المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من غزوات الرسول



هيثم الفقى
03-21-2009, 03:42 PM
غزوة قينقاع
غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرا ، حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى هلال ذي القعدة .

حدثني عبد الله بن جعفر ، عن الحارت بن الفضيل عن ابن كعب القرظي قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وادعته يهود كلها ، وكتب بينه وبينها كتابا . وألحق رسول الله صلى الله عليه وسلم كل قوم بحلفائهم وجعل بينه وبينهم أمانا ، وشرط عليهم شروطا ، فكان فيما شرط ألا يظاهروا عليه عدوا .

فلما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب بدر وقدم المدينة ، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجمعهم ثم قال يا معشر يهود أسلموا ، فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله قبل أن يوقع الله بكم مثل وقعة قريش . فقالوا : يا محمد لا يغرنك من لقيت ، إنك قهرت قوما أغمارا . وإنا والله أصحاب الحرب ولئن قاتلتنا لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا .

فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد جاءت امرأة نزيعة من العرب تحت رجل من الأنصار إلى سوق بني قينقاع ، فجلست عند صائغ في حلي لها ، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر فخل درعها إلى ظهرها بشوكة فلما قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها . فقام إليه رجل من المسلمين فاتبعه فقتله فاجتمعت بنو قينقاع ، وتحايشوا فقتلوا الرجل ونبذوا العهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحاربوا ، وتحصنوا في حصنهم . فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم فكانوا أول من سار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلى يهود قينقاع وكانوا أول يهود حاربت .

هيثم الفقى
03-21-2009, 03:42 PM
غزوة بني النضير
في ربيع الأول على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم .

حدثني محمد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ، ومحمد بن صالح ومحمد بن يحيى بن سهل ، وابن أبي حبيبة ومعمر بن راشد في رجال ممن لم أسمهم فكل قد حدثني ببعض هذا الحديث وبعض القوم كان أوعى له من بعض وقد جمعت كل الذي حدثوني ، قالوا : أقبل عمرو بن أمية من بئر معونة حتى كان بقناة فلقي رجلين من بني عامر فنسبهما فانتسبا ، فقابلهما حتى إذا ناما وثب عليهما فقتلهما . ثم خرج حتى ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته في قدر حلب شاة فأخبره خبرهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما صنعت ، قد كان لهما منا أمان وعهد فقال ما شعرت ، كنت أراهما على شركهما ، وكان قومهما قد نالوا منا ما نالوا من الغدر بنا . وجاء بسلبهما ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزل سلبهما حتى بعث به مع ديتهما

وذلك أن عامر بن الطفيل بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلا من أصحابك قتل رجلين من قومي ، ولهما منك أمان وعهد فابعث بديتهما إلينا . فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعين في ديتهما ، وكانت بنو النضير حلفاء لبني عامر . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم السبت فصلى في مسجد قباء ومعه رهط من المهاجرين والأنصار ، ثم جاء بني النضير فيجدهم في ناديهم فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية . فقالوا : نفعل يا أبا القاسم ما أحببت . قد أنى لك أن تزورنا وأن تأتينا ، اجلس حتى نطعمك ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستند إلى بيت من بيوتهم ثم خلا بعضهم إلى بعض فتناجوا ، فقال حيي بن أخطب : يا معشر اليهود ، قد جاءكم محمد في نفير من أصحابه لا يبلغون عشرة - ومعه أبو بكر ، وعمر وعلي ، والزبير وطلحة وسعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة - فاطرحوا عليه حجارة من فوق هذا البيت الذي هو تحته فاقتلوه فلن تجدوه أخلى منه الساعة فإنه إن قتل تفرق أصحابه فلحق من كان معه من قريش بحرمهم وبقي من هاهنا من الأوس والخزرج حلفاؤكم فما كنتم تريدون أن تصنعوا يوما من الدهر فمن الآن فقال عمرو بن جحاش : أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة .

قال سلام بن مشكم : يا قوم أطيعوني هذه المرة وخالفوني الدهر والله إن فعلتم ليخبرن بأنا قد غدرنا به وإن هذا نقض العهد الذي بيننا وبينه فلا تفعلوا ألا فوالله لو فعلتم الذي تريدون ليقومن بهذا الدين منهم قائم إلى يوم القيامة يستأصل اليهود ويظهر دينه وقد هيأ الصخرة ليرسلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدرها ، فلما أشرف بها جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما هموا به فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا كأنه يريد حاجة وتوجه إلى المدينة . وجلس أصحابه يتحدثون وهم يظنون أنه قام يقضي حاجة فلما يئسوا من ذلك قال أبو بكر رضي الله عنه ما مقامنا ها هنا بشيء لقد وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر . فقاموا ، فقال حيي : عجل أبو القاسم قد كنا نريد أن نقضي حاجته ونغديه . وندمت اليهود على ما صنعوا ، فقال لهم كنانة بن صويراء هل تدرون لم قام محمد ؟ قالوا : لا والله ما ندري وما تدري أنت قال بلى والتوراة ، إني لأدري ، قد أخبر محمد ما هممتم به من الغدر فلا تخدعوا أنفسكم والله إنه لرسول الله وما قام إلا أنه أخبر بما هممتم به . وإنه لآخر الأنبياء كنتم تطمعون أن يكون من بني هارون فجعله الله حيث شاء . وإن كتبنا والذي درسنا في التوراة التي لم تغير ولم تبدل أن مولده بمكة ودار هجرته يثرب ، وصفته بعينها ما تخالف حرفا مما في كتابنا ، وما يأتيكم [ به ] أولى من محاربته إياكم ولكأني أنظر إليكم ظاعنين يتضاغى صبيانكم قد تركتم دوركم خلوفا وأموالكم وإنما هي شرفكم فأطيعوني في خصلتين والثالثة لا خير فيها قالوا : ما هما ؟ قال تسلمون وتدخلون مع محمد فتأمنون على أموالكم وأولادكم وتكونون من علية أصحابه وتبقى بأيديكم أموالكم ولا تخرجون من دياركم . قالوا : لا نفارق التوراة وعهد موسى قال فإنه مرسل إليكم اخرجوا من بلدي ، فقولوا نعم - فإنه لا يستحل لكم دما ولا مالا - وتبقى أموالكم إن شئتم بعتم وإن شئتم أمسكتم .

