المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميلودراما العشق والدم



لما
05-31-2009, 09:40 AM
ميلودراما العشق والدم


ميلـودرامـــــا العشق والدم‏!

جريدة الأهرام30/5/2009
بقلم: عـزت السـعدني






سألوا مرة عاشقا متيما‏..‏ مغرما صبابة‏..‏ وغارقا لشوشته تدلها وهياما فيمن يحب‏:‏ هل يمكن أن تقتل من تحب وتعشق؟
قال دون تردد‏:‏ إذا هجرتني وذهبت إلي أحضان رجل آخر؟

سألوه‏:‏ اتركها تذهب لمن اختارته‏.‏
قال‏:‏ لا‏..‏ لأن في الهجر مذلة للرجل‏..‏ خصوصا إذا كان رجلا مرموقا يشار إليه بالبنان‏..‏ وعشق رجل آخر إهانة لرجولته‏!‏

سألوه‏:‏ وهل هجرتك امرأة عشقتها وذبت في غرامها حبا وتدلها؟
قال‏:‏ نعم‏..‏

سألوه‏:‏ وهل قتلتها؟
قال‏:‏ لا‏.‏

سألوه‏:‏ ألم تهجرك‏..‏ وتفضل رجلا آخر عليك؟
قال‏:‏ مسكينة‏..‏ لقد هددتني أن تنتحر إذا رفضت أن تعود إلي بعدما لفظها العاشق الجبان‏!‏

سألوه‏:‏ وتركتها تنتحر؟
قال‏:‏ نعم‏..‏

هذا الحوار دار بين أشهر عاشق في التاريخ اسمه كازانوفا‏..‏ وبين صديقه وزميل دراسته القس أنطونيو فالفاني كاهن كاتدرائية فينسيا في منتصف القرن السابع عشر‏..‏

في نفس المدينة الساحرة التي اسمها فينسيا والتي كنت في زيارة لها مع صديق عمري الصحفي اليقظ حتي النخاع دائما المبدع أبدا مفيد فوزي‏..‏ هو لكي يودع ذكري أعظم حب في حياته رفيقة عمره‏..‏ وأنا لكي أزور نصب عطيل بطل رواية شكسبير الخالدة التي تحمل اسمه والذي قتل فيها حبا وغيرة وانتقاما معشوقته ديدمونة التي ملكت عليه شغاف قلبه ونور عينيه‏..‏

هذا عاشق متيم اسمه كازانوفا أقر أن يقتل الحب محبوبته إذا غدرت به‏..‏

وهذا عاشق متيم قتل بالفعل معشوقته عندما تواترت الأنسام عن خيانتها‏..‏ ولم تكن‏!‏

يمامات حب ترفرف‏..‏ وعصافير شوق بكل لون تزقزق وتغرد‏..‏ تطاردها غربان شك وهجر وغيرة وحيرة‏..‏ تدور من فوق رأسي‏..‏ في دوائر لا تنتهي‏..‏ وكل مصر يهزها ويوقظها حكم القضاء في قضية مقتل فنانة مغمورة صنعت جمالها عمليات تجميل بلا عدد‏..‏ لتفتن الرجال وتطير عقولهم وقلوبهم إلي شواشي الشجر‏..‏

لم يكن يعرفها أحد‏..‏ إلا بعد مقتلها غدرا وغيلة‏..‏ وصعدت إلي قمة الشهرة والمجد بعد أن قال القضاء المصري الشامخ كلمته‏..‏ ملف القتلة يحال إلي فضيلة المفتي‏.‏

هل صحيح أنه في عالمنا الذي نعيشه مازال بيت شعر بشارة الخوري وشدو محمد عبدالوهاب‏:‏ ومن الحب ما قتل‏..‏ ساري المفعول كأنه نبوءة تتحقق كل يوم وكل ساعة وفي أي مكان وفي أي زمان؟

وما الذي يدفع إنسانا يملك كل شيء وأي شيء ولا ينقصه شيء‏..‏ المال‏+‏ السلطة‏+‏ الجاه‏+‏ الرجولة‏+‏ الصولجان‏+‏ المستقبل السياسي والمالي المشرق البسام‏..‏ لكي تجرجره امرأة إلي أسفل سافلين؟

وآسف لكلمة تجرجره هذه‏..‏ لأنها تعبر بالفعل عما يحدث لرجل ملء السمع والبصر والوجدان‏..‏ يحرض علي قتل امرأة أي امرأة مهما كان جمال قدها ودلال لحظها وسحر حضورها‏!‏

