المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العهد الأحمر



عادل البكار
12-07-2009, 11:34 AM
العهد الأحمر...
ديمقراطية ملطخة بالدم...ونــتـنة برائحة احتراق الجثث
يغضب الحاكم اليوم غضبته على أبناء صعده... وغداً سيغضب الشعب غضبته، سيسحله ذات يوم في شوارع صنعاء وسيرميه بالأحذية ويصفعه بالنعال... هكذا جرت سنة الشعوب وعادتها في من يتجاسر ويتطاول على كرامتها وكبريائها حين تصحو من غفلتها وتنتفض من سباتها.
أبناء صعده اليوم يبتلون بنيران استعرها لهم الحاكم ،نيران يصل لظاها إلى كل قرية وأسرة في الوطن الجريح ثكل... ويتم... وخراب بيوت، والى اليوم وبعد خمس سنوات من العدوان لا تزال أسبابه ودوافعه طلاسم على فقهاء السياسة، البعض يردها إلى لعبة سياسية غرضها حلب الأبقار الخليجية لكن اللعبة خرجت عن سيطرة اللاعب، آخرين يربطونها بقضية التوريث حيث يسعى الحاكم لإفشال القادة العسكريين وإحراجهم وازاحت من تأخذه الحرب إلى وليمة الموت لتخلو الساحة للوريث "احمد" ولو صح هذا التحليل أو ذاك فإننا أمام سلطة مجرمة لم تعرف لها البشرية مثالاً من قبل وأياً ما كانت الأسباب فلن تكون مبرره للعدوان قطعا كل ما في الأمر هو تفاوت درجة خطورة وبشاعة الجرم . ليس في حق أبناء صعده بل وفي حق الجنود اللذين يذهبون إلى صعده على طريقة مكره أخاك لا بطل يتعرضون للتهديد بقطع المرتب والفصل من الخدمة والتجنيد بدلاً عنهم، ولا تصرف لهم مرتباتهم إلا في ارض المعركة فيذهبون ومعنوياتهم تحت أقدامهم. يدركون أن لا بواعث شريفة وراء هذه الحرب. ويدفع مجانين الاحتراب بمجندين جدد من الشباب نكدت بهم البطالة بقسوتها وأذلتهم الحاجة فيغامرون بالالتحاق بالجيش في ظل هذه الظروف الخطرة على رجاء أن تكتب لهم السلامة، وتعتمد لهم درجة وظيفية تؤمن لهم العيش فيزج بهم إلى ساحات المعارك ولمّا يتأهلوا بعد للحياة العسكرية ولمّا يتدربوا بعد على فنون القتال واستخدام الأسلحة أو يخوضوا معارك افتراضية أو مناورات تجريبية فيلقون مصيرهم هناك قبل تمام تجنيدهم وإعطائهم الأرقام العسكرية التي حلموا بها ولا تؤخذ صورهم بالبزة و الأرقام العسكرية إلا وقد صاروا جثثاً في ثلاجات المستشفى العسكري !! السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا إقحام هؤلاء الأحداث ؟ وأين هي قوات الجيش المدربة منذ ما بعد 94م على اعتبار انه حصل تكسير لبعض وحدات وألوية الجيش في أتون حرب 94م ؟ ولماذا اللجوء إلى تحريض القبائل ودفعها إلى حرب يخوضها الجيش النظامي؟
هذا الحاكم استمرأ حكمنا بالشائعات والأكاذيب استغلالا لحالة من الجهل والتخلف هو المسئول عن بقائها واستمرارها رغم خمسين عاماً من الثورة اليمنية تسهيلا عليه تمرير سياساته وتحقيق رغباته بأتفه الوسائل فالشائعات سرعان ما تنتشر في هكذا حال بين الناس ويتناقلوها كحقائق دون أن يعطوا أنفسهم مجرد فرصة التفكير في مدى صدقيتها فتحقق أهدافها وأغراضها بأقل تكلفة ويتكفل البلهاء مجاناً نشرها وتداولها. سأضرب لكم مثالاً ليس بالبعيد .