قالوا : أما هذا فنعم . قال أما والله إن الأخرى خيرهن لي . قال أما والله لولا أني أفضحكم لأسلمت . ولكن والله لا تعير شعثاء بإسلامي أبدا حتى يصيبني ما أصابكم - وابنته شعثاء التي كان حسان ينسب بها .

فقال سلام بن مشكم : قد كنت لما صنعتم كارها ، وهو مرسل إلينا أن اخرجوا من داري ، فلا تعقب يا حيي كلامه وأنعم له بالخروج فاخرج من بلاده قال أفعل أنا أخرج

هيثم الفقى
03-21-2009, 03:43 PM
باب غزوة بني قريظة
سار إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة فحاصرهم خمسة عشر يوما ، ثم انصرف يوم الخميس لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس . واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم .

قالوا : لما انصرف المشركون عن الخندق ، وخافت بنو قريظة خوفا شديدا ، وقالوا : محمد يزحف إلينا وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يؤمر بقتالهم حتى جاء جبريل - عليه السلام - . وكانت امرأة نباش بن قيس قد رأت والمسلمون في حصار الخندق ، قالت أرى الخندق ليس به أحد ، وأرى الناس تحولوا إلينا ونحن في حصوننا قد ذبحنا [ ذبح ] الغنم . فذكرت ذلك لزوجها ، فخرج زوجها فذكرها للزبير بن باطا ، فقال الزبير ما لها لا نامت عينها ، تولي قريش ويحصرنا محمد والتوراة ، ولما بعد الحصار أشد منه

قالوا : فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق دخل بيت عائشة - رضي الله عنها - فغسل رأسه واغتسل ودعا بالمجمرة ليجمر وقد صلى الظهر وأتاه جبريل على بغلة عليها رحالة وعليها قطيفة على ثناياه النقع فوقف عند موضع الجنائز فنادى : عذيرك من محارب قال فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا فقال ألا أراك وضعت اللأمة ولم تضعها الملائكة بعد ؟ لقد طردناهم إلى حمراء الأسد ، إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة ، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم .

ويقال جاءه على فرس أبلق . فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا - عليه السلام - فدفع إليه لواء وكان اللواء على حاله لم يحل من مرجعه من الخندق ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا فأذن في الناس إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم ألا تصلوا العصر إلا ببني قريظة

ولبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلاح والمغفر والدرع والبيضة وأخذ قناة بيده وتقلد الترس وركب فرسه وحف به أصحابه وتلبسوا السلاح وركبوا الخيل وكانت ستة وثلاثين فرسا ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم قد قاد فرسين وركب واحدا . يقال له اللحيف فكانت ثلاثة أفراس معه . وعلي - عليه السلام - فارس ، ومرثد بن أبي مرثد .

وفي بني عبد مناف : عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فارس ، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وعكاشة بن محصن فارس ، وسالم مولى أبي حذيفة ، والزبير بن العوام .

ومن بني زهرة : عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص .
ومن بني تيم : أبو بكر الصديق ، وطلحة بن عبيد الله .

ومن بني عدي : عمر بن الخطاب .
ومن بني عامر بن لؤي : عبد الله بن مخرمة .
ومن بني فهر : أبو عبيدة بن الجراح .
ومن الأوس سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ومحمد بن مسلمة وأبو نائلة وسعد بن زيد .
ومن بني ظفر : قتادة بن النعمان .
ومن بني عمرو بن عوف : عويم بن ساعدة ومعن بن عدي وثابت بن أقرم ، وعبد الله بن سلمة .
ومن بني سلمة : الحباب بن المنذر بن الجموح ، ومعاذ بن جبل ، وقطبة بن عامر بن حديدة .
ومن بني مالك بن النجار : عبد الله بن عبد الله بن أبي . وفي بني زريق رقاد بن لبيد وفروة بن عمرو ، وأبو عياش ومعاذ بن رفاعة .
ومن بني ساعدة : سعد بن عبادة .

فحدثني ابن أبي سبرة عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه والخيل والرجالة حوله فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفر من بني النجار بالصورين فيهم حارثة بن النعمان ، قد صفوا عليهم السلاح فقال هل مر بكم أحد ؟ قالوا : نعم دحية الكلبي مر على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من – 499 – إستبرق فأمرنا بلبس السلاح فأخذنا سلاحنا وصففنا ، وقال لنا : هذا رسول الله يطلع عليكم الآن .

قال حارثة بن النعمان : فكنا صفين ، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك جبريل فكان حارثة بن النعمان يقول رأيت جبريل من الدهر مرتين - يوم الصورين ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين . وانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة فنزل على بئر لنا أسفل حرة بني قريظة ، وكان علي - عليه السلام - قد سبق في نفر من المهاجرين والأنصار فيهم أبو قتادة .
منقول