وهل هناك امرأة مهما كانت تساوي حقا كل هذه التضحية الكبري‏:‏ الاسم‏+‏ السلطة‏+‏ الشهرة‏+‏ السمعة‏+‏ الأسرة‏+‏ أعز ما لديه في الوجود أولاده وبناته؟

**‏ ملحوظة لابد منها‏:‏ صحيح أن حكم القضاء هنا في قضية الساعة‏:‏ هشام‏+‏ السكري برغم الإحالة إلي فضيلة المفتي ليس نهائيا في انتظار حكم محكمة النقض بالتأييد أو الإحالة إلي دائرة أخري‏.‏

ونحن نتمني للجميع كل خير‏..‏
ولما كان المتهم بريئا حتي تثبت إدانته‏..‏ فلن نخوض هنا في تفاصيل القضية‏..‏ ولسنا هنا ندافع عن المتهمين‏..‏ ولكننا نبحث في النفس البشرية اللوامة التي نغوص في دهاليزها العجيبة لكي نفهم ونعي ونتعلم‏..‏ لعلنا نفهم ونعي ونتعلم‏..‏



....................‏
...................‏


احترت تقليبا وتدويرا بين صفحات كتب التاريخ وصفحات الصحف التي لا تتوقف صبحا وعشية حديثا عن القتل والدم والندم باسم الحب والعشق‏..‏

في جرابي يجلس الملوك والملكات وأصحاب المعالي والملالي والأباطرة والقياصرة الذين أقاموا الحروب من أجل عيون امرأة جميلة‏..‏

هذه هي هيلين أميرة طروادة تطل برأسها لتقص علينا قصتها مع القياصرة الذين أدخلوا روما بجلالة قدرها في حرب مع طروادة لكي يفوزوا بقلبها‏..‏ وهزموا بلدها بخدعة الحصان العملاق الذي يختفي فيه جند روما‏..‏ الذين انقضوا علي حامية المدينة تحت أستار الظلام‏..‏ لكي تخسر قرطاجنة الحرب من أجل عيون أميرتها أو ملكتها هيلين الجميلة‏!‏

وتطل من جرابي العجيب برأسها أيضا المطربة التونسية ذكري أجمل من غنت أغنية أم كلثوم علي بلد المحبوب وديني‏..‏ ربما أجمل من أم كلثوم نفسها في سمعي أنا‏..‏ لتقول لنا ذكري حكايتها مع أيمن السويدي المليونير المصري الشاب بطل الرماية‏..‏ الذي رماها برصاصات الشك والغيرة ومعها مدير أعماله وزوجته‏..‏ ليقتلهم جميعا ثم يطلق علي رأسه رصاصة الرحمة‏!‏

ومن بين صفحات ملاحم العشق والدم في جرابي‏..‏ يطل علينا وخنجره يقطر من دم معشوقته ديدمونة التي قتلها غيرة وشكا وانتقاما‏..‏

ولقد دفعت ماري انطوانيت ملكة فرنسا رأسها تحت المقصلة لنفس الموال الدامي‏..‏ الغرام والانتقام‏!‏



.................‏
‏................‏


وقوفا تحت مظلة من سحب الحيرة في انتظار قطرات النجاة‏..‏ لم أجد غيره أسأله وأستفتيه‏..‏ إنه الصديق الدكتور أحمد عكاشة كبير علماء النفس في عالمنا المعاصر شرقا وغربا‏..‏

قلت له‏:‏ ما تفسيركم دام فضلكم في هذا الإنسان المحير الذي أطار آخر برج في عقلي‏..‏ إنسان بلغ آخر سلم المجد ملك كل شيء وأي شيء‏..‏ سواء أكان ملكا أو وزيرا أو برلمانيا كبيرا أو صاحب شركات ومال بالكوم وشهرة بلا حدود‏..‏ فقط يأمر فيطاع وربما يطاع قبل أن يأمر‏..‏ ثم فجأة يصبح حديث الساعة‏..‏ آل إيه‏..‏ واحدة ست خيشت في دماغه‏..‏ ساب الجمل بما حمل وركع تحت قدميها‏..‏

وفي النهاية يتصور أنه ملك الدنيا ومن عليها‏..‏ فيتورط في جريمة قتل‏..‏ قتل من؟ من أحب وعشق‏..‏

كيف يهوي عملاق من عليائه ليدخل جحر الجرذان بقدميه؟

كيف يهوي الجبل الشامخ إلي أعماق حفرة طين ووحل؟

متي كانت الحفرة الموحلة طينا أقوي من الجبل الراسخ الذي يناطح السحاب رفعة وقوة وسلطانا؟

