المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب الصوّامة القوّامة



هيثم الفقى
04-12-2011, 03:07 AM
أبوها الصحابي الجليل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وأخواتها من أبيها هن رقية وأمها أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب، وفاطمة وأمها أم حكيم بنت الحارث، وزينب وأمها فكيهة وهي أم ولد.
أما السيدة حفصة فأمها زينب بنت مظعون.. فالبنات الأربع كلهن من أمهات شتى.

وعن سيرة أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب أوضح الباحث الاسلامي منصور عبدالحكيم أن أباها هو أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي رضي الله عنه. كان طويلا جسيما شديد الصلع، شديد الحمرة، في عارضيه خفة، أسلم في مكة في السنة السادسة من النبوة، وكان من أشراف قريش، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

كما روى عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة وتسعة وثلاثين حديثا وروى عنه الصحابة.
وهو أحد العشرة المبشرين من رسول الله بالجنة.
دعا الرسول له قبل الإسلام بأن يهديه الله ويسلم فقال - صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام.

أما الابنة الكبرى حفصة فقد تزوجت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصحابي خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي الذي أسلم بمكة قبل دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم على يد أبي بكر الصديق.
وهاجر الزوجان إلى المدينة المنورة، وعاشا حياة إسلامية هادئة مستقرة، وحفظت الزوجة القرآن الذي كان ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولا بأول.
وشهد الزوج غزوة بدر الكبرى، وقاتل فيها قتال الأبطال وأبلى بلاء حسنا وأصابته سيوف المشركين في أكثر من موضع في جسده، وعاد مع الجيش المنتصر إلى المدينة المنورة مجروحا ثم مات بعد أيام متأثرا بجراحه.

وعن قصة دخولها البيت النبوي يقول الباحث الاسلامي منصور عبدالحكيم: إنه بعد وفاة الزوج وانتقال الابنة الصابرة إلى بيت أبيها، حزن الأب لترمل ابنته الشابة، وفكر في زواج ابنته بعد قضاء عدتها على زوجها الشهيد بأحد الصحابة الكبار.. فابنته صوامة، قوامة، عابدة، حافظة لكتاب الله، أضف إلى ذلك أنها شابة جميلة.. وليس عيبا أن يعرض الرجل ابنته الصالحة علي أحد الصالحين.

فذهب إلى أبي بكر الصديق يعرض عليه الزواج من ابنته حفصة وكله يقين أنه سوف يوافق على الزواج رغم فارق السن بينهما لكن أبا بكر صمت ولم يجب وتكرر الشيء نفسه مع عثمان بن عفان وحزن عمر لرد الصديقين عليه، ورفضهما عرضه بالزواج من ابنته رغم كل الصفات الحسنة بها، وذهب إلى رسول الله يشكو إليه ما فعله الصاحبيان معه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة.

وتعجب عمر من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فمن هو الذي خير من عثمان وأبي بكر؟ ومن هي التي أفضل من حفصة؟!

ولم يمض وقت طويل حتى حل اللغز.. فقد خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر، وتزوج عثمان بن عفان من أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وتم زواج حفصة - رضي الله عنها - من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصبحت من أمهات المؤمنين.
ودخلت البيت النبوي وفيه سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر الصديق فكانت ثالثة ثلاثة - رضي الله عنها-.
وذات يوم سمع عمر بن الخطاب أن ابنته حفصة تراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب إليها يسألها:
- يا بنية، هل صحيح أنك تراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يظل يومه غضبان؟
فقالت له: نعم يا أبت والله إنا لنراجعه.
قال عمر: تعلمين أني أحذرك عقوبة غضب الله وغضب رسوله، يا بنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله إياها، والله لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحبك ولولا أنا لطلقك.

وتمر الأيام والسنون وحفصة في بيت النبوة، وتبدي رأيها وتراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد سمعته يوما يقول: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد.. الذين بايعوا تحتها.
قالت حفصة رضي الله عنها: بل يا رسول الله.
فانتهرها النبي صلى الله عليه وسلم، فتلت الآية: “وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا”.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال الله عز وجل: “ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا”.

منقول من جريدة الخليج
الإمارات
1-11-2005