009, 09:29 PM
إسلامنا يتجدد ولا يتبدد

د. تيسير الفتياني

7/7/2009


أودع الله في الإسلام خصائص التجدد والنماء، فهذا الدين لا يمكن ان تنطفئ جذوته ولا ان يخبو نوره أبدا قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة: 32. ويقول تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف: 8.

والإسلام بطبيعته يبعث على الصحوة واليقظة، فإذا نام المسلمون يوما فلا بد ان يوقظهم الإسلام، وان يهيئ لهم من يجدد أمر دينهم كما جاء في الحديث الصحيح "ان الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها" هذه الفئة قائمة على الحق تدعو إليه وتنادي به وتقاتل عليه حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وصدق الله العظيم إذ يقول (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) الأعراف: 181.

فطبيعة هذه الأمة أن يظل فيها الدعاة والهداة، يوقظونها من غفلة او سبات، فكلما حدث ركود او نوم في فترة من الفترات جاء من المجددين ومن المصلحين من يوقظ هذه الأمة طوال التاريخ، فالصحوة موجودة، وأصبحت ظاهرة اجتماعية حقيقية ملموسة تجسد بقوة روح هذه الأمة للتمسك بالإسلام عقيدة ومنهجا للحياة، ولا تسير سيرا حقا إلا به، لتبعث بالطمأنينة في نفوس البشرية، والمبشرات تدل دلالة واضحة على ان استئناف العمل للإسلام قريب بإذن الله لنعيش حياة توجهها العقيدة الصحيحة وتحكمها شريعة الإسلام وتضبطها أخلاقه، وتسودها قيمه وآدابه، حياة مصبوغة بالقيم الإسلامية لحما ودما وروحا، لنحيا بالإسلام ونحيا للإسلام ونغير حياتنا تغييرا اجتماعيا وفكريا ونفسيا وسلوكيا وأخلاقيا وطريق النجاح عندما نفهم تطبيق الإسلام بهذا المعنى، ولتحقيق هذه الغاية لا بد من عمل حقيقي لتغيير نفسيتنا ونفسية أبنائنا وبناتنا فالله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فإذا غيرنا ما بأنفسنا غيرنا الأمم والتاريخ، وهذا لا يكون إلا بالإيمان والتزكية والتربية الإسلامية الصحيحة المتوازنة التي تعبئ القوى وتحشد الطاقات وتجعل من المسلم والمسلمة يبذلان أضعاف ما يبذله الإنسان العادي حتى نلحق بالركب ونسير مع قافلة التقدم بل نحاول ان نسبق العالم اجمع، ولنحمي المسلمين من التيارات الغازية ومن القوى التي تريد ان تخترق الحاجز الإسلامي، وتدخل إلى ديار المسلمين لتسلب منا ذاتيتنا وتسلخ شخصيتنا وتمحو هويتنا، يريدون من إسلامنا ان يتبدد لا ان يتجدد، ولكن هيهات!! فالدين دين الله (إن الدين عند الله الإسلام) والله مظهر دينه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف: 9

فالإسلام قادر على تربية الأجيال تربية عميقة مستنيرة تغلب اليأس بالأمل، وتملأ الفراغ بالعمل، وتنتقل من الانفعال إلى الأفعال، ومن الارتجال إلى التخطيط من الغوغائية إلى العملية ومن التشاحن إلى التعاون ومن الاستيراد إلى الأصالة، وهنا ترتفع راية القرآن في الأرض ويسود دين الخالق دنيا الخلق، وتشرق أنوار السماء على ظلمات الأرض، فيتنزل النصر على عبيده المخلصين ويقول الحجر والشجر والمدر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، الجيل الذي يعيش في الحياة بهدف ورسالة? جيل الإنتاج والعطاء، يؤدي الواجب قبل أن يطلب الحق، يعيش لأمته قبل أن يعيش لنفسه قدوته الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام أصحاب العبادة والعمل والجهاد
والعمل للإسلام وقضاياه المصيرية ليس وقفا على الرجال فالمرأة مسؤولة كالرجل ومكلفة مثله? قال تعالى (فاستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) آل عمران: 195 وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال) ومما يحتم على المرأة المسلمة أن تعمل أننا نرى أمثالهن من النساء غير المسلمات يجتهدن في الباطل بأشكاله المتعددة ويبذلن المهج لنشره بين أبنائنا وبناتنا، فالمرأة المسلمة اليوم تستطيع ان تخدم دينها وتعمل لنصرة قضاياه في مختلف المجالات، وبذلك ديننا يتجدد لا يتبدد.


منقول أم خطـasـاب