المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجلس العسكري المصري ينفي إطلاقه الرصاص على متظاهري ماسبيرو



هيثم الفقى
10-13-2011, 05:49 AM
نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وجود فرق قناصة تابعة له أمام مبنى التلفزيون المصري في منطقة ماسبيرو أطلقت النار على المتظاهرين الأقباط يوم الأحد الماضي، مؤكداً أن القوات التي كانت في منطقة الأحداث كانت غير مسلحة.
وأكد اللواء محمود حجازي، رئيس جهاز التنظيم والتعبئة في الجيش، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال مؤتمر صحافي عقده المجلس اليوم، للرد على أحداث ماسبيرو الأخيرة، عدم وجود ما يثبت وجود قناصة على كوبري 6 أكتوبر خلال اشتباكات ماسبيرو الأخيرة، التي أدّت إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 300 شخص.
وأضاف حجازي «القوات المتواجدة أمام ماسبيرو للتأمين وغير مسلحة، لأننا نعتقد أنه لا يوجد على أرض مصر من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدي على القوات المسلحة»، وتابع قائلاً: «سلاح القوات المسلحة للقتل وليس للتأمين، ولم ولن يوجه ضد الشعب».
وأكد حجازي أن سلاح القوات المسلحة «لو استخدمناه أو سمحنا باستخدامه لحدثت نتائج كارثية، لكننا لم نستخدمه ولن نستخدمه ضد الشعب، قد نضطر إلى استخدام الحزم طبقاً للقانون في مواجهة أعداء هذا الشعب الذي كان في مرحلة نظام يرفضه ثم انتقل إلى مرحلة نظام يطلبه».
كذلك شدد حجازي على حرص القوات المسلحة على عدم إذاعة عدد القتلى في صفوف القوات المسلحة «حتى لا نسبِّب موقفاً عدائياً أو حزازيات عند الجنود، وليست هذه المرة الأولى، فنحن حريصون على ألا نؤجج مشاعر الغضب بين الشعب والقوات المسلحة، وعلى من يريد أن يعرف أن يلجأ إلى هيئة القضاء العسكري فهناك أعداد داخل ملفات القضية ولا يمكن أحداً أن ينكرها»، مشيراً إلى أن الجيش لديه شهداء من الجنود والضباط في أحداث ماسبيرو ولن نعلن عن العدد، وأن هناك تورطاً لبعض الشخصيات في التحريض على أعمال العنف والاتصال بالخارج للتدخل بشؤون مصر.
وقال حجازي «إنني لا أستبعد وجود طرف ثالث في المظاهرات التي وقعت يوم الأحد الماضي في القاهرة قام بإطلاق النار على المتظاهرين ورجال القوات المسلحة، برغم أننا لم نتأكد بعد من طبيعة من أطلق النيران»، مضيفاً أنه من المؤكد أن «المظاهرة كانت سلمية وأفراد القوات المسلحة لم تكن لديهم ذخائر، والحقيقة أن لدينا شهداء بطلقات نارية وإصابات بطلقات خرطوش، متسائلاً هل اندس طرف ثالث؟».
واستطرد حجازي قائلاً «أنا لا أجزم أو أستبعد، لكن أؤكد أن المظاهرات تبدأ سلمية وليس لدينا شك في صدق نوايا المواطنين المخلصين المصريين وشباب ثورة 25 يناير، لكن هناك فئة تهدف إلى إجهاض الثورة وإحداث وقيعة، وهذه الفئة تحاول أن تستدرج القوات المسلحة لاستخدام العنف ضد الشعب، وهذا لن يحدث أبداً»، مشدداً على أن «هذه كارثة يجب ألّا تمر مرور الكرام ويجب أن نتعلم منها».
وتساءل حجازي «هل هذه الطريقة المثلى للتعبير عن المطالب وتحقيق الأهداف في مجتمع نريد أن يكون أكثر ديموقراطية وانفتاحاً بعد الثورة؟»، مضيفاً أن «هناك طرقاً أخرى للتعبير وتحقيق الأهداف، أفضل من تلك الصورة».
