المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراتيل ، من روائع الشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج



وهبت عمري لك
11-03-2009, 04:59 PM
تَرَاتِيلٌ
ـــ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ـــــ


مَنَادِيلُ الْهَوَى رُسُلُ




إِذَا ضَحِكَتْ بَكَتْ رُسُلُ


تَكَادُ تُذِيعُ أَحْرُفَهَا




وَتَعْصِرُ صَمْتَهَا الْجُمَلُ


وَتَكْشِفُ سِرَّ صَبْوَتِهَا




وَترْشُفُ خَمْرَهَا الْمُقَلُ


وَتَشْدُو قِصَّةَ الْعُشَّاقِ




شَاجِيَةً وَتَرْتَجِلُ


كَأَنَّ مُحِيطَهَا نَارٌ




مَعَ الأَمْوَاجِ تَشْتَعِلُ


وَتُلْهِبُ جَمْرَهَا امْرَأَةٌ




فَيصْلَى حَرَّهَا الرَّجُلُ


*********


أَهِيمُ بِظَبْيَةٍٍ شَرَدَتْ




أَصَابَ فُؤَادَهَا الْمَلَلُ


تَكِدُّ تَجِدُّ جَاهِدَةً




يَرُدُّ خَيالَهَا الْكََلَلُ


تَعُودُ تُعِيدُ شُعْلَتَهَا




وَيطْفِئُ رُوحَهَا الْكَسَلُ


فَهَامَتْ فِي مَرَاتِعِهَا




يُؤَجِّجُ خَطْوَهَا الأَمَلُ


تَطُوفُ بِرَوْضَةٍ يَرْوِي




صَدَاهَا عَارِضٌ هَطِلُ


فَتُرْسِلُ رِجْلَهَا فِي




الْمَاءِ فِي لُطْفٍ وَتَغْتَسِلُ


وَتَسْتَلْقِي مَعَ الأَطْيافِ




آَمنَةً وَتَبْتَهِلُ


أَنَامُ عَلَى رُمُوشِ عُيُونِهَا




النَّعْسَى وَأَكْتَحِلُ


وَأَدْخُلُ غَابَةَ الأَلْوَانِ




مُلْتَاعَاً وَأَرْتَحِلُ


أُسَافِرُ بَيْنَ خُلْجَانٍ




يُمَازِجُ حُزْنَهَا الْخَجَلُ


يَبُثُّ غَرَامَهَا تَلٌّ




وَيكْتُمُ عِشْقَهَا جَبَلُ


وَيَصْدَحُ فَوْقَ رَبْوَتِهَا




وَيَبْكِي طَائِرٌ وَجِلُ


يُقَبِّلُ رَمْلَهَا مَوْجٌ




وَيَسْقِي نَخْلَهَا وَبِلُ


يَكَادُ يَذُوبُ فِي فَرَحٍ




وَيَمْلأُ ثَغْرَهَا الْعَسَلُ


وَيَطْغَى فِي مَلاحَتِهِ




وَيُسْحِرُ جَفْنَهَا الْكَحَلُ


وَتُرْخِي لِلصَّبَا يَدَهَا




وَيُطْلِقُ سَاقَهَا الْجَذَلُ


وَيَفْتَحُ كُوَّةَ الأَحْلامِ




تَحْتَ ذِرَاعِهَا الْغَزَلُ


*********

تَرَاتِيلُ الْهَوَى شَفَةٌ




تُعَتِّقُ رِيقَهَا الْقُبَلُ


إِذَا غَنَّتْ عَلَى الشُّطْآَنِ




رَدَّدَ رَجْعَهَا الْمَهَلُ


وَأَشْجَى بُلْبُلٌ بَاكٍ




عَلَى أَغْصَانِهِ ثَمِلُ


فَلَيْسَ كَوَجْدِهِ وَجْدٌ




وَلَيْسَ لِشَدْوِهِ مَثَلُ


*********


شُمُوعُ الرُّوحِ ـ بَاكِيةً ـ




تَذُوبُ مَعَ الأُلَى رَحَلُوا


وَتَفْتَحُ لِلَّظَى بَابَاً




وَجُرْحَاً لَيْسَ يَنْدَمِلُ


بِهَا الأَنْهَارُ وَالنِّيرَانُ




وَالأَشْجَارُ تَتَّصِلُ


هِيَ السِّكِّينُ وَالأَعْضَاءُ




وَالآَلامُ وَالأَجَلُ


*********


بَرَارِي الرُّوحِ وَاسِعَةٌ




مَعَ الأَحْبَابِ تَنْتَقِلُ


فَلَيْسَ لَهُمْ - وَإِنْ بِنَّا




وَقَدْ عَلِمُوا الْهَوَى – بَدَلُ


تُسَارِعُ خَلْفَ رَكْبِهِمُ




وَتَشْرِدُ فِي الْمَدَى إِبِلُ


وَيَتْبَعُ بَاكِياً قَلِقَاً




وَيَقْفُو خَطْوَهُمْ جَمَلُ


وَيَسْأَلُ عَنْ مَنَازِلِهِمْ




وَيَصْبُو هَائِمَاً طَلَلُ





ـــ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ـــــ

ناصر الحق
11-19-2009, 11:45 PM
قصيدة رائعة تستحق الثناء والتقدير ، لا فض فوك

ايمان السيد
12-02-2009, 12:43 AM
قصيدة رائعة جميلة تكشف عن موهبة عظيمة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .