المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انطلاق مهرجان بغداد السينمائي بمشاركة 200 فيلم من 32 دولة



هيثم الفقى
10-05-2011, 06:09 AM
تحت شعار "بغداد ملتقى شاشات العالم"، انطلقت مساء الاثنين في قاعة المسرح الوطني في بغداد فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي الثالث، الذي تنظمه منظمة "سينمائيون عراقيون بلا حدود" برعاية دائرة العلاقات في وزارة الثقافة، وبمشاركة 200 فيلم من 32 دولة، حيث تعرض الأفلام تباعا لمدة أسبوع كامل صباح مساء.


(بغداد ملتقى شاشات العالم) مهرجان سينمائي ينطلق في بغداد
عبد الجبار العتابي من بغداد: كان الحضور لافتًا في مساء الاحتفال، الذي تضمن إلقاء كلمات، ومن ثم رقصات شعبية قدمتها الفرقة القومية للفنون الشعبية، حيث كادت قاعة المسرح شبه ممتلئة، إلا أنّ هذا الجمهور بدأ بالتسرب الى خارج القاعة مع الدقائق الثلاث الاولى من عرض فيلم الافتتاح، الذي كان جزائريًا للمخرج عبدالكريم بعنوان "رحلة إلى الجزائر".

إذ إنّ الصّورة لم تكن واضحة، فضلاً عن أنّ الفيلم كان حواره باللغة الفرنسية، فيما كانت الترجمة باللغة الانكليزية، وهو ما استغربه معظم الحضور، لاسيما أن البهجة كانت حاضرة في الوقت الذي مرّ قبل عرض الفيلم، حتى أن البعض علّق بالقول إن شعار المهرجان بغداد ملتقى شاشة العالم، لكن شاشتها غير واضحة، وهو ما دعا ادارة المهرجان الى الاعتذار عن هذه الأخطاء غير المقصودة لأسباب فنية، من جهة اخرى استغرب آخرون عدم وجود حضور رسمي لافت.

قال الدكتور طاهر علوان، مدير منظمة "سينمائيون عراقيون بلا حدود" مدير المهرجان: أعدّ هذه الدورة نقطة تحول في تاريخ السينما العراقية فهي الأضخم والأوسع من ناحية عدد الدول والأفلام المشاركة وتنوع برامج المهرجان، ويتميّز هذا المهرجان عن سابقيه بكونه يحظى بمشاركة دولية واهتمام دولي واسع، فضلا عن ميزة أخرى، تمثلت في عقد البروتوكولات مع مهرجانات دولية كبيرة ومهمة، منها مهرجان الفيلم القصير في المغرب، ومهرجان دول الخليج ومهرجان تريبكا للسينما المستقلة، والتي يشرف عليها الممثل العالمي الشهير روبرت دينيرو، وهي اتفاقيات معلن عنها في موقع المهرجان، ومواقع هذه المهرجانات، وهذا سيساعد في دفع المهرجان إلى خارطة المهرجانات الدولية.

وبعد هذه الدورة، هناك نية لدى منظمة "سينمائيون عراقيون بلا حدود" بأن يقام المهرجان سنوياً، لذلك أقف وقفة إجلال وتقدير لكل من وضع بصمة في هذا المهرجان وكل من ساندنا وشجعنا، وارجو ان نكون قدمنا شيئا باسم جمعيتنا المستقلة محدودة الامكانات، جمعية "سينمائيون عراقيون بلا حدود" التي أقامت هذا المهرجان بإمكانات لا تكاد تذكر، وبدعم لا يكاد يذكر وبميزانية ضعيفة جدًا، ولكننا والحمد لله بحضور الجمهور الكبير في حفل الافتتاح نستطيع ان نقول إننا انجزنا شيئا مميزًا.

واضاف: ستعرض الأفلام المشاركة وللمرة الأولى حسب مقاييس الاحتراف ومستويات عالية من النسخ الأصلية. أما بالنسبة إلى أعضاء اللجنة التحكيمية فهم من دول أجنبية وعربية، فضلا عن العراق وإيران، المهرجان بإمكاناته البسيطة، كانت تحضيراته واسعة جداً وتنظيمه عاليًا ومشاركة الأفلام فيه واسعة جداً ومشرفة.