واستدرك حجازي قائلاً: «احد التهديدات التي صاحبت تجمّع الأقباط في حي شبرا المتوجه إلى مبنى التلفزيون، وما يلفت في الأحداث الأخيرة، التحريض على اقتحام مبنى ماسبيرو»، لافتاً إلى أن مبنى التلفزيون هو «أحد أبرز الأهداف الإستراتيجية ورمز إرادة الشعب، ويجب أخذ مسألة التهديد باقتحامه على مأخذ الجد وعدم السماح بتنفيذ هذا التهديد».
كذلك، أكد حجازي أن «جزءاً من المتظاهرين الأقباط جاءوا أمام ماسبيرو حاملين أنابيب البوتاجاز (غاز المنازل) وأسلحة بيضاء ومولوتوف، وهذا كله موثق بالفيديو، وبعد تدافع أعداد كبيرة من المتظاهرين باتجاه مبنى التلفزيون بدأ استخدام الأسلحة البيضاء وقذف المولوتوف نحو أفراد القوات المسلحة»، مشدداً، في الوقت ذاته، على أن المظاهرة بدأت سلمية بحماية قوات الشرطة العسكرية، لكنها انتهت إلى ما وصلت إليه.
من جانبه، أكد اللواء عادل عمارة، مساعد وزير الدفاع، خلال المؤتمر الصحافي، أن الجنود لم يكن معهم ذخيرة حية، ونفى أن تكون المدرعات دهست المحتجين الأقباط.
وأضاف عمارة أن «فكرة دهس مركبات القوات المسلحة للمتظاهرين المدنيين فكرة مرفوضة وغير موجودة في قاموس القوات المسلحة، ونحن في عقيدتنا القتالية لا نرتكب هذه الأخطاء، ولم ندهس إطلاقاً طوال حروبنا مع الأعداء ولا يمكن أن ينسب ذلك للقوات المسلحة المصرية»، موضحاً أن الجنود كانوا داخل المركبة وهي تحترق وحاولوا الخروج فتم رشقهم بالحجارة، وتحرك الجندي بالمركبة وأمامه حشد كبير من المتظاهرين، «ولا أنكر أنه أثناء سير العربية قد يكون اصطدم بأحد الموجودين، وعيب أن يقول أحد إن فرداً من أفراد القوات المسلحة يتلقى ضمن تدريبه دهس المتظاهرين، كذلك أوكد أن التحقيق جار في هذا الأمر».
وشدَّد عمارة على أن التحقيق جار في مشهد سائق يرتدي ملابس مدنية، ويقود إحدى المركبات ويندفع بقوة، و«يشيل» (يدهس) كل من أمامه من عربات وأفراد، ويدمر مركبات القوات المسلحة، وكل من أمامه بعنف بعيداً عن الحضارة.
ولفت عمارة إلى أنه «لا يمكن أن نقول ذلك على القوات المسلحة، ولا يمكن أن يكتب التاريخ أن القوات المسلحة دهست المواطنين».
ورداً على سؤال عن مدى صحة تقاعس الحكومة في بت قضية كنيسة ماريناب ووجود قناصة قتلوا المتظاهرين، قال عمارة إن «موضوع الكنيسة ليس فيه مشكلة بهذا الشكل والموضوع بيد القضاء، والمهم ألا نستغل أي حادث في تناقل أنباء مغلوطة، وبالنسبة إلى تقارير الطب الشرعي فإن كل ما صدر حتى الآن هو تصريح دفن وليس تقريراً تفصيلياً».
وعُرض خلال المؤتمر الصحافي مشاهد من المسيرات تؤكد وجود أعمال عنف من قبل المتظاهرين وتدمير عدد من السيارات المدنية.
وكانت مواجهات دامية قد وقعت يوم الأحد الماضي بين نحو 10 آلاف مسيحي وعناصر من الجيش وقوات الأمن أمام مبنى التلفزيون المصري وعدد من مناطق وسط القاهرة، أدّت إلى سقوط 24 قتيلاً و327 مصاباً من الطرفين.
http://www.al-akhbar.com/node/23507