المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرنسا وبريطانيا تدعوان الى حماية المعارضين السوريين لديهما



هيثم الفقى
10-05-2011, 06:04 AM
A4 PDF | FULL PDF
المستقبل - الاربعاء 5 تشرين الأول 2011 - العدد 4135 - شؤون عربية و دولية - صفحة 14


"العفو الدولية": محتجون في أوروبا والأميركتين خضعوا لمضايقات من سفارات بلادهم
فرنسا وبريطانيا تدعوان الى حماية المعارضين السوريين لديهما



باريس ـ مراد مراد ووكالات

تتواصل الاعتداءات التي يقوم بها موظفون في السفارات السورية في اوروبا على المعارضين الناشطين مع كل تحرك يقوم به هؤلاء دعما للثورة السورية التي تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد. ومع استمرار هذه الانتهاكات، قررت باريس ولندن وضع المعارضين السوريين في حماية الشرطة ووجهت تحذيرات شديدة اللهجة الى السفارتين السوريتين من مغبة استمرار موظفيها واتباعها في استهداف الناشطين المناهضين للنظام.
ففي باريس، التي يتوقع ان تشهد الاسبوع المقبل مسيرات داعمة للثورة ضد الاسد، قال الناطق بإسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "لا نقبل ان تنظم دولة اجنبية اعمال عنف وترهيب على اراضينا او ان تقوم بمثل هذه التصرفات ضد مواطنينا في سوريا". اضاف "لقد اوضحت فرنسا موقفها هذا بلهجة صارمة امام السفيرة السورية في باريس (لمياء شكور) التي تم استدعاؤها مرات عدة الى الخارجية الفرنسية".
وبخصوص المعارضين السوريين الذين تعرضوا لإعتداءات في باريس في 26 آب (اغسطس) الماضي، اكد فاليرو "ان التحقيق جار بعد تعرض متظاهرين مناهضين لنظام بشار الاسد لإعتداءات. الشرطة عززت حماية المعارضين السوريين الموجودين على الاراضي السورية منذ 26 آب (اغسطس). التحقيق مستمر ونأمل ان ينتهي سريعا" واضاف موضحا ان "ايا من الاشخاص الذين اوقفوا في اطار التحقيقات لم يكن يحمل جواز سفر ديبلوماسيا".
وشدد الديبلوماسي الفرنسي على ان "الدستور الفرنسي يضمن حق التظاهر السلمي بحرية وامان. ومن البديهي ان تدعم فرنسا تطلعات الشعب السوري نحو الحرية".
وفي لندن اعرب ناشطون سوريون عن استيائهم لتجاهل الشرطة البريطانية البلاغات التي قدموها اليها عن تهديدات ومضايقات يتعرضون لها من قبل السفارة السورية في لندن. ونقلت وسائل اعلام بريطانية عدة شكاواهم هذه املا في ان تتحرك وزارة الخارجية البريطانية كما يجب لناحية اخذ الشرطة القضية على عاتقها بشكل اكثر جدية. وكانت الخارجية البريطانية اكدت منذ الشهر الماضي انها ستمنع حصول مثل هذه الاعتداءات ووجهت تحذيرا صارما الى السفارة السورية في لندن.
وذكرت صحيفة "التايمز" في عددها امس انها كانت اول من حذر منذ حزيران (يونيو) الماضي من وجود مجموعات موالية لنظام الاسد تتحرك دون عقاب وتعتدي على المعارضين السوريين وتهددهم. واضافت "ليس من المفاجئ ان نظاما ليس لديه اي اعتبار لحكم القانون في بلاده ان يكون احترامه للقوانين في بلدان اخرى ضئيلا".
وحذرت الصحيفة من ان "المفاجئ فيما يحصل السهولة التي تقوم بها الاستخبارات السورية من اداء عملها هذا على الاراضي البريطانية. على سبيل المثال يزعم ناشط سوري معارض ان صورا التقطت له في احدى التظاهرات في لندن ادت الى اعتقال والده بواسطة الشرطة السرية في دمشق".
وتابعت "التايمز": "موظفون في السفارة السورية في لندن قاموا بإلتقاط صور للمتظاهرين في لندن في المسيرات الاحتجاجية ضد النظام ثم قاموا بتهديد هؤلاء عبر رسائل هاتفية او وجها لوجه. ومرارا كان مضمون التهديد ان ما يقومون به في الخارج سيكون له تداعياته السلبية على اهلهم وعائلاتهم داخل سوريا".
