المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدور القومي لليمن



ساره يوسف
09-02-2009, 08:16 AM
الدور القومي لليمن

كتب : ‏ أشرف أبوالهول
يعد تحقيق الوحدة اليمنية في‏22‏ مايو‏1990‏ مصلحة قومية للأمة العربية حيث أحدثت تحولا ايجابيا في سياسة اليمن الخارجية تجاه دول الجوار الجغرافية قائما علي أسلوب الحوار المباشر‏,‏ والتفاهم الثنائي لحل مشكلاتها الحدودية بالطرق السلمية‏,‏ مما أكسب اليمن مصداقية أهلتها لطرح هذا الأسلوب كنموذج لحل الخلافات العربية ـ العربية انطلاقا من حرص اليمن علي مصالح الأمة العربية‏.‏ وقد انعكس هذا الحرص في موقفها تجاه حرب الخليج الثانية عام‏1991‏ عندما حاولت حل النزاع العراقي ـ الكويتي بالطرق السلمية في الإطار العربي‏,‏ وتمسكت بهذا الموقف بغض النظر عما سببه من متاعب داخلية وتدهور في علاقات اليمن مع دول الخليج والدول الغربية‏,‏ ومع ذلك فقد استمرت اليمن في دعواتها ومبادراتها لتحسين علاقاتها العربية‏,‏ وإعادة تفعيل مؤسسات النظام الإقليمي العربي لمواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمة العربية‏,‏ والتي تري اليمن أنه لا يمكن مواجهتها إلا من خلال موقف عربي موحد في قدراته‏.‏

وحافظت صنعاء علي نهجها السلمي في حل مشكلاتها الحدودية مع سلطنة عمان ومعالجة أزمة احتلال جزر حنيش اليمنية وبالأسلوب نفسه عملت اليمن علي حل مشكلة الحدود مع الممكة العربية السعودية بالتوقيع علي معاهدة الحدود الدولية عام‏2000‏ مما ترتب عليه تحسين العلاقات مع الدول العربية‏,‏ وفي مقدمتها دول الخليج العربية‏,‏ ومن ثم تمكنها من القيام بدور فاعل علي الساحة العربية لحماية الأمن القومي من خلال بوادر الاستجابة العربية لما تطرحه اليمن من مبادرات ومشاريع لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مصادر تهديد الأمن القومي العربي‏.‏ وتعزز دور اليمن القومي مع موافقة مؤتمر القمة العربية المنعقد في القاهرة عام‏2000‏ علي مقترح اليمن الداعي إلي دورية انعقاد القمة العربية‏,‏ حيث انعقد أول مؤتمر قمة علي أساس هذا التعديل في الأردن عام‏2001.‏

وبعدها وافقت دول مجلس دول الخليج علي قبول عضوية اليمن في بعض أنشطة المجلس‏.‏ واستمرت في تقديم الدعم المعنوي للشعب الفلسطيني‏,‏ والتأكيد المستمر علي حقه في الحرية‏,‏ وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة علي ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وحاولت اليمن التوسط بين حركتي فتح وحماس‏,‏ سواء قبل سيطرة الخيرة علي قطاع غزة أو بعدها فيما عرف باسم مبادرة صنعاء‏.‏ وبرغم الضغوط الأمريكية علي صنعاء وحاجة اليمن للمساعدات الاقتصادية تعهدت السلطات اليمنية بعدم التطبيع مع إسرائيل إلا بعد انسحابها من جميع الأراضي العربية التي احتلها عام‏1967‏ وبعد التوصل إلي تسوية شاملة وعادلة لقضية الصراع الاسرائيلي‏,‏ ومن خلال قرار جماعي عربي‏.‏

والحقيقة الأهم في مسألة الدور القومي لليمن تتمثل في الأهمية الجيوبوليتيكية لهذا البلد فهو يمتلك عدة عوامل كالموقع الجغرافي الهام جنوب غرب الجزيرة العربية المتحكم في عدد كبير من جزر البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر العربي‏,‏ مضافا إليه خط ساحلي بطول‏2500‏كم عرض‏30‏ ـ‏60‏ مما جعله أحد مفاتيح الدفاع عن العالم العربي مثلما حدث خلال حرب اكتوبر عام‏1973,‏ عندما تعاونت صنعاء مع القاهرة في إغلاقمضيق باب المندب الاستراتيجي امام السفن الاسرائيلية‏,‏ مما أدي بشكل كبير إلي تحييد البحرية الاسرائيلية‏,‏ وتأكيد التفوق المصري‏.‏

ولعله لايخفي علي أحد الدور الذي تلعبه اليمن حاليا وبسبب موقعها الجغرافي في مكافحة ظاهرة القرصنة في مداخل خليج عدن والتي من المؤكد أن أطرافا أخري ربما كانت عربية أو دولية تعمل علي تفاقمها للتأثير علي حركة الملاحة في البحر‏,‏ وبالتالي المطالبة بتدويل الأمن فيه‏,‏ وربما كان هدف تلك الأطراف ضرب الاقتصاد المصري‏,‏ باعتبار أن دخل قناة السويس يعد أحد أهم مصادر الدخل لمصر‏,‏ والحقيقة أن اليمن كانت ومازالت داعما حقيقيا لمصر في كافة المحافل العربية والدولية برغم حدوث بعض الاختلافات في وجهات النظر حيانا حيث لم تنس القيادة اليمنية مطلقا تضحيات مصر من أجل الحفاظ علي وحدتها واستقلالها حيث اختلط الدم المصري بالدم اليمني في معركة التحرر ضد الاستعمار والرجعية في ستينيات القرن العشرين‏,‏ وكان آخر المواقف اليمنية الداعمة للقاهرة ماحدث عندما تراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن المشاركة فيما سمي بقمة الدوحة في يناير الماضي‏,‏ والتي كان الهدف منها التقليل من الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي علي غزة وإثارة الشارع العربي ضد الدور المصري‏.‏