المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحراك الجنوبي وتهديد الوحدة



ساره يوسف
09-02-2009, 08:20 AM
الحراك الجنوبي وتهديد الوحدة



كتب : ‏ محمود مكاوي
‏مابين الشمال والجنوب يعيش اليمن تحت وطأة عدة أزمات داخلية تعصف بوحدته واستقراره وجاء التمرد الحوثي الشيعي في صعدة شمال اليمن والتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي اليمني عبر دعم الحوثيين سياسيا وإعلاميا وعسكريا ليزيد من أزمات اليمن تعقيدا خاصة في ظل تهديد تنظيم القاعدة الذي أعلن أن اليمن مقر لقيادته في مركز الجزيرة العربية‏.‏

وفي الجنوب فان وحدة اليمن التي بدأت في‏22‏ مايو‏1990‏ منذ‏19‏ عاما باتت مهددة من جراء أزمة حقيقية نتجت عن حالة التوتر التي يعيش فيها الجنوب والتي كانت بدايتها بعد إعلان الوحدة بين اليمن الجنوبي الذي كان ينتمي إلي المعسكر السوفييتي واليمن الشمالي ومحاولة الانفصال الفاشلة في صيف عام‏1994‏

و التي عكرت كثيرا صفو الوحدة وألقت بالعديد من التوترات حتي ظهر ما عرف بالحراك الجنوبي والذي يضم مجموعات معارضة مختلفة فكريا بينهم اشتراكيون من الذين كانوا في السلطة بعدن قبل الاتحاد اليمني وإسلاميون ممن حاربوا في أفغانستان في الثمانينيات وازدادت حالة التوتر والاحتقان بسبب أزمة اقتصادية يعيش فيها اليمن كاملا من الشمال إلي الجنوب بالإضافة إلي ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة البطالة لتصل إلي‏40‏ في المائة وان كانت النسبة الأكبر تتواجد في الجنوب الذي يعد الأكثر ثراء بالموارد الطبيعية من حيث وجود أبار البترول والغاز وهو ما دفع ببعض الأصوات الجنوبية لمحاولة العودة مرة أخري إلي محاولات الانفصال والعودة إلي الحرب الأهلية المدمرة والصراعات علي أسس التفرقة وتهديد وحدة اليمن بحجة أن الشمال يضم نسبة‏80‏ بالمائة من السكان ويملكون اقل من ربع مورد اليمن في حين وجود حوالي خمس عدد السكان في الجنوب‏.‏

وشهدت الأشهر القليلة الماضية اضطرابات في مدن الجنوب حضر موت والضالع ولحج ومدن جنوبية أخري بهدف المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية وقاموا خلالها بقطع الطريق الرئيسي بين عدن وصنعاء مما نتج عن مواجهات قوية بين الجيش اليمني والمتظاهرين أدت إلي تهدئة نسبية‏.‏ ورغم خطورة ما يحدث في الجنوب من حراك يدعو إلي الانفصال و التمرد الحوثي في الشمال في ظل التدخلات الإيرانية إلا أن اليمن يواجه خطرا آخر وهو مواجهة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن خاصة في ظل المخاوف من محاولات القاعدة باستغلال أحداث الجنوب والشمال لدعم وجودها داخل أراضي اليمن مستغلة جبال اليمن وصحاريه وحدوده البحرية المفتوحة في الاختفاء والتدريب بالإضافة إلي إعلان القاعدة عن أن تنظيمي القاعدة في اليمن والسعودية أصبحا تنظيما واحدا وإعلان اليمن كمقر لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في ظل توجيه السعودية عدة ضربات متلاحقة للقاعدة علي أراضيها مما دفع بالعديد من عناصر القاعدة بالفرار إلي اليمن بالإضافة إلي التقارير التي أشارت إلي فرار العديد من عناصر القاعدة ايضا إلي هناك بعد انهيار حكم طالبان في أفغانستان‏.‏ ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك اوباما ت

درك جيدا خطورة وجود القاعدة في اليمن وخطورة التهديدات الانفصالية الاخري و هو ما دفع الرئيس الأمريكي الإعلان عن دعم اليمن ووحدته خاصة في ظل ما شهده اليمن خلال العام الماضي من عمليات إرهابية للقاعدة واستهدافها للسفارة الأمريكية والعديد من المنشات البترولية والسائحون الأجانب‏,‏ وشهدت السنوات الأخيرة العديد من الأعمال الإرهابية الكبيرة في اليمن منذ حادث المدمرة كول في أكتوبر من عام‏2000‏ والذي قتل خلاله‏17‏ بحارا أمريكيا في ميناء عدن وما استدعاه من تطورات بالتدخل العسكري الأمريكي عن طريق الجو لتصفية بعض عناصر القاعدة بقصف سيارة تابعة للقاعدة عام‏2002,‏ ولاشك إن عودة الوجود القوي للقاعدة في اليمن يجب مواجهته بقوة من قبل الحكومة اليمنية قبل أن يتحد كل أطراف التفرق علي نزع استقرار اليمن وضرورة توجيه الدعم العربي لليمن خاصة اقتصاديا للمحافظة علي استقراره الذي يواجه تحديا اقتصاديا أكثر منه سياسيا وهو ما يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لاستقرار المنطقة العربية وعلي الأخص الخليج العربي‏.‏