المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضايا و اراء / مروة الشربيني



أم خطاب
07-05-2009, 08:54 PM
رأى الاهرام
مروة الشربيني ضحية للكراهية‏!‏


مروة الشربيني أحدث ضحية للتعصب وللكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين في أوروبا‏,‏ والشيء المؤكد أن مروة الشربيني المواطنة المصرية التي قتلت في مدينة دريسدن الألمانية علي يد متطرف ألماني من أصل روسي لن تكون آخر ضحية‏!..‏ إلا أن الحادث البشع الذي راحت ضحيته السيدة المصرية النبيلة يكشف عن أزمة عميقة داخل المجتمعات الأوروبية‏,‏ ولا يبدو أن أوروبا الموحدة وفي القلب منها ألمانيا وفرنسا علي استعداد لمواجهة هذا السرطان الذي ينهش قيم التسامح والتعايش المشترك في أوروبا‏.‏

وأغلب الظن أن عملية القتل التي تردد أنها حدثت داخل إحدي محاكم الدرجة الثانية بألمانيا فجرت الكثير من التساؤلات‏,‏ فلا يوجد مبرر معقول يفسر كيفية دخول السكين إلي داخل المحكمة الذي جري استخدامه في طعن القتيلة‏.‏

والسؤال الآخر يتعلق بمستوي الأمن الذي توفره السلطات الألمانية للأجانب الذين يقيمون علي أرضها لدواع مختلفة‏,‏ خاصة أن مروة تعرضت لمضايقات متكررة من قبل القاتل الذي كان يريد خلع حجابها بالقوة‏,‏ كما وصفها بالإرهابية‏,‏ بأحد ملاعب الأطفال في مدينة دريسدن مما دفعها إلي رفع قضية ضده‏,‏ وعلي الرغم من أن القضاء الألماني عوض الفقيدة بـــ‏2800‏ يورو تعويضا عن الإهانة‏,‏ فإن السلطات الألمانية لم تتمكن من حماية حياتها وهي الأهم‏,‏ كما أن الحادث أثار الشكوك والمخاوف بشأن سلامة العرب والمسلمين الذين يذهبون إلي أوروبا‏!‏

وفي هذه اللحظة الحزينة فإن الكلمات المواسية لن تفيد‏,‏ ولن تعيد الحياة إلي الضحية‏,‏ والأخطر أنها لا تكفي لإعادة الاطمئنان والثقة بأن ما تعرضت له مروة الشربيني مجرد حادث عابر‏.‏


فمما لاشك فيه أن الإسلامفوبيا ـ أي الخوف المرضي من الإسلام ـ ظاهرة استقرت في المجتمعات الأوروبية‏,‏ وهي للأسف جري التهويل فيها بل واختراعها لأغراض عنصرية تري في أوروبا ناديا خاصا مقصورا علي المسيحيين فقط‏!‏

كما أن هذه الظاهرة المريضة يتم استغلالها من قبل السياسيين في البلدان الأوروبية‏,‏ ولعلنا جميعا نتذكر قضية الحجاب في فرنسا‏,‏ فضلا عن قضية عدم الرغبة في انضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي بدعوي أنها دولة ذات غالبية مسلمة‏.‏

ويبقي أن الإعلام المصري والعربي عليه أن يتبني هذه القضية بصورة دائمة‏,‏ وليس بطريقة موسمية‏(‏ أي كلما وقعت حادثة‏),‏ كما أن جماعات ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية عليها أن تنشط ضد خطاب الكراهية المقبل من الغرب‏,‏ الذي يتدفق وبقوة علي ألسنة الساسة الغربيين‏,‏ إذا لم تنتبه النخبة في العالم العربي والقيادة السياسية لخطورة الموقف‏,‏ فإننا علي ما يبدو أمام موجة عنف شديدة سوف تتفجر ما بين الشرق العربي والغرب الأوروبي‏,‏ والنصيحة الأخيرة لساسة أوروبا هي ضرورة إعادة تنظيم البيت من الداخل‏!‏
منقول
مسلمة ة




(javascript:window.scrollTo(0,0))