ساره يوسف
06-10-2009, 09:02 AM
حول تصنيف الجامعات
جريدة الأهرام
حول تصنيف الجامعات
بقلم: د. طارق خليل
القائم بأعمال رئيس جامعة النيل
يتساءل الكثيرون هذه الأيام عن التصنيف العالمي للجامعات, وظهر اهتمام كبير بين الصحافة وأجهزة الإعلام وبرامج الفضائيات بقضية التعليم العالي في مصر, وقام العديد بتقديم نعي للجامعات المصرية والتي تظهر أي منها في تصنيف أفضل500 جامعة في العالم وخروج جامعة القاهرة الجامعة الأم من هذا التصنيف بعد أن غابت في السنوات السابقة, وتمكنت من التواجد به العام الماضي لتحتل مركزا بين403 و510 في عام2007, وكيف أنه ظهر في تصنيف2008 عدة جامعات من دول أصغر كثافة عددية بكثير من مصر مثل إسرائيل, ولم تحتل أي من جامعاتنا الكبري مكانا بهذا التصنيف.
ولقد رأيت أنه من المهم أن نعطي نظرة موضوعية لهذه القضية.
وسأركز في هذا المقال علي التعليم الجامعي مقارنة بالتعليم الجامعي المتميز في أنحاء العالم, والتي تقوم التصنيفات العالمية بمحاولة اظهاره عن طريق مؤشرات معينة تقوم باختيارها الجهة المصنفة لما تعتبره مهما لاظهار التفوق النسبي بين الجامعات. جدير بالذكر أن الجهات المصنفة هي متعددة الأصل وقد تختلف في اهتماماتها أو أولوياتها, فهناك جامعات تقوم بهذا الدور مثل جامعة تشاوتنج بشانجهاي والتي ينسب لها تصنيف أفضل500 جامعة في العالم, وهناك جرائد أو مجلات تقوم بهذا الدور مثل جريدة الفينانشيال تايمز أو مجلةUSNews&WorldReport التي تقوم بتصنيف الجامعات الأمريكية ولها تأثير فعال علي إقبال الطلاب للالتحاق بالجامعات المتقدمة في الترتيب وبجانب تصنيف الجامعات هناك تصنيف أكثر تفصيلا للكليات والأقسام الدراسية أو البرامج الأكاديمية. لعل من أكثر التصنيفات المعروفة في مصر للجامعات العالمية هو تصنيف جامعة تشاوتنج بشنجهاي بالصين, والذي لم تظهر به أي من جامعاتنا, ويركز هذا التصنيف علي اسهامات الجامعة في الاضافة للمعرفة, ويعتمد تصنيف شانجهاي علي6 مؤشرات أساسية وهي:
1 ـ عدد الخريجين الذين حصلوا علي جوائز نوبل وهذا المؤشر له وزن10% من المجموع الكلي.
2 ـ عدد العاملين بالجامعة الحاصلين علي نوبل أو ميدالية فيلدز للرياضيات, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
3 ـ الباحثون بالجامعة والذين يتم الاشارة إلي أبحاثهم في المراجع العلمية في21 فرعا من التخصصات.
4 ـ عدد الأبحاث المنشورة في مجلتي العلوم والطبيعة, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
5 ـ عدد الأبحاث المنشورة في مراجع علمية مسجلة عالميا في سجلات العلوم والعلوم الاجتماعية, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
6 ـ عدد الأكاديميين العاملين بالجامعة بالنسبة إلي ناتج عملهم كما هو موضح بالمؤشرات السابقة, وهذا المؤشر له وزن10%.
التصنيف النهائي يعتبر الجامعة الحاصلة علي أعلي درجات الرقم100, وللجامعات الأخري نسبة من الدرجة العليا أي نسبة في المائة.
ومن الواضح أن هذا التصنيف يركز علي اسهامات الجامعة في الاضافة للمعرفة وعلي جوائز الأساتذة والخريجين ويعطي اهتماما أكثر للعلوم الطبيعية, وعلي هذا يعتبر متحيزا لها علي حساب الفروع الأخري مثل الهندسة والتكنولوجيا أو الفنون والآداب وغيرها, وقد أظهر أحد الأبحاث المنشورة في2007 أن نتائج تصنيف شانجهاي لم يتمكن من تكرارها بواسطة الباحثين مما يشكك في الوثوق بنتائجها علميا.