وقال الدكتور عمار العرادي مدير المهرجان أيضًا: انه منظر يسرّ النفس، هذا الحضور الجميل، انا اعتقد ان مهرجان بغداد السينمائي في دورتيه السابقتين عامي 2005 و2007 عندما كان بمستوى (البينالي السينمائي) كل سنتين، وكانت بغداد غارقة بالظلام والدماء، أقمنا هذه التجربة واستطاع المهرجان ان يشيع ثقافة المهرجانات، اتمنى من هذه الدورة ان تشيع ثقافة حضور المهرجانات لدى الجمهور العراقي، ليس السينمائي فحسب، انا اعتقد ان هذه التجربة تثير جدلاً، سواء في الصحافة او لدى المعنيين بالسينما: أيهما افضل: إقامة مهرجان سينمائي او إنتاج سينمائي؟

أنا في اعتقادي لم تبق دولة في العالم لم تحتف بمهرجانها السينمائي، ودولة غنية مثل العراق من الأولى أن يكون لها مهرجان يمثل عاصمتها لأن الصورة الدرامية الآن اصبحت لها الآن اهمية بالغة الخطورة في الثقافة، فالانتاج شيء والمهرجانات شيء اخر، كلاهما يكمل الاخر، ان لم نستطع الان كحكومات ان ننهض بالسينما كإنتاج للأسباب المعروفة، فلا يمكن ان نعطل الجانب الاخر لأن المهرجانات ضرورة مهمة للانتاج.

فيما قال المغربي عبد العزيز بن غالي، رئيس وفد المغرب ومدير مهرجان الفيلم القصير: هذا الوجود يزيدني مفخرة وتجربة لانني اعتبر المهرجان ملتقى تلقيح الحضارات وملتقى التواصل والتبادل الثقافي، وحضوري كان بصفتي مدير مهرجان للعالم العربي للفيلم القصير في آزرو وافران المغربيتين، وهو حضور ينبني على اتفاقية الشراكة والتعاون التي أبرمناها في السنة الماضية مع مهرجان بغداد بشخص طاهر علوان، هذه الاتفاقية مبنية على التعاون والتبادل الثقافي، سواء بالمنتوجات العراقية في مجال السمعي البصري، وكذلك بالنسبة إلى المغرب.

واضاف: اهمية المهرجان يتمثل في ان العراق، رغم الظروف العسيرة، الا أن ذاكرته تبقى حية، ويسجل لها تاريخ له وقع ثقافي وحضاري معروفة به في العالم، ومبنية على اكتشاف جماليات الصورة بعمق المعنى، وانا أعتقد ان هذا المهرجان ملتقى لفتح الحوار والنقاش مع مختلف الشرائح المتواجدة، وكذلك ما هو إلا فرصة للتعريف بالمنتوج المغربي السينمائي.

الدكتور صباح الموسوي رئيس قسم الفنون السمعية والمرئية في كلية الفنون الجميلة قال: علينا اولاً أن نشكر القائمين على هذه التظاهرة التي تشكل دافعًا لتخريج واقع المشهد الثقافي العراقي، وهذه التظاهرة لما تحتويه من أفلام تكاد تكون للمرة الأولى باشتراك الفيلم العربي والعالمي بهذا الكمّ وهذا الزخم، ونتمنى لهذه التظاهرة النجاح، وألا تكون تظاهرات مناسبة، بل ان تتواصل بشكل تقليدي، ونتمنى من المؤسسات الثقافية ومن أصحاب القرار أن يولوا اهتمامهم بالثقافة العراقية بشكل جدي، لاننا سابقا كنا نتكئ على الوضع الامني وظروف البلد التي شهدها، ولكن الآن الوضع الأمني تحسّن، وعلينا أن نحرك الحياة من جديد، وان نعيد للثقافة العراقية مكانتها، ليس في مجال السينما والمسرح، وانما في مجال الفنون التشكيلية والادب، لأنه لايمكن أن تكون هناك حياة في بغداد من دون ثقافة، لأن بغداد هي رمز للثقافة.

وأضاف: ما لفت الانتباه هو غياب السياسيين، وإن حضر بعضهم، وهم ليسوا من أصحاب القرار، وكنا نتمنى أن يحضر أصحاب القرار، ليشهدوا هذا الجمهور وهذا الكم الهائل من الشباب من السينمائيين ومحبي السينما، الذين حضر جزء منهم، نتمنى أن لا تقتصر هذه المهرجانات على بغداد كالسابق، وان لا تكون الثقافة فقط داخل المركز، والمفروض ان يكون هناك إشعاع على الأطراف.

وتابع: عندي ملاحظات حول الافتتاح، انه لم يكن بمستوى وحجم التظاهرة نتيجة بعض القصور كما يبدو، فقد كانت شاشة العرض غير مهيأة بشكل جيد، وجهاز العرض كان عن طريق الحاسوب، وحتى عدسته كانت وسخة، ثم ان اهل المهرجان افتتحوه بفيلم يتحدث بالفرنسية، ومترجم الى الانكليزية، في الوقت الذي كان فيه الجمهور عراقيًا، وهناك مهرجانات تشترط ان تكون الافلام باللغة المحلية، فالجمهور الجالس إن لم يفهم ما الجدوى من بقائه، نتمنى أن يتم تجاوز هذه الأخطاء ليستمتع الجمهور بالأفلام المشاركة.