ونحن وقوف علي شاطيء بحر هاديء‏..‏ وسحابة من دخان غليونه تحيط بكلماته‏..‏ يقول د‏.‏أحمد عكاشة‏:‏ القوة المطلقة كما نعرف ياعزيزي‏..‏ هي مفسدة مطلقة‏..‏ الإنسان الذي يصبح بين يديه القوة‏+‏ السلطة‏+‏ المال‏..‏ قد تغير هذه المفاتيح حتي توصله إلي حقيقة خادعة هو أول من ينخدع بها عندما يعتبر أي نقد أو أي تجاهل أو أي رفض لطلباته بمثابة خيانة عظمي تستحق الثأر‏!‏

قلت‏:‏ ياساتر‏!‏
قال‏:‏ بل ومن حقه‏..‏ لعشقه لذاته ألا يقبل من أي إنسان كائنا ما كان أن ينتقده أو يهمله أو يلفظه أو يهجره‏..‏ هنا يطفو علي السطح مبدأ الثأر‏,‏ بل الإقدام علي الانتقام‏..‏ فهو حق مباح له لا يشاركه فيه أحد‏.‏

قلت‏:‏ النفس هنا تتوحش وتتضخم كالبالون‏.‏
قال‏:‏ ولا سبيل إلي تفريغ الهواء من هذا البالون‏..‏ إلا بكارثة‏..‏ كما حدث في حادث مقتل المغنية المغمورة المفتونة بجمالها التي اسمها سوزان تميم‏.‏

أسأل‏:‏ ما الذي يصنع تلك النفسية المتسلطة المتوحشة التي لا ترضي بأن يقف في طريقها أحد؟
قال‏:‏ تزاوج السلطة مع المال يولد قوة جبارة كأنك ملكت سر القنبلة الذرية بين يديك‏..‏

أنت مثلا قلم كبير‏,‏ ولكن لا تملك غيره‏..‏ لا تملك القوة ولا السلطان ولا المال الذي يجعلك قادرا علي تحدي الأقوياء‏..‏ القلم وحده لا يكفي ياعزيزي‏..‏

وأصحاب المال والسلطة والقوة والصولجان قادرون علي إلحاق الأذي بك لو أرادوا ولكنك أنت بقلمك وحده لا تقدر‏!‏

هل رأيت عالما يحكم أي دولة؟

قلت‏:‏ لأن العلم يدعو إلي الخير والفضيلة‏..‏ والسياسة علي العكس‏!‏
قال‏:‏ ياعزيزي الذي يحكم الدول والعالم كله هو القوة والمال والسلاح‏.‏

قلت‏:‏ ولذلك فإن أمريكا تحكم العالم الآن؟
قال‏:‏ نعم‏..‏ وقد اعترف الرئيس أوباما أخيرا بأن سبب النكسة الاقتصادية العالمية هو جشع أصحاب رأس المال وسطوتهم وقوتهم‏!‏

يا عزيزي السلطة والقوة والمال تحكم العالم الآن‏..‏ وهي قوة خارقة وتحالف لا أحد يستطيع أن يقف أمامه وأصحابها قادرون علي الفتك والانتقام من أي إنسان أو أي قوة أو أي دولة تقف في طريقهم‏.‏

قتلوا جون كيندي ولم نعرف حتي اليوم من هو القاتل؟

وقتلوا الحريري ولم نعرف حتي اليوم من القاتل؟

قلت‏:‏ وجعلوا دولة عظمي هي الاتحاد السوفيتي تركع علي ركبتها وتتفكك دولا وتتشرذم بلادا‏!‏

وحطموا العراق وأفغانستان وأعدموا رئيس دولة عربية ويطاردون الآن رئيس دولة عربية أخري‏!‏

..................‏
‏.................‏

يعود إلي تدخين دفعة أخري من دخان البايب
علي شاطيء بحر أخضر لازوردي‏..‏

أسأله‏:‏ منذ أن تعارفنا وتصادقنا قبل نحو ثلاثة عقود‏..‏ وأنت تدخن البايب‏..‏
قال‏:‏ أنا أدخنه الآن فقط علي شاطئ البحر‏..‏ أما في القاهرة فأنا أنساه تماما‏.‏