وهناك تصنيف للجامعات العالمية وهو تقرير التايمزQS ويظهر في بريطانيا, وهو يعتمد علي الآراء المجمعة من2000 أستاذ ومثقف وليس احصاء علميا يعتمد علي الأرقام والمخرجات, وتظهر في هذا التصنيف جامعة القاهرة لتحتل مركزا بين401 و500.
وتصنيف مجلس اعتمادوتقييم الجامعات بتايوان لجودة وعدد وتأثير نشرالأبحاث العلمية ويماثله تصنيف جامعة وهان الصينية, وهناك أيضا تصنيف الكلية العليا للمعادن بباريس ـ فرنسا لأحسن الجامعات الحرفية في العالم بناء علي عدد الخريجين الذين يعملون رؤساء لشركات عالمية. وتحتل الجامعات الأمريكية الصدارة في جميع هذه التصنيفات, فمن ضمن أفضل20 جامعة في العالم في تصنيف شانجهاي يوجد17 جامعة أمريكية و2 من بريطانيا وواحدة من اليابان, وكذلك الحال في التصنيفات المعتمدة علي عدد وجودة الأبحاث المنشورة. وأنه من المعروف في الأوساط الأكاديمية العالمية أن الجامعات المتميزة هي الجامعات التي تشترك في زيادة وايجاد المعرفة الجديدة, وهذه هي الجامعات البحثية, ولذلك لا نجد لجامعاتنا المصرية مكانا متقدما في هذه التصنيفات.
وكذلك فإن كثيرا من جامعاتنا تركز علي التعليم الجامعي وبتركيز أقل كثيرا علي الدراسات العليا والبحث والتطوير, هذا مع العلم بأن الدعم المتاح لمنظومة البحث العلمي في مصر هو محدود جدا سواء من جهة الدولة, وأقل كثيرا من القطاع الخاص والصناعة مقارنة بالدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا.
ومن أشهر تصنيفات الجامعات من حيث شمولية المؤشرات المؤثرة هو التصنيف الذي تقوم به مجلةUSNews&WorldReport للجامعات الأمريكية وله تأثير كبير علي نظرة المجتمع الأمريكي للجامعات والكليات وعلي تكالب الطلاب للالتحاق بالجامعات ذات الترتيب المتقدم في هذا التصنيف.
ويعتمد هذا التصنيف علي عدة مؤشرات لجودة التعليم الجامعي مقسمة تحت سبعة بنود عريضة, وهي رأي وتقييم المناظرين ومعدل التخرج والامكانيات الموجودة للدراسة مثل أعداد الطلبة في الفصل, وكذلك الامكانيات المادية المتاحة, ونسبة الخريجين الذين يساهمون ماليا بعد تخرجهم, كذلك درجات الطلبة في امتحانات القبول. والميزة الواضحة لهذا المؤشر أنه يأخذ في الاعتبار مدخلات العملية التعليمية, مثل نوعية الطلبة والأساتذة والامكانيات المستخدمة في العملية التعليمية, ومخرجات العملية التعليمية, وهي المنتج من ناحية جودة الأداء ورضاء الخريجين, ومن يقومون بتوظيفهم عن جودة التعليم بالجامعة والمخرجات هي الأكثر أهمية, حيث إنها تظهر فاعلية العملية التعليمية في خدمة المجتمع.
ولعل جامعاتنا تتبني طريقة مماثلة تتناسب أكثر مع ظروفنا المحلية وأهدافنا من العملية التعليمية وتكون مقياسا أكثر واقعية لقياس جودة الأداء في جامعاتنا, مع عدم إهمال أهمية مقارنة أدائنا بالجامعات الأخري المرموقة في أنحاء العالم.
