المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسمة في الخيال !!



Hajer
03-13-2009, 07:39 AM
كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي



وحسبي أنا ، رسمةٌ في الخيالْ



تكونُ سراجاً منيراً لليلي



إذا ما ادلهمَّ عليَّ وطالْ



وتقتلُ وقتَ انتظاري المملِّ



على بابٍ حلمٍ بعيد المنالْ



أراني وقد نمتُ ، فيهِ ، كطفلِ



على شاطيءٍ ذهبيِّ الرمالْ



ومِن خلفيَ البحرُ يسحبُ رِجْلي



ويهمس في أُذُنَيَّ : تعالْ



فأصحو ، وأمشي رويداً ، وكُلِّي



حنينٌ ، وفوق شفاهي سؤالْ



أيذكرُني ؟!



- يا لروعة خِلِّي –



وقد غبتُ عنه سنينَ طوال



وتتبعني ذكرياتي كظِلي



ويؤنسني وقعُ تلك الظلالْ



هنا ، كنتُ أصنعُ أكوامَ رملِ



وألهو ، وأقفزُ فوق الحِبالْ



وطائرتي ، بخيوطٍ وذيلِ



تُحلِّقُ فوق أعالي التلالْ



وتسقط في كَرْمِ جدي المُطِلِّ



على سور منزلنا من شَمالْ



فأتبعها بين أشجار نخلِ



وأخرى من اللوز والبرتقالْ



وأنتظر الجدَّ حتى يُصلِّي



ويملأ لي ، بيديه ، السلالْ



هنالك ما بين وردٍ وفلِّ



وعرضِ سهولٍ ، وطولِ جبالْ



كبرتُ وأنت ِ أمامي وحولي



وذاتَ اليمين وذاتَ الشمالْ



وشكلك أجملُ من كل شكلِ



وسبحان من صاغ ذاك الجمالْ



وحبك يملأ قلبي وعقلي



وليس كلاماً وقولاً يُقالْ



***



كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي



وحسبي أنا ، رسمةٌ في الخيالْ



أراها فأصرخُ : ويحي وويلي !



متى سأعودُ ؟



وهل من مجالْ ؟



بقيتُ ، وقد سرتُ دهراً ، محلِّي



وما عدتُ أقوى على الاحتمالْ



وفتَّشتُ عن وطنٍ مستقلِّ



سدىً، ودَمي في سبيلك سالْ



ومشكلتي لم تزل دون حلِّ



وهأنذا لاجئاً لا أزالْ ..



ومَن لا يُساوي جُنَيْهيْنِ يُملي



عليَّ شروطاً ، ولي الامتثالْ



أنا لستُ شيئاً ..



مجرَّد نذلِ !



فلا تُلقِ لي ، يا حبيبةُ ، بالْ



ففي ساعة الصفر دوماً أُوَلِّي



فِراراً ، وأهربُ وقت النزالْ



كلامي كثيرٌ ، ولكنَّ فعلي



قليلٌ ،

وأهوى ، بطبعي ، الجدالْ



أبيعُ بلادي بحبة فجلِ



وأبناءَ شعبي ، بحفنة مالْ



ولستُ أبالي إذا ضاع حقلي



وصال الغريبُ بأرضي وجالْ



أُعِينُ عدوي عليَّ ، وأكْلي



وشُربي ، حرامٌ ،



وقتلي حلالْ !!



***



كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي



لأحيا على رسمةٌ في الخيالْ



تُذكِّرُني ، إنْ نسيتُ ، بأصلي



وأني سليلٌ لخير الرجالْ



ويحيا عليها إذا مت نجلي



إلى أنْ يشد إليك الرحالْ



فمَن لي سواه يعيدك مَن لي ؟



وما عُدتُ أتقن رميَ النبالْ



ولم يبق في العمر عمرٌ لمثلي



وشمسي على عتبات الزوالْ



وبيني وبينك مليونُ ميلِ



ويبدو لقاؤكِ لي كالمُحالْ



وأهلي يخونون في الحرب أهلي



ولا يحسنون سوى الاقتتالْ ؟!



كما في خيالي رسَمْتُكِ ظَلِّي



وحسبي أنا رسمةٌ في الخيالْ



تمر ببالي فأسرجُ خيلي



وأحلمُ أنِّي بساح القتال



وفوق الغزاة أدوس بنعلي



وأدعو مجيب الدُّعا بابتهالْ



لعلِّي أموت شهيداً لعلِّي



أعيشُ ، ولكنْ



بدون احتلالْ !!



للشاعر الفلسطيني / خميس لطفي

رابعة
03-13-2009, 09:45 AM
شكرا يا هاجر على ذكر هذا الشعر الرقيق
والحقيقة أن إعجابي به يعود لأكثر من سبب:
اولا : رقة وعذوبة تعبيراته
ثانيا: سهولة وسلاسة عباراته
رابعا: ربطه بين العاطفة والوطنية ،والحقيقة أن كلاهما صنوان لا يفترقان ، فكيف يعيش الانسان سعيدا مع محبوبه في وطن محتل!
خامسا: واقعيته، فهو يعترف بعجزه عن رمي الرماح
سادسا : صدقه ، فهو يعترف بأن هناك خونة من بني جلدته، لا سامحهم الله

Hajer
03-22-2009, 08:27 PM
اهلا رابعه
اهلا بمرورك العطر

اميرة الاحزان
04-10-2009, 01:24 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
دام لنا الابداع والتميز
فقد تجمعت اسباب الترابط والانسجام بين اجزاء القصيده
فجاءت عذبه فى الكلمات ورقيقه فى التعبير
فشكرا لكى