في معركته الانتخابية على الرئاسة استطاع علي عبد الله صالح حسم النتيجة لصالحه بضربة قاضية ، لم تكن سوى شائعة سخيفة تمثلت في مسرحية هزلية كان هو بطلها عندما وقف أمام وسائل الإعلام وأخرج صورة فوتوغرافية لمنافسه فيصل بن شملان في أحد مهرجاناته الانتخابية وخلفه في الصورة أحد حراسته أحيط على وجهه بدائرة حمراء قيل انه إرهابي ومطلوب للعدالة ... في اليوم الثالث يوم الاقتراع خرج الدهماء إلى مراكز الاقتراع وهم يرددون ابعد مما ذهب إليه الحاكم، حققت الشائعة هدفها فكان له ما أراد. وها هو اليوم في سبيل تبريره العدوان على صعده يطلق شائعات وأكاذيب غاية في الابتذال والدناءة.
الحاكم تحيطه حاشية من الدراويش وحملة المباخر وتجار الكلمة والحروب من الشاطر والبورجي إلى البركاني والراعي ، من يتابع هذا الراعي وهو يصول ويجول بين المحافظات بخطاباته النارية " والمكسرة " أيضاً يدرك أن الرجل لا يجيد شيء سوى إشعال الحرائق فيما يزعم سيده أنه يرسله لإطفائها، دوره هذا يذكرني بمسلسل كرتوني كنت شغوفاً به أيام الطفولة ....كان يهيئ " للتنين الصغير" أن بإمكانه أن يلعب دور رجل إطفاء وكان أبوه يفسد عليه هذا الدور فما إن يتكلم في أي مناسبة حتى تتقاذف النيران من فمه ويعيد إشعال الحرائق من جديد .
هذا الحاكم الذي يمارس الكذب والتضليل ويقتل ويسرق وينهب ثروات البلاد وشعبه لا يزال - الوحيد في المنطقة - يتردى في أوحال الفقر والجوع والمرض والبطالة، يلوذ بدول الجوار يبحث عن لقمة عيش فلا يجد غير الامتهان لحريته كرامته والسجن والحرق والقتل بدم بارد هو حاكم فاشل وساقط الشرعية.
هذا الحاكم الذي تبجح ذات يوم وقال انه لن يسمح للأمريكان التحقيق مع أي مواطن يمني ثم يدبر بليل مؤامرة معهم ليقتلوا مواطنيه على ارض وطنه وتحت سماءه بسلاح طيرانهم هو حاكم خائن وعميل.
هذا الحاكم الذي إن انتفض أبناء الجنوب الحر مطالبين بحقوق قانونية ودستورية وجه لهم تهمة الانفصال ومعاداة الشعب, وان طالب أبناء الشمال بالمشاريع الخدمية والحياة الكريمة قال عنهم إماميين وإرهابيين وأعداء للشعب ، وان نزل أبناء صنعاء إلى الشارع يشكون غول الأسعار قال إرهابيين ومطلوبين للعدالة لأنهم أعداء الشعب !! هؤلاء هم الشعب !! فعن أي شعب يتحدث ؟؟؟
هذا الحاكم يجب أن يسقط يجب أن يقتل ويصلب ثلاثا لأنه يسفك الدم الحرام ويفسد في البلدة الطيبة.
هذا الحاكم الذي يتأسد علينا ها هو كالأطرش في زحمة التصريحات " الوصائية " على بلاده ، مسكين " فارس العرب " في كل الشدائد يبحث عن حفرة يدس رأسه فيها . يتعامل معه أثرياء الخليج وصقور إيران كقاصر يتصارعون على مصيره وهو صاحب الشأن لا حيلة له ما عساه أن يقول, على ما ذا يراهن ؟؟ على جيش كسيح أثبتت الأيام عجزه وفشله مرارا وتكرارا تصبح كنكته سخيفة تبعث على السخرية التهديد بقواته المسلحة
هؤلاء الحكام اللذين لا يعرفون معنى التواضع مع شعوبهم ها هم اليوم يتعلمون دروسا قاسية في الاهانة.