المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب على القذافي من الجو والبحر



هيثم الفقى
03-20-2011, 02:50 AM
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أنه أذن للقوات الاميركية بـ"عمل عسكري محدود" في ليبيا لفرض احترام قرار مجلس الامن 1973 مؤكداً عدم نشر قوات على الاراضي الليبية، ما ترافق مع بدء القوات الفرنسية والبريطانية والأميركية عملية عسكرية من الجو والبحر منها إطلاق 112 صاروخ "توماهوك" أصابت "اكثر من 20 هدفا" بينها انظمة مضادة للطيران ونقاط اتصالات استراتيجية تقع جميعها على الساحل الليبي.
وردّ العقيد معمر القذافي بإعلانه "فتح المخازن وتسليح الجماهير" للتصدي "للعدوان الصليبي الاستعماري"، على ما جاء في كلمة مقتضبة له بثها التلفزيون الليبي مساء أمس قال فيها ان مصالح دول البحر المتوسط وشمال افريقيا ستكون من الآن فصاعداً في خطر.
الرئيس الاميركي قال في تصريح صحافي من برازيليا "اليوم (أمس) اعطيت اذنا للقوات الاميركية للقيام بعمل عسكري محدود في ليبيا". وشدد اوباما ايضا على ان الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الاراضي الليبية.
وقال "كما قلت بالامس (أول من أمس الجمعة) لن ننشر، أكرر لن ننشر، قوات اميركية على الاراضي" الليبية، كما حذر اوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بأن "الافعال لها عواقب"، مبررا بذلك قرار الولايات المتحدة المشاركة في عمليات القصف على مواقع للنظام الليبي التي جرت مساء أمس.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد انتهاء القمة الدولية بخصوص ليبيا في باريس أمس، إن "لدى أميركا قدرات فريدة وستقدمها لمجهود الحلفاء العسكري".
وأضافت "ان الولايات المتحدة ستدعم ائتلافا دوليا يتخذ كل الإجراءات العسكرية لتطبيق القرار1973 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الذي يطلب خصوصا وقفا فوريا لهجمات القذافي على الشعب الليبي".
وشددت كلينتون في المقابل على ان الدعم الاميركي للعمليات "راسخ".
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إن قوات جوية غربية تقوم بموافقة الجامعة العربية بعمليات في ليبيا لمنع قوات القذافي من مهاجمة بنغازي معقل المعارضة المسلحة. وأضاف أن العملية التي تساندها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وتؤيدها الدول العربية سوف تتواصل ما لم يوقف الأخير إطلاق النار.
وقال مصدر عسكري فرنسي إن خمس طائرات فرنسية اثنتان منها من طراز "رافال" متعددة المهام وأخريان من طراز "ميراج" وطائرة انذار مبكر من طراز "أواكس" تشارك في العمليات.
وقال ساركوزي بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الاميركية وزعماء آخرين في باريس، إن الطائرات الفرنسية مستعدة أيضا لضرب دبابات الجيش الليبي، مضيفا "أنه قرار خطير تعين علينا اتخاذه".
ولم يتبين ما إذا كان حلف شمال الاطلسي أو الاتحاد الاوروبي سيشاركان في تنسيق العمليات التي تقوم فرنسا بالجانب الرئيسي منها، بالرغم من أن ايطاليا عرضت استخدام قاعدة لحلف الأطلسي بالقرب من نابولي.
وتزعم ساركوزي توجه التدخل العسكري في ليبيا خلال الايام الاخيرة فيما صعّد القذافي من هجماته على معارضيه الذين تدعمهم فرنسا ودول اخرى.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الهدف من التدخل الدولي في ليبيا، هو مساعدة الشعب الليبي على التحرر من القذافي حتى وإن لم ينص قرار مجلس الأمن الدولي 1973 على ذلك.
وقال رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين في باريس "القذافي هو سبب حدوث ذلك فقد كذب على المجتمع الدولي.. وعد بوقف اطلاق النار.. وانتهك وقف اطلاق النار".
ولا تشارك المانيا في العمليات المشتركة، لكن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني قال انه ليس من المستبعد ان تشارك طائرات حربية ايطالية في العمليات. وأوضح "نعمل في الوقت الراهن على اتاحة استخدام القواعد ولكن اذا طلبوا (منا شيئا اخر) فإنه التدخل العسكري".
وعبرت روسيا التي امتنعت عن التصويت على قرار الامم المتحدة، عن اسفها للتدخل العسكري، بينما رفضت لجنة الاتحاد الافريقي التي ينتظر وصولها الى ليبيا اليوم "التدخل العسكري".
وكان القذافي حذر في رسائل الى الرئيسين الاميركي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من انهم "سيندمون" اذا تدخلوا في ليبيا.