جميل النفس: نحن في بغداد نحتاج إلى هكذا مهرجانات ثقافية اخرى، وهذا المهرجان هو متمّم للمهرجانات التي تقام لمجالات إبداعية اخرى، وبعد مدة طويلة من الغياب العراق يحتاجه، ومشكورة منظمة "سينمائيون عراقيون بلا حدود" ان تقيم المهرجان للمرة الثالثة على الرغم من إمكاناتها المحدودة جدا، وعانت كثيرا لكي يبصر هذا المهرجان النور، وانا اعتقد ان على الدولة ان تلتفت الى هكذا مهرجانات، لانها ربما تقصّر المسافات بينها وبين الدول الاخرى، بعد ما اشيع عن العراق انه لا يعرف غير القتل والارهاب.

واضاف: السينما معنيّة بالانسان، واعتقد ان على السياسي ان يلتفت الى هكذا مهرجانات، وخاصة السينمائية، لان غاية السينما هي الانسان، ومثلما يدّعي السياسيون أن غايتهم هو الانسان، اذن هنالك هدف سامٍ واحد ما بين الاثنين، واذن.. لماذا غاب السياسيون عن هذا المهرجان، وهذه قضية مهمة جدا، وانا اعتقد ان الموضوع الفني لا يقل أهمية عن الموضوع السياسي، وبالتأكيد إن خرج السياسي من معطف الثقافي، فلماذا يقاطع السياسيون هذه المهرجانات، ونحن نكرر للمرة الالف: العراق يحتاج إلى السينما، وعلى السياسيين تقديم الدعم المعنوي ما داموا غير قادرين على انتاج فيلم، وانا من خلالكم أحيي منظمي المهرجان وداعميه وكذلك الجمهور الذي حضر.

الشاعر رعد مشتت قال: اعتقد أن ما شاهدته في القاعة هي إهانة للسينما، السينما لغة ضوء في الاساس، وعندما تأتي وتدخل في ظلام وتطلع في ظلام فهذه اهانة للسينما، اهانة للأداة نفسها، ان لم تكن لديهم امكانية عرض حقيقية فلماذا تجلس الناس في الظلام ولا ترى شيئا، هذه عملية تنظيمية والمفروض انها اول شيء يتم الانتباه اليه، عليهم ان ينتبهوا اولاً الى نوعية العرض، لو انهم وضعوا شاشة صغيرة (بلازما) ويعرضون الفيلم بشكل صحيح لكان الامر صحيحًا، كما كان عليهم الانتباه الى ان فيلم الافتتاح يتكلم باللغة الفرنسية ومترجم الى الانكليزية فيما الجمهور عربي.

هاشم العيفاري: انا اعتبر المهرجان واحدة من الخطوات التي تسهم في بناء وترسيخ السينما العراقية، ليس بالضرورة ان يكون لدى الدولة انتاج قوي بالافلام حتى ترعى مهرجانات سينمائية، بدليل تجربة الدول الخليجية التي خطوتها السينمائية بسيطة، ولكنها ترعى مهرجانات دولية مهمة، من غير الممكن أن نقول إننا وصلنا الى درجة عالية من التحضيرات الا أننا نقول لابأس، هذه محاولة وتجارب متواضعة نتمنى من خلالها ان تنهض السينما العراقية.

واضاف: السينما الجزائرية من السينمات الرائدة وما اختيار فيلم "رحلة الى الجزائر" الا لكونه جديرا بالمشاهدة، ولكن للاسف سوء حظ الفيلم ان العرض صار بهذا الشكل، حيث الصورة معتمة والقاعة غير مؤهلة لعرض فيلم طويل، نتمنى في المستقبل ان يتم النظر الى هذه الجزئيات ليكون المهرجان على أتم وجه.

يتضمن ثلاث مسابقات رئيسة هي مسابقة الفيلم الروائي الطويل ومسابقة الفيلم الوثائقي ومسابقة الفيلم القصير، اضافة الى الأقسام الأخرى وهي: قسم بانوراما: ويخصص لعرض افلام سينما البلد الضيف، حيث تم اختيار ألمانيا، لتكون ضيفة شرف لهذه الدورة، وقسم آفاق جديدة: وهو قسم مخصص للتجارب السينمائية الشابة والواعدة للمخرجين العراقيين الشباب، وخاصة الذين تخرجوا حديثا في كليات ومعاهد السينما في العراق.

وقسم الوان العراق: وهو قسم مخصص للأفلام العراقية للأقليات كالأكراد والتركمان والصابئة والآثوريين وغيرهم، وقسم صورة انسان، وهو قسم مخصص للأفلام التي تتناول قضايا حقوق الأنسان، سواء في داخل العراق او في الوطن العربي والعالم، وقسم عراقيات خلف الكاميرا، وهو قسم خاص لتشجيع السينمائيات العراقيات، لكي يكون جزءا فاعلاً في الحركة السينمائية، ولإثبات انفسهن في تحديهن العديد من الظروف والمصاعب وحملهن الكاميرا بجرأة وثقة.
http://www.elaph.com/Web/Culture/2011/10/687023.html?entry=culturecinema