صفاء عطاالله
05-06-2009, 07:54 PM
الجاحظ ( من كتاب البخلاء )
كتاب البخلاء من أشهر ما ألفه الجاحظ ، وهو يعكس لنا صورة أمينة واضحة للحياة الاجتماعية في ذلك العصر ، وكان الجاحظ فيه أقرب الي الكتاب الواقعيين الذين يتخذون الواقع مادة موضوعهم ويعرضون سجايا الناس وعاداتهم . وقد جعل الجاحظ مدار كتابه علي البخل والبخلاء فصور أخلاقهم وطرقهم في الحرص والاقتصاد وتثمير المال ، والانتفاع بحقائر الأشياء .
بخل أهل مرو
قال ثمامة : لم أر الديك في بلدة قط ، الا وهو لاقط يأخذ الحبة بمنقاره ، ثم يلفظها قدام الدجاجة ، الا ديكة مرو ، فاني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب .
قال : فعلمت أن بخلهم شئ في طبع البلاد ، وفي جواهر الماء ، فمن ثم عم جميع حيوانهم .
فحدثت بهذا الحديث أحمد بن رشيد ، فقال : كنت عند شيخ من أهل مرو ، وصبي له صغير يلعب بين يديه . فقلت له ، اما عابثا واما ممتحنا : أطعمني من خبزكم . قال : لا تريده . هو مر . فقلت : فاسقني من مائكم . قال : لا تريده ، هو مالح . قلت : هات من كذا وكذا . قال : لا تريده ، هو كذا وكذا . الي أن عددت أصنافا كثيرة ، كل ذلك يمنعينه ، ويبغضه الي .
فضحك أبوه وقال : ماذنبنا ؟ هذا من علمه ، ما تسمع . يعني أن البخل طبعفيهم ، وفي أعراقهم وطينتهم .
كتاب البخلاء من أشهر ما ألفه الجاحظ ، وهو يعكس لنا صورة أمينة واضحة للحياة الاجتماعية في ذلك العصر ، وكان الجاحظ فيه أقرب الي الكتاب الواقعيين الذين يتخذون الواقع مادة موضوعهم ويعرضون سجايا الناس وعاداتهم . وقد جعل الجاحظ مدار كتابه علي البخل والبخلاء فصور أخلاقهم وطرقهم في الحرص والاقتصاد وتثمير المال ، والانتفاع بحقائر الأشياء .
بخل أهل مرو
قال ثمامة : لم أر الديك في بلدة قط ، الا وهو لاقط يأخذ الحبة بمنقاره ، ثم يلفظها قدام الدجاجة ، الا ديكة مرو ، فاني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب .
قال : فعلمت أن بخلهم شئ في طبع البلاد ، وفي جواهر الماء ، فمن ثم عم جميع حيوانهم .
فحدثت بهذا الحديث أحمد بن رشيد ، فقال : كنت عند شيخ من أهل مرو ، وصبي له صغير يلعب بين يديه . فقلت له ، اما عابثا واما ممتحنا : أطعمني من خبزكم . قال : لا تريده . هو مر . فقلت : فاسقني من مائكم . قال : لا تريده ، هو مالح . قلت : هات من كذا وكذا . قال : لا تريده ، هو كذا وكذا . الي أن عددت أصنافا كثيرة ، كل ذلك يمنعينه ، ويبغضه الي .
فضحك أبوه وقال : ماذنبنا ؟ هذا من علمه ، ما تسمع . يعني أن البخل طبعفيهم ، وفي أعراقهم وطينتهم .