أسأله‏:‏ لماذا يبحث الرجال المشهورون المتخمون بالمال والسلطان عن المرأة دائما أينما وجدت في أي مكان‏..‏ وليس كل امرأة ولكن المرأة اللي هيه كما يقول أولاد البلد؟
قال‏:‏ عندما يستنزف الرجال كل متع الدنيا‏..‏ يبحثون عن الجميلات‏..‏ هم يريدون أن يغزوا قلوب فاتن النساء وكاعب الحريمات ويخضعونهن لسلطانهم وسطوتهم وجناحهم‏..‏ تماما كما تفعل المرأة الجميلة التي تحاول أن تجمع في جرابها أكبر عدد من المعجبين‏.‏

ومن أجل ذلك يضحي الرجال بكل ما يملكون للفوز بقلوب الفاتنات‏..‏ لكي يلبسوا رداء الفخر والتفاخر بين الأقران الذين يملكون مثلهم القوة والسلطان والمال‏.‏

والرجال من هذا الصنف يريدون دائما في نزواتهم ومغامراتهم العاطفية‏..‏ إخضاع من لم يقدر عليها أحد ـ هكذا يتخيلون ـ لسطوتهم وقوتهم‏..‏ فيطلقون هذه من زوجها بعد أن يدفعوا له الملايين‏..‏ حتي يخلو لهم الجو بالعشق أو بالزواج تحت الترابيزة غير المعلن الذي اسمه الزواج العرفي‏..‏ أو حتي بلا زواج أصلا‏..‏ فالمال يعمي الأبصار ويسكت الألسنة ويحول الحرام حلالا في غمضة عين‏!!‏

قلت‏:‏ طبعا تخمة المال والسلطة تفعل الأعاجيب وتفتح كل الأبواب وتسكت كل الأفواه‏..‏ ويتصور كل واحد من هؤلاء أن كل شيء يمكن امتلاكه‏..‏ وتظهر عليه شهوة التملك الزائد‏..‏ فلا شيء يمكن أن يقف في طريقه أو يقول له كلمة لا‏!‏
قال‏:‏ ولكنه هنا لا يقبل الرفض أي كلمة لا ممنوعة ومحرمة‏..‏ ولا يقبل الهجر‏..‏ وتزداد عنده نزعة الانتقام وتتضخم‏..‏ ألم تر الأم في الصعيد تظل تغذي في نفس طفلها نزعة الثأر ممن قتل أبوه‏..‏ وتضحي به حتي ينتقم ويقتل؟‏!‏



.................‏
‏.................‏


في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية مع جامعة القاهرة عن المال والسلطة والجريمة الاجتماعية‏..‏ اتضح أن نحو‏17%‏ من الذين يملكون السلطة والمال والجاه‏,‏ قد يقعون في جرائم عنف وقتل يعاقب عليها القانون‏!‏

وأن نحو‏6%‏ منهم يقد يقتلون بسبب الحب‏,‏ أو بسبب الخيانة الزوجية‏..‏

بينما المرأة التي تملك المال والجمال والسلطة‏..‏ لاتقتل ولكنها تحارب من يحاربها بسلاحه‏!‏

يعني بصريح العبارة فإن زواج المال والسلطة يخلق عند الإنسان حالة نفسية يصعب التخلص منها وهي أنه لن يقدر عليه أحد‏..‏ وتنتفخ أوداجه كأنه خفير الدرك وهو يصيح بملء فيه‏:‏ مين هناك؟‏..‏ يقصد يادنيا اتهدي مين عليك قدي‏..‏ فيطيح في كل شيء‏..‏ فمن يحاسبه ومن يقف في طريق نزواته ومغامراته؟

سألوا مرة ليو تولستوي صاحب رواية انا كارنينا التي تحولت إلي فيلم مصري بعنوان نهر الحب بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف‏:‏ هل يقتل الرجل المرأة التي يحبها؟
قال‏:‏ نعم‏..‏ لو خانته أو أهانت رجولته أو تركته إلي رجل آخر‏.‏

عادوا يسألونه‏:‏ وهل تقتل المرأة الرجل الذي تحبه؟

قال‏:‏ في انا كارنينا جعلت البطلة تنتحر بعد أن فقدت من تحب وحرمت من ابنها وهي علي قيد الحياة‏!‏

**‏ وفي رأيي إذا أردتموه‏..‏ أن المرأة الخائنة وإن كانت تستحق القتل‏..‏ إلا أنه أكرم للرجل أن يسمو ويتركها لحال سبيلها‏..‏ فهي لا تستحق هنا أن يضحي الرجل بعمره كله موتا أو خلف الأسوار في قتل امرأة خائنة‏!‏