عسكرياً، أطلقت القوات الاميركية والبريطانية أمس، دفعة اولى من نحو 112 صاروخ توماهوك على ليبيا كما صرح الاميرال الاميركي وليام غورتني للصحافيين.
وقال المسؤول العسكري الاميركي ان الصواريخ اطلقت من سفن وغواصات واصابت "اكثر من 20 هدفا" بينها انظمة مضادة للطيران ونقاط اتصالات استراتيجية تقع جميعها على الساحل الليبي. وأوضح ان العمليات العسكرية هذه تجري في الليل لذلك لا بد "من مزيد من الوقت" لتحديد نتيجة القصف.
وقال مسؤولون ان تحالفا من الولايات المتحدة وأربع دول اخرى بدأ عملا عسكريا ضد ليبيا أمس، في محاولة من الغرب لإزاحة القذافي عن السلطة. وأضاف ان بعض الدول العربية على الاقل من المتوقع ان تنضم الى التحالف في وقت لاحق.
وستشارك قوات وطائرات اميركية في العملية التي يطلق عليها "فجر اوديسا" التي تستهدف اساساً الدفاعات الجوية حول مدينتي طرابلس ومصراتة. وتتمركز نحو 25 سفينة تابعة للتحالف بينها ثلاث غواصات اميركية مزودة بصواريخ "توماهوك" في البحر المتوسط. ويوجد خمس طائرات استطلاع اميركية في المنطقة. ويتحرك سلاح الجو البريطاني ايضا في الاجواء الليبية.
وذكر التفزيون الليبي نقلاً عن متحدث باسم الجيش الليبي ان "اهدافا مدنية" في مدن طرابلس ومصراتة وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت (أمس) السبت لغارات "معادية".
وأضاف ان "العدو الصليبي قصف هذه الليلة (أمس) مستشفى بئر الأسطى ميلاد في ضواحي طرابلس الذي يرقد فيه مرضى مصابون بأمراض مزمنة بينهم عدد من المسنين".
وتجمع مئات الليبيين في المقر العام للقذافي في طرابلس "تحسباً للضربات الفرنسية" وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي، في وقت نظمت السلطات الليبية جولة لنحو خمسين صحافياً اجنبياً.
وطاول القصف أمس خزانات وقود تغذي مصراتة ثالث المدن الليبية التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس والمنطقة التي حولها، وفق ما نقل التلفزيون الليبي عن ناطق باسم القوات المسلحة.
وكان سمع دوي انفجارات قوية شرق طرابلس حيث شوهدت ألسنة النيران في الافق.
وحذرت ليبيا مساء أمس من أن الأهداف البحرية والجوية "المعادية" في البحر الأبيض المتوسط ستكون عرضة لعمليات عسكرية بعد قصف التحالف الغربي لمواقع تابعة للقذافي.
وقال رئيس البرلمان الليبي محمد ابو القاسم الزوي إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته عدد من الدول الغربية على طرابلس ومصراتة تسبب في وقوع أضرار جسيمة بين المدنيين وفي المنشآت". وقال في مؤتمر صحافي أن "العدد الكبير من المدنيين الذي أصيبوا من جراء القصف غصت بهم المستشفيات وما تزال سيارات الاسعاف تحاول انقاذ المصابين الآخرين".
وقال إن "هذا العدوان لا يوجد له مبرر باعتبار ان ليبيا قبلت القرار (1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي ليل الخميس الماضي) وأوقفت العمليات العسكرية".
وفيما تبادلت قوات القذافي والثوار الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار، سمع دوي قصف عنيف وخصوصا من الجو جنوب غرب بنغازي حيث شوهد تصاعد اعمدة دخان واشتعال النيران.
وشوهدت طائرة حربية تهوي في اجواء المدينة، تبين لاحقا انها تابعة للثوار.
وبعد ظهر أمس، واصلت قوات القذافي قصف الاحياء السكنية القريبة من بنغازي بالاسلحة الثقيلة وفق شهود، وقال أحد هؤلاء "لديهم اوامر بالقصف العشوائي، ما يحصل مجزرة".
وأفاد المتمردون ان المدفعية والدبابات قصفت الاحياء الغربية وطاولت بعض القذائف وسط المدينة.
وشوهد آلاف الاشخاص أمس يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة.
وانتظم النازحون في طوابير أمام المحطات والافران للتمون قبل انطلاقهم الى طبرق التي تبعد 350 كلم الى الشرق من بنغازي، وإلى مصر.
وفي الغرب، تقدمت دبابات كتائب القذافي نحو الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس) وقصفت مشارف هذه المدينة التي يتمركز فيها المتمردون ما اجبر السكان على الفرار، بحسب شاهد اخر.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ب)
المصدر (http://www.almustaqbal.com/Stories.aspx?storyid=458343)