وانتقدت الصحيفة اداء الشرطة البريطانية الضعيف تجاه هذه الانتهاكات واشارت الى ان "محمد ساموري نائب القنصل السوري في بريطانيا هو الرئيس الممثل للإستخبارات السورية في بريطانيا" وتساءلت "هل ينبغي ان يبقى هذا الشخص مرحبا به في المملكة المتحدة؟". واعتبرت الصحيفة ان على وزارة الخارجية البريطانية القيام بالمزيد بهذا الصدد اذ "على الرغم من انها شددت على المعارضين السوريين الذين يتعرضون للمضايقات ابلاغ الشرطة الا ان هؤلاء كلما قدموا بلاغا تقوم شرطة العاصمة غالبا بتجاهله. لذا ينبغي ان تكون الخارجية البريطانية اكثر صرامة مع الشرطة في هذا الموضوع".
منظمة العفو الدولية اعلنت في بيان امس ان المعارضين السوريين في اوروبا والولايات المتحدة "يراقبون باستمرار ويتعرضون لمضايقات" من قبل موظفي السفارات السورية وذلك بامر من النظام السوري.
وقالت المنظمة "إن ما يربو على 30 ناشطاً في كندا وشيلي وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، اشتكوا من تعرضهم للتخويف من جانب موظفي السفارات وآخرين، ومن تعرض أقربائهم في سوريا للمضايقة والاعتقال وحتى للتعذيب في بعض الحالات".
وتابعت "في العديد من الحالات، تبين أن المحتجين خارج السفارات السورية كانوا يصوَّرون على أشرطة فيديو أو صور فوتوغرافية في بداية الأمر من قبل الموظفين، ثم يتعرضون لمضايقات من أنواع مختلفة، بما في ذلك عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية أو رسائل الفيسبوك التي تحذرهم بأن عليهم التوقف عما يقومون به".
وقال باحث منظمة العفو الدولية بشأن سوريا نيل ساموندز "إن المهاجرين السوريين دأبوا من خلال الاحتجاج السلمي على تسليط الضوء على الانتهاكات التي نرى أنها ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، وهذا يمثل تهديداً للنظام السوري". وأضاف "أن النظام السوري، وفي رده على ذلك، يبدو أنه شن حملة منظمة وعنيفة أحياناً، لترهيب السوريين في ما وراء البحار وإسكاتهم في دليل جديد على أنه لن يتساهل بشأن الانشقاقات المشروعة، وأنه على استعداد للمضي بعيداً لتكميم أفواه من يتحدونه في العلن".
وعرضت منظمة العفو الدولية حالات للمضايقات التي يتعرض لها الناشطون السوريون في الخارج ومن بينها حالة مالك جندلي، وهو عازف بيانو ومؤلف موسيقي يبلغ من العمر 38 سنة، والذي قالت إن والده ووالدته البالغان من العمر 73 و66 سنة على التوالي تعرضا للاعتداء في منزلهما في حمص، اثر تقديمه عرضاً أثناء تظاهرة مطالبة بالإصلاح أمام البيت الأبيض في تموز (يوليو) الماضي. ونسبت المنظمة إلى مالك قوله إن والديه "تعرضا للضرب وحبسا في الحمام بينما كانت شقتهما تتعرض للسلب، وأبلغتهما عناصر الأجهزة الأمنية بأن هذا ما يحدث عندما يسخر ابنكما من الحكومة، وقررا بعده الفرار من البلاد".
ودعت المنظمة الدول المضيفة إلى "اتخاذ تدابير أقوى ضد السفارات السورية المتهمة بتنسيق هذا النوع من المضايقات والترهيب، وحماية الحق في حرية التجمع والتعبير"، مشيرة إلى أن حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "أثارتا المسألة مع سفيري سوريا في واشنطن ولندن، على التوالي، فيما ابلغها محتجون في أسبانيا أنهم بصدد التقدم بشكوى رسمية من خلال النظام القضائي المحلي".
وقال ساموندز "نتطلع إلى أن تتصرف الحكومات المضيفة بشأن المزاعم المعقولة بالتعرض للانتهاكات دون انتظار الشكاوى الرسمية، فالعديد من الأشخاص الذين تحدثنا إليهم يشعرون بخوف شديد مما يمكن أن يحدث لهم إذا ما تقدموا بشكاوى رسمية إلى الشرطة".
وكان القسم الإعلامي في السفارة السورية بلندن نفى صحة هذه المزاعم، وقال "سبق وأن سمعنا ذات النوع من الاتهامات بحق السفارة وطاقمها، ونؤكد أن هذه الاتهامات عارية عن الصحة وأن السفارة تعمل باحترام تام للمعاهدات الدولية الناظمة للعمل الديبلوماسي". وأضاف "أن دور السفارة بناء الجسور ومساعدة أبناء الجالية السورية، وليس استهداف أحد مهما كانت مواقفه السياسية".


http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=488680