المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاء السحاب بلا مطر قصيدة لـ " فاروق جويدة "



صفاء عطاالله
10-12-2009, 12:31 AM
جاء السحابُ .. بلا مطر .. !

مازال يركض بين أعماقي

جوادُ جامحُ ..

سجنوهُ يوما في دروب المستحيل

ما بين أحلام الليالي ..

كان يجري كل يوم ألف ميل

وتكسرت أقدامه الخضراءُ

وانشطرت خُيوطُ الصبح في عينيه

واختنق الصهيل

من يومها ..

وقوافل الأحزان ترتعُ في ربوعي

والدماء الخضرُ في صمت تسيل

من يومها ..

والضوءُ يرحل عن عيوني

والنخيلُ الشامخ المقهور

في فزع يئن ... ولا يميل

ما زالت الأشباح

تسكر من دماء النيل

فلتخبريني .. كيف يأتي الصبحُ

والزمنُ الجميل ؟

فأنا وأنت سحابتان تُحلقان

علي ثرى وطن بخيل

من أين يأتي الحلم

والأشباحُ ترتع حولنا

وتغوصُ في دمنا سهامُ البطش ..

والقهرُ الطويل ؟ !

من أين يأتي الصبحُ

والليلُ الكئيبُ علي نزيف عيوننا

يهوى التسكع .. والرحيل ؟ !

من أين يأتي الفجر ُ

والجلادُ في غُرف الصغار

يعلمُ الأطفال من سيكون منهم قاتلُ

ومن القتيل ؟ !
* * *

لا تسأليني الآن عن زمن جميل

أنا لا أحب الحزن

لكن كل أحزاني جراح

أرهقت قلبي العليل

ما بين حُلم خانني ...

ضاعت أغاني الحب ..

وانطفأت شُموسُ العمر ..

وانتحر الأصيل

لكنه قدري

بأن أحيا علي الأطلال

أرسم في سواد الليل قنديلا ..

وفجرا شاحبا

يتوكآن علي بقايا العمر

والجسد الهزيل

إني أحبك ..

كلما تاهت خُيوطُ الضوء عن عيني

أرى فيك الدليل

إني أحبك ..

لا تكوني ليلة عذراء

نامت في ضلوعي ..

ثم شردها الرحيل

إني أحبك ..

لا تكوني مثل كل الناس

عهدا زائفا

أو نجمة ضلت .. وتبحثُ عن سبيل

داويتُ أحزان القلوب

غرستُ في وجه الصحاري

ألف بستان ظليل
* * *
والآن جئتك خائفا

نفسُ الوجوه

تعودُ مثل السوس

تنخُرُ في عظام النيل

نفسُ الوجوه ..

تُطلُ من خلف النوافذ

تنعقُ الغربانُ .. يرتفعُ العويل

نفسُ الوجوه

علي الموائد تأكل الجسد النخيل

نفسُ الوجوه

تُطلُ فوق الشاشة السوداء

تنشر سمها ..

ودماؤنا في نشوة الأفراح

من فمها تسيل

نفسُ الوجوه ..

الآن تقتحم العيون ..

كأنها الكابوسُ في حلم ثقيل

نفس الوجوه ..

تعودُ كالجرذان تجري خلفنا ..

وأمامنا الجلادُ .. والليلُ الطويل
* * *

لا تسأليني الآن عن حلم جميل

أنا لا ألوم الصبح

إن ولى .. وودع أرضنا

فالصبح لا يرضى هوان العيش

في وطن ذليل

أنا لا ألوم النار إن هدأت

وصارت نخوة عرجاء

في جسد عليل

أنا لا ألوم النهر

إن جفت شواطئهُ

وأجدب زرعه ..

وتكسرت كالضوء في عينيه

أعناق النخيل
* * *

ما دامت الأشباح تسكر

من دماء النيل

لا تسأليني الآن ..

عن زمن جميل

حازم عطاالله
10-16-2009, 08:24 PM
من أين يأتي الفجر ُ

والجلادُ في غُرف الصغار

يعلمُ الأطفال من سيكون منهم قاتلُ

ومن القتيل ؟ !

شكرا للمتميزة دائما أ. صفاء عطاالله
على حسن اختيارها
تقبلي مروري