وفي فيلم اسمه الخفاش شاهدته في نيويورك قبل نحو عشر سنوات مع رفيق الطريق زاهي حواس‏..‏ سمعت امرأة زوجها يحدث امرأة أخري يعشقها‏..‏ سألته المرأة الأخري‏:‏ منذ متي وأنت متزوج؟

قال لها معبرا عن ملله وزهقه‏:‏ منذ مائة عام‏!!‏
فقتلته زوجته علي هذه الإجابة‏!‏



...............‏
‏...............‏


أكاد أسمع الشيخ عصفور في رواية توفيق الحكيم نائب في الأرياف ينشد‏:‏

يابت يا أم الشعر ده حليه‏..‏

وادهنيه من اللتر ياما‏..‏ والفارس اللي قتلتيه‏..‏ صبحت عياله يتامي‏!‏

ولأن المرأة لعبتها الرجل‏..‏ فإن المرأة تستطيع بما تملك من أنوثة ودلال ومكر ودهاء ودموع‏..‏ أن تطوي تحت ابطيها أعتي الرجال‏..‏ وهي تلعب بهم باسم الحب‏..‏ وهو ليس حبا‏..‏ ولكنه لعبة جميلة تنتقيها المرأة ويقع في شباكها الرجل مهما كانت قوته وسطوته وخزائن ماله وكرسي صولجانه‏.‏

فالرجل عادة أكثر طيبة يدافع عن علاقته بامرأة من هذا النوع العنكبوتي بقوله‏:‏ يا عالم دي بتحبني وعاوزاني‏!‏

وقد نبهني أستاذنا وعمنا وكاتبنا الكبير أنيس منصور إلي أن هذا النوع من الرجال قد يضحي بكل شيء من أجل امرأة‏..‏ حتي لو كان عرش بلاده‏..‏ كما فعل الملك ادوارد السادس ملك انجلترا في الأربعينيات‏!‏

أسأله‏:‏ عرش حتة واحدة‏..‏ وماذا فعل ملك انجلترا الهمام يا تري؟
قال‏:‏ تنازل عن العرش‏..‏ عرش انجلترا وكانت وقتها لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها في قرارات الدنيا‏..‏ لكي يتزوج من مطلقة أمريكية اسمها مسز سمبسون‏..‏ والقانون الانجليزي هنا يمنع زواج الملوك من أجنبيات‏..‏ فما بالك بامرأة أمريكية مطلقة؟‏!‏

ولكن عمنا ادوارد أصر علي زواجه منها‏..‏ فخيروه بين زواجها والتخلي عن العرش‏..‏ أو التخلي عنها وبقائه ملكا علي عرش انجلترا‏..‏ فاختار قلبه ونبذ عقله‏..‏

يعني اختار التنازل عن عرش انجلترا حتة واحدة‏..‏ لكي يتزوج بمن يحب‏!‏

وقد حاولت الملكة فيكتوريا الملكة الأم أن تثني ابنها الملك ادوارد عن التنازل عن العرش والزواج بمطلقة أمريكية‏..‏ وقالت له‏:‏ يابني هناك فرق بين الحب والواجب‏!‏

سألها ادوارد‏:‏ وما هو الفرق يا أمي؟
قالت الأم‏:‏ واجبك نحو بلادك ألا تترك العرش من أجل عيون امرأة‏..‏ والنساء يا ولدي ملء الكون تخير ما تريد‏..‏ الحب يذهب ويعود‏..‏ ولكن الأوطان لا تذهب وتعود‏..‏ فلا تترك وطنك من أجل امرأة‏..‏ لا تتخلي عن انجلترا‏..‏ لا تخذل شعبك يا ادوارد‏..‏

تخير يا ادوارد‏..‏ بين الواجب والحب‏..‏
ولكن ادوارد تخلي عن الواجب وتخلي عن شعبه واختار الحب‏!‏



..............‏
‏..............‏


يا عالم يا هووه‏..‏
لا توجد امرأة علي الأرض تستحق أن يضحي رجل بكل ما يملك في هذه الدنيا‏..‏ اسمه‏..‏ شرفه‏..‏ شقي عمره‏..‏ مستقبله‏..‏ أولاده حنايا قلبه‏..‏ من أجلها‏..‏

ومن يعارضني‏..‏ فليتفضل‏!

ايمن محمد عاطف حامد
05-31-2009, 04:14 PM
بالفعل لا يوجد مبرر لكل ذلك شكرا