أما بالنسبة لقضة تحسين جودة التعليم العالي وأهمية تطويره, فهذا موضوع يطول فيه الحديث ولعله يكون موضوع مقال آخر
جريدة الأهرام
حول تصنيف الجامعات
بقلم: د. طارق خليل
القائم بأعمال رئيس جامعة النيل
يتساءل الكثيرون هذه الأيام عن التصنيف العالمي للجامعات, وظهر اهتمام كبير بين الصحافة وأجهزة الإعلام وبرامج الفضائيات بقضية التعليم العالي في مصر, وقام العديد بتقديم نعي للجامعات المصرية والتي تظهر أي منها في تصنيف أفضل500 جامعة في العالم وخروج جامعة القاهرة الجامعة الأم من هذا التصنيف بعد أن غابت في السنوات السابقة, وتمكنت من التواجد به العام الماضي لتحتل مركزا بين403 و510 في عام2007, وكيف أنه ظهر في تصنيف2008 عدة جامعات من دول أصغر كثافة عددية بكثير من مصر مثل إسرائيل, ولم تحتل أي من جامعاتنا الكبري مكانا بهذا التصنيف.
ولقد رأيت أنه من المهم أن نعطي نظرة موضوعية لهذه القضية.
وسأركز في هذا المقال علي التعليم الجامعي مقارنة بالتعليم الجامعي المتميز في أنحاء العالم, والتي تقوم التصنيفات العالمية بمحاولة اظهاره عن طريق مؤشرات معينة تقوم باختيارها الجهة المصنفة لما تعتبره مهما لاظهار التفوق النسبي بين الجامعات. جدير بالذكر أن الجهات المصنفة هي متعددة الأصل وقد تختلف في اهتماماتها أو أولوياتها, فهناك جامعات تقوم بهذا الدور مثل جامعة تشاوتنج بشانجهاي والتي ينسب لها تصنيف أفضل500 جامعة في العالم, وهناك جرائد أو مجلات تقوم بهذا الدور مثل جريدة الفينانشيال تايمز أو مجلةUSNews&WorldReport التي تقوم بتصنيف الجامعات الأمريكية ولها تأثير فعال علي إقبال الطلاب للالتحاق بالجامعات المتقدمة في الترتيب وبجانب تصنيف الجامعات هناك تصنيف أكثر تفصيلا للكليات والأقسام الدراسية أو البرامج الأكاديمية. لعل من أكثر التصنيفات المعروفة في مصر للجامعات العالمية هو تصنيف جامعة تشاوتنج بشنجهاي بالصين, والذي لم تظهر به أي من جامعاتنا, ويركز هذا التصنيف علي اسهامات الجامعة في الاضافة للمعرفة, ويعتمد تصنيف شانجهاي علي6 مؤشرات أساسية وهي:
1 ـ عدد الخريجين الذين حصلوا علي جوائز نوبل وهذا المؤشر له وزن10% من المجموع الكلي.
2 ـ عدد العاملين بالجامعة الحاصلين علي نوبل أو ميدالية فيلدز للرياضيات, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
3 ـ الباحثون بالجامعة والذين يتم الاشارة إلي أبحاثهم في المراجع العلمية في21 فرعا من التخصصات.
4 ـ عدد الأبحاث المنشورة في مجلتي العلوم والطبيعة, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
5 ـ عدد الأبحاث المنشورة في مراجع علمية مسجلة عالميا في سجلات العلوم والعلوم الاجتماعية, وهذا المؤشر له وزن20% من المجموع الكلي.
6 ـ عدد الأكاديميين العاملين بالجامعة بالنسبة إلي ناتج عملهم كما هو موضح بالمؤشرات السابقة, وهذا المؤشر له وزن10%.
التصنيف النهائي يعتبر الجامعة الحاصلة علي أعلي درجات الرقم100, وللجامعات الأخري نسبة من الدرجة العليا أي نسبة في المائة.
ومن الواضح أن هذا التصنيف يركز علي اسهامات الجامعة في الاضافة للمعرفة وعلي جوائز الأساتذة والخريجين ويعطي اهتماما أكثر للعلوم الطبيعية, وعلي هذا يعتبر متحيزا لها علي حساب الفروع الأخري مثل الهندسة والتكنولوجيا أو الفنون والآداب وغيرها, وقد أظهر أحد الأبحاث المنشورة في2007 أن نتائج تصنيف شانجهاي لم يتمكن من تكرارها بواسطة الباحثين مما يشكك في الوثوق بنتائجها علميا.
