المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوء التغذية



هيثم الفقى
03-21-2009, 03:38 PM
يمثل سوء التغذية مشكلةُ صحية رئيسية، خاصةً في البلدان النامية. و يعتبر إمداد المياه و الإصحاح و التصحح، بالنظر لتأثيرها المباشر على الأمراض المعدية لا سيما الإسهال، عوامل هامة للوقاية من سوء التغذية. و يرتبط كل من سوء التغذية والإمداد غير الكاف بالمياه والإصحاح بالفقر و أثر الإسهال المتكرّرِ و المستمر على الفقر المرتبط بالتغذية . و يعزز تأثيرِ سوء التغذية على التعرضية للإسهالِ المعديِ نفس الحلقة المفرغة ذاتها، لا سيما بين الأطفال في البلدان النامية.
المرض:
يَعْني سوء التغذية في الأساس " غذاء سيئ ". و لا تتعلق فقط بعدم كفاية الطعام ، بل كذلك عندما يكون الطعام زائداً عن الحاجة، الأنواع الخطأ من الطّعامِ، واستجابة الجسمِ لمجموعة كبيرة من الأمراض المعدية التي تؤدي إلى سوء امتصاص العناصر التغذوية أو عدم القدرة على استخدام العناصر التغذوية بصورة صحيحة للحفاظ على الصحة . و من الناحية الإكلينيكية يتسم سوء التغذية بعدم الكفاية أو الإفراط في مدخلات البروتين و الطاقة و المغذيات زهيدة المقدار مثل الفيتامينات والعدوى المتكررة والاضطرابات الناشئة عنها.
و يعاني الناس من سوء التغذية لو كانوا غير قادرين على الاستفادة بصورة كاملة من الطعام الذي يتناولونه نتيجة الإصابة بالإسهال مثلا أو بالأمراض الأخرى (سوء التغذية الثانوي) أو لو تناولوا سعرات حرارية كثيرة (التغذية المفرطة ) أو لو كان النظام الغذائي لا يحتوي على سعرات حرارية كافية و بروتين للنمو و الصيانة (نقص التغذية أو سوء التغذية نتيجة عوز البروتين و الطاقة).
و يزيد سوء التغذية بجميع أشكاله من أخطار المرض و الموت المبكر.و على سبيل المثال يلعب سوء التغذية نتيجة عوز البروتين و الطاقة دوراً رئيسيا في نصف عدد الوفيات للأطفال تحت سن الخامسة كل عام في البلدان النامية (منظمة الصحة العالمية 2000) و تشمل الأشكال الشديدة من سوء التغذية الضوى (الفقد المزمن للدهون و العضلات و الأنسجة الأخرى) و داء الفدامة و تلف الدماغ المتعذر تغييره نتيجة عوز اليود و العمى و زيادة أخطار العدوى و الموت من عوز فيتامين " إيه".
و يتكون الوضع التغذوي عندما يتعرض الناس لمستويات عالية من العدوى نتيجة الإمداد بالماء غير المأمون و غير الكاف و كذلك الإصحاح غير الكاف . و في حالات سوء التغذية الثانوي لا يستفيد المصابين بالإسهال من الطعام الذي يتناولونه بصورة كاملة لأن تكرار التبرز يمنع الامتصاص الكاف للعناصر التغذوية . علاوة على ذلك فإن أولئك الذين يعانون من سوء التغذية المرتبط بعوز البروتين – الطاقة أكثر تعرضاً للأمراض و أقل قدرة على الشفاء منها.
السبب :
يعتمد الوضع التغذوي للفرد على التفاعل بين الطعام الذي يتناوله و الحالة الصحية العامة و البيئة المادية المحيطة به .و سوء التغذية اضطراب طبي و اجتماعي و يعود أساسها غالباً إلى الفقر.و يساهم سوء التغذية مع الفقر في الحلزون النازل الذي يعززه العبء المتزايد للمرض، و التنمية المُعاقة و انخفاض القدرة على العمل . وتعتبر المياه غير النظيفة و الإصحاح غير الجيد محددات هامة في هذا الاتجاه ، و لكن في بعض الأحيان لا يستفيد كل السكان من التحسينات ،على سبيل المثال يحدث ذلك حينما لا يستفيد سوى الأثرياء من إمدادات الشرب المحسنة أو حينما يستخدم الري لإنتاج محاصيل التصدير.و تساهم النٍزاعات المدنية و الحروب في زيادة حجم مشكلة سوء التغذية عن طريق تدمير البنية التحتية و أنظمة توزيع المياه و تلويثها.
نطاق المشكلة:
تؤثر مشكلات العجز الزمن في الغذاء على 792 مليون فرد في العالم (منظمة الأغذية و الزراعة 2000) بما في ذلك 20 % من السكان في البلدان النامية، و على مستوى العالم يؤثر سوء التغذية على واحد من كل ثلاثة أفراد ، و يتضاءل إلى جانب كل واحد من أشكالها الرئيسية أغلب الأمراض الأخرى المنتشرة عالميا ً(منظمة الصحة العالمية 2000).و يؤثر سوء التغذية على جميع المجموعات العمرية ، لكنه يشيع بصفة خاصة بين الفقراء و أولئك الذين لا يتاح لهم الفرصة الكاملة لتلقي التعليم الصحي و الحصول على الماء النظيف و الإصحاح الجيد. و يعيش أكثر من 70% من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية عوز البروتين – الطاقة في آسيا و 26% في أفريقيا و 4% في أمريكا اللاتينية و دول الكاريبي (منظمة الصحة العالمية 2000)
المداخلات:
تشمل المداخلات التي تساهم في الوقاية من سوء التغذية :
- تحسين إمداد المياه و الإصحاح و التصحح .
- نشر التعليم الصحي من أجل نظام غذائي صحي.
- تحسين إمكانية حصول الفقراء على الكميات الكافية من الطعام الصحي.
- ضمان ألا تؤدي التنمية الصناعية و الزراعية إلى تزايد حالات سوء التغذية.
منقول