وهناك تصنيف للجامعات العالمية وهو تقرير التايمزQS ويظهر في بريطانيا, وهو يعتمد علي الآراء المجمعة من2000 أستاذ ومثقف وليس احصاء علميا يعتمد علي الأرقام والمخرجات, وتظهر في هذا التصنيف جامعة القاهرة لتحتل مركزا بين401 و500.
وتصنيف مجلس اعتمادوتقييم الجامعات بتايوان لجودة وعدد وتأثير نشرالأبحاث العلمية ويماثله تصنيف جامعة وهان الصينية, وهناك أيضا تصنيف الكلية العليا للمعادن بباريس ـ فرنسا لأحسن الجامعات الحرفية في العالم بناء علي عدد الخريجين الذين يعملون رؤساء لشركات عالمية. وتحتل الجامعات الأمريكية الصدارة في جميع هذه التصنيفات, فمن ضمن أفضل20 جامعة في العالم في تصنيف شانجهاي يوجد17 جامعة أمريكية و2 من بريطانيا وواحدة من اليابان, وكذلك الحال في التصنيفات المعتمدة علي عدد وجودة الأبحاث المنشورة. وأنه من المعروف في الأوساط الأكاديمية العالمية أن الجامعات المتميزة هي الجامعات التي تشترك في زيادة وايجاد المعرفة الجديدة, وهذه هي الجامعات البحثية, ولذلك لا نجد لجامعاتنا المصرية مكانا متقدما في هذه التصنيفات.
وكذلك فإن كثيرا من جامعاتنا تركز علي التعليم الجامعي وبتركيز أقل كثيرا علي الدراسات العليا والبحث والتطوير, هذا مع العلم بأن الدعم المتاح لمنظومة البحث العلمي في مصر هو محدود جدا سواء من جهة الدولة, وأقل كثيرا من القطاع الخاص والصناعة مقارنة بالدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا.
ومن أشهر تصنيفات الجامعات من حيث شمولية المؤشرات المؤثرة هو التصنيف الذي تقوم به مجلةUSNews&WorldReport للجامعات الأمريكية وله تأثير كبير علي نظرة المجتمع الأمريكي للجامعات والكليات وعلي تكالب الطلاب للالتحاق بالجامعات ذات الترتيب المتقدم في هذا التصنيف.
ويعتمد هذا التصنيف علي عدة مؤشرات لجودة التعليم الجامعي مقسمة تحت سبعة بنود عريضة, وهي رأي وتقييم المناظرين ومعدل التخرج والامكانيات الموجودة للدراسة مثل أعداد الطلبة في الفصل, وكذلك الامكانيات المادية المتاحة, ونسبة الخريجين الذين يساهمون ماليا بعد تخرجهم, كذلك درجات الطلبة في امتحانات القبول. والميزة الواضحة لهذا المؤشر أنه يأخذ في الاعتبار مدخلات العملية التعليمية, مثل نوعية الطلبة والأساتذة والامكانيات المستخدمة في العملية التعليمية, ومخرجات العملية التعليمية, وهي المنتج من ناحية جودة الأداء ورضاء الخريجين, ومن يقومون بتوظيفهم عن جودة التعليم بالجامعة والمخرجات هي الأكثر أهمية, حيث إنها تظهر فاعلية العملية التعليمية في خدمة المجتمع.
ولعل جامعاتنا تتبني طريقة مماثلة تتناسب أكثر مع ظروفنا المحلية وأهدافنا من العملية التعليمية وتكون مقياسا أكثر واقعية لقياس جودة الأداء في جامعاتنا, مع عدم إهمال أهمية مقارنة أدائنا بالجامعات الأخري المرموقة في أنحاء العالم.
أما بالنسبة لقضة تحسين جودة التعليم العالي وأهمية تطويره, فهذا موضوع يطول فيه الحديث ولعله يكون موضوع مقال آخر